العلامة مالك بن نبي _سيرة وحياة _
مالك بن نبي
مالك بن نبي
المفكر مالك بن نبي
الميلاد 1905
تبسة، الجزائر
الوفاة 31 أكتوبر، 1973
' 31 أكتوبر 1973 الجزائر
اللقب من أعلام الفكر الإسلامي العربي في القرن العشرين
الجنسية من الجزائر
مالك بن نبي (1905-1973م) من أعلام الفكر الإسلامي العربي في القرن العشرين.
حياتهولد في مدينة تبسة شرق الجزائر سنة 1905 م، وترعرع في أسرة إسلامية محافظة. فكان والده موظفا بالقضاء الإسلامي حيث حول بحكم وظيفته إلى ولاية تبسة حين بدا مالك بن نبي يتابع دراسته القرآنية. والابتدائية بالمدرسة الفرنسية. وتخرج سنة 1925م بعد سنوات الدراسة الأربع،
سافر بعدها مع أحد أصدقائه إلى فرنسا حيث كانت له تجربة فاشلة فعاد مجددا إلى مسقط رأسه. وبعد العودة تبدأ تجارب جديدة في الاهتداء إلى عمل، كان أهمها، عمله في محكمة أفلو حيث وصلها في مارس 1927م، احتك أثناء هذه الفترة بالفئات البسيطة من الشعب فبدأ عقله يتفتح على حالة بلاده. وقد استقال من منصبه القضائي فيما بعد سنة 1928 إثر نزاع مع كاتب فرنسي لدى المحكمة المدنية،
أعاد الكرة سنة 1930م بالسفر لفرنسا ولكن هذه كانت رحلة علمية. حاول أولا الالتحاق بمعهد الدراسات الشرقية، إلا أنه لم يكن يسمح في ذلك الوقت للجزائريين أمثاله بمزاولة مثل هذه الدراسات. فتركت هذه الممارسات تأثيرا كبيرا في نفسه. فاضطّر للتعديل في أهدافه وغاياته، فالتحق بمدرسة (اللاسلكي) للتخرج كمساعد مهندس، ممّا يجعل موضوعه تقنياً خالصاً، أي بطابعه العلمي الصرف، على العكس من المجال القضائي أو السياسي.
انغمس مالك بن نبي في الدراسة وفي الحياة الفكرية، واختار الإقامة في فرنسا وتزوج من فرنسية ثم شرع يؤلف الكتب في قضايا العالم الإسلامي، فأصدر كتابهالظاهرة القرآنية في سنة 1946 ثم شروط النهضة في 1948، الذي طرح فيه مفهوم القابلية للاستعمار ووجهة العالم الإسلامي 1954، أما كتابه مشكلة الأفكار في العالم الإسلامي فيعتبر من أهم ما كتب بالعربية في القرن العشرين.
انتقل إلى القاهرة بعد إعلان الثورة المسلحة في الجزائر سنة 1954م وهناك حظي باحترام كبير، فكتب فكرة الإفريقية الآسيوية 1956. وتوالت أعماله الجادة. وبعد استقلال الجزائر عاد إلى أرض الوطن، فعين مديراً للتعليم العالي الذي كان محصوراً في جامعة الجزائر المركزية، حتى استقال سنة 1967 متفرغاً للكتابة، بادئاً هذه المرحلة بكتابة مذكراته، بعنوان عام مذكرات شاهد القرن.
مذكرات شاهد القرنصورة عن نضال (مالك بن نبي) الشخصي في طلب العلم والمعرفة أولاً، والبحث في أسباب الهيمنة الأوروبية ونتائجها السلبية المختلفة وسياسة الاحتلال الفرنسي في الجزائر وآثاره، ممّا عكس صورة حية لسلوك المحتلين الفرنسيين أنفسهم في (الجزائر) ونتائج سياستهم، ووجوهها وآثارها المختلفة: الاقتصادية، والثقافية، والاجتماعي.
لكن مذكراته ممّا عبر بشكل قوي عن صلته بوطنه، وآثار الاستعمار والدمار الذي أحدثه في (الجزائر) سياسياًً، واقتصادياً، وثقافياً، واجتماعياً، فهو شاهد على حقبة مظلمة في تاريخ الجزائر وظروف مواجهة الفعل الاستعماري العنصري، فكانت الشهادة قوية زاخرة، وستبقى من المناجم الثرية للباحثين في أكثر من مجال من مجالات الحياة المختلفة، وفي مقدمتها المجال الاجتماعي والثقافي والسياسي أولاً وأخيراً، حيث يسجل لنا مالك مواقف مختلفة في مسار الحركة الوطنية نفسها، مما خدم القضية الوطنية في (الجزائر) ومما خذلها منذ أصيب المجتمع بمرض (الكلام) بتعبير (مالك بن نبي) نفسه، بعد إخفاق (المؤتمر الإسلامي الجزائري) سنة (1936) إلى (باريس) في الحصول على مطالبه "ولا يستطيع أحد تقييم ما تكبدنا من خسائر جوهرية منذ استولى علينا مرض الكلام، منذ أصبح المجتمع سفينة تائهة بعد إخفاق البيالمؤتمر" المؤتمر ذلك المشروع الذي قضى نحبه "في الرؤوس المثقفة: مطربشة كانت أم معممة" فكان ذلك عبرة للحركة الوطنية التي فصلت الخطاب فيها ثورة نوفمبر (1954-1962)، في ليل اللغط الحزبي البهيم؛ فكانت هذه الثورة (جهينة الجزائر) التي قادت إلى استقلال مضرج بالدماء والدموع، وسرعان ما عمل العملاء والانتهازيون والوصوليون على اغتصابه، وتهميش الشرفاء الأطهار من صانعيه، وفي مقدمة هؤلاء الشرفاء رجال الفكر والرأي ومنهم (مالك بن نبي) الذي قضى يوم (31/10/1973)، في صمت معدماً، محاصراً منسياً، وهي سبة عار في جبين أولئك الديماغوجيين ومنهم (أشباه المجاهدين) الذين باعوا الوطن ـ مقايضة ـ على (طبق من ذهب) لعملاء الاستعمار، وبيادقه، وأحفاده انتماء، وهوى؛ ليمرغوا سمعته في الأوحال العفنة.
في مهب المعركة: تحية إلى داعية اللاعنف
"في عالم يسوده القلق، وهو يتأهب مرة أخرى إلى انطلاق الوحشية والعنف، يبدو أنه ليس من العبث أن نذكر من حين إلى آخر سيرة غاندي." "إن جهاز الاستعمار الضخم وقف عند حده، وباء بالخسران أمام معزة غاندي، وسرباله (الساري) ومغزله، وصلواته وصيامه مع الجماهير وفي خلواته." "إن كل المظهر الجذاب، الأسطوري لكفاح غاندي والانتصار الذي توجه بالتالي، أصبح مما تعارف عليه الناس في المستقبل على أنه فصل جميل من تاريخ الإنسانية التقليدي، ولكن هذا المظهر الذي ينعكس فيه بالخصوص الضمير الهندوكي، لا يفسر لنا وحده معنى اللاعنف.. فهناك مظهر آخر نريد لفت النظر إليه هنا لأنه يكمل ما نعتقد، النبذة التي أردنا تقديمها في هذه السطور، مع مطابقة، من ناحية أرى مع معنى من معاني القرآن". "و ليس مما يخالف طبيعة المسلم أن يرى في هذه الفلسفة، انطباقها على التوجيهات التي يعرفها في دينه، حيث أن القرآن يحث على أن يكون الكلام مع الخصم، موجها إلى ضميره حتى يصبح كأنه (ولي حميم)". إلى أن يتم مقاله بهذه العبارة:" هكذا رفات غاندي التي ذروها، طبقا للتقاليد، في مياه الغانج المقدسة ستجمعها الأيام في أعماق ضمير الإنسانية كيما ينطلق يوما انتصار اللاعنف، ونشيد السلم العالمي". و يذكر في موضع آخر من كتابه "فكرة الأفرواسيوية على ضوء مؤتمر باندونغ: " ونحن ندين له (غاندي) أولا بمنطق جديد للسلام، فرض نفسه تماما في مناقشات المؤتمر "الأفروسيوي" وفي ضوئه الاص لم تعد مشكلة السلام محصورة في نطاق ما يسمى "مراكز القوة"، وإنما في نطاق مبادئ معينة مستوحاة من أحدث التجارب الإنسانية وأمضاها في الميدان السياسي." "فالقوة التي حررت الهند ليست قوة السلاح، ولكنها قوة المبدأ الذي كسب مكانة قيمة إنسانية، ومقياسا عالميا هو: عدم العنف، على حين أن "القوة" التي انطلقت خلال حربين عالميتين لم تحرر إلا الموتى".ص25. " إن القرن العشرين يحفظ، في أعماق ضميره، الأفكار التي زرعها في التاريخ ويحفظ معها أسماء الزراع الكبار الذين زرعوها." "كأنما ثمة معبد تحفظ فيه الأفكار الخالدة، ويدخل فيه أيضا إلى الخلد أصحاب تلك الأفكار، كما فعل أهل الكهف أولئك الفتية المؤمنون، حين آووا إلى كهف الخلد بعد أن كانوا شهود هذا الزمن، والرسل الذين بلغوه رسالة الهند...غاندي...طاغور... فيفيكانندا...راما كريشنا..." " ولقد تراودنا الفكرة، إذا كنا مسلمين، أن نتساءل: هل من بين الزراع لفكرة اللاعنف، وهؤلاء الشهود الكبار الذين آووا إلى الكهف في القرن العشرين، هل من بينهم مسلمون؟" و نجيب مالك بن نبي أنك أنت من بين هؤلاء الزراع الكبار الذين زرعوا فكرة اللاعنف بعيدا... بعيدا في أعماق التاريخ لتقرأها الأجيال وتتمسك بها... إن هذه العبارات وهذه الأفكار ليست وليدة الصدفة أو نزوة عابرة بل هي تعبر فكر الرجل الذي كرس حياته وأفكاره لزراعة الأفكار الحية وليس المميتة... وليس غريبا أيضا أن يضع كتابا كاملا "فكرة الأفروسيوية" لنشر أفكار غاندي عن اللاعنف... فطوبى لصانعي السلام...
وفاتهتوفي يوم 31 أكتوبر 1973م، مخلفا وراءه مجموعة من الأفكار القيمة والمؤلفات النادرة،.
مؤلفاتهتحلَّى مالك ابن نبيّ بثقافة منهجيَّة، استطاع بواسطتها أن يضع يده على أهم قضايا العالم المتخلِّف، فألف سلسلة كتب تحت عنوان " مشكلات الحضارة" بدأها بباريس ثم تتابعت حلقاتها في مصر فالجزائر، وهي (مرتبة ترتيبا هجائيا):
مالك بن نبي
المفكر مالك بن نبي
الميلاد 1905
تبسة، الجزائر
الوفاة 31 أكتوبر، 1973
' 31 أكتوبر 1973 الجزائر
اللقب من أعلام الفكر الإسلامي العربي في القرن العشرين
الجنسية من الجزائر
مالك بن نبي (1905-1973م) من أعلام الفكر الإسلامي العربي في القرن العشرين.
حياتهولد في مدينة تبسة شرق الجزائر سنة 1905 م، وترعرع في أسرة إسلامية محافظة. فكان والده موظفا بالقضاء الإسلامي حيث حول بحكم وظيفته إلى ولاية تبسة حين بدا مالك بن نبي يتابع دراسته القرآنية. والابتدائية بالمدرسة الفرنسية. وتخرج سنة 1925م بعد سنوات الدراسة الأربع،
سافر بعدها مع أحد أصدقائه إلى فرنسا حيث كانت له تجربة فاشلة فعاد مجددا إلى مسقط رأسه. وبعد العودة تبدأ تجارب جديدة في الاهتداء إلى عمل، كان أهمها، عمله في محكمة أفلو حيث وصلها في مارس 1927م، احتك أثناء هذه الفترة بالفئات البسيطة من الشعب فبدأ عقله يتفتح على حالة بلاده. وقد استقال من منصبه القضائي فيما بعد سنة 1928 إثر نزاع مع كاتب فرنسي لدى المحكمة المدنية،
أعاد الكرة سنة 1930م بالسفر لفرنسا ولكن هذه كانت رحلة علمية. حاول أولا الالتحاق بمعهد الدراسات الشرقية، إلا أنه لم يكن يسمح في ذلك الوقت للجزائريين أمثاله بمزاولة مثل هذه الدراسات. فتركت هذه الممارسات تأثيرا كبيرا في نفسه. فاضطّر للتعديل في أهدافه وغاياته، فالتحق بمدرسة (اللاسلكي) للتخرج كمساعد مهندس، ممّا يجعل موضوعه تقنياً خالصاً، أي بطابعه العلمي الصرف، على العكس من المجال القضائي أو السياسي.
انغمس مالك بن نبي في الدراسة وفي الحياة الفكرية، واختار الإقامة في فرنسا وتزوج من فرنسية ثم شرع يؤلف الكتب في قضايا العالم الإسلامي، فأصدر كتابهالظاهرة القرآنية في سنة 1946 ثم شروط النهضة في 1948، الذي طرح فيه مفهوم القابلية للاستعمار ووجهة العالم الإسلامي 1954، أما كتابه مشكلة الأفكار في العالم الإسلامي فيعتبر من أهم ما كتب بالعربية في القرن العشرين.
انتقل إلى القاهرة بعد إعلان الثورة المسلحة في الجزائر سنة 1954م وهناك حظي باحترام كبير، فكتب فكرة الإفريقية الآسيوية 1956. وتوالت أعماله الجادة. وبعد استقلال الجزائر عاد إلى أرض الوطن، فعين مديراً للتعليم العالي الذي كان محصوراً في جامعة الجزائر المركزية، حتى استقال سنة 1967 متفرغاً للكتابة، بادئاً هذه المرحلة بكتابة مذكراته، بعنوان عام مذكرات شاهد القرن.
مذكرات شاهد القرنصورة عن نضال (مالك بن نبي) الشخصي في طلب العلم والمعرفة أولاً، والبحث في أسباب الهيمنة الأوروبية ونتائجها السلبية المختلفة وسياسة الاحتلال الفرنسي في الجزائر وآثاره، ممّا عكس صورة حية لسلوك المحتلين الفرنسيين أنفسهم في (الجزائر) ونتائج سياستهم، ووجوهها وآثارها المختلفة: الاقتصادية، والثقافية، والاجتماعي.
لكن مذكراته ممّا عبر بشكل قوي عن صلته بوطنه، وآثار الاستعمار والدمار الذي أحدثه في (الجزائر) سياسياًً، واقتصادياً، وثقافياً، واجتماعياً، فهو شاهد على حقبة مظلمة في تاريخ الجزائر وظروف مواجهة الفعل الاستعماري العنصري، فكانت الشهادة قوية زاخرة، وستبقى من المناجم الثرية للباحثين في أكثر من مجال من مجالات الحياة المختلفة، وفي مقدمتها المجال الاجتماعي والثقافي والسياسي أولاً وأخيراً، حيث يسجل لنا مالك مواقف مختلفة في مسار الحركة الوطنية نفسها، مما خدم القضية الوطنية في (الجزائر) ومما خذلها منذ أصيب المجتمع بمرض (الكلام) بتعبير (مالك بن نبي) نفسه، بعد إخفاق (المؤتمر الإسلامي الجزائري) سنة (1936) إلى (باريس) في الحصول على مطالبه "ولا يستطيع أحد تقييم ما تكبدنا من خسائر جوهرية منذ استولى علينا مرض الكلام، منذ أصبح المجتمع سفينة تائهة بعد إخفاق البيالمؤتمر" المؤتمر ذلك المشروع الذي قضى نحبه "في الرؤوس المثقفة: مطربشة كانت أم معممة" فكان ذلك عبرة للحركة الوطنية التي فصلت الخطاب فيها ثورة نوفمبر (1954-1962)، في ليل اللغط الحزبي البهيم؛ فكانت هذه الثورة (جهينة الجزائر) التي قادت إلى استقلال مضرج بالدماء والدموع، وسرعان ما عمل العملاء والانتهازيون والوصوليون على اغتصابه، وتهميش الشرفاء الأطهار من صانعيه، وفي مقدمة هؤلاء الشرفاء رجال الفكر والرأي ومنهم (مالك بن نبي) الذي قضى يوم (31/10/1973)، في صمت معدماً، محاصراً منسياً، وهي سبة عار في جبين أولئك الديماغوجيين ومنهم (أشباه المجاهدين) الذين باعوا الوطن ـ مقايضة ـ على (طبق من ذهب) لعملاء الاستعمار، وبيادقه، وأحفاده انتماء، وهوى؛ ليمرغوا سمعته في الأوحال العفنة.
في مهب المعركة: تحية إلى داعية اللاعنف
"في عالم يسوده القلق، وهو يتأهب مرة أخرى إلى انطلاق الوحشية والعنف، يبدو أنه ليس من العبث أن نذكر من حين إلى آخر سيرة غاندي." "إن جهاز الاستعمار الضخم وقف عند حده، وباء بالخسران أمام معزة غاندي، وسرباله (الساري) ومغزله، وصلواته وصيامه مع الجماهير وفي خلواته." "إن كل المظهر الجذاب، الأسطوري لكفاح غاندي والانتصار الذي توجه بالتالي، أصبح مما تعارف عليه الناس في المستقبل على أنه فصل جميل من تاريخ الإنسانية التقليدي، ولكن هذا المظهر الذي ينعكس فيه بالخصوص الضمير الهندوكي، لا يفسر لنا وحده معنى اللاعنف.. فهناك مظهر آخر نريد لفت النظر إليه هنا لأنه يكمل ما نعتقد، النبذة التي أردنا تقديمها في هذه السطور، مع مطابقة، من ناحية أرى مع معنى من معاني القرآن". "و ليس مما يخالف طبيعة المسلم أن يرى في هذه الفلسفة، انطباقها على التوجيهات التي يعرفها في دينه، حيث أن القرآن يحث على أن يكون الكلام مع الخصم، موجها إلى ضميره حتى يصبح كأنه (ولي حميم)". إلى أن يتم مقاله بهذه العبارة:" هكذا رفات غاندي التي ذروها، طبقا للتقاليد، في مياه الغانج المقدسة ستجمعها الأيام في أعماق ضمير الإنسانية كيما ينطلق يوما انتصار اللاعنف، ونشيد السلم العالمي". و يذكر في موضع آخر من كتابه "فكرة الأفرواسيوية على ضوء مؤتمر باندونغ: " ونحن ندين له (غاندي) أولا بمنطق جديد للسلام، فرض نفسه تماما في مناقشات المؤتمر "الأفروسيوي" وفي ضوئه الاص لم تعد مشكلة السلام محصورة في نطاق ما يسمى "مراكز القوة"، وإنما في نطاق مبادئ معينة مستوحاة من أحدث التجارب الإنسانية وأمضاها في الميدان السياسي." "فالقوة التي حررت الهند ليست قوة السلاح، ولكنها قوة المبدأ الذي كسب مكانة قيمة إنسانية، ومقياسا عالميا هو: عدم العنف، على حين أن "القوة" التي انطلقت خلال حربين عالميتين لم تحرر إلا الموتى".ص25. " إن القرن العشرين يحفظ، في أعماق ضميره، الأفكار التي زرعها في التاريخ ويحفظ معها أسماء الزراع الكبار الذين زرعوها." "كأنما ثمة معبد تحفظ فيه الأفكار الخالدة، ويدخل فيه أيضا إلى الخلد أصحاب تلك الأفكار، كما فعل أهل الكهف أولئك الفتية المؤمنون، حين آووا إلى كهف الخلد بعد أن كانوا شهود هذا الزمن، والرسل الذين بلغوه رسالة الهند...غاندي...طاغور... فيفيكانندا...راما كريشنا..." " ولقد تراودنا الفكرة، إذا كنا مسلمين، أن نتساءل: هل من بين الزراع لفكرة اللاعنف، وهؤلاء الشهود الكبار الذين آووا إلى الكهف في القرن العشرين، هل من بينهم مسلمون؟" و نجيب مالك بن نبي أنك أنت من بين هؤلاء الزراع الكبار الذين زرعوا فكرة اللاعنف بعيدا... بعيدا في أعماق التاريخ لتقرأها الأجيال وتتمسك بها... إن هذه العبارات وهذه الأفكار ليست وليدة الصدفة أو نزوة عابرة بل هي تعبر فكر الرجل الذي كرس حياته وأفكاره لزراعة الأفكار الحية وليس المميتة... وليس غريبا أيضا أن يضع كتابا كاملا "فكرة الأفروسيوية" لنشر أفكار غاندي عن اللاعنف... فطوبى لصانعي السلام...
وفاتهتوفي يوم 31 أكتوبر 1973م، مخلفا وراءه مجموعة من الأفكار القيمة والمؤلفات النادرة،.
مؤلفاتهتحلَّى مالك ابن نبيّ بثقافة منهجيَّة، استطاع بواسطتها أن يضع يده على أهم قضايا العالم المتخلِّف، فألف سلسلة كتب تحت عنوان " مشكلات الحضارة" بدأها بباريس ثم تتابعت حلقاتها في مصر فالجزائر، وهي (مرتبة ترتيبا هجائيا):
- 1- بين الرشاد والتيه 1972.
- 2- تأملات 1961.
- 3- دور المسلم ورسالته في الثلث الأخير من القرن العشرين (محاضرة ألقيت في 1972).
- 4- شروط النهضة 1948.
- 5- الصراع الفكري في البلاد المستعمَرة 1959.
- 6- الظاهرة القرآنية 1946.
- 7- الفكرة الإفريقية الآسيوية 1956.
- 8- فكرة كومنولث إسلامي 1958.
- 9- في مهبِّ المعركة 1962.
- 10- القضايا الكبرى.
- 11- مذكرات شاهد للقرن _الطفل 1965.
- - مذكرات شاهد للقرن _الطالب 1970.
- 12- المسلم في عالم الاقتصاد 1972.
- 13- مشكلة الأفكار في العالم الإسلامي 1970.
- 14- مشكلة الثقافة 1958.
- 15- من أجل التغيير.
- 16- ميلاد مجتمع.
- 17- وجهة العالم الإسلامي 1954.
- " آفاق جزائرية" 1964.
- "النجدة...الشعب الجزائري يباد" 1957.
- "حديث في البناء الجديد" 1960 (ألحق بكتاب تأملات).
- "إنتاج المستشرقين " 1968.
- " الإسلام والديمقراطية" 1968.
- " معنى المرحلة" 1970.
- رحم الله ابناء الجزائر الابرار
- تحياتي _السلام عليكم _