عيد الأضحى المبارك
عيد الأضحى المبارك
لهذا اليوم فضائل عديدة: فهو يوم الحج الأكبر .وهو أفضل أيام العام ؛ لحديث : (إن أعظم الأيام عند الله تبارك وتعالى : يوم النحر، ثم يوم القرّ ) رواه أبو داود (1765)، وهو بذلك أفضل من عيد الفطر، ولكونه يجتمع فيه الصلاة والنحر، وهما أفضل من الصلاة والصدقة . قاله ابن رجب في لطائف المعارف .
وقد اعتبرت الأعياد في الشعوب والأمم أيام لذة وانطلاق، وتحلل وإسراف، ولكن الإسلام صبغ العيدين بصبغة العبادة والخشوع إلى جانب الفسحة، واللهو المباح . وقد شرع في يوم النحر من الأعمال العظيمة كالصلاة، والتكبير ، ونحر الهدي ، والأضاحي ، وبعض من مناسك الحج ما يجعله موسماً مباركاً للتقرب إلى الله تعالى ، وطلب مرضاته، لا كما هو حال الكثير ممن جعله يوم لهو ولعب فحسب ، إن لم يجعله يوم أشر وبطر، والعياذ بالله.
والخير كل الخير في اتباع هدي الرسول - صلى الله عليه وسلم- في كل أمور حياتنا ، والشر كل الشر في مخالفة هدي نبينا - صلى الله عليه وسلم- ؛ لذا أحببنا أن نذكرك ببعض الأمور التي يستحب فعلها أو قولها في ليلة عيد الأضحى المبارك، ويوم النحر، وأيام التشريق الثلاثة ، وقد أوجزناها لك في نقاط هي:
التكبير :
يشرع التكبير من فجر يوم عرفة إلى عصر آخر أيام التشريق، وهو الثالث عشر من شهر ذي الحجة، قال تعالى: (واذكروا الله في أيام معدودات ) . وصفته أن تقول: الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد، و جهر الرجال به في المساجد، والأسواق، والبيوت، وأدبار الصلوات ، إعلانا بتعظيم الله، وإظهارا لعبادته وشكره.
ذبح الأضحية:
ويكون ذلك بعد صلاة العيد، لقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : "من ذبح قبل أن يصلي فليعد مكانها أخرى، ومن لم يذبح فليذبح ". رواه البخاري ومسلم . ووقت الذبح أربعة أيام ، يوم النحر وثلاثة أيام التشريق ، لما ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم-أنه قال: "كل أيام التشريق ذبح ". انظر: السلسلة الصحيحة برقم (2476)
الاغتسال والتطيب للرجال. ولبس أحسن الثياب :
بدون إسراف، ولا إسبال، ولا حلق لحية، فهذا حرام ، أما المرأة فيشرع لها الخروج إلى مصلى العيد بدون تبرج ولا تطيب ، فلا يصح أن تذهب لطاعة الله والصلاة ثم تعصي الله بالتبرج والسفور والتطيب أمام الرجال.
الأكل من الأضحية:
كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- لا يطعم حتى يرجع من المصلى فيأكل من أضحيته. زاد المعاد 1/ 441.
الذهاب إلى مصلى العيد ماشيًا - إن تيسر- :
والسنة الصلاة في مصلى العيد إلا إذا كان هناك عذر من مطر مثلاً- فيصلى في المسجد؛ لفعل الرسول - صلى الله عليه وسلم- .
الصلاة مع المسلمين واستحباب حضور الخطبة:
والذي رجحه المحققون من العلماء مثل شيخ الإسلام ابن تيمية أن صلاة العيد واجبة؟ لقوله تعالى : ( فصل لربك وانحر) ، ولا تسقط إلا بعذر، والجمهور على أنها مستحبة ، والنساء يشهدن العيد مع المسلمين حتى الحُيَّض والعواتق ، ويعتزل الحيض المصلى.
مخالفة الطريق:
يستحب لك أن تذهب إلى مصلى العيد من طريق وترجع من طريق آخر؛ لفعل النبي - صلى الله عليه وسلم . -
التهنئة بالعيد:
ثبوت ذلك عن صحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم . -
واحذر أخي المسلم من الوقوع في بعض الأخطاء التي يقع فيها الكثير من الناس والتي منها:
التكبير الجماعي بصوت واحد ، أو الترديد خلف شخص يقول التكبير.
اللهو أيام العيد بالمحرمات كسماع الأغاني ، ومشاهدة الأفلام ، واختلاط الرجال بالنساء اللاتي لسن من المحارم ، وغير ذلك من المنكرات.
أخذ شيء من الشعر أو تقليم الأظافر قبل أن يضحي لمن أراد الأضحية؛ لنهي النبي - صلى الله عليه وسلم- عن ذلك.
الإسراف والتبذير بما لا طائل تحته، ولا مصلحة فيه، ولا فائدة منه؛ لقول الله تعالى: ( ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين ). الأنعام: 141.
وختامًا: لا تنس أخي المسلم أن تحرص على أعمال البر والخير من صلة الرحم، وزيارة الأقارب، وترك التباغض والحسد والكراهية، وتطهير القلب منها، والعطف على المساكين، والفقراء، والأيتام، ومساعدتهم، وإدخال السرور عليهم.
نسأل الله أن يوفقنا لما يحب ويرضى، وأن يفقهنا في ديننا، وأن يجعلنا ممن عمل في هذه الأيام- أيام عشر ذي الحجة- عملاً صالحًا خالصًا لوجهه الكريم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .