ابطال تبسة الثوريين سيرة وحياة
نبذة عن تاريخ المجاهد هوام الشافعي بن البشير اليحياوي الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية
ولاية تبسـة
دائرة مرسط
بلدية مرسط
نبذة تاريخية عن حياة البطل
هوام الشافعي بن البشير اليحياوي
مقدمــة :
الأمة الجزائرية غنية برجالها ، عريقة بتاريخها ، قد أنجبت أبطالا ونوابغ لعبوا دورا رائعا و رائدا في الجهاد المسلح ضد المستعمر الفرنسي الغاشم ، و أدو صراعا حضريا مميزا كتب بأحرف من نور على سجلات تاريخ الأمة وأمجادها .
إن كانت مسيرتهم و ماتزال منارا يكشف للأجيال عظمة هذه الأمة العريقة التي أنجبتهم تبرز مآثر الرجال و قدراتهم و تسجل بكل عرفان مبادئ الإقدام و الصلابة ، كما تدون تاريخ الشعب الجزائري الذي أعطى درسا للعدو في الإخلاص و التمسك بحقه و الدفاع عنه بكل ضراوة و إقدام.
و الكتابة عن الشافعي هوام و أمثاله أصبحت اليوم مسؤولية تاريخية نلتمس نضالهم و نحيط بمناقبهم و نقف عند بطولاتهم الخالدة و بسالتهم النادرة و ندرك إنجازاتهم العظيمة.
الشهيد البطل الشافعي هوام أشهر من نار على علم ، أكبر بكثير مما سنكتبه عنه ، فهو رجل من رجالات هذا الشعب عمل على محاربة قوى الظلام و دعاة طمس الشخصية الوطنية ، مناقبه و أثاره مرادفة تماما لعظماء الأمة حيث كان رحمه الله نبراسا يهتدي به من أجل التحرر من غيابة المستعمر و بريقا مشعا يبدد ظلام الحرمان و الاستبداد ، لينير عهد العزة و الكرامة و الرقي و عليه ينطبق قول الشاعر العربي :
مليئات السنابل تنحني خشوعاً و الفارغات رؤوسهن شوامخ
نسبــه:
هوالشهيد الشافعي بن البشير بن معمر بن عبد الله بن الهوام اليحياوي ، أمه زلاص ملوكة بنت صالح يصل نسبه إلى جده الأعلى بسيدي عبد الله صاحب الزاوية الرحمانية المشهورة منذ القدم و التي لها ارتباط بالطريقة الرحمانية، ذات الشهرة الكفاحية في الانتفاضات الشعبية خلال 1870 و مما يحكي أن هذه الزاوية هدمها الاستعمار في سنة 1870 ثم أعيد بنائها ، و يروي لنا الأجداد الذين عايشوا سيد عبد الله أنه عليه رحمة الله كان يرفض الاحتلال لأن اعتقاده يعتبر ذلك كفراً ، كثيرا ما اعتقلته وعذبته سلطات الاحتلال الفرنسي لرفضه مبايعة العلم الفرنسي و لهذا الولي الصالح مناقب يرويها الناس جيل بعد جيل حيث كانت زاويته منارة مشعة ، و التي عملت على نشر العلم الشريف و تحفيظ القرآن الكريم حفاظا على الإسلام و اللغة العربية و مما تجدر الإشارة إليه أن هذه الزاوية كانت مأوى للعجزة و الأيتام يأتيها الناس من كل حدب و صوب قصد التبرك بها و نهل العلم .
ينتهي نسب الشهيد إلى احدي بطون قبيلة أولاد سيدي يحي بن طالب المرابطي نسبة إلى المرابطين (( المرابطة في سبيل الله )) و هي صفة جهادية تحدث عنها رجال التاريخ.
ميــــلاده:
ولد الشهيد في غرة جويلية 1928 بمرسط ولاية تبسة ، توفي والده و عمرة لا يتجاوز ستة أشهر فكفله ابن عمه الحاج على بن الحسين و أرضعته زوجته الزهرة بنت البشير أخت الشهيد، و تربى يتيم الأبوين و لكن حنان و اعتناء مربيه التامين عوضه عن ذلك حتى صلب عوده و قوى ساعده .
صفاته : كان قصر القامة نحيف الجسم يتوقد ذكاء و بعداً للنظر، ترعرع في أحضان عائلة مشبعة بالوطنية ، ورث مربيه الرأفة و الشفقة فزرع في قلبه حب الفقراء و المساكن، كان شجاعا مقداما لا تخيفه في الله لومت لائم ، يقول الحق و لو كان مراً.
نشـــأته:
عاش صباه في أجواء يسودها الاستبداد و طغيان المستعمر و ظلم الإدارة الأهلية (القايد)، يراقب التطورات المختلفة التي خلفتها الحرب العالمية الثانية و صراعات الأحزاب السياسية شهد مجازر الثامن ماي 1945 وكان من بين ضحايا هذه المجزرة جمع من قبيلة أولاد يحي ، و من ضمن من نزلة عليه عقوبات الإدارة جمع من أبناء عمومته من بينهم كافله على بن الحسين و المجاهد إبراهيم بن مبارك ، على بن الشريف المدعو الشيخ علية و غيرهم ، حيث سيق بهم إلى معتقل (( جنين برزق)) المعروفة بآفلو فتركت هذه المأساة أثرا بليغا في نفسه و شحنته غيظا عميقا ضد المستعمر البغيض .
تعلمـــه :
حفظ القرآن الكريم في سن مبكرة على يد الشيخ علية كما تعلم عنه اللغة العربية و العلوم الشرعية من فقه وتفسير و بلاغة وتاريخ مما أهله للالتحاق بمدرسة حرة تحت إشراف جمعية العلماء المسلمين بناحية سوق أهراس، و في المدرسة اكتسب جملة من مقومات الشخصية الوطنية وكلما عاد إلى مسقط رأسه -مرسط- كان حريص على الاتصال بالوطني الكبير و المناضل الشهير في الحركة الوطنية المرحوم هوام بن إبراهيم بن مبارك- الذي تعلم عنه صفات الوطني الغيور و هنا نشير إلى أن هذا الأخر كان من الثلة الأولى التي ساهمت في تحضير الثورة تحت إشراف الشهيد باجي مختار.
و لما أتم دراسته عين مدرسا بالمدرسة الحرة بالعوينات لمدة قصيرة إذ ضايقته السلطات الفرنسية لمواقفه المضادة لفرنسا مما جعله يرحل إلى سوق أهراس و يَنْظَمُ إلى جماعة من المدرين الأحرار هناك حيث كان يلقي دروساً حرة في اللغة العربية و العلوم الشرعية .
و من ثمة كان يحث الطلبة على الالتحاق بالحركة الوطنية و الاندماج فيها بالرغم من صغر سنه .
التحاقه بصفوف جيش التحرير الوطني :
كان مدرسا مع رفاقه بسوق أهراس بمدرسة حرة تحت إشراف جمعية العلماء المسلمين ، و هناك تعرض الشهيد هوام الشافعي إلى أنواع مختلفة من مضايقات الاستعمار الفرنسي ، فكان العدو يقوده إلى مراكز الاستنطاق و المتابعة الأمنية مما اضطره إلى الرحيل نحو العوينات ، و تمويها لأعين العدو التي باتت تراقبه في كل حين لحظة ، عمل الشهيد البطل بورشة لشحن الحلفاء و ذلك سنة 1953 ، إذ كان حارسا ليليا في الورشة المذكورة وفكرة الالتحاق بالثوار تراوده كل حين وتشغل باله وتسيطر على تفكيره ، و في ليلة 03 جانفي 1955 قرر الالتحاق بالثوار بمدينة سوق أهراس لينظم إلى صفوف جيش التحرير الوطني ، فخرج من مدينة العوينات ليلا حاملا سلاحه الذي كان يستعمله للحراسة و غادر الورشة متخفيا عن أنظار العدو وتحركاته.
و عند وصوله إلى سوق أهراس اتصل مباشرة بالمجاهد محمد بن علال الذي سبق و أن ضرب معه موعداً و نظراً لثقافة البطل و قدراته الفكرية و الأدبية و تشبعه بالقيم النضالية والروح الوطنية اتخذه محمد بن علال كاتبا له ، و قد كان يثق فيه ثقة تامة و يجله إجلالاً كبيراً ، ثم أصبح كاتباً عند جبار عمر ثم كاتباً لبومعراف السبتي إلى غاية جوان 1956.
