مبعوث الشروق يروي القصة ?الكاملة ?لنهاية? ?معمـرالقـذافي
صحفي الشروق يحمل المسدس الذهبي للقذافي وبقايا لباسه
تفاصيل إصابة القذافي واعتقاله ومقتله.. وحقيقة السراديبالثوار الذين اعتقلوا القذافي يطالبون المجلس الإنتقالي بالمكافأة100 ساعة من الحصار في خطوط النار الأمامية مع فرقة للاقتحام والقبض على قيادات النظام البائد خلف الأسوار، هي عدد الساعات التي أمضيتها بأحياء مدينة ''سرت'' الليبية، مرت وكأنها سنوات ونحن في مرمى هدف قناصة الكتائب الأمنية التابعة للعقيد المخلوع معمر القذافي، لم? ?تفارقني? ?صورة? ?عائلتي? ?وخاصة? ?والدي? ?وكذلك? ?زملائي? ?في? ?الشروق? ?الذين? ?انقطع? ?اتصالي? ?بهم? ?ودخلوا? ?في? ?دوامة? ?من? ?الحيرة? ?والاتصالات? ?للبحث? ?عني?.?
- خلال كل تلك الساعات العصيبة التي واكبت حصار القذافي والقضاء عليه، عرفت حينها الشعور الذي يحس به المدنيون الأبرياء ومن يدخل دون ذنب اقترفه في هكذا حرب لعينة، أتت على الأخضر واليابس ولم ينج منها حتى قطعان الحيوانات التي تعرضت هي الأخرى للإبادة، انتهت هذه الساعات? ?مع? ?الدقائق? ?الأولى? ?للقضاء? ?على? ?معمر? ?القذافي? ?في? ?قناة? ?صرف? ?المياه? ?أسفل? ?طريق? ?معبد? ?بالقرب? ?من? ?أحد? ?المصانع? ?الكيماوية? ?بالمنطقة? ?الصناعية?. ?
- مبعوث الشروق أمام السرداب الذي اعتقل فيه القذافي
- بداية? ?المغامرة? ?مع? ?كوموندوس? ?الثوار
- قبل أن أتنقل ليلة يوم الخميس إلى مدينة سرت كنت اتصلت برئيس التحرير في الجزائر لأعلمه بعزمي على التنقل في تلك الليلة إلى مدينة ''سرت'' انطلاقا من ''مصراتة''على مسافة 450 كلم، وكان الموعد عند الساعة الثامنة ليلا بعد أن قمت باتصال مع وسطاء لترتيب الأمر مع أحد? ?المسعفين? ?بفرقة? ''?الكوموندوس?''?،? ?أين? ?وافق? ?هذا? ?الأخير? ?على? ?نقلي? ?ومرافقتي? ?طيلة? ?فترة? ?تواجدي? ?في? ?سرت? ?مقابل? ??? ?أورو،? ?لكونه? ?أحد? ?أفراد? ?كتيبة? ?الاقتحام? ?المكلفة? ?بالقبض? ?على? ?قيادات? ?النظام? ?السابق?.?
- ونحن على مشارف مدينة سرت بالبوابة الخمسين، سمعنا إطلاقا كثيفا للنار من ما يعرف بسلاح عيار 23 الحارق الخارق المضاد للطيران وقاذفات الأربيجي، أوقف عبد الله السيارة إلى جانب الطريق ليجري محادثة عبر اللاسلكي مع مجموعته في الجبهة الأمامية، حيث أعلموه من خلالها أن قناة الجزيرة نقلت خبر اعتقال المعتصم نجل العقيد معمر القذافي، هذا الخبر لم يكن سارا أبدا لعبد الله ومجموعته، خاصة وأن المعلومة أكدت أنه أوقف في حي الدولار الذي لا يبعد عن مكان مجموعة عبد الله إلا بـ 100 متر، أضف إلى ذلك الحساسية الجارية بين المقالتين أنفسهم? ?في? ?انتمائهم? ?للمناطق،? ?حيث? ?راج? ?الخبر? ?أن? ?معتقلي? ?المعتصم? ?هم? ?من? ?منطقة? ?الشرق? ?القادمين? ?من? ?بنغازي? ?وغيرها? ?من? ?المدن? ?الشرقية? ?لجبهة? ?قتال? ?سرت?. ?
صحفي الشروق يحمل المسدس الذهبي للقذافي وبقايا لباسه- في الساعات الأولى من صباح يوم جمعة الأسبوع الماضي، جاء عبد الله ليعلمني أن أهيئ نفسي واحمل معي حقيبتي ومعداتي الشخصية لأن قيادة تنسيق العمليات الميدانية قررت تكليف فرقة الاقتحام ''الكوموندوس'' المكونة من12 عنصرا بالتوغل داخل الأحياء السكنية التي يتحصن فيها قناصة الكتائب الأمنية للقذافي، وما هي إلا ساعة من الزمن حتى كنا بالقرب من ''مصحة الحياة التخصصية'' التي لم يبق من اسمها إلا هيكل المبنى بعد الخراب الذي لحقها، وكذا نهب المعدات الطبية التي كانت موجودة بها من طرف الثوار.
