فضاءات نكلا العنب

نكلا العنب

فضاء الموروث الثقافي الشعبي

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدة
إيهاب الحمامصى
مسجــل منــــذ: 2010-11-24
مجموع النقط: 1.8
إعلانات


الطوفان.. والجسر… حكايات من نكلا العنب..شهيد آخر وزوجة عذراء..!.




إيهاب الحمامصى
دمنهور - البحيرة - مصر
0020103866612
http://asdmsr73.maktoobblog.com/
الطوفان.. والجسر .. حكايات من نكلا العنب (2)
كتبهاإيهاب الحمامصى ، في 26 أغسطس 2009 الساعة: 03:13 ص
شهيد آخر وزوجة عذراء..!
استطاع بطلنا الحصول على إجازة من الجبهة لمدة 24 ساعة فقط كى يستطيع إتمام مراسم عقد قرانه وتأجيل موعد الزفاف لما بعد المعركة.. حتى يشعر هو والأهل والمحيطين به أن الفرحة ..فرحتين….إذ كيف يهنأ بعروسه وما زالت مرارة النكسة تقطر علقم من أفواه الجميع ؟!
ورغم ذلك ساعده زملاؤه فى سرعة حصوله على تصريح إجازة من الجبهة ليوم واحد كى يعقد قرانه.. فالحرب على الأبواب والله أعلم بالمصير.. لكن دلائل النصر كانت تفوح عبقاً من كل جانب.. فالسادات سمح لشيوخ الأزهر بالذهاب للجبهة لاحياء روح الدين وعزيمة القتال من جديد فى نفوس كسرتها الهزيمة..بالاضافة لقراراته على صعيد الجبهة الداخلية .. فيما يتعلق بتغيير قيادات الإعلام الذى ساهم فى الهزيمة بنصيب وافر بما يبثه ليل نهار من غسيل فكرى متواصل مستخدما " الفن " غير الهادف - الا لتدمير بنية المجتمع بأفلامه الماجنة ماركة "صور فى بيروت " وتأصيل العرى فى نفوس نساءنا فى سبيل الانحلال التدريجى بحجة "حرية المراة" حتى بات من الصعوبة بمكان تمييز المراة من الرجل فى الستينات وما بعدها..! جاء السادات بالتغيير وهو مدرك تماماً كأى حاكم - أن الفن والإعلام فى الحقيقة هما وجهان لعملة واحدة - قد تكون عملة مزيفة أو حقيقية- وأنهما فى نهاية المطاف من أخطر وسائل السيطرة على المجتمع وتكوين ثقافته.
بطلنا هذه المرة هو زوج عمتى.. الشهيد مهندس/فوزى الشامى
ارتمى البطل عقب وصوله لمنزله فى أحضان أهله وتناول طعاماً لم يعتد عليه لفترة طويلة.. وتمت اجراءات عقد قرانه على عروسه بسرعة.. حيث جلس بجانبها (تشبه الفنانة وفاء سالم بطلة فيلم النمر الاسود لحد كبير).. جلس بجانب عروسه يحاول تأمل وجهها خلسة و قلبه يكاد يتوقف فرحاً وينفجر سعادة.. عيناه تحمل حباً كبيراً ووعداً بالنصر بإذن الله .. والعودة لإكمال مراسم زفافه عليها..
ومرت ساعات الإجازة سريعاً.. كما تمر من بين أيدينا أحلى ساعات العمر بسرعة صاروخ توماهوك كروز
وأسرع البطل فى المساء لتغيير ملابسه الى "الميرى" مرة أخرى.. وودع الأهل بنظرة حزن يكسوها أمل وابتسامة عريضة كأنه يراهم لأول مرة او لآخر مرة!
وانطلق مسرعاً ليلحق بآخر سيارة تحمله الى ايتاى البارود حيث محطة القطار.. ثم الى الجبهة
وانطلقت شرارة القتال فى العاشر من رمضان.. تسبقها حناجرالصائمين من ابطال أكتوبر تزمجر.. الله أكبر.. فتهتز الأرض بطول ضفتى قناة السويس شرقاً وغرباً .. ومن فوقهم تصب طائرات الميج 17,21,29 والقاذفات المقاتلة جام غضبها المتفجر من طول الصبر على مواقع الخنازير المذعورة فى بارليف والمليز والعريش وشرم الشيخ والنقب.. فتحيلها ركاماً محترقاً.. يساعدها فى ذلك ذراع القوات المسلحة الطولى.. المدفعية والمدفعية الصاروخية.. التى أمطرت ناراً من سجيل على المواقع الحصينة فى تبة الشجرة وأبو جاموس وباقى مواقع بارليف من بورفؤاد حتى بورتوفيق ..فى حين تقوم مدمرات القوات البحرية بدورها البطولى المعتاد من ناحية شاطئ شمال سيناء.. فجعلت من أحفاد القردة والخنازير عصف مأكول..
وتحت غطاء النار هذا عبرت بواكير القوات البرية من أبطال المشاة قناة السويس وتمكنت من بناء رؤوس كبارى بعد فتح ممرات فى الساتر الترابى بواسطة عباقرة سلاح المهندسين
وخلال ساعات تدفق أكثر من ثمانون ألف جندى يشكلون خمس فرق الى الشاطئ الشرقى لقناة السويس ومسحوا خط بارليف بما فيه من خنازير من ذاكرة العسكرية العالمية.. وأثبتوا ان اليهود مهما تحصنوا وحاربونا من وراء جدر.. فلسوف تأتى ساعة ونلتهمهم فيها هم وما بنته أيديهم المرتجفة ..النجسة..
استمر التدفق للمشاة والدبابات والألوية المدرعة المصرية
وجاء دور بطلنا فوزى الشامى
كانت وظيفته مثل خالى أحمد .. رامى دبابة..
لم تعلم الاسرة بنبأ العبور إلا متأخراً وبالتالى فلم تكن تعلم بما يجرى على الجبهة حقيقة حتى جاءهم نعى وزارة الحربية:
أنه بينما كان يؤدى البطل الشهيد مهندس فوزى الشامى مهمته التى كلف بها بعد عبور دبابته لقناة السويس وانتقال المعركة لعمق سيناء قبل منطقة المضايق( ممر متلا ومضيق الجدى ) أصيب بشظية فى ساقه.. وظل ينزف حتى الموت حيث لقى ربه مساء يوم السابع من أكتوبر الحادى عشر من رمضان.. ولم يجد زميله غير ملاءة خضراء قام بلفه بها وتركه فى مكان ما فوق رمال سيناء الحانية.. وأكملت الدبابة القتال بباقى طاقمها
فى أتون القتال المستعر فقد بطلنا ما يكشف هويته .. السلسلة العسكرية.. وبالتالى تم دفنه بعد العثور عليه بمقابرالجندى المجهول من شهداء الجيش الثالث بالكيلو 60 طريق مصر -الإسماعيلية الصحراوى.
وبعد مرور خمسون يوما أمكن الوصول الى قبره… حيث حصلت الأسرة على إذن من إدارة الشئون المعنوية بالقوات المسلحة لنقل الجثمان الى مقابر الأسرة بنكلا العنب..
كانت المفاجأة.. الجثمان كما هو.. ينزف دماً تفوح منه رائحة المسك.. بل والجسد ما يزال دافئاً.. والوجه مبتسماً
نفس الابتسامة التى ارتسمت على محياه وهو ينظر إلى عروسه
هذه العروس هى عمتى.. التى ما تزال وفية لذكراه وتحرص على زيارة قبره بانتظام وقراءة القرآن على روحه الطاهرة رغم انتقالها للإقامة بالقاهرة..
أسألكم الفاتحة لجميع موتى المسلمين
****************

تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة