فضاءات شنهور

شنهور

فضاء الإبداعات الأدبية والفنية

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدة
الطيب سيد أحمد محمد
مسجــل منــــذ: 2011-02-13
مجموع النقط: 1458.41
إعلانات


عبد الرحمن العشماوي ( هل غادر الرؤساء من متردم ؟ ))



قصيدة للشاعر الدكتور عبد الرحمن العشماوي
يعارض بها معلقة عنترة بن شداد
وفيها يسلط الضوء على واقع الأمة الإسلامية والعربية .
.....

هل غادر الرؤساء من متردم : أم هل عرفت حقيقة المتكلم

سنة على سنة تراكم فوقها : تعب الطريق وسوء حال المسلم

سنة على سنة وأمتنا على : جمر الغضى والحزن يشرب من دمي

قمم تُشَيَّدُ فوق أرض خضوعنا : أرأيت قصراً يُبتنى في قمقم؟!

يا دار مأساة الشعوب تكلمي : وعمي صباح الذل فينا واسلمي

إنا على المأساة نشرب ليلنا : سهراً وفي حضن التوجس نرتمي

ما بين مؤتمر ومؤتمر نرى : شبحاً يعبر عن خيال مبهم

التوصيات تنام فوق رفوفها : نوم الفقير أمام باب الأشأم

شجب وإنكار وتلك حكاية : ماتت لتحيا صرخة المستسلم

أ أبا الفوارس وجه عبلة شاحب : وأمام خيمتها حبائل مجرم

أ أبا الفوارس صوت عبلة لم يزل : فينا ينادي : ويك عنتر أقدم

ترنو إليك الخيل وهي حبيسة : تشكو إليك بعبرة وتحمحم

هلاّ غسلت السيف من صدأ الثرى : وعزفت في الميدان ركض الأدهم

هلاّ أثرت النقع حتى ينجلي : عن قبح وجه الخائن المتلثم

وأرحتنا من كل صاحب زلة : يوحي إليك بقصة ابني ضمضم

أ أبا الفوارس أمطرت من بعدكم : سحب الهدى غيثاً هنيء الموسم

لو أبصرت عيناك وجه محمد : ورأيت ما يجري بدار الأرقم

ورأيت مكة وهي تغسل وجهها : بالنور من آثار ليل مظلم

وفتحت نافذة لتسمع ما تلا : جبريل من آي الكتاب المحكم

ورأيت ميزان العدالة قائماً : يُقتص فيه ضحىً من ابن الأيهم

ورأيت كيف غدا بلال سيداً : ومضى الطغاة إلى شفير جهنم

لو أن عينك أبصرت إسلامنا : لخرجت من كهف الضلال المعتم

وحملت عبلة والحجاب يزيدها : شرفاً وأطفأت اللظى في زمزم

لو عشت في الإسلام ما عانيت من : لون السواد ولا نضحت بمنشم

أ أبا الفوارس قد عرفتك حافظا ً: حق الجوار تغض طرف الأكرم

ولقد رأيتك في خيالي والوغى : تشتد حين كررت غير مذمم

فأَدَرْتُ دولاب الأماني أن أرى : في عصرنا وجه الشجاع المقدم

لكنَّ دولاب الأماني لم يدر : إلا بصورة خائف متوهم

كم فارس من قومنا لما رأى : لهب الرصاص أدار مقلة غيلم

ترك الضحايا خلفه وسعى إلى : قبو ليغمض مقلتيه ويحتمي!!

أ أبا الفوارس قف مكانك إننا : لنعيش في زمن الخداع المبرم

لم يدرك العربي في أيامنا : كرم الجدود ولا يقين المسلم

طُعِنَت كرامة أمتي في قلبها : ليس الكريم على القنا بمحرّم

وصراخ أسئلتي يجسد ما حوى : قلبي من الجرح العميق المؤلم

يا أمة الإسلام هل لك فارس : يغشى الوغى ويعف عند المغنم

إني ذكرتكِ والجراح نواهل : مني وحرفي قد تلجلج في فمي

فوددت تمزيق الحروف لأنها : وجمت وجوم جبينكِ المتورم

يا أرض ( داكار ) اسألي عن حالنا : إن كنت جاهلة بما لم تعلمي

يخبرك مَنْ شهد الهزيمة أننا : بتنا على حال الأصم الأبكم

يا أرض داكار المشوقة ربما : رَفَعَت إليك الريح صوت اليُتَّم

ولربما فتحت لكِ الباب الذي : زمن السكوت بسرّه فتفهمي

وتأملي كل الوجوه ورددي : ما تسمعين من الهتاف، ونغّمي

وإذا رأيت بشائر الفرح التي : ماتت لدينا فاصرخي وتكلمي

يا قادة الدول التي لم تتخذ : لغة موحدة أمام المجرم

في الكون دائرتان واحدة لها : ألق وأخرى ذات وجه أسحم

يا قادة الدول التي لولا الهوى : وخضوعها لعدوها لم تهزم

القمة الكبرى، صفاء قلوبكم : من قبضة الدنيا وأسر الدرهم

القمة الكبرى، انتشال شعوبكم : وبناء صرح إخائنا المتهدم

أما مطاردة السراب فإنها : وهم يجرعنا كؤوس العلقم

مدوا إلى الرحمن أيديكم فما : خابت يد تمتد نحو المنعم

تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع

| حاتم | 01/11/13 |
روعة رهيبة جدا
مشكور استاذ


...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة