قصيدة ( أبدا تحن إليكم الأرواح ) للسهروردي المقتول
أبدا تحن إليكم الأرواح
السهروردي المقتول
...........
أبدا تحنّ إليكم الأرواح : ووصالكم ريحانها والراحُ
وقلوب أهل ودادكم تشتاقكم: وإلى لذيذ لقائكم ترتاح
وارحمة للعاشقين تكلفوا: ستر المحبة والهوى فضاح
بالسر إن باحوا تباح دماؤهم : وكذا دماء البائحين تباح
وإذا همُ كتموا تحدث عنهمُ : عند الوشاة المَدمع السفاح
وبدت شواهد للسقام عليهمُ : فيها لمشكل أمرهم إيضاح
خفَض الجناح لكم وليس عليكمُ : للصب في خفض الجَناح جُناح
فإلى لقاكم نفسه مرتاحة : وإلى رضاكم طرفه طمّاح
عودوا بنور الوصل من غسق الجفا : فالهجر ليل والوصال صباح
وتمتعوا فالوقت طاب لقربكم : راق الشراب ورقّت الأقداح
صافاهمُ فصفوا له فقلوبهم : في نورها المشكاة والمصباح
يا صاح ليس على المحبّ ملامة : إن لاح في أفق الوصال صباح
لا ذنب للعشاق إن غلب الهوى : كتمانهم فنمى الغرام فباحوا
سمحوا بأنفسهم وما بخلوا بها : لما دروا أن السماح رباح
ودعاهمُ داعي الحقائق دعوة : فغدوا بها مستأنسين وراحوا
ركبوا على سنن الوفا ودموعهم : بحرٌ وحادي شوقهم ملاّحُ
والله ما طلبوا الوقوف ببابه : حتى دُعوا وأتاهم المفتاح
لا يطربون لغير ذكر حبيبهم : أبدا فكل زمانهم أفراح
حضروا فغابوا عن شهود ذواتهم : وتهتّكوا لما رأوه وصاحوا
أفناهمُ عنهم وقد كشفت لهم : حُجُب البقا وتلاشت الأرواح
فتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم : إن التشبه بالكرام فلاح
أبداً تحن إليكم الأرواحُ : ووصالكم ريحانها والراحُ
وقلوب أهل ودادكم تشتاقكم : وإلى لذيذ وصالكم ترتاحُ
قم يا نديم إلى المُدام فهاتها : في كأسها قد دارت الأقداح
هي خمرة الحِبّ القديم ومنتهى : غرض النديم فنعم ذاك الراحُ