فضاءات شنهور

شنهور

فضاء المرأة وشؤونها

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدة
الطيب سيد أحمد محمد
مسجــل منــــذ: 2011-02-13
مجموع النقط: 1458.41
إعلانات


من فصيحات النساء

ذكر فصحاء النساء وحكاياتهن

من كتاب المستطرف في كل فن مستظرف لشهاب الدين الأبشيهي
.....
حُكي أن هند ابنة النعمان كانت أحسن أهل زمانها ، فوُصِفَ للحجاج حُسنها ، فأنفذ إليها يخطبها وبذل لها مالا جزيلا ، وتزوج بها وشرط لها عليه بعد الصداق بمائتي ألف درهم ودخل بها ، ثم إنها انحدرت معه إلى بلد أبيها المعرة وكانت هند فصيحة أديبة ، فأقام بها الحجاج بالمعرة مدة طويلة ثم إن الحجاج رحل بها إلى العراق فأقامت معه ما شاء الله ، ثم إنه دخل عليها في بعض الأيام وهي تنظر في المرآة وتقول :
وما هندُ إلا مهرة عربية .. سليلة أفراس تحللها بغلُ
فإن ولدت فحلاً فلله درها .. وإن ولدت بغلاً فجاء به البغلُ
فانصرف الحجاج راجعاً ولم يدخل عليها ، ولم تكن علمت به ، فأراد الحجاج طلاقها ، فأنفذ إليها عبد الله بن طاهر وأنفذ لها معه مائتي ألف درهم ، وهي التي كانت لها عليه وقال : يا ابن طاهر ، طلقها بكلمتين ، ولا تزد ، فدخل عليها وقال لها إن الحجاج يُخبركِ أنك كُنتِ فبنتِ ، وهذه المائتا ألف درهم التي كانت لك قبله ، فقالت : اعلم يا ابن طاهر أنّا والله كُنا فما حمدنا ، وبِنا فما ندمنا ، وهذه المائتا ألف درهم التي جئت بها بشارة لك بخلاصي من كلب ثقيف !
ثم بعد ذلك بلغ أمير المؤمنين عبد الملك بن مروان خبرها ، ووُصفَ له جمالها ، فأرسل إليها يخطبها ، فأرسلت إليه : أن الإناء ولغ فيه الكلب ، فلما قرأ عبد الملك الكتاب ضحك وكتب إليها : إذا وُلغ في إناء أحدكم فليغسله سبعاً إحداهن بالتراب ، فاغسلي الإناء يحل الاستعمال ، فلما وصلها الكتاب كتبت إليه : والله يا أمير المؤمنين ما أجد من طلبك بُد ، ولكني لا أحل العقد إلا بشرط وهو أن يقود الحجاج محملي من المعرة الى بلدك التي أنت فيها ، ويكون ماشياً حافياً بحليته التي كان فيها أولاً ، فلما قرأ الخليفة الكتاب ضحك وأنفذ إلى الحجاج يأمره بذلك فما كان منه إلا السمع والطاعة لأمير المؤمنين ، ولما جاء يوم الرحيل ، ركبت هند ومن معها من جوار وغلمان وأخذ الحجاج بزمام البعير يقوده ويسير بها ، فجعلت هند تتواغد عليه وتضحك مع أترابها عليه حتى قالت لواحدة لها : يا داية اكشفي لي سجف الجمل ، فكشفته فوقع بصرها على وجه الحجاج فضحكت منه ، فأنشأ يقول :
فإن تضحكي مني فيا طولَ ليلةٍ ... تركتك فيها كالقباء المفرجِ
فأجابته من فورها مرتجلة بيتا :
وما نبالي إذا أرواحنا سَلِمت .. بما فقدناه من مالٍ ومن نشبِ
فالمال مكتسب والعز مرتجع .. إذا النفوس وقاها الله من عطب
ولم تزل كذلك تضحك وتلعب إلى أن قربت من بلد الخليفة ، فرمت بدينار على الأرض ونادت : يا جمال إنه قد وقع مِنا درهم ، فنظر الحجاج إلى الأرض فلم يجد إلا ديناراً فقال : إنما هو دينار ، فقالت بل درهم ، قال : بل دينار فقالت : الحمد لله الذي أبدلني الدرهم دينارا ، فخجل الحجاج من ذلك خجلا شديدا .
ويُقال أنها لما وصلت إلى الخليفة وكانت ليلة الزفاف ، كانت تدور على الحاضرين بورد وأزهار فكانت إن وصلت للحجاج تعطه ورداً يرُد عليها قائلا : لا أشُمُ ورداً مشموما يا هند ...

تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة