الثقافة العالمية في مستوى الطموح أو دونه؟
الثقافة العالمية .. في مستوى الطموح أم دونه؟
تنوعت مصادر الثقافة فهذا يعتنق الثقافة الدينية وذات ثقافته قومية وآخر ثقافته أشتراكية وهناك من يعتقد بالثقافة الشرقية وعلى اعتبار أن في تزمتها بناء للإنسان مقابل من يرى بأفضلية الثقافة الغربية بصفتها لا تؤكد على أي قيد فهي حرة (100%) كما يزعمون وبين كل هذا وغيره فإن دبيب لـ(ثقافة بديلة) أصبح الناس المعنيون يفتشون عنها بعد أن أصبحت الثقافة بالانترنيت والكمبيوتر تأخذ مداها المؤثر على الأذهان والتقاليد العتيدة التي تتعرض جدرانها الآن إلى الانكسار.
إن الثقافة تشبه الطب من حيث استطاعة التخصص بفرع من فروعه ذلك أن كلمة (الثقافة) واسعة المعاني فهي تكاد تشمل كل ما أنتجه الإنسان عبر تاريخه الطويل من خلاصات إيجابية والمثقف ممكن أن يتخصص في أحد علوم الثقافة التي تسمى أكاديمياً بـ(العلوم الإنسانية) مثل التخصص بتراث شعب ما أو بفكر نظرية ما أو يجوز على دراسة تاريخ سياسي لأمة ما أو يقدم دراسة معمقة عن فنوف مجتمع ما وإلى آخره كما أن في الطب تخصصات في أمراض العيون أو العظام أو الجراحة أو النفس أو الأشعة و... الخ.
إلا أن كون الثقافة تتطلب التعرف على شخوصها من خلال الوقوف العملي على خطوط (الهوية) لديهم فهذا ما جعل الثقافة تأخذ أكثر من منحى لكن منحيان يتقدمان المفهوم العام للثقافة وهما ثقافة المجال الذي يكسبه المرء من خلال التعليم الأكاديمي الدافع إلى منح شهادة في مجال أو فرع متخصص فالمدرس المتخصص بتقليدية تدريس لغة محلية أو أجنبية ما يسمى بالمصطلح الشعبي أنه مثقف لكن هذا المدرس هو معلم معني إذا لم يكن ملماً بدور إنساني وحضاري في مهنته كـ(مدرس) وما يمكن توضيحه أكثر أن الطبيب وهو شخص متخرج من كلية طبية وقد أقسم اليمين بكتاب سماوي بحسب دينه (السلم يقسم بالقرآن الكريم والمسيحي يقسم بالإنجيل.. وهكذا على أن يكون محافظاً على رسالة إشفاء الناس وفي قسمه عد إنساني وحضاري لخدمة البشر المرضى الذين سيعالجهم ولكن إذا ما زل وأخذ يغتال الناس عبر مهنته لأي خلفية تتحكم به كأن تكون (السياسة السائدة) في بلد ما تقتضي شخوص قادتها أن يعادوا بني جلدتهم فتراهم يضمون مثل هذا الطبيب إلى صفهم أو صف مرتزقتهم وبهذه الحال يوجد خطأً فادحاً إذا ما أجاز لبعض العارفين أن يطلقوا كلمة (طبيب مثقف) على أي من سولت له نفسه وأصبح (طبيباً قاتلاً) ذلك لأنه ابتعد عن أول شرط في سمة الثقافة وهي جانبها الإنساني.
إن الخلل بكل أنواعه هو الذي يحرك فصول أكثر الثقافات المعاصرة. فلقد كان في السابق لا يؤتي بشخص كي يرتبوا معه مقابلة صحفية أو إذاعية أو تلفزيونية إلا إذا كانت تتوفر فيه نسبة معتقدة من الثقافة الحقة أنه يتمتع بها لكن ما يلاحظ بهذا العصر المادي الآخذ بهجر الروح بخطوات شاسعة قد جعل الجمهور المتلقي للنتاجات الثقافية (المنشورة والمبثة) يضحك من نفسه حين يرى أن وسائل الإعلام المحلية والإقليمية والدولية لا تفتش عن مثقفين حقيقيين ليكونوا ضيوفاً مؤثرين فيما يروه بثقافة عقولهم التي تختلف عما يراه غير المثقفين الحقيقيين بيد أن القاء الضوء على كل الذين يظهرون على شاشات التلفزة كـ(ضيوف) أمر فيه الكثير من الإحراج وبالذات حين يصادف أن مجري المقابلة هو ذاته أجهل في معرفة حقائق الموضوع المطروح على ضيفه من الضيف ذاته لذا يترك لضيفه أن يأخذ حريته الكاملة ليقول كفراً بكفر أحياناً ولا من رقيب.
أكيد أن للثقافة لغتها الخاصة وخلاصاتها المجربة والمثقف الإيجابي يستطيع من خلال عبارات الواضحة والسليمة الطرح أن يسمي الأشياء بأسمائها دون أن يثير حساسية مفرطة لمن هو مختلف معه في مدرسته الفكرية وأن الاعتراف بتنوع الثقافات هي مسألة حق وتمثل نوع من الديمقراطية الممارسة على أسس كون الآخر نداً في الرأي وليس عدو لأحد ومع أن حالة من التلاقي الحضاري ممكن أن تكون بين أشد الخصوم المتناقضون في الرأي حول مسألة معينة ففتح ملف (الحوار للجميع) ظاهرة إيجابية تخلق نوع من التعايش بين الأفكار والثقافات وتخدم العملية الثقافية والتثقيفية بآن واحد.
فما الذي يمنع أن تكون هناك منتديات لنقاش عريض ليستمع الناس إلى وجهات نظر مغايرة بعضها لبعض وما المانع أن تكون هناك مهرجانات للأدب والشعر يساهم به أناس من مختلف المشارب الثقافية صحيح أن ما يخشى من ذلك هو اعاقات الفروض السياسية المتحكمة بمصائر الثقافات المحلية وعلى المستوى العالمي أيضاً بحيث يحس الجمهور المتابع للنشاطات الثقافية وبرامجها أن هناك نوعاً من (المافية الخفية) تتحكم بشدة بالتوجهات الثقافية وتدير بوصلة سيرها على كرسي متحرك كي تبقى الثقافة مريضة ولا تنال حياتها العافية ولعل من مآلات الثقافة المقارنة يمكن الحكم أن الثقافة العالمية اليوم ليست في مستوى درجة الطموح.
تنوعت مصادر الثقافة فهذا يعتنق الثقافة الدينية وذات ثقافته قومية وآخر ثقافته أشتراكية وهناك من يعتقد بالثقافة الشرقية وعلى اعتبار أن في تزمتها بناء للإنسان مقابل من يرى بأفضلية الثقافة الغربية بصفتها لا تؤكد على أي قيد فهي حرة (100%) كما يزعمون وبين كل هذا وغيره فإن دبيب لـ(ثقافة بديلة) أصبح الناس المعنيون يفتشون عنها بعد أن أصبحت الثقافة بالانترنيت والكمبيوتر تأخذ مداها المؤثر على الأذهان والتقاليد العتيدة التي تتعرض جدرانها الآن إلى الانكسار.
إن الثقافة تشبه الطب من حيث استطاعة التخصص بفرع من فروعه ذلك أن كلمة (الثقافة) واسعة المعاني فهي تكاد تشمل كل ما أنتجه الإنسان عبر تاريخه الطويل من خلاصات إيجابية والمثقف ممكن أن يتخصص في أحد علوم الثقافة التي تسمى أكاديمياً بـ(العلوم الإنسانية) مثل التخصص بتراث شعب ما أو بفكر نظرية ما أو يجوز على دراسة تاريخ سياسي لأمة ما أو يقدم دراسة معمقة عن فنوف مجتمع ما وإلى آخره كما أن في الطب تخصصات في أمراض العيون أو العظام أو الجراحة أو النفس أو الأشعة و... الخ.
إلا أن كون الثقافة تتطلب التعرف على شخوصها من خلال الوقوف العملي على خطوط (الهوية) لديهم فهذا ما جعل الثقافة تأخذ أكثر من منحى لكن منحيان يتقدمان المفهوم العام للثقافة وهما ثقافة المجال الذي يكسبه المرء من خلال التعليم الأكاديمي الدافع إلى منح شهادة في مجال أو فرع متخصص فالمدرس المتخصص بتقليدية تدريس لغة محلية أو أجنبية ما يسمى بالمصطلح الشعبي أنه مثقف لكن هذا المدرس هو معلم معني إذا لم يكن ملماً بدور إنساني وحضاري في مهنته كـ(مدرس) وما يمكن توضيحه أكثر أن الطبيب وهو شخص متخرج من كلية طبية وقد أقسم اليمين بكتاب سماوي بحسب دينه (السلم يقسم بالقرآن الكريم والمسيحي يقسم بالإنجيل.. وهكذا على أن يكون محافظاً على رسالة إشفاء الناس وفي قسمه عد إنساني وحضاري لخدمة البشر المرضى الذين سيعالجهم ولكن إذا ما زل وأخذ يغتال الناس عبر مهنته لأي خلفية تتحكم به كأن تكون (السياسة السائدة) في بلد ما تقتضي شخوص قادتها أن يعادوا بني جلدتهم فتراهم يضمون مثل هذا الطبيب إلى صفهم أو صف مرتزقتهم وبهذه الحال يوجد خطأً فادحاً إذا ما أجاز لبعض العارفين أن يطلقوا كلمة (طبيب مثقف) على أي من سولت له نفسه وأصبح (طبيباً قاتلاً) ذلك لأنه ابتعد عن أول شرط في سمة الثقافة وهي جانبها الإنساني.
إن الخلل بكل أنواعه هو الذي يحرك فصول أكثر الثقافات المعاصرة. فلقد كان في السابق لا يؤتي بشخص كي يرتبوا معه مقابلة صحفية أو إذاعية أو تلفزيونية إلا إذا كانت تتوفر فيه نسبة معتقدة من الثقافة الحقة أنه يتمتع بها لكن ما يلاحظ بهذا العصر المادي الآخذ بهجر الروح بخطوات شاسعة قد جعل الجمهور المتلقي للنتاجات الثقافية (المنشورة والمبثة) يضحك من نفسه حين يرى أن وسائل الإعلام المحلية والإقليمية والدولية لا تفتش عن مثقفين حقيقيين ليكونوا ضيوفاً مؤثرين فيما يروه بثقافة عقولهم التي تختلف عما يراه غير المثقفين الحقيقيين بيد أن القاء الضوء على كل الذين يظهرون على شاشات التلفزة كـ(ضيوف) أمر فيه الكثير من الإحراج وبالذات حين يصادف أن مجري المقابلة هو ذاته أجهل في معرفة حقائق الموضوع المطروح على ضيفه من الضيف ذاته لذا يترك لضيفه أن يأخذ حريته الكاملة ليقول كفراً بكفر أحياناً ولا من رقيب.
أكيد أن للثقافة لغتها الخاصة وخلاصاتها المجربة والمثقف الإيجابي يستطيع من خلال عبارات الواضحة والسليمة الطرح أن يسمي الأشياء بأسمائها دون أن يثير حساسية مفرطة لمن هو مختلف معه في مدرسته الفكرية وأن الاعتراف بتنوع الثقافات هي مسألة حق وتمثل نوع من الديمقراطية الممارسة على أسس كون الآخر نداً في الرأي وليس عدو لأحد ومع أن حالة من التلاقي الحضاري ممكن أن تكون بين أشد الخصوم المتناقضون في الرأي حول مسألة معينة ففتح ملف (الحوار للجميع) ظاهرة إيجابية تخلق نوع من التعايش بين الأفكار والثقافات وتخدم العملية الثقافية والتثقيفية بآن واحد.
فما الذي يمنع أن تكون هناك منتديات لنقاش عريض ليستمع الناس إلى وجهات نظر مغايرة بعضها لبعض وما المانع أن تكون هناك مهرجانات للأدب والشعر يساهم به أناس من مختلف المشارب الثقافية صحيح أن ما يخشى من ذلك هو اعاقات الفروض السياسية المتحكمة بمصائر الثقافات المحلية وعلى المستوى العالمي أيضاً بحيث يحس الجمهور المتابع للنشاطات الثقافية وبرامجها أن هناك نوعاً من (المافية الخفية) تتحكم بشدة بالتوجهات الثقافية وتدير بوصلة سيرها على كرسي متحرك كي تبقى الثقافة مريضة ولا تنال حياتها العافية ولعل من مآلات الثقافة المقارنة يمكن الحكم أن الثقافة العالمية اليوم ليست في مستوى درجة الطموح.