يوم البعث
ـ كفى .. اصمت ..
ـ لماذا أصمت أليس من حقي الكلام ..؟
ـ اصمت انك تضجرني ..
ـ لماذا اصمت .. ألا تعلم أن الصمت يعني الموت ..
أحسنت يا هذا و جئت بالحق المبين، أن تصمت يعني أن تموت، أن تسكت إلى الأبد. لا .. تكلم و قل ما لديك، قل فسيسمعك العالم و يتعظ بك كل العالم. قل إن الصمت موت بطيء قل إن الخضوع و الاستسلام موت بطيء، قل أن الانكماش موت. قل ولا تصمت . إلعن كل خرافات الماضي و تمرد على صوت هذا المجنون ، ولا تسمع له، كفاك صمتا ، كفاك موتا . قل له ماذا جنيت من موتك آلاف السنين ، لا شيء سوى وجع بقلبك وألم ممض بأعماقك و عذاب .. تمرد، فما خلقت إلا لتتمرد.. لترفض كل الأوضاع .. لتصرخ: لقد عدنا للحياة من جديد، لقد بعثنا من جديد لنغير.. لنكسر أيديكم التي تخنقنا و نحطم كل الأغلال، الآن حيينا و مات الصمت..
ـ ماذا استجد .. قد كنت لطيفا، فماذا استجد ..؟؟
ـ أتسخر مني .. أتعني أن الخضوع لطف و الموت جبن ..؟؟
ـ أنا لم أقل هذا .. بل انك كنت مسالما ..
لا تضحك منه وأجبه .. قل له انك لم تكن يوما مسالما، بل كنت مستسلما ، كنت ميتا والآن بعثت من جديد ، أو انك كنت حيا ولم يخلق لك بعد لسان تصرخ به ، و ترفض به هذه الحياة الرتيبة ، هذا الاستغلال و هذه المهانة . قل له انك اليوم بعثت من جديد ، انك ولدت و في فمك لسان من حديد وفي يدك حجر و سيف وشريان و وريد ..
ـ دعنا من هذا الآن و حدثني عن فارسة أحلامك..
ـ تريد أن تهرب، حسنا.. فتاة أحلامي ثائرة على الطبيعة رافضة لكل التقاليد القديمة، هازئة من الموت البطيء.. فتاة أحلامي همجية تكره الموت ، تكره الخضوع والاستسلام . فتاة أحلامي ثائرة على الجبن والخوف و حتى الموت ، تريد أن تغير العالم مثلي و تبعث الحياة في الخلق من جديد ..
ـ و ماذا عن .. عن .. ماذا عنك ..؟؟؟
قل له انك شعلة من نار و جمرة متقدة تريد أن تحرق العالم القديم و تهده فوق رؤوس الثعابين ، قل له انك بركان ثار بعد خمود ليكنس كل معاني الشر و الفوضوية من هذه الأرض، قل له أنا الثائر على الموت البطيء ..
ـ جميل ما تقول .. جميل .. أين تعلمته ..؟
ـ أين تعلمته ، تعلمته من موتي آلاف السنين ، من قهري و جبني آلاف السنين ، تعلمته من استسلامي لك آلاف السنين ..
ـ أما تكف عن هذه، قد ضقت ذرعا بك و بجنونك هذا ..
ـ و أنا ضقت ذرعا باستسلامي لك، بخضوعي، بجبني. ضقت بك، بالتقاليد الفانية، بالخوف، ضقت ذرعا بالهزيمة.. ضقت ذرعا بالهزيمة.
استمر يا ولدي .. اعزف على أوتارك الثائرة و دعه يسمع لحن الحياة ، دعه يعرف أنك حي لم تمت ، دعه يعرف أنك حي ، أنك تستطيع الدفاع عن نفسك ، دعه يعرف أنك قادر على المواجهة و الوقوف في وجه أي عاصفة .. دعه يعرفك..
