باعون في كتب الجغرافيا والرحلات
باعون في كتب الجغرافيا والرحلات الاسلامية
أنقل لكم أيها السادة ما ورد من معلومات حول ذلك مما كتبه الباحث د محمد القدحات في كتابه:" عائلة الباعوني ودورها في الحياة العلمية في القرنين الاسع والعاشر الهجريين""باعون" أختلف في ضبط الاسم، فالبعض ضبطها"الباعوثة". منهم أبو الفداء، فقال:"والباعوثة بفتح الباء الموحدة وضم العين المهملة وواو وتاء وهاء في الآخر". ويضيف:" الباعوثة هي ربض عجلون، والمسافة بينهما شوط فرس"([1]). كذلك ابن فضل الله العمري في معرض حديثه عن القسم الشمالي من شرق الأردن في عصر المماليك:" أولها من الجهة القبلية البلقاء ومدينتها حسبان، ثم الصلت- السلط- ثم عجلون وجبل عوف، ومدينته الباعوثة، وعجلون اسم القلعة"([2]). وضبطها القلقشندي الباعونة. فقال:" والبَاعُونَة بفتح الباء الموحدة وألف بعدها، ثم عين مضمومة ، وواو ساكنة ونون مفتوحة ، وفي آخرها هاء، وهي شوط فرس من عجلون ، وهي شرق بيسان"([3]). والبعض الآخر ضبطها بلفظ "باعون". يقول السخاوي في ترجمة أحمد بن ناصر بن خليفة الباعوني: وباعـون بالقرب من عجلون من عمل صفد([4])، وكان والده منها، وانتقل إلى قرية الناصرة([5]) من عمل صفد أيضا"([6]). ويضيف السخاوي في ترجمة ابنه إبراهيم " ويعرف كسلفه بالباعوني. وباعون قرية صغيرة من قرى حوران بالقرب من عجلون"([7]). ويبدو أن الشوكاني في تحديده لموقع باعون ينقل حرفيا عن السخاوي: "وباعون بالموحدة، والمهملة، قرية من قرى حوران بالقرب من عجلون"([8]).
أما عن سبب تسميتها باعون يقول المقريزي:" باعون على أسم راهبة أسمها، باعونه كانت تقيم في دير، فلما أزيل الدير، عُملت القرية مكانه، عُرفت به"([9]).
أجمع على هذا الرأي بنسبة الباعوني إلى قرية باعون التابعة لعجلون غالبية المؤرخين والباحثين المُحدَّين، منهم: البستاني فقال:" قرية بقضاء عجلون في لواء بلقاء سوريا، تبعد خمس ساعات ونصف عن عجلون، وعدد بيوتها- في وقت البستاني (ت 1887م) ثلاثة عشر بيتا. وهي من أعمال شرق الأردن اليوم"([10]). وكذلك عبد الله مخلص([11])، والعودات([12])، والزر كلي([13])، وعمر فروخ([14])، وعبد البديع صقر([15])، وغوانمه([16])،ومحمد علي حسن([17])، وحسن ربابعة([18]).
لكن ربابعة يذكر أن من أسماء باعون: بيعونه. يقول:" أمـا أسماء باعون فأربعة : ثلاثة رئيسة : باعوثه، وباعونه، وباعون. وأسم فرعي بيعونه. وهو جزء من أحد مؤلفاتها " ديوان عائشة البيعونية". نقول أن جميع المصادر التي ذكرت باعون ضبطتها إما الباعونه أو الباعوثة أو باعون، ولم يرد في تلك المصادر أية إشارة لاسم بيعونه. خاصة إذا علمنـا أن بعض مؤلفي تلك الكتب كانوا تلاميذ أو أصدقاء لآل الباعوني، فهم معاصرون لهم وعنهم نقلوا. فهم الأولى بإيراد مثل هذه التفاصيل. يقول العيني في حديثه عن أحمد بن ناصر الباعونــي:"
واجتمعت به بدمشق، وهو قاضي القضاة بها"([19]). أما السخاوي فقد التقى بإبراهيم بن أحمد بن ناصر:" وقد لقيته بدمشق وقرأت عليه بباسطيته أشياء، وسمعت من نظمه ونثره ما لا أحصيه وعندي منهما الكثير"([20]). وكذلك تلميذه الحمصي:" وعرضت محفوظاتي عليه في خامس جمادى الآخرة سنة سبع وستين وثماني ماية، وكتب لي، وأجازني"([21]).
أما بالنسبة لاعتماد ربابعة على أنه وجد إحدى نسخ الديوان يحمل أسم عائشة البيعونية، فقال إن من أسماء باعون بيعون، فهذا كلام لا يعتد به، فهذا لا يتعدى تصحيف ناسخ ، حيث تتكرر مثل هذه التصحيفات في ضبط كثير من كتب التراث.
بعد هذا الاستعراض لأسماء باعون، نقول إن القرية في بدايات تكونها حملت أسم صاحبة الدير، وظلت تحمله مدة من الزمن، ولكن مع تعاقب الأجيال اختصر الاسم إلى باعون.
وباعون اليوم هي إحدى القرى التابعة لمحافظة عجلون شمال الأردن. تقع إلى الشمال الغربي من مدينة عجلون على بعد 12.5 كم، إذا اعتمدنا المسافة بناء على الطريق المعبدة. أما أفقيا فهي لا تبعد سوى6 كم و100متر([22]).
[1] ) أبو الفداء، تقويم البلدان، ص244-5
[2] ) ابن فضل الله العمري، التعريف، ص254، غوانمه، التاريخ السياسي لشرق الأردن، ص36.
[3] ) القلقشندي، صبح الأعشى، ج4، ص105-6.
[4] ) مدينة في جبال عامل، تطل على حمص الشام. ياقوت، معجم البلدان، ج3، ص412. وهي الآن من مدن فلسطين المحتلة.
[5] ) مدينة تبعد عن طبريا 12 ميلا، كان بها مولد المسيح عليه السلام. ياقوت، معجم البلدان، ج5، ص251.
[6] ) انظر: السخاوي، الضوء اللامع، ج2، ص231، السخاوي، الذيل على رفع الإصر، ص106.
[7] ) السخاوي، الضوء اللامع، ج1، ص26.
[8] ) الشوكاني، البدر الطالع، ج1، ص8.
[9] ) المقريزي، السلوك، ج4، ق1، ص277.
[10] ) البستاني، دائرة المعارف، ج5، ص114. وهذا التحديد بتبعيتها إداريا للواء البلقاء كان في عصر المؤلف ( العصر العثماني).
[11] ) مخلص، عائشة الباعونية، ص66.
[12] ) يعقوب عودات، القافلة المنسية، ص35.
[13] ) الزر كلي، الأعلام، ج3، ص241.
[14] ) فروخ، تاريخ الأدب العربي، ج3، ص861.
[15] ) صقر، شاعرات العرب، ص229.
[16] ) غوانمه، التاريخ الحضاري لشرق الأردن، ص197.
[17] ) حسن، الباعونية الشاعرة، ص 90.
[18] ) الربابعة، عائشة الباعونية، ص22.
[19] ) العيني، كشف القناع، ص580.
[20] ) السخاوي، الضوء اللامع، ج1، ص27.
[21] ) الحمصي، حوادث الزمان، ج1، ص199.
[22] ) انظر تفاصيل ذلك : الربابعة، عائشة الباعونية، ص26-7. الذي قام بتحديد موقعها بالنسبة لعجلون والمسافة بينهما باستخدام المنقلة العسكرية.
أنقل لكم أيها السادة ما ورد من معلومات حول ذلك مما كتبه الباحث د محمد القدحات في كتابه:" عائلة الباعوني ودورها في الحياة العلمية في القرنين الاسع والعاشر الهجريين""باعون" أختلف في ضبط الاسم، فالبعض ضبطها"الباعوثة". منهم أبو الفداء، فقال:"والباعوثة بفتح الباء الموحدة وضم العين المهملة وواو وتاء وهاء في الآخر". ويضيف:" الباعوثة هي ربض عجلون، والمسافة بينهما شوط فرس"([1]). كذلك ابن فضل الله العمري في معرض حديثه عن القسم الشمالي من شرق الأردن في عصر المماليك:" أولها من الجهة القبلية البلقاء ومدينتها حسبان، ثم الصلت- السلط- ثم عجلون وجبل عوف، ومدينته الباعوثة، وعجلون اسم القلعة"([2]). وضبطها القلقشندي الباعونة. فقال:" والبَاعُونَة بفتح الباء الموحدة وألف بعدها، ثم عين مضمومة ، وواو ساكنة ونون مفتوحة ، وفي آخرها هاء، وهي شوط فرس من عجلون ، وهي شرق بيسان"([3]). والبعض الآخر ضبطها بلفظ "باعون". يقول السخاوي في ترجمة أحمد بن ناصر بن خليفة الباعوني: وباعـون بالقرب من عجلون من عمل صفد([4])، وكان والده منها، وانتقل إلى قرية الناصرة([5]) من عمل صفد أيضا"([6]). ويضيف السخاوي في ترجمة ابنه إبراهيم " ويعرف كسلفه بالباعوني. وباعون قرية صغيرة من قرى حوران بالقرب من عجلون"([7]). ويبدو أن الشوكاني في تحديده لموقع باعون ينقل حرفيا عن السخاوي: "وباعون بالموحدة، والمهملة، قرية من قرى حوران بالقرب من عجلون"([8]).
أما عن سبب تسميتها باعون يقول المقريزي:" باعون على أسم راهبة أسمها، باعونه كانت تقيم في دير، فلما أزيل الدير، عُملت القرية مكانه، عُرفت به"([9]).
أجمع على هذا الرأي بنسبة الباعوني إلى قرية باعون التابعة لعجلون غالبية المؤرخين والباحثين المُحدَّين، منهم: البستاني فقال:" قرية بقضاء عجلون في لواء بلقاء سوريا، تبعد خمس ساعات ونصف عن عجلون، وعدد بيوتها- في وقت البستاني (ت 1887م) ثلاثة عشر بيتا. وهي من أعمال شرق الأردن اليوم"([10]). وكذلك عبد الله مخلص([11])، والعودات([12])، والزر كلي([13])، وعمر فروخ([14])، وعبد البديع صقر([15])، وغوانمه([16])،ومحمد علي حسن([17])، وحسن ربابعة([18]).
لكن ربابعة يذكر أن من أسماء باعون: بيعونه. يقول:" أمـا أسماء باعون فأربعة : ثلاثة رئيسة : باعوثه، وباعونه، وباعون. وأسم فرعي بيعونه. وهو جزء من أحد مؤلفاتها " ديوان عائشة البيعونية". نقول أن جميع المصادر التي ذكرت باعون ضبطتها إما الباعونه أو الباعوثة أو باعون، ولم يرد في تلك المصادر أية إشارة لاسم بيعونه. خاصة إذا علمنـا أن بعض مؤلفي تلك الكتب كانوا تلاميذ أو أصدقاء لآل الباعوني، فهم معاصرون لهم وعنهم نقلوا. فهم الأولى بإيراد مثل هذه التفاصيل. يقول العيني في حديثه عن أحمد بن ناصر الباعونــي:"
واجتمعت به بدمشق، وهو قاضي القضاة بها"([19]). أما السخاوي فقد التقى بإبراهيم بن أحمد بن ناصر:" وقد لقيته بدمشق وقرأت عليه بباسطيته أشياء، وسمعت من نظمه ونثره ما لا أحصيه وعندي منهما الكثير"([20]). وكذلك تلميذه الحمصي:" وعرضت محفوظاتي عليه في خامس جمادى الآخرة سنة سبع وستين وثماني ماية، وكتب لي، وأجازني"([21]).
أما بالنسبة لاعتماد ربابعة على أنه وجد إحدى نسخ الديوان يحمل أسم عائشة البيعونية، فقال إن من أسماء باعون بيعون، فهذا كلام لا يعتد به، فهذا لا يتعدى تصحيف ناسخ ، حيث تتكرر مثل هذه التصحيفات في ضبط كثير من كتب التراث.
بعد هذا الاستعراض لأسماء باعون، نقول إن القرية في بدايات تكونها حملت أسم صاحبة الدير، وظلت تحمله مدة من الزمن، ولكن مع تعاقب الأجيال اختصر الاسم إلى باعون.
وباعون اليوم هي إحدى القرى التابعة لمحافظة عجلون شمال الأردن. تقع إلى الشمال الغربي من مدينة عجلون على بعد 12.5 كم، إذا اعتمدنا المسافة بناء على الطريق المعبدة. أما أفقيا فهي لا تبعد سوى
[1] ) أبو الفداء، تقويم البلدان، ص244-5
[2] ) ابن فضل الله العمري، التعريف، ص254، غوانمه، التاريخ السياسي لشرق الأردن، ص36.
[3] ) القلقشندي، صبح الأعشى، ج4، ص105-6.
[4] ) مدينة في جبال عامل، تطل على حمص الشام. ياقوت، معجم البلدان، ج3، ص412. وهي الآن من مدن فلسطين المحتلة.
[5] ) مدينة تبعد عن طبريا 12 ميلا، كان بها مولد المسيح عليه السلام. ياقوت، معجم البلدان، ج5، ص251.
[6] ) انظر: السخاوي، الضوء اللامع، ج2، ص231، السخاوي، الذيل على رفع الإصر، ص106.
[7] ) السخاوي، الضوء اللامع، ج1، ص26.
[8] ) الشوكاني، البدر الطالع، ج1، ص8.
[9] ) المقريزي، السلوك، ج4، ق1، ص277.
[10] ) البستاني، دائرة المعارف، ج5، ص114. وهذا التحديد بتبعيتها إداريا للواء البلقاء كان في عصر المؤلف ( العصر العثماني).
[11] ) مخلص، عائشة الباعونية، ص66.
[12] ) يعقوب عودات، القافلة المنسية، ص35.
[13] ) الزر كلي، الأعلام، ج3، ص241.
[14] ) فروخ، تاريخ الأدب العربي، ج3، ص861.
[15] ) صقر، شاعرات العرب، ص229.
[16] ) غوانمه، التاريخ الحضاري لشرق الأردن، ص197.
[17] ) حسن، الباعونية الشاعرة، ص 90.
[18] ) الربابعة، عائشة الباعونية، ص22.
[19] ) العيني، كشف القناع، ص580.
[20] ) السخاوي، الضوء اللامع، ج1، ص27.
[21] ) الحمصي، حوادث الزمان، ج1، ص199.
[22] ) انظر تفاصيل ذلك : الربابعة، عائشة الباعونية، ص26-7. الذي قام بتحديد موقعها بالنسبة لعجلون والمسافة بينهما باستخدام المنقلة العسكرية.