المنطقة العسكرية الخامسة و نشاط الشهيد هوام الشافعي فيها :
بحلول جويلية 1956 تكونت المنطقة العسكرية الخامسة بعد انتهاء معركة السطحة الأولى تحت قيادة محمود قنز .
قسمة المنطقة إلى أربعة نواحي و عين الشهيد الشافعي هوام على رأس الناحية الثانية ( بتاريخ أوت 1956) كمسؤول سياسي عسكري ( محافظ سياسي عسكري)
أوكلت للشهيد هوام الشافعي مهمة المسؤول السياسي العسكري رفقة زملائه:
- عبد الرحيم القبائلي
- بوقفة خذيري
- بولحاف محفوظ
- بوصيدة عثمان
- حملة الصادق المدعو الصادق مزوزية
- بغيل عبد الحفيظ
- عزري أحمد
مهام الشهيد كمسؤول سياسي عسكري بالناحية الثانية:
أوكلت إلى الشهيد هوام الشافعي مهام كثيرة و جسيمة في آن واحد بصفة مسؤول سياسي للناحية الثانية تمثلت في ما يلي :
- رفع معنويات الجنود و المواطنين
- جمع الإشتركات من المواطنين و ضبطها و تصنيفها
- تنظيم مراكز التموين
- تعيين المسؤولين المدنيين ( مسؤول الثورة المدني)
- تقصي تحركات العدو و جمع المعلومات عنه
- النظر في النزاعات و الفصل فيها
- مصادرة البطاقات الفرنسية و توزيع بطاقات جبهة التحرير الوطني
- تعيين الحراس و المراقبين
- منح التصريحات قصد الهجرة إلى التراب التونسي كلاجئ .
و يشهد رفاق الشهيد البطل عوام الشافعي بأنه كان مضربا للمثل في دقة التنظيم و حسن التسيير حيث في عهده لم تقع أي مخالفة و لا اضطراب في الناحية الثانية فسادها الاستقرار و انتعش نشاطها
و انتصرت فق الجيش انتصارا ساحقا على العدو ، فكان الشهيد يواسي عائلات الشهداء ويمدها بالمساعدات كما كان له رأي في إصدار الأحكام على من تسول له نفسه خيانة الوطن و الثورة .
التكوين العسكري للشهيد:
في السداسي الأول من سنة 1958 التحق البطل بمدرسة الإطارات العسكرية للثورة بمنطقة الكاف التراب التونسي ، و بعد قضاء مدة 06 أشهر تخرج البطل برتبة ملازم أول ثم انتقل إلى الكلية العسكرية بقرن حلفاية بالحدود التونسية ثم رحل إلى عين عناق بتونس و هو يقوم بأداء المسؤوليات الموكلة إليه على أكمل وجه مشرف .
استشهاد البطل الشهيد :
كان البطل يؤدي مهامه المنوطة به و هو يتنقل بين القسمات و الكتائب التابعة للناحية الثانية ، ينسق و يشرف على جمع الأموال ، يفصل في الخصومات و يعقد اللقاءات مواسياً لعائلات الشهداء و محفزا للهمم ثم ما يلبث أن يعود إلى عين عناق و قرن حلفاية بالتراب التونسي و في اليوم الثالث و العشرون من شهر جويلية سنة 1960 (23/07/1960) كلف البطل من طرف قيادة المنطقة الخامسة رفقة جمع من المجاهدين أن يقوم بدورية عبر التراب الجزائري يلتقي خلالها المواطنين هناك ، و يوزع على المحتاجين جملة من المساعدات كما يعقد لقاءات تنسيقية مع مسؤولي القسمات و ممثلي المشاتي و القرى .
انطلاقا من عين عناق بالتراب التونسي ، طلب البطل من المجاهد مشري عثمان المعروف باسم عثمان حشيش أن يختار من الجيش 18 جندياً و كان قد اختار 22 آخرين ، تلكم 40 جندياً سترافق البطل الشهيد و القائد السياسي العسكري في دوريته داخل التراب الجزائري ، وعند وصولهم إلى مكان يسمى الدغرة قرب جبل بوجابر ، توقف القائد رفقة جنوده و شرع يحفزهم و يحثهم على الإقدام و إتمام المهمة مهما كلفهم ذلك من ثمن غال لأن المبلغ الذي كان معه و المقدر 40 مليون سنتيم ينبغي أن يصل إلى حوزة المحتاجين و أرامل الشهداء.
و من بين الأخوة الذين رافقوه عبد الله برايس، محمد بن زن ، يوسف مكاحلية ، مناعي عبد القدوس ، يوسف بوغرارة ، بشير شقروش و بعض المجاهدين الغير معروفين في هذه الولاية ، و في طريقهم أقام الأخوة المجاهدون رفقة قائدهم عند أحد المواطنين التونسيين يدعى ( الحاج أحمد بن المهرى التونسي الجنسية) الذي قام بالوشاية إلى العدو الفرنسي و كشف أمرهم و حدد شأن مرورهم عبر خط شال ، مما جعل العدو يتبع تحركاتهم عن بعد و دون علم منهم ، كانت الساعة تشير إلى الحادية عشر ليلا بالتحديد عندما وصل الأخوة المجاهدون يتقدمهم قائدهم الشهيد هوام الشافعي- إلى الخط المكهرب -شال- مدعمين بوحدات من جيش التحرير الوطني ، و عندما قام كل من بوغرارة يوسف و مكاحلية عبد الله بقطع الأسلاك المكهربة ليمر الأخوة من هناك ، فوقف البطل هوام الشافعي على يسار الممر و وقف عثمان مشري المدعو عثمان حشيش و مناعي عبد القدوس على يساره و أمر القائد الجنود واحداً تلو الآخر من خلال المنفذ الذي أعده قاطعوا الأسلاك ، و عند القطع و ظهور إشارات كهربائية هرع العدو الفرنسي إلى المكان بطائراته و دباباته و عدد كبير من العساكر مستعملين الأنوار الكاشفة التي زادت من هول الواجهة و كشفت أمر المجاهدين عن كثب و من شدة الواقعة وضراوة المواجهة و لكن الشهيد البطل يحث الأخوة المجاهدين كي يتقدموا إلى الأمام دون تراجع أو تردد جريا على الأقدام و هم يصوبون الرصاص نحو العدو ليربكوه و يشتتوا جمعهم ، و بعد ساعات من المواجهة تمكن العدو من محاصرة الشهيد هوام الشافعي رفقة عدد من المجاهدين و هو يرد على العدو ببسالة و إقدام لا نظير لهما و لكن العدو كان أقوى عتادا و عددا فاقترب الطنق من الشهيد هوام الشافعي إلى أن داسه بسلاسله المزنجرة و هنا لفظ الشهيد أنفاسه الأخيرة و صعدت روحه الطاهرة إلى ربها و كان ذلك في حدود الساعة الثالثة صباح يوم 24 جويلية 1960 بهنشير الحديد قرب جبل بوجابر .
و لكن الرفاق لم يتخلوا عن قائدهم و هو ملطخ بالدماء الزكية فاقترب منه المجاهد عثمان مشري و أخذ منه المسدس و المذياع و مبلغ المال و محفظة الوثائق، و استمرت المواجهة مع الواحدة المدعمة إلى غاية الصباح.
المعارك التي شارك فيها الشهيد:
شارك في عدة معارك و كان له فضل كبير في الانتصارات و من هذه المعارك:
1 معركة الذروة الأولى.
2 معركة الذروة الثانية
3 معركة السطحة (سنة 1956) الأولى
4 معركة السطحة (سنة 1957) الثانية
5 معركة القرقارة
6 معركة بوسبعة
7 معركة الحوض
8 معركة عين عناق (معركة الكانو) بقصير عايد
9 واجهة قصير عايد
منــاقب الشهيـــد:
كان الشهيد البطل هوام الشافعي شعلة من قبس الوطنية غيوراً على وطنه يأبى الظلم و مرتكبيه يرفض الاستعباد و يقاومه، كان رحيماً بالمساكين مآزرا للفقراء و المحتاجين يمتاز بحسن التدبير و دقة التنظير و ليونة المعاملة.
