طلب العضوية للدولة الفلسطينية خطوة استراتيجية و حنكة سياسية
طلب العضوية للدولة الفلسطينية خطوة استراتيجية و حنكة سياسية
يرى الدكتور مخلوف ساحل أستاذ محاضر و محلل سياسي أن طلب العضوية في الهيئة الأممية من طرف الرئيس الفلسطيني محمود عباس يكتسي بعدا استراتيجيا و تكتيكيا أساسيا الهدف منه دفع الملف الفلسطيني نحو الأمام وهو ما يعبر عن حنكة سياسية ، حيث خلقت هذه المبادرة على المدى القصير نوعا من الحراك السياسي على المستوى الدولي .
وأوضح الدكتور ساحل لموقع الإذاعة الجزائرية أن نجاح المسار يبقى مفتوحا على عدة احتمالات ، و إذا قمنا بتحليل بسيط للمؤشرات الأولى التي ظهرت مباشرة بعد إعلان الرئيس عباس عن طلب العضوية نلاحظ أن الولايات المتحدة الأمريكية كعضو دائم في مجلس الأمن قد عبرت مباشرة عن موقفها قائلة إن هذه المبادرة لا تخدم مسار السلام و أنها تلجأ إلى حق الفيتو ما يعني أن قبول العضوية الفلسطينية لن يكون ردا إيجابيا من طرف مجلس الأمن.
وبخصوص مسار هذا الطلب الشرعي بالنظر إلى محاولات الدول المناوئة له كالولايات المتحدة الأمريكية و إسرائيل لتثبيطه يرى الدكتور ساحل أنه قرار سياسي جد مهم و يعتبر بمثابة تحرك دبلوماسي و سياسي قوي جدا من طرف القيادة الفلسطينية ، فهذه المبادرة سوف تفرض و ترغم الطرف الإسرائيلي على العودة إلى التفاوض .
وأضاف المحلل السياسي أن القيادة الفلسطينية من خلال هذه المبادرة تريد مقاربة جديدة على الصراع الفلسطيني الإسرائيلي ، فطلب العضوية يندرج ضمن مسار منطق الدولة الفلسطينية ، و يشكل في حد ذاته ضغطا سياسيا و دبلوماسيا قد يؤدي بالدول المعنية بالصراع و كذا الدول الراعية لها كالولايات المتحدة الأمريكية بشكل مباشر و الدول الأوروبية إلى إعادة النظر في مواقفها .
وقال الدكتور ساحل إن المقاربة الفلسطينية الجديدة من خلال هذه الخطوة المهمة تهدف إلى فرض منطق وجود الدولة الفلسطينية و مؤسساتها و ذلك بالاعتراف الدولي.
كما أشار إلى أن موقف فرنسا موالي للطرح الذي يقول بقبول عضوية الطرف الفلسطيني كعضو غير دائم و إنما كعضو ملاحظ و يبقى هذا الموقف مطروحا ، لا سيما أنه في حالة رفض مجلس الأمن للطلب الفلسطيني يبقى خيارمهم آخر في يد الفلسطينيين و هو التوجه إلى الجمعية العامة من أجل التصويت المباشر و سيكون بالقبول لأن أغلبية الدول الأعضاء في الجمعية العامة تساند القضية الفلسطينية .
من جهة أخرى عقب الدكتور مخلوف ساحل عن اللجنة الرباعية حول الشرق الأوسط المطالبة بالمفاوضات دون شروط مسبقة بين الطرفين و التوصل إلى اتفاق مع نهاية سنة 2012 حيث أوضح أن مواقفها متباينة جدا و التوصل إلى اتفاق نهائي "كلام دبلوماسي" ، فالولايات المتحدة الأمريكية طرف مهم في الرباعية و كذا في المعادلة الفلسطينية الإسرائيلية منذ سنوات وهي موالية للطرف الإسرائيلي، أما من ناحية الإتحاد الأوروبي كطرف في الرباعية فنجد أن دول الإتحاد لا تتفق على سياسة خارجية موحدة ، وأكدت ذلك المفوضية السامية للسياسة الخارجية الأوروبية على أن الإتحاد الأوروبي ترك المجال لحرية التصويت فيما يخص طلب العضوية ، بينما ساندت روسيا كطرف ثالث و عضو دائم طلب العضوية ويبقى رأي الهيئة الأممية كطرف رابع في اللجنة الرباعية، مع العلم أن سياسات الهيئة مقيدة بشكل أو بآخر خاصة على مستوى مجلس الأمن الذي يعتبر بمثابة الجهاز التنفيذي الأساسي في الهيئة الأممية .
من جانب آخر اعتبرساحل أن هذا الاقتراح الذي تقدمت به اللجنة الرباعية لن يكون له أي تأثير على الملف الفلسطيني لأن موقف الطرف الإسرائيلي له نظرة استعلائية ومتناقضة فمن جهة يلح الطرف على أنه لا سلام ولا مفاوضات مع الفلسطينيين إلا بعد التخلي عن الشروط المسبقة ، في حين نلاحظ أن الإسرائيليين يضعون شروطا مسبقة و مقيدة لأي مفاوضات سلمية .
كما أشار المحلل السياسي إلى أنه لا يوجد هناك مستحيل في السياسة و لا في الدبلوماسية لكن إنطلاقا من المؤشرات الواردة حاليا و تحليلا لمواقف الدولتين المعنيتين بالصراع فللطرف الفلسطيني الحق في فرض شروط مثل نظيره .
وبخصوص تصريحات الرئيس الفلسطيني محمود عباس المتعلقة بالوحدة و الاتفاق مع حماس حول المضي نحو التفاهم من خلال الخطاب الوحدوي ، و هل سينجح الإخوة الفرقاء في لم الشمل رغم اختلاف الرؤى حول الدولة الفلسطينية ، يقول الدكتور ساحل إن هناك اختلافات جذرية بين عباس كقائد للحركة السياسية فتح وبين حماس، فالاختلافات إيديولوجية ومنهجية من حيث المقاربة المستخدمة فقد قبلت حركة فتح بخيار السلام والمفاوضات بينما بقي خيارحركة حماس الإستراتيجي متعلقا بالمقاومة .
و يعتبر الدكتور ساحل أن الخطاب الأخير للرئيس الفلسطيني يعد بمثابة تأكيد على الإرادة السياسية لدى القيادة الفلسطينية ولدى كثير من أطياف الشعب الفلسطيني على ضرورة الوصول إلى نوع من الإجماع وشكل من الوحدة في إطار معادلة النزاع الفلسطيني الإسرائيلي ، و اعتبر أن الخطوة مشجعة للمسار الوحدوي .
وخلص الدكتور ساحل إلى القول إن الخطاب الأخير تضمن نداء واضحا بالنسبة لتعزيز وحدة الصف الفلسطيني سياسيا واجتماعيا.
نقلا عن الإذاعة الجزائرية
تقييم:
0
0
يرى الدكتور مخلوف ساحل أستاذ محاضر و محلل سياسي أن طلب العضوية في الهيئة الأممية من طرف الرئيس الفلسطيني محمود عباس يكتسي بعدا استراتيجيا و تكتيكيا أساسيا الهدف منه دفع الملف الفلسطيني نحو الأمام وهو ما يعبر عن حنكة سياسية ، حيث خلقت هذه المبادرة على المدى القصير نوعا من الحراك السياسي على المستوى الدولي .
وأوضح الدكتور ساحل لموقع الإذاعة الجزائرية أن نجاح المسار يبقى مفتوحا على عدة احتمالات ، و إذا قمنا بتحليل بسيط للمؤشرات الأولى التي ظهرت مباشرة بعد إعلان الرئيس عباس عن طلب العضوية نلاحظ أن الولايات المتحدة الأمريكية كعضو دائم في مجلس الأمن قد عبرت مباشرة عن موقفها قائلة إن هذه المبادرة لا تخدم مسار السلام و أنها تلجأ إلى حق الفيتو ما يعني أن قبول العضوية الفلسطينية لن يكون ردا إيجابيا من طرف مجلس الأمن.
وبخصوص مسار هذا الطلب الشرعي بالنظر إلى محاولات الدول المناوئة له كالولايات المتحدة الأمريكية و إسرائيل لتثبيطه يرى الدكتور ساحل أنه قرار سياسي جد مهم و يعتبر بمثابة تحرك دبلوماسي و سياسي قوي جدا من طرف القيادة الفلسطينية ، فهذه المبادرة سوف تفرض و ترغم الطرف الإسرائيلي على العودة إلى التفاوض .
وأضاف المحلل السياسي أن القيادة الفلسطينية من خلال هذه المبادرة تريد مقاربة جديدة على الصراع الفلسطيني الإسرائيلي ، فطلب العضوية يندرج ضمن مسار منطق الدولة الفلسطينية ، و يشكل في حد ذاته ضغطا سياسيا و دبلوماسيا قد يؤدي بالدول المعنية بالصراع و كذا الدول الراعية لها كالولايات المتحدة الأمريكية بشكل مباشر و الدول الأوروبية إلى إعادة النظر في مواقفها .