- خلال محطة التوقف بـ ''مصحة الحياة'' التحق بفرقة الاقتحام التي كنت أرافقها، ? أشخاص عرفت فيما بعد أن واحدا منهم مترجم والآخرين يعملان في القوات البريطانية، كانوا يقومون بالاتصال عن طريق أجهزة القمر الصناعي يحملونها معهم، لتحديد مكان تواجد أكبر عدد ممكن من أفراد كتائب القذافي، خاصة على جهة البحر الذي تغطيه أشجار كثيفة ويعتقد بتواجد معسكر أمني للمرتزقة، واستقر في تفكيري أن خبر توقيف المعتصم ابن القذافي خبر غير دقيق بسبب تكليف فرقة الكوموندوس بعملية المطاردة من جديد، كما التحق بنا صحفي محقق أسترالي يدعى ''توم آدمز?'' ??.?
- شاهد? ?على? ?قنص? 4 ?ثوار
- بدأنا في التوغل بين الشوارع الحي الثاني المجاور لحي الناقة من الجهة الشرقية التي يسيطر عليها ثوار بنغازي، تحت تعليمات قائد الفرقة محمد السويحلي بعدم إحداث أي ضجة أو جلبة تثير انتباه القناصة وأفراد العدو الذين يجهل مكان تواجدهم والمناطق التي يتمركزون فيها.
- بحكم أن الحي الثاني كان يعتبر من الأحياء الراقية والآمنة قبل اندلاع الحرب، لم تكن جدران الحدائق الخاص بالمنازل تتجاوز المترين كأكبر حد لها، وهو ما ساعد الفرقة على اعتماد إستراتيجية احتلال المنزل تلوى الآخر وتمشيطه وتأمينه، إضافة إلى التنسيق مع مدفعية الميدان? ?التي? ?تركناها? ?خلفنا? ?في? ?حي? ?الـ? ??? ?شقة? ?سكنية? ?أرضية? ?على? ?شكل? ?فيلات? ?أقيمت? ?خصيصا? ?للضباط? ?ومسؤولي? ?المؤتمر? ?الشعبي? ?العام? ?وهو? ?بمثابة? ?البرلمان? ?عند? ?الدول? ?الأخرى?.?
- استمرت عملية تنقلنا حوالي ساعة من الزمن أو تزيد لكل فيلا، حيث تجاوز منتصف النهار ونحن لا زلنا في المنزل رقم ? بذات الحي، إضافة إلى هذا كان هناك سبب كبير في إعاقة حركة تقدمنا إلى المنازل الأخرى، حيث تفاجأ قائد فرقة الاقتحام بقدوم مجموعة من المقالتين الشباب في شكل غير منظم، على مستوى الشارع الرئيسي دون تأمين الحماية لهم أو ساتر يقيهم من طلقات القناصة الذين تمركزوا في المباني المقابلة لهم مباشرة، كان المنظر مؤلما جدا ووقعه شديدا على نفسي، حيث كنت شاهدا على مقتل أربعة شباب في مقتبل العمر وهم يسقطون أمامي برصاص قناصة القذافي، واحدا تلو الآخر وهم يصيحون الله أكبر بعضهم تهشمت جمجمته نتيجة الإصابة، سألت محمد وعبد الله عن عدم تدخل مجموعته في الرد على القناصة وتوفير حماية للشباب في الشارع، فأجابني أن مهمتهم محددة وهي القبض على مسؤولي الكتائب أولى، كما أن ضحايا القنص الثلاث? ?لم? ?يقوموا? ?بالتنسيق? ?مع? ?القائد? ?الميداني? ?المتواجد? ?في? ?مدخل? ?الحي? ?رقم? ??،? ?بل? ?دخلوا? ?بصورة? ?غير? ?منظمة? ?وعشوائية?.?
- اندهشت حينها ولم أفهم ساعتها ما حدث من هول الصدمة والحيرة أن أرى أشخاصا يحتضرون أحدهم جريح على مستوى الرقبة ينزف بصورة شديدة ولا أستطيع أن أقدم له مساعدة، كنت أتحدث في قريرة نفسي يا لها من حرب عفنة لا تهم أحدا إلا نفسه، في الوقت الذي يتجرد فيه الإنسان عن إنسانيته ورحمته بالغير في منحه فرصة للحياة، لم أتمالك نفسي من البكاء وكدت أن أصرخ في وجهي محمد وعبد الله، حينها قالا لي إن لم تسكت سنكون نحن هدفهم في المرة المقبلة ولن ترجع إلى بلدك، هذه الكلمات وقعت على صدري ثقيلة، فأنا لم أتصور أن يستهدفني أي طرف في الحرب? ?بحكم? ?أن? ?مهنتي? ?هي? ?نقل? ?ما? ?يحدث? ?من? ?الحقيقة? ?دون? ?الانحياز? ?إلى? ?أي? ?طرف?.?