الشافعي هوام جميل الطبع، حسن الخلق، عزيز النفس، مدافع على الحق، ذو حنكة نامية و بصيرة ثاقبة و صبر جميل و إرادة فولاذية و تبصر عميق و تثبت دقيق، لا يصدر أحكامه إلا عن دراسة و تحقيق و تريث ، كان حريصاً على أن لا يظلم أحداً و سابقا إلى مناصفة المظلوم، و لا يهدأ باله حتى يرد الحق المغتصَب و يقيم الحجة دون رمي و لا اتهام
معاناة عائلة الشهيد:
منذ التحاق الشهيد هوام الشافعي بصفوف الثورة التحريرية عمد المستعمر إلى تسليط أنواعا مختلفة من التعذيب و المتابعات و العقوبات الجسمية ضد أفراد عائلته فقد نكل بهم و سيق بعدد منهم إلى غيابة السجون و مراكز التعذيب و الاستنطاق كما حرم كثير منهم من الدراسة ، غير أن اشد تنكيل وقع على زوجته و ابنته الصغرى مما جعل العائلة ترحل إلى التراب التونسي كلاجئة و ذلك خلال فيفري 1957 رفقة ابن عمه الحاج على بن الحسين و أقامت أسرته هناك إلى غاية الاستقلال.
خاتمــــة :
عرفت الثورة الجزائرية بطولات فذة، أذهلت العداء و حيرت عقولهم ، فالشافعي هوام صورة حية لبطولة أحد رواد الكفاح الوطني البطل الشهيد الذي ادخل الرعب في نفوس المستعمرين ، سقط الشهيد و في أمنيته تحرير الجزائر و سعادة الوطن و تحرر الفكر الإنساني من الاستعباد.
مات الشهيد البطل و لكن القضية الجزائرية لم تمت ، لأنه مع أمثاله رسخوا معالم النهج التحريري في أذهان كل جزائري ، و رسخوا سبيل الاستقلال في لوحة بيضاء بحروف حمراء، تتلألأُ نوراً مشرفا يحمل في برقه عزة وكرامة لهذا الشعب الأبي ، نعم يسقط هوام الشافعي شهيداً، ليحمل إخوانه من بعده المشعل المنير و هم عاقدون العزم على أن تحيا الجزائر ، يعاهدون ضحايا الكفاح بانيهم على العهد سائرون حتى تحرير الجزائر و يسطع نور الحق على كل ربوع هذا الوطن الغالي العزيز في نفوسنا و لسان حالهم قول الشاعر الثائر مفدي زكرياء
و أقض يا موت في ما أنت قاض أنا راض إن عاش شعبي سعيداً
أنا إن مـت فالـجزائر تحيــا حــرة مستقلـة لـن تستبـدا
أيها الكبير فينا ، كبر الحوض ، و مزوزية و السطحة و الأوراس أيهاالبطل بين بطولة ديدوش مراد ، ولطفي و الحواس و ابن مهيدي .
أيها الثائر الذي أعطيت درسا في البطولة و الإقدام .
أيها الذي كتب التاريخ بأحرف من دماء زكية طاهرة لأنك تعلم جيدا أن أسطر الدم وحدها تحرر الأوطان و تفك نير الاستعمار.
نم في الخالدين مع الشهداء والصالحين في رياض العليين و تقبل منا وقفة الإجلال و الإكبار ، فقد كنت عظيما في سلاحك بارعا في قلمك ، و مثالا في صلاحك في تقواك ، و بلغت التقدير بما سجلت في أعجوبة الصمود في وجه العدو الظالم ، الطاغي الحائر حتى زلزلت بنيانه و هدمت ركائزه ، و اندثرت معالمه و صارت في الأرض هشيماً تذروه الرياح .
قال تعالى: (( من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه و منهم من ينتظر و ما بدلو تبديلا)) الأحزاب.
عاشت الجزائر حرة عزيزة شامخة .
المجد والخلود لشهدائنا الأبرار
المصدر _شبكة عالم الجزائر _