فضاءات يوب

يوب

فضاء المرأة وشؤونها

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدية
enamiyoub
مسجــل منــــذ: 2011-09-09
مجموع النقط: 187.51
إعلانات


الثقافة العالمية للشباب خيار أم إضطرار


الثقافة العالمية للشباب.. خيار أم اضطرار؟!..
لعل النشأة الحديثة للثقافة العالمية للشباب ليست وليدة اللحظة، بل يعود رواجها للتسعينيات، حيث دخل العالم مرحلة ثقافية جديدة.
و"الثقافة العالمية" من حيث المحتوى ليست إلا ذلك النسق الذي يربط قيما وقناعات وسلوكيات وعادات.. مشتركة تتجاوز الحدود.
و تشكل بذلك شيئا حيويا وحاملا للبهارات، سواء في حياتنا الخاصة أو العامة.
فنحن كشباب عربي تمكنت الثقافة العالمية من ربطنا وتوحيدنا بشباب عالمي، كما لم تتمكن أي قوة أو مؤسسة أخرى عبر التاريخ.
وأنا كشاب موريتاني من بلد عربي و إفريقي محافظ، أجدني اليوم أتفاعل تلقائيا مع بعض مخرجات تلك الثقافة، دون خيار!.
حيث إن التأثيرات التي تحدثها تلك المنظومة الثقافية العالمية عميقة جدا، كما أن لها أوجها غير مباشرة.
ذلك أنني بت أعتاد أكل الوجبات السريعة كالهامبوركة وأشرب المشروبات الغازية كالكوكاكولا، وأستمع للاغاني الشبابية الراقصة لمادونا وجاكسون.. وألبس الملابس العالمية نفسها من الجينز ونايك، وأشاهد الأفلام المثيرة كفيلم التيتانيك وحرب النجوم..
وهو تأثر شخصي ( لاشك ) يتقاسمه معي الكثيرون في مجتمعي المحافظ!.
إننا في موريتانيا كبلد، أخذ البعض منا يتخلى عن الكثير من العادات والتقاليد!..
ففي وقت كانت المناسبات الاجتماعية مفتوحة للجميع أصبحت تحتكر ـ في أغلبها ـ على المدعوين، وكان شرب "الشاي" قمية معنوية ومادية في ثقافتنا الشعبية، فتحول ـ أحيانا ـ إلى ممارسة مضيعة للوقت.
كما إمتلئت أدمغة الشباب بكثير من الوهم جعلهم يتمردون على الواقع في البلد، وشملت العدوى المنطقة.
وبغض النظر عن الأداء الذي يحرك الثقافة العالمية، إلا أنه تبقى ثمة عناصر دقيقة وخاصة، تلعب الدور الملموس في التأثير في هويتنا الإسلامية وانتمائنا العربي ـ الإفريقي.
ولعل من أهم تلك العناصر :
مستوى الأداء التربوي الذي لم يعد قادرا على الاضطلاع بدوره.
كذلك فاعلية القيم التي أخذت تتضاءل.
ضف إلى ذلك معطيات التاريخ والجغرافيا وكذا السياسة والاقتصاد..
إن الإعلام الجديد والتكنولوجيا كقوة ناعمة، قد تمكنا من غزو وتوحيد الملايين من البشر تلفونيا وتلفزيونيا..، وكذا عبر الشبكة ، إذ كلها تقنيات جديدة أصبحت أكبر معلم لنا في مجتمع الثقافة العالمية.
كما فتحت أعيننا على دخائل وخفايا ذلك العالم الشاسع الذي تحول بفعل الرقمية إلى قرية صغيرة يمكن أن تشكك في معتقداتها بضغطة زر!.
وضع، فجر العالم دفعة واحدة ونزع النقاب عن شعوب ظلت مطمورة، كما تعززت مفاهيم جديدة حول حقيقة "شمولية الثقافة العالمية"، كقدر حضاري لا ملجئ منه إلا إليه.
قدر الحضارة هذا، جعل لزاما علينا كشباب وجزء من الثقافة العالمية، الوفاء ببعض الواجبات الأخلاقية والمجتمعية حيال ذلك العالم الذي بات يجمعنا كإطار جغرافي وديمغرافي..، وكنسق من القيم والمعارف والأدبيات الإنسانية المشتركة.
ذلك أنه في هذه الحالة يصبح التعايش السلمي ضرورة بدل خيار، ويتحول التفاهم إلى مطلب أساسي، لا تكرسه إلا القيم الحوارية الحقة، التي يناط بنا بعثها والتمكين لها.
ولعل طبيعة المجتمع المحافظ لدينا في موريتانيا أحد التحديات التي تقف في وجه سيادة الحوار، إلا أن الوسائل المتخذة من قبلنا في هذا المجال ما فتئت تثبت نجاعتها في إحداث التغيير المنشود.
طبعا ـ هناك أداء مجتمعي لا يستهان به.

تقييم:

0

1
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة