أم المؤمنين ( أم سلمة ) رضي الله عنها
أم المؤمنين
( أم سلمة )
رضي الله عنها
.........
اسمها ونسبها :
.....
هي هند بنت أبي أمية - واسمه حذيفة وقيل سهل - ابن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم
القرشية المخزومية أم المؤمنين أم سلمة..
.........
بعض المواقف من حياتها مع الرسول صلى الله عليه وسلم:
..................
ـ تقول أم سلمة: لما توفي أبو سلمة ، أتيت النبي -صلى الله عليه وسلم-، فقلت: كيف أقول؟ قال: قولي: اللهم اغفر لنا وله، وأعقبني منه عُقبى صالحة فقلته، فأعقبني الله محمدا -صلى الله عليه وسلم-.
ـ فلما خطبني النبي -صلى الله عليه وسلم- قلت له: فيَّ خلال ثلاث، أما أنا فكبيرة السن، وأنا امرأة معيل، وأنا امرأة شديدة الغيرة. فقال: أنا أكبر منك، وأما العيال فإلى الله، وأما الغيرة فأدعو الله فيذهبها عنك. فتزوجها، فلما دخل عليها قال: إن شئت سبعت لك، وإن سبعت لك سبعت لنسائي. فرضيت بالثلاث. والحديث في الصحيح من طرق كثيرة..
ـ وعن أم كلثوم ، قالت: لما تزوج النبي -صلى الله عليه وسلم- أم سلمة ، قال لها: إني قد أهديت إلى النجاشي أواقي من مسك وحلة، وإني أراه قد مات، ولا أرى الهدية إلا سترد، فإن ردت، فهي لك. قالت: فكان كما قال، فأعطى كل امرأة من نسائه أوقية، وأعطى سائره أم سلمة والحلة.
ـ وكان لها يوم الحديبية رأي صائب يدل على وفور عقلها فعندما عقد الصلح مع مشركي مكة كان كثير من المسلمين غير راضين عن بعض شروطه،
( الشرطان اللذان أغضبا المسلمين هما : رجوع محمد وأصحابه عن العمرة ,, والثاني : من جاء محمدا من قريش رده إليها ومن جاء قريشا من محمد لا ترده )
حتى جاء عمر بن الخطاب إلى النبي صلى الله عليه وسلم يخبره أن المسلمين غير راضين عن هذا الصلح
فقال : يا رسول الله ( ألسنا على الحق وهم على الباطل ؟ )
قال : بلى يا عمر ؟
قال : فعلام نعطي الدنية في ديننا ؟
فقال صلى الله عليه وسلم ( يا ابن الخطاب أنا عبد الله ورسوله لن أخالف أمره ولن يضيعني )
فلما أمرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتحلل تأخروا في الاستجابة فشق ذلك على رسول الله صلى الله عليه وسلم ودخل على أم سلمة وذكر لها الأمر فقالت: يا نبي الله اخرج ثم لا تكلم أحداً منهم كلمة حتى تنحر بدنك وتدعو حالقك فيحلق لك. فقام صلى الله عليه وسلم ونحر وحلق وتحلل فقام أصحابه ينحرون ويحلقون ويتحللون اقتداء به.
ـ وفي بيتها نزل قوله تعالى:
( إنما يريد الله أن يذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً ) فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى علي وفاطمة والحسن والحسين، فقال: هؤلاء أهل بيتي، فقالت: يا رسول الله أنا من أهل البيت؟ قال: بلى إن شاء الله , أنت على خير يا أم سلمة .
...............
بعض المواقف من حياتها مع الصحابة:
..................
ـ عن زياد بن أبي مريم قال:قالت أم سلمة لأبي سلمة:
بلغني أنه ليس امرأة يموت زوجها وهو من أهل الجنة ثم لم تتزوج بعده إلا جمع الله بينهما في الجنة، وكذا إذا ماتت امرأة وبقي الرجل بعدها؛ فتعال أعاهدك أن لا أتزوج بعدك، ولا تتزوج بعدي.
قال: أتطيعيني؟ قالت: ما استأمرتك إلا وأنا أريد أن أطيعك. قال: فإذا مت فتزوجي. ثم قال: اللهم ارزق أم سلمة بعدي رجلا خيرا مني لا يخزيها ولا يؤذيها.
قالت:فلما مات قلت: من هذا الذي هو خير لي من أبي سلمة؟! فلبثت ما لبثت، ثم تزوجني رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-.