- بعدها أعطى محمد أمرا لأفراد فرقته بالتوزع داخل الفيلا والتمركز في المواقع والنقاط الحساسة فيها عبر النوافذ والمدخل الأمامي والخلفي، احتياطا لأي هجوم من طرف القناصة أو مشاة الكتائب الأمنية رغم أنهم لم يلمحوا تواجدنا في المنطقة، كانت الساعة تشير خلال هذه الأحداث? ?إلى? ?الرابعة? ?من? ?مساء? ?يوم? ?الخميس،? ?قرر? ?قائد? ?الفرقة? ?المبيت? ?في? ?المنزل? ?بعد? ?إجرائه? ?محادثة? ?مشفرة? ?باللاسلكي? ?مع? ?مقر? ?القيادة? ?الميدانية? ?في? ?الخطوط? ?الخلفية?.?
- بريطانيون? ?في? ?خدمة? ?الثوار
- كنت طيلة تلك الليلة أستيقظ بين اللحظة والأخرى على وقع طلقات نارية كانت تأتي من أماكن مختلفة في الشارع المحاذي لم يستطيعوا تحديدها، رغم اعتماد الفرقة للمناوبة في الحراسة الليلية على مداخل الفيلا والسطح العلوي أين تسهل مراقبة أي حركة للطرف المعادي. تعرضت في يومي الأول إلى ما يشبه الصدمة النفسية، حيث لم أستطع تناول أي شيء حتى وجبة الطعام المكونة من علبة تونة وقطعة خبز وقارورة حليب وماء معدني لم أستسغه، نظرا لكونها أول مرة في مساري المهني أبيت ليلة في خط أمامي للنار في جبهة حرب كنت أخشى مشاهدتها في التلفزيون فإذا بي أجد نفسي في قلبها. في اليوم الثاني من بقائنا في جبهة القتال للخطوط الأمامية، استيقظت على وقع إطلاق نار كثيف على أهداف بشرية بالشارع المحاذي لنا، تبين بعد استطلاع الأمر أن سيارة ''تويوتا'' على متنها مقاتلون وسلاح مضاد للطيران صنف 23 جاؤوا وخلفهم مجموعة? ?من? ?المشاة? ?للتغطية? ?عليهم? ?بإطلاق? ?النار? ?على? ?مصدر? ?طلقات? ?القناصة? ?عند? ?حملهم? ?جثث? ?الشباب? ?القتلى? ?يوم? ?أمس?.?
- عناصر من الحرس الخاص للقذافي قتلوا بالقرب من مكان توقيفه
- قررت المجموعة التي أرفقها التحرك إلى منطقة أخرى والتوغل أكثر، في الوقت الذي كانت فيه طلقات القناصة تصوّب على مقاتلين آخرين في الجانب الآخر من الشارع المحاذي لنا، حيث تسلقنا الجدران إضافة إلى استعمالهم لسلالم حربية جلبوها معهم.
- لم يميز الأربع والعشرين ساعة من اليوم الثاني شيء باستثناء التوغل والدخول أكثر في عمق الحي الثاني، حيث كان الذهول والحيرة يسيطران عليا كثيرا من هول صور الدمار الذي مس البنية التحتية من مدارس ومؤسسات مصرفية وحتى أملاك المواطنين التي تعرضت للحرق والنهب والسطو نتيجة عمليات انتقامية من المقاتلين، حيث لم يخلوا منزل أو مكتب أو شقة في مدينة سرت إلا وتعرض للاتلاف والحرق، وهو ما وصفه أحد المقالتين بـ ''الأرض المحروقة'' المسلطة على من أيد وناصر القذافي والكتائب الأمنية خلال أحداث اندلاع الثورة، كما تضمنت الجدران الخارجية? ?للمنازل? ?والشقق? ?والفيلات? ?المنهوبة،? ?عبارات? ?تتوعد? ?أصحابها? ?بالانتقام? ?والتصفية? ?الجسدية? ?في? ?حال? ?تجرِئهم? ?على? ?العودة? ?إلى? ?هذه? ?المنازل? ?بمدينة? ''?سرت?''??.?
- في ليلة اليوم الثاني، اقتربت من البريطانيين ومرافقهم الذين كانوا يهمون بالخروج من المنزل الذي سيطرت عليه فرقة الاقتحام، لأسألهم عن دورهم في الحرب الليبية ليجيب مرافقهم عبد الحميد أنه ممنوع عليّ الحديث معهم، وأجاب هم هنا من أجل الشعب الليبي كما أنهم يعملون على تحديد إحداثيات موقع القيادات من الكتائب والنظام السابق للعقيد معمر القذافي على الأرض، باستغلال المعلومات التي يقدمها الموقوفين من المرتزقة الأجانب والليبيين الذين كانوا في صفوف الكتائب الأمنية أو كتيبة المعتصم القذافي. اعتمدت فرقة ''الكوموندوس'' التي رافقتها طيلة أيام التوغل في أحياء ''سرت''، على الوسائل التي جلبوها معهم، حيث كنا خلال الليل نستعمل أغطية عسكرية، إضافة إلى أن كل شخص فيهم كان يحمل في حقيبة الظهر كمية كافية من الوجبات الغذائية، والمياه المعدنية، وعرفت أن حصتي في الطعام والماء وحتى الغطاء قد? ?حسبت? ?هي? ?أيضا? ?رفقة? ?صحفي? ?محقق? ?من? ?أستراليا? ?يدعى? ''?توم? ?آدمز?''??.?
- الجثث? ?في? ?كل? ?مكان?.. ?ومرتزقة? ?أفارقة? ?بوثائق? ?ليبية
- مع حلول صباح اليوم الثالث تلقت مجموعة الاقتحام مخابرة عن طريق جهاز الاتصال اللاسلكي من طرف القيادة الميدانية، تخبرهم عن تواجد قياديين في النظام البائد في شارع قريب منا، على إثرها تجهز أفراد الفرقة للتحرك مباشرة إلى منزل لا يبعد عنا سوى بمئة متر، وقام قناصة الفرقة برصد تحرك ? عناصر من المرتزقة، أحدهم مصاب كان يحمل عكازين طبيين والآخرون ذوو بشرة سوداء، وبعد تمركز أفراد قناصة فرقة الاقتحام أطلقوا النار باتجاه العدو، حيث أصابوا شخصا بعيار ناري، في حين صاح الآخران بالاستسلام وأنهما على استعداد لتسليم سلاحيهما، وهو? ?ما? ?خفف? ?من? ?حدة? ?الموقف،? ?وخرج? ?بعدها? ?المرتزقان? ?ذوا? ?البشرة? ?السوداء? ?من? ?مكان? ?تحصنهما? ?بالمبنى? ?المقابل? ?وأيديهما? ?مرفوعتان? ?فوق? ?رؤوسهما?.?
- بعد اقترابهما من عناصر الفرقة، تم تفتيشهما بدقة وحذر شديدين خوفا من تلغيم نفسيهما أو حملهما لأحزمة ناسفة، خاصة إذا كان الشخصان المرتزقة المستسلمان، قد سبق لهما التورط في أعمال قتل ضد الليبيين، مما يدفعهما إلى اليأس والخشية من التعذيب فيلجآن كآخر حل إلى تفجير? ?أنفسهما? ?بحزام? ?ناسف? ?أو? ?قنبلة? ?يدوية? ''?رمانة?'' ?للإيقاع? ?بأكبر? ?عدد? ?من? ?صفوف? ?مقاتلي? ?الثوار?.?
- أنهى? ?عنصران? ?من? ?فرقة? ?الاقتحام? ?التأكد? ?من? ?عدم? ?حمل? ?المرتزقين? ?للمتفجرات،? ?وبعدها? ?قاما? ?بتقييدهما? ?وتفتيشهما? ?جيدا،? ?أين? ?عثرا? ?على? ?وثائق? ?تؤكد? ?حملهم? ?للجنسية? ?الليبية،? ?وأوراق? ?نقدية? ?ليبية? ?وأخرى? ?من? ?فئة? ?الأورو?.?
- مبعوث الشروق وسط الجثث في سرت
- مرّ? ?الوقت? ?في? ?اليوم? ?الثالث? ?بسرعة? ?كبيرة،? ?نتيجة? ?تسارع? ?الأحداث? ?من? ?الاشتباك? ?الكبير? ?بين? ?الثوار? ?وقناصة? ?القذافي،? ?إضافة? ?إلى? ?سقوط? ?عدد? ?من? ?قذائف? ?الهاون? ?في? ?محيط? ?الفيلات? ?التي? ?كنا? ?نتواجد? ?بها?.?
- في صبيحة اليوم الرابع الذي صادف يوم الثلاثاء، قامت راجمات من صواريخ الكاتيوشا ومدفعية الدبابات تابعة لقوات المجلس الوطني الانتقالي وكتائب الثوار بقصف الحي الثاني الذي حاصرتنا فيه نيران القناصة والسلاح الثقيل للكتائب الأمنية التابعة للقذافي، هذا القصف دفعنا للجوء إلى أركان وزوايا المنزل الذي تحصنا فيه، واستمرت عملية القصف أكثر من ? ساعات، كان الموت عبرها يحوم حولنا في كل لحظه تنزل فيه قذيفة صاروخية، حتى أنني كنت أشعر باهتزاز المنزل مرات عديدة وكأن زلزالا أصابه، وبعد انتهاء القصف جاء اتصال لاسلكي لقائد الفرقة، يعلمونه فيها بتقدم عدد كبير من المشاة التابعين لكتائب الجهة الغربية كطرابلس ومصراتة وزليتن والخمس وغيرها، وهو ما شجع الفرقة للتحرك في خطة الانسحاب الذي علمت فيما بعد أثناء نقلنا إلى المستشفى الميداني للمعاينة الطبية، أن ثمنه كانا باهظا جدا، حيث سقط أكثر? ?من? ?? ?قتيلا? ?في? ?صفوف? ?الثوار? ?وحوالي? ?? ?جريحا? ?منهم? ?من? ?بترت? ?أطرافه? ?نتيجة? ?سقوط? ?قذيفة? ?هاون?.?
- ? ?
- ساعة? ?الحسم? ??.. ?مصرع? ?القذافي
- لم أتصور يوما أن الحصار الذي عشته قرابة 100 ساعة في الحي الثاني بوسط مدينة سرت، سينتهي بوقوفي على مصرع أحد أكبر رؤساء العرب سيطرة وتعميرا في كرسي الحكم، العقيد معمر القذافي الذي زاد حكمه عن 42 سنة، حيث وبعد انسحابنا قررت العودة إلى مصراتة وإجراء الاتصال بالمسؤولين في الصحيفة بالجزائر وأفراد عائلتي، إلا أن ذلك لم يتسن لي بسبب عدم توفر سيارة تقلنا إلى مصراتة، إضافة إلى انتشار معلومة أن الاكتساح الشامل سيكون يوم الخميس لإنهاء المعركة نهائيا في سرت وإعلان التحرير، كل هذه الأسباب وغيرها دفعتني للبقاء يوما أو يومين? ?آخرين? ?على? ?أكثر? ?تقدير،? ?إذ? ?كيف? ?لي? ?أن? ?أعاني? ?كل? ?هذه? ?المعاناة? ?ثم? ?لا? ?أحضر? ?ساعة? ?الحسم? ?ولا? ?أشهد? ?لحظة? ?القضاء? ?على? ?العقيد? ?وأبنائه?.?
- عند الساعة السادسة صباحا، تنقلت رفقة أفراد كتيبة الشهيد ''الدينمو''، من منطقة الزعفران القريبة جدا من سرت إلى مبنى إدارة الكهرباء العامة المحاذي للإذاعة على تخوم الحي الثاني، حيث وعند اقترابنا كانت هناك معركة طاحنة بالأسلحة الثقيلة وقاذفات الأربيجي والهاون، وبعد استطلاعنا الأمر علمنا أن مجموعة من السيارات المصفحة اقتحمت الطريق الرئيسي الكائن بجانب مبنى إدارة الكهرباء العامة، وانطلقت نحو المنطقة الصناعية في الجهة الجنوبية الغربية لمدينة سرت التي يحاصرها ثوار مدينة مصراتة.
مبعوث الشروق مع الحرس الخاص للقذافي- الناتو? ??.. ?أبو? ?شفشوفة? ?والسراديب
- قرر القادة الميدانيون دفع مجموعة المشاة باتجاه الحي الثاني، في حين ستتولى طائرات الناتو قصف السيارات الأخرى التي فرت، حيث يمكن أن تكون خدعة من طرف المعتصم وقيادات النظام السابق، من أجل لفت الأنظار إلى السيارات حتى يتسنى لهم القوة والفرصة المناسبتان من أجل الفرار? ?في? ?الجبهة? ?الأخرى? ?أو? ?الاختباء? ?في? ?منازل? ?لم? ?تتضرر? ?وفي? ?سراديب? ?وأنفاق? ?أرضية?.?
- تحركت كتيبة ''الدينمو'' إلى الحي الثاني وأنا أرافقهم، حيث لم يجدوا أي صعوبة تذكر في السيطرة على الشارع الرئيسي الذي اشتدت به المعارك في الأيام السابقة، باستثناء بعض عناصر الكتائب الأمنية الذين رفضوا الاستسلام وفضلوا القتال إلى آخر رمق داخل غرف صغيرة منزوية،? ?مما? ?دفع? ?الثوار? ?إلى? ?تفجيرها? ?بمن? ?فيها? ?خاصة? ?على? ?مستوى? ?شارع? ?عمار? ?بن? ?ياسر?.?
- وكان عدد كبير من المقاتلين يكبرون ويرددون صيحات الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله عليها نحيا وعليها نموت وفي سبيلها نجاهد وعليها نلقى الله، إضافة إلى ارتداء عدد منهم للعباءات واللباس الأفغاني ورفعهم للرايات السود على سيارات السلاح الثقيل المضاد للطيران، كتب? ?على? ?تلك? ?الرايات? ?والأعلام? ?لا? ?إله? ?إلا? ?الله? ?محمد? ?رسول? ?الله? ?دولة? ?الخلافة? ?الإسلامية،? ?في? ?حين? ?فضل? ?آخرون? ?من? ?كتائب? ?أخرى? ?رفع? ?رايات? ?الاستقلال? ?والحرية? ?التي? ?تحمل? ?علامة? ?النجمة? ?والهلال?.?
- في هذه الأثناء وفي حدود الساعة الحادية عشر والنصف، كنت على متن سيارة مسلحة تتبع كتيبة حطين من مدينة مصراتة، لم يترددوا في نقلي إلى أي مكان أريده عند معرفتهم أني صحفي، وتلقى سائق السيارة عبر جهاز اللاسلكي محادثة يعلمونه أنه قبض على ''أبو شفشوفة'' وهو الاسم الذي يطلقه الليبيون على العقيد معمر القذافي، حاول سائق المركبة المسلحة لكتيبة حطين تقصي الأمر عن مكان تواجده، ولم نفلح في ذلك إلا بعد ربع ساعة من التجول والقيام بدوريات وكذا سؤال كل من نصادفه في طريقنا على متن السيارات، حيث اهتدينا بعدها إلى المكان وهو بالقرب? ?من? ?المنطقة? ?الصناعية? ?في? ?الجهة? ?الجنوبية? ?لمدينة? ?سرت? ?بمنطقة? ?الزعفران? ?الزراعية?.?
- لم أصدق أن الثوار قبضوا على القذافي في بداية الأمر، حتى وصلنا إلى المنطقة الصناعية وهناك شاهدنا المئات من سيارات المقاتلين الثوار في أعلى طريق معبد يربط بين مصنع ذي لون أبيض مخصص لطحن الحبوب وتخزينها ومحطة لتنقية المياه وكذا بيوت الضيافة على الساحل الغربي لمدينة? ?سرت?.?
- دهشت لما شاهدت في عين المكان، صور فيديو التقطت للعقيد معمر القذافي وهم يضعونه على متن مقدمة السيارة المسلحة التابعة لكتيبة ''الغيران''، كان الموقع الذي ألقي فيه القبض على القذافي عبارة عن منطقة مفتوحة ولا يتوفر فيها ساتر، وهو ما يدل أن القذافي وحرسه الشخصي،? ?اضطروا? ?إلى? ?الالتجاء? ?إليه? ?بعد? ?قصف? ?طائرات? ?قوات? ?حلف? ?الناتو? ?لرتل? ?السيارات? ?في? ?الساعات? ?الأولى? ?من? ?الصباح? ?بالحي? ?الثاني?.?
- خريطة موقع القبض على القذافي حسب شهود عيان بالمكان الذي كانت ''الشروق'' حاضرة فيه مع عدد من وسائل الإعلام العالمية، تتمثل في كون مكان توقيف عبارة عن قناتين لصرف المياه أسفل طريق علوي كالهضبة وكأنه واد ترابي حتى لا تنجرف تربة الطريق، لم يتجاوز قطر كل واحد من أنبوبي قناة صرف المياه الـ?? سم، حيث أخرج القذافي منه وهو يحبو على أربعة أطراف يديه وركبتيه، في حين كان حارسه المقرب منه جدا منصور الضو ملقى على الأرض ممددا على بطنه، حيث حاول إيهام المجموعة المقتحمة للمكان، أنه مقتول، حتى يتسنى له رميهم بالرشاش الذي كان تحته، إلا أن تفطن الثوار لذلك حال دون تنفيذ خطته في إنقاذ القذافي من الأسر، ولاحظت بجانب قناتي الصرف من الإسمنت المسلح جثتين مرميتين على وجوههما، إضافة إلى أكثر من ?? جثة أخرى للحرس الخاص من قبيلة القذاذفة كانت مرمية بالقرب من بعض الأشجار القريبة من المكان?. ?
- أفراد من الكتيبة التي شاركت في تحرير سرت
- جثة? ?القذافي?.. ?وصيحات? ?الانتقام
- قيل لنا إن جثة القذافي نقلت إلى المستشفى الميداني الواقع على بعد أقل من كيلومترين، تحركنا مباشرة إلى المستشفى أين كان يعج بالمقاتلين يريدون رأس العقيد معمر القذافي وعدم السماح بمعاينته أو تقديم الإسعافات له، كان كل المقاتلين يحملون أسلحة في وضعية إطلاق النار، إلا أن ما تسرب من معلومات من القاعة التي يتواجد بها الرئيس المخلوع، أثلجت صدور المقاتلين وخفف من حدة توترهم، حيث أكد تداول الثوار خبر أن القذافي قد فقد حياته نتيجة الطلقات النارية والجروح التي أصيب بها قبل وأثناء نقله إلى المستشفى الميداني بمنطقة الزعفران? ?المتواجد? ?قبل? ?مستشفيات? ?ميدانية? ?أخرى? ?في? ?بوابات? ?الثلاثين? ?والخمسين?.?
- حاولت بعدها البحث عن كتيبة ''الغيران'' التي كان لها السبق في القبض على العقيد معمر القذافي، أين التقيت في ذات المستشفى بآمر الكتيبة عمر صالح الشيباني وهاشم عبد الملك ثالث شخص يمسك بالقذافي من قفاه خلال إخراجه من قناة صرف المياه.
- عدد من الأسرى الذين كانوا في موكب القذافي
- معتقلو? ?القذافي? ?يتحدثون? ?لـ "الشروق " ?عن? ?مقتله
- ? ?تنقلنا? ?إلى? ?مقر? ?كتيبتهم،? ?أين? ?كان? ?كل? ?أفراد? ?المجموعة،? ?وتحدثوا? ?للعالم? ?كله? ?عبر? ''?الشروق? ?الجزائرية?''?عن? ?تفاصيل? ?اللحظات? ?الأخيرة? ?من? ?حياة? ?الدكتاتور? ?والطاغية? ?كما? ?يصفونه?.?
- يقول هاشم عبد الملك شاب لم يتجاوز سنه الخامسة والعشرين من العمر، أنهم كانوا في الجهة الجنوبية الغربية لمدينة سرت، يقومون بتمشيط المنطقة في حدود الساعة العاشرة والنصف قبل ظهر يوم الخميس، وهذا بعد قصف طائرات الناتو لرتل السيارات التي اخترقت حواجز الثوار بالقرب? ?من? ?مبنى? ?إدارة? ?الكهرباء? ?العامة،? ?واتجهت? ?إلى? ?منطقة? ?الجنوبية،? ?حيث? ?وقع? ?اشتباك? ?عنيف? ?بين? ?الثوار? ?والكتائب? ?التي? ?كانت? ?تحاصر? ?وتتمركز? ?منذ? ?بداية? ?عملية? ?سرت? ?قبل? ?شهر? ?من? ?هذا? ?اليوم? ?في? ?هذه? ?المنطقة?.?
- ويضيف ذات المقاتل في حديثه للشروق، ''في الوقت الذي طاردت فيه كتيبة ''النمر'' سيارات مصفحة مرت فوق الطريق الذي كانت فيه قناتا صرف المياه يشاع أن القذافي ومرافقه الشخصي منصور الضو اختبآ فيهما، كنا نقوم بتمشيط منازل من الطوب عثرنا فيها على جنود في الكتائب الأمنية بألبسة مدنية يحملون أسلحة قناصة، بعضهم مصاب والآخرون أنهكهم التعب والإعياء جراء المطاردة في مكان مفتوح ولم يجدوا منازل أو مباني أو أحياء سكنية يتحصنون فيها، قبضنا على أحدهم لنسأله عن المعتصم وفاجأنا بقوله لا تقتلوني سيدي القائد يوجد خلف الطريق، وذهلنا? ?من? ?الخبر? ?الذي? ?زودنا? ?به? ?عن? ?تواجد? ?معمر? ?القذافي?''??.?
صحفي الشروق رفقة الجندي هاشم وآمر كتيبة الغيران التي قبضت على القذافي- يتوقف هاشم عن الحديث ويقول بعدها، لم أشعر بنفسي إلا ونحن في مجموعة مكونة من ستة أشخاص، نقوم بتمشيط الطريق ومحيطه، وبعدها تنبهنا إلى وجود قناتين لصرف المياه أسفل الطريق في حال نزول الأمطار بالوادي أو فيضانه، نزلنا ونحن نتسابق في عملية البحث، إلا أن قصب السبق كان للأخ عمران شعبان الذي ذهل من المشهد عندما رأى القذافي داخل القناة ليتوقف هاشم عن الحديث ويقول بعدها، لم أشعر بنفسي إلا ونحن في مجموعة مكونة من ستة أشخاص، نقوم بتمشيط الطريق ومحيطه، وبعدها تنبهنا إلى وجود قناتين لصرف المياه أسفل الطريق في حال نزول الأمطار بالوادي أو فيضانه، نزلنا ونحن نتسابق في عملية البحث، إلا أن قصب السبق كان للأخ عمران شعبان الذي رمى سلاحه لذهوله من المشهد عندما رأى القذافي داخل القناة الإسمنتية وهو يرتدي لباسا خفيفا عربيا، وعلى رأسه العمامة البنية فاتحة اللون، في وضعية الجلوس، وبجانبه? ?قطعتا? ?سلاح? ?إحداها? ?رشاش? ?من? ?صنع? ?إسرائيلي? ?والأخرى? ?سلاح? ?قنص? ?من? ?صنع? ?بلجيكي? ?يحمل? ?في? ?مقدمته? ?كاتما? ?للصوت? ?للحيلولة? ?دون? ?التنبه? ?إلى? ?مصدر? ?إطلاق? ?النار? ?من? ?طرف? ?الثوار?.?
- في هذه اللحظة يتدخل فرد آخر من كتيبة الغريان اسمه عبد المطلب، كانت ثيابه التقليدية الليبية ملطخة بالدماء، ليكمل قصة القبض على القذافي ويقول ''هذه الدماء التي على ثيابي هي دماء العقيد معمر القذافي، عندما قمنا بإخراجه من قناة صرف المياه الإسمنتية وهو مشدوه'' ويضيف ''كان معمر القذافي يقول لنا خيركم خيركم شنو فيه شنو فيه يا أولادي، وهو في نفسية متدهورة جدا من جراء التعب في الجري ومطاردة كتائب الثوار لرتل السيارات التي كانت ترافقه عند محاولته كسر طوق الحصار على الحي الثاني، إضافة إلى دماء كانت في جهة رأسه أعلى الحاجب? ?وأخرى? ?كانت? ?في? ?ثيابه? ?في? ?ناحية? ?الكتف?''??.?
