قدمت 75 شهيدا و شهدت أبرز معارك المنطقة الرابعة.. دشرة ذراع الأبيض بالدشمية في البويرة خارج مجال التنمية
تتواصل معاناة سكان قرية " ذراع البيض" التابع لإقليم بلدية الدشمية غرب ولاية البويرة بعزلتها و تقاسم سكانها كل أنواع وأشكال الهموم مع استمرار غياب بوادر التنمية بالقرية التي اقترن اسمها بالتهميش وصنفت ضمن القرى المنسية أو خارج "مجال التغطية" رغم أن هذه الأخيرة قدمت 75 شهيدا وشهدت ابرز معارك المنطقة الرابعة إبان الثورة التحريرية أبرزها معركة العقيد احمد بن شريف .
الزائر للقرية يلمح من الوهلة الأولى حجم المأساة التي تتقاسمها العشرات من العائلات منذ زمن طويل والتي اتخذت من القرية التي تنعدم فيها كل ضروريات الحياة الكريمة مسكنا لها. و في هذا الصدد اشتكى سكان قرية " ذراع الأبيض " العديد من المشاكل والنقائص التي تطبع القرية التي لم تنعم بعد بطعم الاستقلال.
القرية تعاني العطش والإنارة العمومية غائبة
وعند تجولنا في أرجاء القرية شدنا الانتباه إلى أن أزقة القرية المترامية الأطراف تحتوي على أعمدة توصيل الكهرباء ولكن تبقى فيها مصابيح الإنارة غائبة تماما مثلما أكده السكان ما جعل من القرية هدف للصوص المواشي و ما زاد من تذمر السكان هو أن القرية تعاني نقصا فادحا في المياه الصالحة للشرب رغم تواجد خزان مائي شيّد مند 14 سنة و هذا ما يدفعهم إلى اللجوء إلى مياه الآبار أو اقتناءها عبر الصهاريج.
مسجد القرية مهمل ويفتقد إلى إمام
وندّد سكان القرية بتماطل مديرية الشؤون الدينية لولاية البويرة بعدم تعيين إمام لمسجد القرية المسمى بمسجد على بن أبي طالب الذي لم تنته أشغال البناء به بعد رغم مرور سنوات على تشيده. وحسب احد السكان فان المسجد يحتوي على مكان خاص بالإمام إلا أن الإمامة أصبحت تقتصر على أفراد القرية بصفة دورية .
طرقات ترابية و غياب مراقبة الأشغال
وواصلنا سيرنا بالقرية حيث أصر السكان في حديثهم إلينا على أنهم مستاءون من المقاولة المكلفة بأشغال تعبيد الطريق الريفي الرابط بين قريتهم ومنطقة الشقة على مسافة تقدر بـ 12بكلم، حيث توقفت الأشغال لأسباب تبقى مجهولة، مطالبين هؤلاء تدخل السلطات في القريب العاجل لاستكمال الأشغال وفك العزلة عنهم بالإضافة إلى مناشدتهم بشق الطرقات بين السكنات.
"الوالي لا يرد على مراسلاتنا و المير لا يزورنا"
وقال القاطنون أن السلطات الوصية تتعمد تجاهلهم بدء بالقاضي الأول بالولاية رغم المراسلات العديد بضرورة الالتفاتة إلى مشاكل قريتهم وتسوية مشكل الغاز الطبيعي رغم أن المحول الرئيسي لا يبعد عن قريتهم سوى ببضع كيلومترات، كما فتح سكان القرية النار على رئيس بلدية الدشمية الذي قالوا انه لم يزرهم يوما و أخر مرة كانت خلال الحملة الانتحابية .
الشباب لا يعرفون الانترنيت
كما التف من حولنا العديد من شباب المنطقة وخاصة الأطفال الذين طالبوا بمرافق رياضية ترفع عنهم الغبن وروتين يوميات القرية، حيث يتخذون من مساحات الرعي مرافق لهم في غياب أي برامج لفائدة هؤلاء، وكم كانت دهشتنا كبيرة لما علمنا أن معظم هؤلاء لا يعرفون الانترنيت و كأنهم يعيشون بمعتقل معزول عن العالم الخارجي .
التاريخ يذكرها و الأسرة الثورية تتجاهلها
وكانت صدمة السكان حين تم تهميش قريتهم من برنامج الاحتفالات ذكرى أول نوفمبر من قبل الأسرة الثورية والبلدية حيث لم يكلف ولا من المسؤولين نفسه عناء للتنقل إلى القرية لرفع العلم ترحما على أرواح الشهداء رغم أن المنطقة كانت شاهدة على ابرز معارك المنطقة الرابعة ومر بها شهداء صنعوا اسما في تاريخ الثورة التحريرية على غرار علي ملاح ،العقيد منحد آكلي، الصايكي، محمد ديرة، خلفي عبد القادر، سي لخضر و أخيرا المجاهد الكبير احمد بن شريف الذي خاض معركة طاحنة لمدة يومين سنة 1957 وعرفت سقوط شهيد المنطقة على بوداي .
الجزائر اونلاين