ـ اسمع .. لن تستفيد شيئا .. هذه هي الحقيقة ، لن تستفيد شيئا .. و لن تغير في الكون شيئا ، انك تهدر جهدك هباءً .. لكم أشفق عليك ..
ـ حقا .. تشفق علي .. لماذا لا تشفق على الملايين التي تسرقها كل يوم، لماذا لا تشفق على الملايين التي تستغلها كل يوم.. لماذا تشفق علي .. أجبني .. لماذا تشفق علي أنا..؟؟
ـ ماذا تريد أنت من كل هذا .. مالا .. جاها .. ملكا .. أطلب و سأعطيك ..
ـ الآن تكلمت.. تريد أن..
ـ أنا لا أريد شيئا.. أطلب ما تريد و سأعطيك..
ـ حسن .. أريد جبلا من ذهب.. مدينة من فضة تكون ملكي، أحكم فيها كيف أشاء .. أو .. و لكن لا .. أريد أن تبعث الحياة في الملايين التي تكتم أنفاسها، أريد أن يكونوا أحرارا.. أحرارا كما ولدتهم أمهاتهم ...
ـ انك تهذي.. انك مجنون لا تدري ما تقول..
الآن ينعتك بالمجنون و يصفك بالحمق و التفاهة. قد أصبح البعث من جديد جنونا و أصبح هذيانا..
ـ دع عنك هذا و أطلب ما تريد..
تكلم و قل له انك تروم العيش مثل عصفور خارج القفص، تريد أمنا و سلاما، تريد عالما يسوده الحب و الصفاء..
ـ تكلم أطلب ما تريد ولا تخف..
ـ أريد .. أريد
ـ قل ولا تخش شيئا ..
ـ أريد .. أريد الحرية .
ـ عدت إلى هذيانك من جديد ..؟
ـ ليس هذيانا .. أن تكون حرا ليس هذيانا.
ـ انك غبي. إنها فرصة العمر، و لن تتكرر مرتين .. أطلب ما تريد و سأهبك إياه في الحال ..
ـ أريد الحرية لي و للملايين الميتة ..
ـ بربك عن أي حرية تتكلم ، أتعتقد أن هؤلاء الهمج يعرفون معنى الحرية أو معنى السلام أو حتى معنى الحب ..؟؟
ـ لا يهم ، المهم أنني أومن أن هناك حرية .. و أن هناك حب..
ـ أنت لا تؤمن إلا بالترهات .. إنك تضيع نفسك ..
ـ أن تضيع النفس في سبيل الحياة خير من الموت البطيء..
ـ فكر جيدا، إنك تضيع نفسك..
ـ لقد فكرت كثيرا ،و وجدت أنني أستحق الحرية .. أستحق الحياة...
ـ إنك لا تستحق إلا الموت ..
لا تخف ، فأن تموت في سبيل الحياة خير من أن تحيى كالأموات . تشجع و لا تخف و تذكر أن الصمت يعني الموت ..
ـ تريد أن تقتلني .. افعل الآن .. ماذا تنتظر فأنا أفضل الموت مع الحياة على الحياة مع الموت .. اقتلني .. ماذا تنتظر ..
ـ فكر جيدا قبل أن يفوت الأوان وتضيع زهرة شبابك بلا جدوى ..
ـ افعل إن الصمت يعني الموت البطيء..
......... و انطلقت الرصاصة ..........
ـ أما كان عليك أن تفكر قبل أن تصبح جثة هامدة.. أكنت تعتقد أن هؤلاء الأبقار سينفعونك بشيء.. مت الآن و فلسفتك الحمقاء ، و تحرر هناك كما تشاء .. تحرر كما تشاء ..
لا تسمع له فأنت بطل، بطل مات يوم ولد، و دفن يوم بعث. و لكن على الأبقار التي مت من أجلها أن تؤمن مثلك أن الصمت يعني الموت البطيء، و بأن الموت مع الحياة خير ألف مرة من الحياة مع الموت .. خير من الحياة مع الموت ..
ـ لماذا أصمت أليس من حقي الكلام ..؟
ـ اصمت انك تضجرني ..
ـ لماذا اصمت .. ألا تعلم أن الصمت يعني الموت ..
أحسنت يا هذا و جئت بالحق المبين، أن تصمت يعني أن تموت، أن تسكت إلى الأبد. لا .. تكلم و قل ما لديك، قل فسيسمعك العالم و يتعظ بك كل العالم. قل إن الصمت موت بطيء قل إن الخضوع و الاستسلام موت بطيء، قل أن الانكماش موت. قل ولا تصمت . إلعن كل خرافات الماضي و تمرد على صوت هذا المجنون ، ولا تسمع له، كفاك صمتا ، كفاك موتا . قل له ماذا جنيت من موتك آلاف السنين ، لا شيء سوى وجع بقلبك وألم ممض بأعماقك و عذاب .. تمرد، فما خلقت إلا لتتمرد.. لترفض كل الأوضاع .. لتصرخ: لقد عدنا للحياة من جديد، لقد بعثنا من جديد لنغير.. لنكسر أيديكم التي تخنقنا و نحطم كل الأغلال، الآن حيينا و مات الصمت..
ـ ماذا استجد .. قد كنت لطيفا، فماذا استجد ..؟؟
ـ أتسخر مني .. أتعني أن الخضوع لطف و الموت جبن ..؟؟
ـ أنا لم أقل هذا .. بل انك كنت مسالما ..
لا تضحك منه وأجبه .. قل له انك لم تكن يوما مسالما، بل كنت مستسلما ، كنت ميتا والآن بعثت من جديد ، أو انك كنت حيا ولم يخلق لك بعد لسان تصرخ به ، و ترفض به هذه الحياة الرتيبة ، هذا الاستغلال و هذه المهانة . قل له انك اليوم بعثت من جديد ، انك ولدت و في فمك لسان من حديد وفي يدك حجر و سيف وشريان و وريد ..
ـ دعنا من هذا الآن و حدثني عن فارسة أحلامك..
ـ تريد أن تهرب، حسنا.. فتاة أحلامي ثائرة على الطبيعة رافضة لكل التقاليد القديمة، هازئة من الموت البطيء.. فتاة أحلامي همجية تكره الموت ، تكره الخضوع والاستسلام . فتاة أحلامي ثائرة على الجبن والخوف و حتى الموت ، تريد أن تغير العالم مثلي و تبعث الحياة في الخلق من جديد ..
ـ و ماذا عن .. عن .. ماذا عنك ..؟؟؟
قل له انك شعلة من نار و جمرة متقدة تريد أن تحرق العالم القديم و تهده فوق رؤوس الثعابين ، قل له انك بركان ثار بعد خمود ليكنس كل معاني الشر و الفوضوية من هذه الأرض، قل له أنا الثائر على الموت البطيء ..
ـ جميل ما تقول .. جميل .. أين تعلمته ..؟
ـ أين تعلمته ، تعلمته من موتي آلاف السنين ، من قهري و جبني آلاف السنين ، تعلمته من استسلامي لك آلاف السنين ..
ـ أما تكف عن هذه، قد ضقت ذرعا بك و بجنونك هذا ..
ـ و أنا ضقت ذرعا باستسلامي لك، بخضوعي، بجبني. ضقت بك، بالتقاليد الفانية، بالخوف، ضقت ذرعا بالهزيمة.. ضقت ذرعا بالهزيمة.
استمر يا ولدي .. اعزف على أوتارك الثائرة و دعه يسمع لحن الحياة ، دعه يعرف أنك حي لم تمت ، دعه يعرف أنك حي ، أنك تستطيع الدفاع عن نفسك ، دعه يعرف أنك قادر على المواجهة و الوقوف في وجه أي عاصفة .. دعه يعرفك..
ـ اسمع .. لن تستفيد شيئا .. هذه هي الحقيقة ، لن تستفيد شيئا .. و لن تغير في الكون شيئا ، انك تهدر جهدك هباءً .. لكم أشفق عليك ..
ـ حقا .. تشفق علي .. لماذا لا تشفق على الملايين التي تسرقها كل يوم، لماذا لا تشفق على الملايين التي تستغلها كل يوم.. لماذا تشفق علي .. أجبني .. لماذا تشفق علي أنا..؟؟
ـ ماذا تريد أنت من كل هذا .. مالا .. جاها .. ملكا .. أطلب و سأعطيك ..
ـ الآن تكلمت.. تريد أن..
ـ أنا لا أريد شيئا.. أطلب ما تريد و سأعطيك..
ـ حسن .. أريد جبلا من ذهب.. مدينة من فضة تكون ملكي، أحكم فيها كيف أشاء .. أو .. و لكن لا .. أريد أن تبعث الحياة في الملايين التي تكتم أنفاسها، أريد أن يكونوا أحرارا.. أحرارا كما ولدتهم أمهاتهم ...
ـ انك تهذي.. انك مجنون لا تدري ما تقول..
الآن ينعتك بالمجنون و يصفك بالحمق و التفاهة. قد أصبح البعث من جديد جنونا و أصبح هذيانا..
ـ دع عنك هذا و أطلب ما تريد..
تكلم و قل له انك تروم العيش مثل عصفور خارج القفص، تريد أمنا و سلاما، تريد عالما يسوده الحب و الصفاء..
ـ تكلم أطلب ما تريد ولا تخف..
ـ أريد .. أريد
ـ قل ولا تخش شيئا ..
ـ أريد .. أريد الحرية .
ـ عدت إلى هذيانك من جديد ..؟
ـ ليس هذيانا .. أن تكون حرا ليس هذيانا.
ـ انك غبي. إنها فرصة العمر، و لن تتكرر مرتين .. أطلب ما تريد و سأهبك إياه في الحال ..
ـ أريد الحرية لي و للملايين الميتة ..
ـ بربك عن أي حرية تتكلم ، أتعتقد أن هؤلاء الهمج يعرفون معنى الحرية أو معنى السلام أو حتى معنى الحب ..؟؟
ـ لا يهم ، المهم أنني أومن أن هناك حرية .. و أن هناك حب..
ـ أنت لا تؤمن إلا بالترهات .. إنك تضيع نفسك ..
ـ أن تضيع النفس في سبيل الحياة خير من الموت البطيء..
ـ فكر جيدا، إنك تضيع نفسك..
ـ لقد فكرت كثيرا ،و وجدت أنني أستحق الحرية .. أستحق الحياة...
ـ إنك لا تستحق إلا الموت ..
لا تخف ، فأن تموت في سبيل الحياة خير من أن تحيى كالأموات . تشجع و لا تخف و تذكر أن الصمت يعني الموت ..
ـ تريد أن تقتلني .. افعل الآن .. ماذا تنتظر فأنا أفضل الموت مع الحياة على الحياة مع الموت .. اقتلني .. ماذا تنتظر ..
ـ فكر جيدا قبل أن يفوت الأوان وتضيع زهرة شبابك بلا جدوى ..
ـ افعل إن الصمت يعني الموت البطيء..
......... و انطلقت الرصاصة ..........
ـ أما كان عليك أن تفكر قبل أن تصبح جثة هامدة.. أكنت تعتقد أن هؤلاء الأبقار سينفعونك بشيء.. مت الآن و فلسفتك الحمقاء ، و تحرر هناك كما تشاء .. تحرر كما تشاء ..
لا تسمع له فأنت بطل، بطل مات يوم ولد، و دفن يوم بعث. و لكن على الأبقار التي مت من أجلها أن تؤمن مثلك أن الصمت يعني الموت البطيء، و بأن الموت مع الحياة خير ألف مرة من الحياة مع الموت .. خير من الحياة مع الموت ..