هوامش من الانتخابات التونسية
هوامش من الانتخابات التونسية
تونس في الواجهة
تصدرت تونس المشهد الإعلامي في كافة أنحاء العالم وتوافد الإعلاميون والملاحظون لتغطية الانتخابات التونسية وتجول الصحفيون والاعلاميون الأجانب في العديد من مكاتب الاقتراع وعديد الجهات إلى درجة أشعروا التونسيين بالكثير من الفخر والاعتزاز لانهم بالفعل يصنعون الحدث عالميا وبصورة ناصعة براقة عبر عنها صحفي اسباني بقوله : انتخابات شفافة بمعايير دولية واقبال لم يتوقعه التونسيون انفسهم. هذا الوصف لا يقل عن تصريحات وآراء كافة التونسيين الذين شاركوا في الانتخابات بأعداد كبيرة واصرار اكبر على المشاركة رغم الصعوبات وطول الانتظار في الصف.
قراءة أولية في النتائج: النهضة المؤتمر التكتل: ثلاثي المرحلة
مبدئيا تتجه النتائج نحو تأكيد فوز النهضة والمؤتمر من اجل الجمهورية والتكتل من اجل العمل والحريات وهي الاحزاب التي كان اداؤها خلال الفترة الانتقالية متزنا توافقيا ولكنه أيضا واضحا حاسما تفادت فيه هذه الاحزاب الانسياق وراء التجاذبات والألغام التي زرعها المغالون من الجهات جميعها فلم ينجروا إلى الاستفزازات وكانوا ايجابيين بنائيين...هذا ما يزيد في تقدير واحترام الشعب التونسي الذي أثبت مرة اخرى انه يفكر فيما يفعل ثم يفعل ما يريد وليس ما يراد له.
يوم الانتخابات أكثر أمنا واطمئنانا
على خلاف ما توقعه البعض وربما ما تمناه الآخرون كان يوم 23 اكتوبر يوما احتفاليا غابت فيه بتاتا التجاذبات والصراعات فلا عنف ولا تعنيف ولا خصام ولا شتم ..لقد كان يوم 23 أكتوبر بالفعل هادئا خفيف الظل مرة بسرعة عجيبة رغم ما تم فيه من انجاز تاريخي من العيار الثقيل...وقد ساد الأمن والاطمئنان دون ان يلاحظ حضور مكثف للام ناو الجيش ماعدا أمام مكاتب الاقتراع بينما سارت شؤونا لبلاد والمدن والأحياء في ظروف جيدة إلى ابعد حد.
لكل قاعدة استثناء
لم يغب عن هذا العرس الانتخابي والحدث التاريخي إلا مجموعة من الأفراد مارسوا حريتهم بالامتناع عن المشاركة في الانتخابات بل وأصدروا بيانا يجرمون فيه او يعتبرون فيه المشاركة في الانتخابات تخالف الشريعة الإسلامية ، هو حزب التحرير حيث قام أتباعه بالاتصال بالناس ومحاولة ثنيهم عن المشاركة بالتحدث إليهم ومع ذلك بقي الأمر في حدود الحوارات والنقاشات التي سادت المحلات العمومية والمقاهي في تونس منذ 14 جانفي.
مراقبون وملاحظون وتجاوزات
كثر الحديث في الوسائل الإعلامية التونسية بالخصوص عن التجاوزات والخروق والتشكيات وهي عبارات استعملها في الغالب الإعلاميون والملاحظون والمراقبون من الهيئات الفرعية ومن المجتمع المدني وذلك رغم إجماع الأطراف الموجودة ان الرقابة كانت جيدة ومكثفة ...وأكثر من ذلك كنا نسمع بوجود التجاوزات بعد ان يطنب المراقبون الحديث عن نزاهة الانتخابات والإقبال الكبير من الشعب التونسي والوعي المنقطع النظير منه في إنجاح الاستحقاق الانتخابي ...فهل سيكون الحديث عن التجاوزات نسبيا بقدر ما يتوقع من نتائج أم أن العدد الكبير من المراقبين يجعلهم حريصين على تبرير تواجدهم واثبات نجاعتهم في ذلك؟
مصدر الخبر : بريد الــحــــوار نــــت