- ?..?نريد? ?جائزة? ?القبض? ?على? ?القذافي؟
- ويسترسل عبد المطلب في سرد تفاصيل التوقيف ويقول ''أمسكه عمران شعبان من يده في حين أمسكه آخرون من قفاه، وقمت بحمله بين يدي حيث لطخت دماؤه كل الثياب التي لبسها وتشاهدونها هذه اللحظة وهي لم تجف بعد.
- وقمنا بعدها كما قلت لكم بتفتيشه وتجريده من الأسلحة التي كان يحملها إضافة إلى ساعة اليد من الذهب وسلاح تسعة ملم من الذهب منقوش عليه عبارة الفاتح أبدا وهو شعار انقلاب العقيد معمر القذافي على الملك قبل أكثر من 42 سنة.
- وبعد التفتيش وهو مذهول قمنا بحمله وإصعاده من أسفل الطريق عبر مسافة لا تتجاوز الـ 20 مترا إلى سيارة التويوتا التي كان عليها سلاح ثقيل مضاد للطيران، من أجل نقله إلى مقر قيادة العمليات، وهنا انتهت مهمتنا، ونحن اليوم ننتظر الجائزة التي وعد بها المجلس الوطني الانتقالي? ?المتمثلة? ?في? ?المليون? ?وسبع? ?مائة? ?دينار? ?ليبي? ?أو? ?ما? ?يعادل? ?قرابة? ?المليون? ?أورو،? ?لمن? ?يحضر? ?العقيد? ?معمر? ?القذافي? ?حيا? ?أو? ?ميتا?.?
- أموال وجدت بحوزة القذافي
- مجموعة من الحرس الخاص للعقيد معمر القذافي تم توقيفهم في الساعة السابعة ليلا بين أشجار تبعد حوالي ? كلم، عن مكان توقيف القذافي، كانت لنا الفرصة في الحديث معهم عن الساعات الأخيرة التي قضوها معه في الحي الثاني وكذا محاولة فرارهم من طوق حصار الثوار لمدينة سرت.
- سمح لنا الثوار بالحديث مع أحدهم، ويدعى سعيد الخلوفي من مدينة الخمس، كان يعمل في فرقة الضفادع التي أمنت سرت في بداية الأحداث، يقول ''كنا نسمع بأن القائد معمر القذافي متواجد منذ شهر ونصف في سرت'' وأنا شاهدته صباح يوم الخميس في حدود الساعة الخامسة والنصف صباحا رفقة أربعة أشخاص في سيارة اللبوة ــ سيارة رباعية الدفع لونها بني فاتح مصفحة ــ وكان يلبس بدلة عسكرية كاكية اللون إضافة إلى ارتدائه للعمامة البنية'' وأضاف ذات المعتقل'' بقي القائد في سيارته في حين كان ابنه المعتصم يقوم بتنظيم الرتل من السيارات التي فاق عددها أكثر من ?? سيارة، تحمل المقاتلين وكذا القناصة والذخيرة الحربية، وسار الركب مرارا في طرق شوارع الحي الثاني، قبل أن نتفاجأ بانفجار في الرتل كانت نتيجة قصف من طائرات الناتو في حدود الساعة السابعة والنصف، اضطر بعدها مرافقو القائد والسيارات المتقدمة من الحرس الخاص إلى اتخاذ قرار بتجاوز الحاجز الذي نصبه الثوار بالقرب من مبنى الكهرباء، للمرور إلى المنطقة الصناعية وبعدها التوجه إلى منطقة الجارف، حيث كنا سنلتقي بسيف الإسلام هناك، لكني لا أعرف المنطقة التي سنتوجه إليها بعدها والكثير من أفراد الكتائب والحرس الشخصي? ?كانوا? ?يتحدثون? ?عن? ?الفرار? ?إلى? ?الصحراء? ?وبعدها? ?إلى? ?إحدى? ?الدول? ?الإفريقية?''.?
- وعن رده عن سؤال عن حالة القذافي الصحية، فقال'' لقد رأيته جالسا في السيارة وهو بصحة جيدة ولم يكن مصابا، كما أننا كنا نجهل مكان تواجده في سرت منذ أزيد من شهر ونصف، إلا أن ابنه المعتصم كان يقود عمليات الدفاع عن الحي الثاني بنفسه، كما أنه كان يركب سيارات السلاح? ?الثقيل? ?ويقوم? ?برمي? ?الثوار? ?بطلقات? ?من? ?عيار? ?? ?والـ??? ?المضادة? ?للطيران،? ?وكان? ?مصابا? ?في? ?الحاجب? ?وهو? ?كث? ?اللحية? ?نتيجة? ?إصابته? ?بشظية? ?لقذيفة? ?هاون? ?سقطت? ?في? ?المحيط? ?الذي? ?كان? ?به؟.
المصدر: جريدة الشروق اليومي الجزائرية