- وفي الصحيح، عن أم سلمة أن أبا سلمة قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-: إذا أصاب أحدكم مصيبة فليقل: "إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم عندك أحتسب مصيبتي وآجرني فيها". وأردت أن أقول: "وأبدلني بها خيرا منها" فقلت: من هو خير من أبي سلمة؟ فما زلت حتى قلتها.... فأبدلني الله برسول الله صلى الله عليه وسلم
.....
ـ تروي أم سلمة -رضي الله عنها- قصة هجرتها إلى المدينة فتقول:(لما أجمع أبو سلمة الخروج إلى المدينة رحّل بعيراً له، وحملني وحمل معي ابني سلمة، ثم خرج يقود بعيره، فلما رآه رجال بني المغيرة قاموا إليه فقالوا:( هذه نفسك غلبتنا عليه، أرأيت صاحبتنا هذه، علامَ نتركك تسير بها في البلاد؟)000ونزعوا خطام البعير من يده، وأخذوني، فغضب عند ذلك بنو عبد الأسد، وأهووا إلى سلمة وقالوا:( والله لا نترك ابننا عنده، إذا نزعتموها من صاحبنا )000فتجاذبوا ابني سلمة حتى خلعوا يده، وانطلق به بنو عبد الأسد، ورهط أبي سلمة، وحبسني بنو المغيرة عندهم، وانطلق زوجي أبو سلمة حتى لحق بالمدينة، ففرق بيني وبين زوجي وابني000
فكنت أخرج كلّ غداة، وأجلس بالأبطح، فما أزال أبكي حتى أمسي سبعاً أو قريبه، حتى مرّ بي رجل من بني عمي فرأى ما في وجهي، فقال لبني المغيرة:( ألا تخرجون من هذه المسكينة فرَّقتم بينها وبين زوجها وبين ابنه؟)000
فقالوا:( الحقي بزوجك إن شئت ) 0وردّ علي بنو عبد الأسد عند ذلك ابني0
فرحلت بعيري، ووضعت ابني في حجري، ثم خرجت أريد زوجي بالمدينة، وما معي من أحد من خلق الله، فكنت أبلغ من لقيت، حتى إذا كنت بالتنعيم لقيت عثمان بن طلحة أخا بني عبد الدار، فقال:( إلى أين يا بنت أبي أمية؟)
قلت:( أريد زوجي بالمدينة ) فقال:( هل معك أحد؟)
فقلت:( لا والله إلا الله، وابني هذا) فقال:( والله ما لك من منزل )
فأخذ بخطام البعير، فانطلق معي يقودني، فوالله ما صحبت رجلاً من العرب أراه أكرم منه، وإذا نزل المنزل أناخ بي ثم تنحى إلى الشجرة، فاضطجع تحتها، فإذا دنا الرواح قام إلى بعيري فقدمه ورحله ثم استأخر عني وقال:( اركبي )
فإذا ركبت واستويت على بعيري أتى فأخذ بخطامه، فقادني حتى نزلت، فلم يزل يصنع ذلك حتى قدم بي المدينة، فلما نظر إلى قرية بني عمرو بن عوف بقباء، قال:( إن زوجك في هذه القرية )
وكان أبو سلمة نازلاً بها، فيستقبل أبو سلمة أم سلمة وابنه معه، بكل بهجة وسرور، وتلتقي الأسرة المهاجرة بعد تفرّق وتشتّت وأهوال
..................
ـ أرسلت إلى السيدة عائشة ناصحة لها لما عزمت على الخروج إلى وقعة الجمل تطلب منها لزوم بيتها، ومما قالته لها: لو قيل لي يا أم سلمة ادخلي الجنة لاستحييت أن ألقى رسول الله صلى الله عليه وسلم هاتكة حجاباً ضربه علي، فاجعليه سترك وقاعة بيتك حصنك.
ـ لما أنزل توبة أبي لبابة على رسوله من آخر الليل وهو في بيت أم سلمة فجعل يبتسم فسألته أم سلمة فأخبرها بتوبة الله على أبي لبابة فاستأذنته أن تبشره فأذن لها فخرجت فبشرته فثار الناس إليه يبشرونه وأرادوا أن يحلوه من رباطه فقال والله لا يحلني إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى صلاة الفجر حله من رباطه رضي الله عنه وأرضاه ـ ويروي سعيد بن جهمان، أن سفينة، قال: اشترتني أم سلمة وأعتقتني واشترطت علي أن أخدم النبي صلى الله عليه وسلم ما عشت، فقلت: أنا ما أحب أن أفارق النبي صلى الله عليه وسلم ما عشت.
- وروى البخاري في صحيحه أن الناس كانوا يتحرون بهداياهم يوم عائشة
لعلمهم ب رسول الله لها فاجتمع أزواجه إلى أم سلمة وقلن لها قولي له يأمر الناس أن يهدوا له حيث كان
فقالت أم سلمة فلما دخل علي رسول الله قلت له ذلك فأعرض عنى ثم قلن لها ذلك فقالت له فأعرض عنها ثم لما دار إليها قالت له فقال يا أم سلمة لا تؤذيني في عائشة فإنه والله ما نزل علي الوحي في بيت وأنا في لحاف امرأة منكن غيرها
.....
مواقف من حياتها مع التابعين:
................
ويروي عوف بن أبي جميلة الأعرابي، قال: كان الحسن وهو الحسن البصري ابناً لجارية أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، فبعثت أم سلمة جاريتها في حاجتها فبكى الحسن بكاءً شديداً فرقت عليه أم سلمة رضي الله تعالى عنها، فأخذته فوضعته في حجرها فألقمته ثديها فدر عليه فشرب منه، فكان يقال: إن المبلغ الذي بلغه الحسن من الحكمة والعلم من ذلك اللبن الذي شربه من أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم.
........
بعض الأحاديث التي نقلتها عن الرسول صلى الله عليه وسلم:
...............
ـ عن زينب ابنة أم سلمة عن أم سلمة قالت: جاءت أم سليم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله إن الله لا يستحيي من الحق فهل على المرأة من غسل إذا احتلمت قال النبي صلى الله عليه وسلم إذا رأت الماء فغطت أم سلمة وجهها وقالت يا رسول الله أوتحتلم المرأة ؟ قال نعم تربت يمينك فبم يشبهها ولدها ؟....
ـ وعن هند بنت الحارث أن أم سلمة رضي الله عنها قالت
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سلم قام النساء حين يقضي تسليمه ومكث يسيرا قبل أن يقوم
قال ابن شهاب فأرى والله أعلم أن مكثه لكي ينفذ النساء قبل أن يدركهن من انصرف من القوم.
ـ وأخبر عن أم سلمة أنها قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما من مسلم تصيبه مصيبة فيقول ما أمره الله إنا لله وإنا إليه راجعون
اللهم أجرني في مصيبتي وأخلف لي خيرا منها إلا أخلف الله له خيرا منها قالت فلما مات أبو سلمة قلت أي المسلمين خير من أبي سلمة ؟
أول بيت هاجر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم إني قلتها فأخلف الله لي رسول الله صلى الله عليه وسلم . قالت أرسل إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم حاطب بن أبي بلتعة يخطبني له فقلت إن لي بنتا وأنا غيور فقال أما ابنتها فندعو الله أن يغنيها عنها وأدعو الله أن يذهب بالغيرة..
ـ قالت زينب سمعت أمي أم سلمة تقول :
جاءت امرأة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله إن ابنتي توفي عنها زوجها وقد اشتكت عينها أفنكحلها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا مرتين أو ثلاثا كل ذلك يقول لا ثم قال إنما هي أربعة أشهر وعشر وقد كانت إحداكن في الجاهلية ترمي بالبعرة على رأس الحول
قال حميد قلت لزينب
وما ترمي بالبعرة على رأس الحول فقالت زينب كانت المرأة إذا توفي عنها زوجها دخلت حفشا ولبست شر ثيابها ولم تمس طيبا ولا شيئا حتى تمر بها سنة ثم تؤتى بدابة حمار أو شاة أو طير فتفتض به فقلما تفتض بشيء إلا مات ثم تخرج فتعطى بعرة فترمي بها ثم تراجع بعد ما شاءت من طيب أو غيره.
......
وفاتها رضي الله عنها:
........
هي آخر أمهات المؤمنين موتا، فقد ثبت في صحيح مسلم أن الحارث بن عبد الله بن أبي ربيعة، وعبد الله بن صفوان دخلا على أم سلمة في خلافة يزيد بن معاوية، فسألا عن الجيش الذي يخسف به، وكان ذلك حين جهز يزيد بن معاوية مسلم بن عقبة بعسكر الشام إلى المدينة، فكانت وقعة الحرة سنة ثلاث وستين، وهذا يدفع قول الواقدي
وكذلك ما حكى ابن عبد البر أن أم سلمة أوصت أن يصلي عليها سعيد بن زيد، فإن سعيدا مات سنة خمسين، أو سنة إحدى أو اثنتين وخمسين، فيلزم منه أن تكون ماتت قبل ذلك، وليس كذلك اتفاقا، ويمكن تأويله بأنها مرضت فأوصت بذلك، ثم عوفيت، فمات سعيد قبلها. والله أعلم.
ودفنت رضي الله عنها بالبقيع.