وقال الدكتور ساحل إن المقاربة الفلسطينية الجديدة من خلال هذه الخطوة المهمة تهدف إلى فرض منطق وجود الدولة الفلسطينية و مؤسساتها و ذلك بالاعتراف الدولي.
كما أشار إلى أن موقف فرنسا موالي للطرح الذي يقول بقبول عضوية الطرف الفلسطيني كعضو غير دائم و إنما كعضو ملاحظ و يبقى هذا الموقف مطروحا ، لا سيما أنه في حالة رفض مجلس الأمن للطلب الفلسطيني يبقى خيارمهم آخر في يد الفلسطينيين و هو التوجه إلى الجمعية العامة من أجل التصويت المباشر و سيكون بالقبول لأن أغلبية الدول الأعضاء في الجمعية العامة تساند القضية الفلسطينية .
من جهة أخرى عقب الدكتور مخلوف ساحل عن اللجنة الرباعية حول الشرق الأوسط المطالبة بالمفاوضات دون شروط مسبقة بين الطرفين و التوصل إلى اتفاق مع نهاية سنة 2012 حيث أوضح أن مواقفها متباينة جدا و التوصل إلى اتفاق نهائي "كلام دبلوماسي" ، فالولايات المتحدة الأمريكية طرف مهم في الرباعية و كذا في المعادلة الفلسطينية الإسرائيلية منذ سنوات وهي موالية للطرف الإسرائيلي، أما من ناحية الإتحاد الأوروبي كطرف في الرباعية فنجد أن دول الإتحاد لا تتفق على سياسة خارجية موحدة ، وأكدت ذلك المفوضية السامية للسياسة الخارجية الأوروبية على أن الإتحاد الأوروبي ترك المجال لحرية التصويت فيما يخص طلب العضوية ، بينما ساندت روسيا كطرف ثالث و عضو دائم طلب العضوية ويبقى رأي الهيئة الأممية كطرف رابع في اللجنة الرباعية، مع العلم أن سياسات الهيئة مقيدة بشكل أو بآخر خاصة على مستوى مجلس الأمن الذي يعتبر بمثابة الجهاز التنفيذي الأساسي في الهيئة الأممية .
من جانب آخر اعتبرساحل أن هذا الاقتراح الذي تقدمت به اللجنة الرباعية لن يكون له أي تأثير على الملف الفلسطيني لأن موقف الطرف الإسرائيلي له نظرة استعلائية ومتناقضة فمن جهة يلح الطرف على أنه لا سلام ولا مفاوضات مع الفلسطينيين إلا بعد التخلي عن الشروط المسبقة ، في حين نلاحظ أن الإسرائيليين يضعون شروطا مسبقة و مقيدة لأي مفاوضات سلمية .
كما أشار المحلل السياسي إلى أنه لا يوجد هناك مستحيل في السياسة و لا في الدبلوماسية لكن إنطلاقا من المؤشرات الواردة حاليا و تحليلا لمواقف الدولتين المعنيتين بالصراع فللطرف الفلسطيني الحق في فرض شروط مثل نظيره .
وبخصوص تصريحات الرئيس الفلسطيني محمود عباس المتعلقة بالوحدة و الاتفاق مع حماس حول المضي نحو التفاهم من خلال الخطاب الوحدوي ، و هل سينجح الإخوة الفرقاء في لم الشمل رغم اختلاف الرؤى حول الدولة الفلسطينية ، يقول الدكتور ساحل إن هناك اختلافات جذرية بين عباس كقائد للحركة السياسية فتح وبين حماس، فالاختلافات إيديولوجية ومنهجية من حيث المقاربة المستخدمة فقد قبلت حركة فتح بخيار السلام والمفاوضات بينما بقي خيارحركة حماس الإستراتيجي متعلقا بالمقاومة .
و يعتبر الدكتور ساحل أن الخطاب الأخير للرئيس الفلسطيني يعد بمثابة تأكيد على الإرادة السياسية لدى القيادة الفلسطينية ولدى كثير من أطياف الشعب الفلسطيني على ضرورة الوصول إلى نوع من الإجماع وشكل من الوحدة في إطار معادلة النزاع الفلسطيني الإسرائيلي ، و اعتبر أن الخطوة مشجعة للمسار الوحدوي .
وخلص الدكتور ساحل إلى القول إن الخطاب الأخير تضمن نداء واضحا بالنسبة لتعزيز وحدة الصف الفلسطيني سياسيا واجتماعيا.
نقلا عن الإذاعة الجزائرية
تقييم:
0
0