الحماد

19- بِنَاءُ الفعلِ الماضي
..............
أحوال بناء الفعل الماضي:
الفعل الماضي مبني دائماً، ويبنى على: الفتح والسكونِ والضَمِّ.
بِناءُ الماضِي على الفَتحِ:
قَالَ تَعَالَى: ( وضَربَ لَنَا مَثَلاً وَنَسِيَ خَلقَه قَالَ مَن يُحيي العِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ)
نَلاحظ الأفعال الماضية في الآية وهي: (ضَرَبَ و نَسِيَ وقَالَ)
فكل منها فعل ماضٍ مبني على الفتح, وهي أفعال لم يتصل بها ضمير.
قَالَ تَعَالَى: (إِذْ قَالتْ امرأةُ عِمرانَ رَبِّ إنِّي نَذّرتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّراً).
نُلاحظ الفعل (قَالَتْ):
اتصلت بهِ تَاءُ التأنيث الساكنة, وجاء الفعل لذلكَ مبنياً على الفتح.
قَالَ تَعَالَى:{فلما آتاهما صالحاً جَعَلَا له شركاءَ فيما آتاهما}.
الفعل: (جَعَلَا):
مسند إلى ألف الاثنينِ, وهو مبني على الفتح.
الخلاصة:
يبنى الماضي على الفتح إذا لم يتصل به ضمير, أو اتصلتْ به
تاء التأنيث الساكنة, أو ألف الاثنينِ.
بِناء الفعل الماضي على السكون:
قَالَ تعالى: (إِنِّي نَذَرْتُ لِلرحْمَنِ صَومَاً).
نلاحظ الفعل( نَذَرْتُ):
فعل ماضٍ مبني على السكون؛ لاتصاله بتاء الفاعل.
قَالَ تَعَالى: (أَرَأَيْتَ الذي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ).
نُلاحظ الفعل (رَأَيْتَ):
فعل ماضٍ, مبني على السكون, لاتصاله بتاء الفاعل.
قَال نزار قباني:
سأَبدأُ من أَوَّلِ السطر.. إن كنتِ تعتقدينْ
بأنيِّ سقطتُ أمام التحدّي الكبيرْ!!
نلاحظ الفعل الماضي( كُنْتِ):
مبني على السكون؛ لاتصاله بتاءالفاعل.
قَالَ تَعَالَى: (وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُّنَا عِلْمَاً).
الفعل ( عَلَّمْنَاهُ):
فعل ماض, مبني على السكون؛ لاتصاله ب نا الفاعلين.
قَالَ تَعَالَى: ( فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُّنَّ).
لاحظ الأفعال الماضية الآتية: (رَأَيْنَهُ, أَكْبَرْنَهُ, قَطَّعْنَ) نجدها:
أفعال ماضية مبنية على السكون؛ لاتصالها بنون النسوة.
الخلاصة: يبنى الفعل الماضي على السكون, إذا اتصل بتاء الفاعل
المتحركة, ونا الفاعلين, ونون النسوة.
بِنَاءُ الماضي على الضم:
قالَ تعالى: (الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا
الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهُوْا عَنِ المُنكَرِ).
لاحظ الأفعال الماضية الآتية: ( أَقَامُوا, أَمَرُوا, نَهُوا) تجد أنها:
أفعال ماضية مبنية على الضم؛ لاتصالها بواو الجماعة.
الخلاصة: يبنى الفعل الماضي على الضم, إذا اتصل بواو
الجماعة.
ملاحظة هامة:
الفعل الماضي المعتل يبنى بناءً مقدراً للتعذر.
لاحظ الفعل مثلاً:( سَعَى )
مبني على الفتح المقدر للتعذر.
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
تدريب على بناء الفعل الماضي:
استخرج مما يأتي, كل فعل ماضٍ, واذكر علامة بنائه مع ذِكر السبب:
قَالَ تَعَالَى: {فَلَمّا جاءَ أَمْرُنا نَجَّيْنا صالِحاً وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ
مِنّا وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ}.
قَالَ تَعَالَى: (إِذْ قَالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ
عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ).
قال تعالى: (فَقَالَ لَهَا وَلِلأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ).
قَالَ تَعَالَى: {الله نَزَّلَ أحسن الحديث كتاباً متشابها}.
قَالَ تَعالى: {قَالَتْ رب إني وَضَعْتُهَا أنثى}.
قَالَ تَعالى: {للذين أحسنوا الحسنى وزيادة}.
قال تعالى: (إِذْ قَالَ يُوسُفُ لأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً
وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ).
قال حافظ إبراهيم على لسان اللغة العربية:
وسعتُ كتاب الله لفظًا وغايَهً** وما ضقتُ عن آي به وعظاتِ.
قال الشاعر ساخراً:
سَقَطَ الحمارُ من السفينةِ في الدجَى.. فبَكَى الرفاقُ لفقدِه وتـــألمُوا.
حَتى إذا طلع النهــارُ أتت بـه.. نحـو السفينةِ مَـوْجَـة تتقَـدَمُ.
قالت خذوه كما أتـاني سالِمـاَ.. لم ابتَلِعْـهُ لأنـــه لا يُهْضَـمُ.
قال إبراهيم ناجي في ظلال الصمتِ:
ها أنا عدت إلى حيث التقينا.. في مكان رفرفت فيه السعادهْ
وبه قد رفرفَ الصمتُ علينا.. إنّ في صَمْت الحبيبين عباده
رب لحنٍ قص في خاطرنا.. قصةَ الساري الذي غنى سهادهْ
وكأنّ الصمتَ منهُ واحةٌ.. هَيّأَتْ من عُشبها الرّطبِ وساده
قال محمود درويش في حنين إلى الضوء:
ماذا يثير الناس لو سرنا على ضوء النهار
و حملتُ عنك حقيبة اليد و المظلة
و أخذتُ ثغرك عند زاوية الجدار
و قطفتُ قبلة
قَال جبران في البلاد المحجوبة:
قَد أَقَمنا العُمرَ في وادٍ تَسير بَينَ ضلعَيهِ خَيالات الهُموم
وَشهِدنا اليأسَ أَسراباً تَطير فَوقَ مَتنَيهِ كَعقبانٍ وَبُوم
وَشَربنا السّقمَ مِن ماء الغَدير وَأَكَلنا السُمّ مِن فَجّ الكُرُوم
وَلَبِسنا الصَبر ثَوباً فالتَهَب فَغَدَونا نَتَرَدّى بِالرّماد
وَاِفتَرَشناهُ وِساداً فَاِنقَلَب عِندَما نِمنا هَشيماً وَقتاد
يا بِلاداً حُجِبَت مُنذُ الأَزَل كَيفَ نَرجوكِ وَمِن أَيّ سَبيل
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
إلى اللقاء في الموضوع القادم إن شاء الله