ميت ضافر

ديكتاتورية كرسي ... أم .. كرسي الديكتاتور سارة مازن
09/14/2011
لا يخفى على أحد الأهداف النبيلة التى قامت من أجلها ثورة 23 يوليو فقد كانت تسعى إلى إصلاح اجتماعى و أيضاً سياسى وكان من أهم أسباب تفجير تلك الثورة استبداد الملك فاروق بالحكم واستيلاؤه على عرش مصر كانت ثورة عظيمة بقيادة زعيم عظيم وهو الراحل جمال عبد الناصر و لا يستطيع أحد أن ينكر ما حققته الثورة لمصر ولكن عندما تولى الزعيم جمال عبد الناصر الحكم لم تتغير استراتيجياته عن من سبقوه فقد حكم مصر بمنتهى الديكتاتورية لقد شهد عصره إنجازات اقتصادية واجتماعيه غير مسبوقة و لكن عن الحياة السياسية أتحدث...يا ترى هل يكمن السر فى كرسى الحكم ؟؟!!! أما أن جمال عبد الناصر كان ديكتاتورياً الطبع ..ولكنى أؤيد أن كرسى الحكم هو من صنع ديكتاتورية جمال .. لا تفسير منطقى سوى هذا فكيف يكون الراحل جمال عبد الناصر قائد ثورة ضد الديكتاتورية ثم يحكم هو بديكتاتورية ... وهنا السؤال هل كان كل من يحكم مصر ديكتاتوراً فى الأصل .. أم أن الكرسى هو مصنع الديكتاتورية ...
قد يختلف البعض معى فى إذا ماكان الرئيس الراحل جمال عبد الناصر كان ديكتاتوريا أم لا .. ولكن لن يختلف أحد معى إذا ماقلت أن الرئيس المخلوع حسنى مبارك قد أصبح ديكتاتورياً بعد سنوات حكمه الأولى ... هل هذا تأثير الكرسى ؟؟؟!!! ....كعادة الحكام بدأ الأمر بالترحيب ثم تحول تدريجيا إلى الترهيب ...هكذا تسير الحكاية ..خضوع ... خنوع .. وفى النهاية يأتى التسليم .. لقد حكم حسنى مبارك مصر بمنتهى الديكتاتورية وقمع الآراء المعارضة ناهيك عن الفساد الأقتصادى والأجتماعى .. ولكن الجديد والغريب فى عهد حسنى مبارك أن الكرسى لم يصنع ديكتاتوراً واحداً .. لقد امتدت لعنة الكرسى لتصيب نجله جمال ..قد يكون هذا بسبب اقترابه الشديد من كرسى الحكم حتى أصيب باللعنه التى لا شفاء منها سوى بالموت أو بإقتلاع المصاب بها من على الكرسى كما حدث .
. ولهذا قامت ثورة 25 يناير ولهذا تقوم الثورات وهكذا أيد الجيش الثورة وحمى شعبه من الإبادة ... ولكن المصريين فى ظل فرحتهم الغامرة بتنحى الرئيس نسوا شيئاً هاماً وهو تغيير الكرسى .. بالفعل إنه خطأ فادح ارتكبه المصريون ولم يدركوا نتائجه إلا عندما رأووا استبداد المجلس العسكرى بالحكم ... ألم يكن من الأفضل أن يخرج الشعب فى مظاهرات للهتاف ”الشعب يريد تغيير الكرسى“ نعم هذا ما نحتاجه تغيير الفكر وليس الأشخاص ...لقد بدأت أقتنع فعلا أن المشكلة الرئيسية تكمن فى الكرسى ...ماالسر الذى يجعل كل من يجلس عيه يحكم مصر بهذه الديكتاتورية ..هل مثلاً أصابته تعويذة كالأفلام القديمة ؟؟!!...أو اهداه أحد ملوك أوروبا لمصر-عن قصد على غرار نظرية المؤامرة ؟؟!!!...
ستظل قناعتى بأن المشكلة فى الكرسى إلا أن يغير نظراتى للأمور حاكم ديمقراطى يجلس على الكرسى فلا يتغير ليجعلنى أؤمن بأنى ظلمت الكرسى طويلا ...وأن المشكلة تكمن فى الأشخاص الذين جلسوا عليه .. حينها فقط سأصدر حكمى على الكرسى بالبراءة ... وإلا فإن لم يحدث سأخرج فى مظاهرات مع الشعب للهتاف
”الشعب يريد تغيير الكرسى ”