طفل الأنتفاضة والحجارة
طفل الانتفاضة والحجارة
أنا طفل الأنتفاضة والحجارة
ما زلت ألهث خلف الغيوم
وأبحث بين الركام عن أمي وأبي . .
عن أختي وأخي وابن حارتي
عن جدي وخالي وعمي ..
عن جاري و جميع عزوتي
أنا طفل الأنتفاضة والحجارة
عيوني ما شاهدت إلا الدمار والخراب والحطام
والنيران مشتعلة في صدور الأمهات
وشهداء تزف في المواكب مثل أوسم العرسان
والعصافير تزغرد على صدور الشهداء
أنا طفل عربي أنطق حرف الضاد..
أنا مسلم .. أنا فلسطيني.. أنا هناك موطني
لكني أحلم وحلمي بسيط كحلم عصافير وطني
أحلم بالسلام يعم البلاد ..يعم البلاد
احلم أن اصحو بين أحضان عمتي وخالتي
وأمشي بين أزقة حارتي
ودروب مدرستي
أحلم بالأمان …
بالأستقرار ..
والهدوء وراحة البال ..
أحلم أن أشم رائحة عبق خبز أمي
بالجبن والزعتر..
والهو وأعبث بجديلة جدتي
وأتذوق فطيرة طابونها البلدي
أنا طفل الأنتفاضة والحجارة
وقفت في حيرة وفزع ماذا جرى..
ماذا جرى.. يا هل ترى ؟؟؟
أأصلاح الدين قد حضر..!!
أم عمر الخطاب قد القى خطب !!
الكل يجري ويهرول ..
الكل يصرخ وينادي
أنقذو القدس وقبة الصخرة
أنقذوا الأقصى في خطر
يا سادة يا كرام الزهر مات وذبل على الأغصان
وكذلك اسوار الوطن هدمت وبتنا بلا جدران
صحوت على هديل يمامة تنوح على صغارها
وفنجان قهوة أمي دلق نفسه وقال ماهذا الهراء
اين فجرنا العابق باريج الزيزفون والبيلسان
وأين شمس ضحانا التي تملآنا بالأمل ..
أنا طفل الأنتفاضة والحجارة
أنا ضائع بين اسوار وطني
في الحي الذي أعيشه ..
في أزقة ودروب حارتي
في حارات وشوارع قدسي
في قريتي وبساتينها الخضرا
في بيتي وغرفتي
ضائع وتائه بين كتبي
وأقلام مدرستي
بين صباحي النازف.. ومسائي الباكي
بين شمسي الهزيلة .. وقمري بلا ضياء ..
أنا طفل الأنتفاضة والحجارة
دمار هنا . . قصف هناك . .
دماء تسيل لتسقي الورد وحدائق الفل
دماء تجري رائحتها كالمسك والعنبر
على ضفاف الأنهار وبيارات البرتقال
سلخ هنا.. وذبح هناك ..
وجرح ينزف مثل الشلال
دبابات .. رشاشات .. مدافع تقصف ولا تهاب
سماء ملبد بالشر والأحقاد والفاشية
طائرات تقلع في عنان السماء
احتلال غاشم لا يرحم
أصوات تعلو وتصرخ ملئ الأفواه
عيون شاخصة مثل الأموات والمومياء ..
أنا طفل الأنتفاضة والحجارة
أنا عربي .. دمي عربي.. اسمي عربي
هويتي عربي .. وطني عربي
أحرقت كتبي ودفاتري
وحطمت العاب طفولتي
وأمتشقت بندقيتي
لأنقذ بها الأقصى وزهرة المدائن
طفل أنا وبيدي فتات حجارة من دروب قريتي
أشعلت الانتفاضة بيدي وفتات من حجارة بيتي
واضأت قناديل وطني
ناشداً ملء فمي لا للاحتلال لا للغطرسة
لا للأستعمار لا للهمجية والفاشية
سأعيش على نبضات وطني
بين أحضان مهد أجدادي
سأسجد في اقصايا وأتجول في قدسي
وسأنهل جميع العلوم في مدرسة وطني
أنا طفل الأنتفاضة والحجارة
اشعلتها بقناديل وطني وأصابع قدري
أنا طفل الانتفاضة والحجارة
همسة وتحية ..
تحياتي لكل طفل فلسطيني يده قبلت ولامست الحجر
وقذفته في وجه جنود الأحتلال
تحياتي لكل أطفال فلسطين الأحرار
الذين يرفضون الذل والهوان منذ الصغر
تحياتي وتقديري لكل البطون
التي احتوت وحملت وأنجبت أطفال الحجارة