قصيدة حاتم الطائي لزوجته ماوية
قصيدة حاتم الطائي لزوجته ماوية
.................
أَمَاوِيّ ! قد طالَ التَّجنّبُ والهَجْـرُ
وَقَدْ عَذَرَتْني مِنْ طِلابِكُمُ العُـذْرُ
أَمَاوِيّ ! إنَّ المالَ غَـادٍ ورائِـحٌ
وَيَبْقَى مِنَ المالِ الأَحَادِيثُ وَالذِّكْرُ
أَمَاوِيّ ! إنِّي لا أَقُـولُ لِسَائِـلٍ
إذِا جَاءَ يوماً حَلَّ في مالِنَـا نَـزْرُ
أَمَـاوِيّ ! إمَّـا مَانِـعٌ فَمُبَيَّـنٌ
وإمَّـا عَطَاءٌ لا يُنَهْنِهُـهُ الزَّجْـرُ
أَمَاوِيّ ! ما يُغْنِي الثَّرَاءُ عَنِ الفَتَـى
إذا حَشْرَجَتْ نَفْسٌ وَضَاقَ بِهَا الصَّدْرُ
إذا أنَـا دلاَّنِـي الذيـنَ أُحِبُّهُـمْ
لِمَلْحُـودَةٍ ، زُلْـجٌ جَوَانِبُهَا غُبْـرُ
وَرَاحُوا عِجَالاً يَنْفُضُونَ أَكُفَّهُـمْ
يَقُولُونَ دَمَّـى أَنَامِلَنَـا الحَفْـرُ
أَمَاوِيّ ! إنْ يُصْبِحْ صَدَايَ بِقَفْـرَةٍ
مِنَ الأَرْضِ لا مَاءٌ لَـدَيَّ وَلا خَمْرُ
تَرَيْ أنَّ مَا أَهْلَكْتُ لَمْ يَكُ ضَائِرِي
وأنَّ يَدِي مِمَّا بَخِلْتُ بِـهِ صِفْـرُ
أَمَاوِيّ ! إنِّي رُبَّ وَاحِدِ أُمِّهِ
أَجَرْتُ فَلاَ قَتْلٌ عَلَيْـهِ وَلاَ أَسْـرُ
وَقدْ عَلِـمَ الأَقْـوَامُ لَوْ أَنَّ حَاتِمَـاً
أَرَادَ ثَـرَاءَ المالِ كَـانَ لَـهُ وَفْـرُ
وَإنّـيَ لا آلُـو بِمَـالٍ صَنِيعَـةً
فَأَوَّلُـهُ زَادٌ وَآخِـرُهُ ذُخْـرُ
يُفَـكُّ بِـهِ العَانِي وَيُؤْكَلُ طَيِّبَـاً
وَمَا إِنْ تُعَرّيـهِ القِدَاحُ وَلا الخَمْرُ
وَلا أَظْلِمُ ابْنَ العَمِّ إنْ كَانَ أُخْوَتِي
شُهُودَاً وَقَدْ أَوْدَى بِإخْوَتِهِ الدَّهْرُ
عُنِينَا زَمَانَـاً بِالتَّصَعْلُـكِ وَالغِنَـى
كَمَا الدَّهْرُ فِي أَيَّامِهِ العُسْرُ وَاليُسْرُ
كَسَيْنَا صُرُوفَ الدَّهْرِ لِينَاً وَغِلْظَـةً
وَكُلاًّ سَقَانَاهُ بِكَأْسَيْهِمَا الدَّهْـرُ
فَمَا زَادَنَا بَـأْوَاً عَلَى ذِي قَرَابَـةٍ
غِنَانَا وَلا أَزْرَى بِأَحْسَابِنَا الفَقْـرُ
فَقِدْمَاً عَصَيْتُ العَاذِلاتِ ، وَسُلِّطَتْ ،
عَلَى مُصْطَفَى مَالِي ، أَنَامِلِيَ العَشْرُ
وَمَا ضَرَّ جَارَاً ، يَا ابْنَةَ القَوْمِ ، فَاعْلَمِي
يُجَاوِرُنِي ، ألاَّ يَكُونَ لَـهُ سِتْـرُ
بِعَيْنَيَّ عَنْ جَارَاتِ قَوْمِـيَ غَفْلَـةٌ
وَفِي السَّمْعِ مِنِّي عَنْ حَدِيثِهِمِ وَقْـرُ
..........
حاتم الطائي .... هو
شاعر جاهلي، فارس جواد يضرب المثل بجوده. كان من أهل نجد، وزار الشام فتزوج من ماوية بنت حجر الغسانية، ومات في عوارض (جبل في بلاد طيء)
من قبيلة طيء يعتبر أشهر العرب في الكرم والشهامة ويعد مضرب المثل في الجود والكرم. سكن وقومه في بلاد الجبلين (أجا وسلمى) التي تسمى الآن منطقة حائل، وتقع حاليا في شمال السعودية. توجد بقايا أطلال قصره وقبره وموقدته الشهيرة في بلدة توارن في حائل له ديوان واحد من الشعر ويكنى حاتم بأبي سفانة وأبي عدي وقد أدركت سفانة وعدي الإسلام فأسلما. وأمه هي عتبة بنت عفيف بن عمرو بن أحزم. وكانت ذات يسار وسخاء، حجر عليها إخوتها ومنعوها مالها خوفا من التبذير. نشأ ابنها حاتم على غرارها بالجود والكرم.
بلغ من كرم حاتم أنه كان يشتري العبيد فيعتقهم , كان يقول للعبد ( إن جلبت ضيفا فأنت حر )
أعتق رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ابنته إكراما له .