روائع شعر إيليا أبي ماضي ( قصيدة العيون السود )
العيون السود
إيليا أبو ماضي
........
ليت الذي خلق العــــيون الســــــودا : خــلق القلـــوب الخــــافقات حديدا
لولا نواعــســهـــــا ولولا ســـحـــــرها : ما ود مـــالك قـــلبه لـــــو صـــــيدا
عَـــــوذ فــــــؤادك من نبال لحـاظها : أو مـتْ كمـــا شاء الغرام شهيدا
إن أنت أبصرت الجمال ولم تهــــــم : كنت امرأ خشن الطباع ، بليدا
وإذا طــــلبت مع الصـــــــبابة لـــذةً : فــلقد طــلبت الضـائع المــوجــودا
يــا ويــح قـــلبي إنـه في جـــــانبي : وأظـــنه نـــائي المــــــزار بعـيدا
مــســـتوفـــــزٌ شــــوقاً إلى أحـــبابه : المـــرء يكره أن يعــــيش وحيدا
بـــــــرأ الإله له الضــــــــــلوع وقايةً : وأرتـــــــه شقوته الضلوع قيودا
فإذا هــــــفا بــــــــرق المنى وهفا له : هــــــاجــــت دفائنه عليه رعــــودا
جــــشَّــــمتُهُ صــــبراً فـــــلما لم يطقْ : جـــشــــمته التصويب والتصعيدا
لــو أســتطيع وقـيته بطش الهوى : ولـــو استطاع سلا الهوى محمودا
هي نظرة عَرَضت فصارت في الحشا : نــاراً وصــــار لها الفـــؤاد وقودا
والحــبٌ صوتٌ ، فهــــو أنــــــــةُ نائحٍ : طـــوراً وآونــــة يكون نشــــيدا
يهــــب البــواغم ألســـــــناً صداحة : فــــإذا تجنى أســــــكت الغريدا
ما لي أكــــلف مهـجــتي كتم الأسى : إن طــــال عهد الجرح صار صديدا
ويــلذُّ نفــــــسي أن تكون شـــقيةً : ويلــذ قلبي أن يكــــــــون عميدا
إن كنت تدري ما الغـرام فداوني : أو ، لا فخل العــــــــذل والتفنيدا
>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>
ولد إيليا ضاهر أبو ماضي في المحيدثة في المتن الشمالي في جبل لبنان عام 1889 وهاجر إلى مصر سنة 1900م وسكن الإسكندرية وأولع بالأدب والشعر حفظاً ومطالعة ونظماً. أجبره الفقر أن يترك دراسته بعد الابتدائية، فغادر لبنان إلى مصر ليعمل في تجارة التبغ، وكانت مصر مركزاً للمفكرين اللبنانيين الهاربين من قمع الأتراك، نشر قصائد له في مجلاتٍ لبنانية صادرة في مصر، أهمها "العلم" و"الاكسبريس"، وفيها تعرف إلى الأديب أمين تقي الدين، الذي تبنى المبدع الصغير ونشر أولى أعمال إيليا في مجلته "الزهور" حتى نال شهرة واسعة وذاع صيته
توفي سنة 1957.