إعراب ( سلام قولا من رب رحيم ) يس 58
إعراب الآية الكريمة
{سَلَامٌ قَوْلًا مِن رَّبٍّ رَّحِيمٍ}
[يس:58]
..................
اختلفت أقوال المعربين في إعراب هذه الآية ،
وأوصل بعضهم القول فيها إلى ستة أوجه ،
وننقل هنا نص إعراب الشهاب السمين الحلبيّ ، من كتابه
( الدر المصون في إعراب الكتاب المكنون )
وذلك لوجاهته وشموله :
........
إعراب الآية رقم ( 58 ) من سورة ( يس )
{ سَلاَمٌ قَوْلاً مِّن رَّبٍّ رَّحِيمٍ }
.........
قوله: {سَلاَمٌ}: العامَّةُ على رفعِه.
وفيه أوجهٌ :
أحدها: ما تقدَّم مِنْ كونِه خبرَ "ما يَدَّعون".
الثاني: أنه بدلٌ منها، قاله الزمخشري.
قال الشيخ: "وإذا كان بدلاً كان "ما يَدَّعُون" خصوصاً، والظاهر أنَّه عمومٌ في كلِّ ما يَدَّعُونه.
وإذا كان عموماً لم يكن بدلاً منه".
الثالث: أنه صفةٌ لـ "ما"، وهذا إذا جَعَلْتَها نكرةً موصوفةً.
أمَّا إذا جَعَلْتَها بمعنى الذي أو مصدريةً تَعَذَّر ذلك لتخالُفِهما تعريفاً وتنكيراً.
الرابع: أنه خبرُ مبتدأ مضمرٍ، أي: هو سلامٌ.
الخامس: أنه مبتدأٌ خبرُه الناصبُ لـ "قَوْلاً" أي: سلامٌ يُقال لهم قولاً.
وقيل: تقديرُه: سلامٌ عليكم.
السادس: أنه مبتدأٌ، وخبرُه "مِنْ رَبٍ".
و"قولاً" مصدرٌ مؤكدٌ لمضمونِ الجملةِ،
وهو مع عاملِه معترضٌ بين المبتدأ والخبر.
و قرأ أُبَيٌّ وعبد الله وعيسى "سَلاماً" بالنصب.
وفيه وجهان :
أحدهما: أنه حالٌ.
قال الزمخشري: "أي: لهمْ مُرادُهُمْ خالصاً".
والثاني: أنه مصدرُ يُسَلِّمون سلاماً:
إمَّا من التحيةِ، وإمَّا من السَّلامة.
و"قَوْلاً" إمَّا: مصدرٌ مؤكِّدٌ، وإمَّا منصوبٌ على الاختصاصِ.
قال الزمخشري: "وهو الأَوْجَهُ".
و"مِنْ رَبٍّ" إمَّا صفةٌ لـ "قَوْلاً"،
وإمَّا خبرُ "سَلامٌ" كما تقدَّم.
مالم يعربه ابن السمين الحلبي :
قولا : مصدر مؤكد لمضمون الجملة ، وهو مع عامله ،
معترض بين المبتدأ والخبر .
وقال الزمخشريّ : والأوجه أن ينتصب على الاختصاص ،
وهو من مجازه .
وجعله الجلال السيوطيّ منصوبا على نزع الخافض .
وقال آخرون :
هو مصدر منصوب بفعل محذوف ،
وهو مع عامله :
صفة لسلام ؛ أي :يقول لهم .
وجملة سلام قولا من رب رحيم :
في محل نصب مقول القول المحذوف .
ومن ربّ : صفة لـ (قولا) .
ورحيم : صفة لربّ