صالون الكتاب: اقبال جماهيري كبير على الرغم من نقص التنظيم
صالون الكتاب: اقبال جماهيري كبير على الرغم من نقص التنظيم
تميزت الطبعة ال 16 لمعرض الجزائر الدولي للكتاب التي اختتمت فعالياتها أمس السبت بعد 10 أيام من إقبال واسع على مختلف المطبوعات المقترحة بإقبال كبير للزوار يوميا للإطلاع على آخر ما عرضته دور النشر الأجنبية والمحلية في مختلف المجالات الفكرية والثقافية .
وقد شهد اليوم الأخير من معرض الكتاب المنظم بالمركب الأولمبي محمد بوضياف تحت شعار "الكتاب يحرر" تدفق جموع من كبيرة من المواطنين والطلبة لاقتناء معظم العناوين المعروفة حسب ميولاتهم على الرغم من الارتفاع الكبير في أسعار الكتب المعروضة.
تذمر واستياء من نقص التنظيم
إلا أن هذا الإقبال على المعرض لم يمنع الكثير من الزوار من إبداء تذمر واستياء من بعض المظاهر حيث لم يرضيهم إصرار المنظمين على إقامة الصالون في خيمة ضخمة زيادة عن ضيق الحيز المخصص لهذه التظاهرة مما جعل ما يقارب ال500 دار نشر تفتقر لفضاء حيوي مما صعبت من مهمة تنقل الزوار و لتركيز على تحديد اختياراتهم .
وقد اشتكت الأسر التي اصطحبت أطفالها إلى المعرض من هذه الطريقة في التنظيم و العرض التي عطلت حسبهم التنقل بين الأجنحة التي كانت أيضا تعاني من شدة الحرارة بسبب انعدام التكييف الهوائي.
كما شكلت مسالة ارتفاع أسعار اغلب الكتب رغم بعض التخفيضات التي مارستها الكثير من دور العرض هاجس أغلبية القراء من ذوي الدخل المتوسط .
توافد كبير للزوار ..
ورغم النقائص في التنظيم و ظروف استقبال الزوار التي لم ترق إلى السمعة التي كسبتها التظاهرة على مدى السنين وغير المشجعة إلا أن هذه الظروف لم تثن الجمهور عن التوافد بعدد كبير حيث كان هناك إقبال كبير على طول أيام الأسبوع ليبلغ الذروة أيام العطل وذلك بدافع الشغف بالقراءة وهواية اقتناء الكتب وكذا اقتناعا منه أن الأمر يتعلق بمناسبة سنوية فريدة لا ينبغي تفوتيها حيث أنه من بين المفارقات التي سجلت خلال هذه الطبعة تمكن أغلب المتوافدين على المعرض بالرغم من ارتفاع الأسعار من اقتناء الكتب خاصة الدينية والتقنية والطبخ التي سيطرت على نوعية المبيعات.
ندوات ونشاطات فكرية مهمة
و لم تنحصر فعاليات المعرض في عملية العرض والبيع بل حرص المنظمون أيضا هذه السنة على إعداد رزنامة متنوعة من الأنشطة الثقافية والفكرية مثل الندوات الأدبية و الأمسيات الشعرية تناولت الأولى مواضيع هامة تتعلق بالراهن و ما تعرفه المنطقة من أحداث و تحولات .
وكان لهذه الندوات إقبال و اهتمام خاص من قبل زوار المعرض لاسيما الطلبة لأهمية مواضيعها و القمة الأدبية و العلمية لمشاركين من أدباء ومفكرين جزائريين وأجانب رغم بعض النقائص التي تخللت الجانب التنظيمي كالتغيير غير المعلن لبعض الأنشطة و استبدالها بأخرى أو إلغائها دون إعلام الجمهور .
واستقبل الصالون عدة شخصيات ثقافية و فكرية من بينهم وزيرين وزير الثقافة اللبناني الذي كان بلده ضيف شرف هذه الطبعة ووزير الثقافة الفرنسي حيث تطرقا الوزران للحديث عن أهمية التعاون مع الجزائر في مجال النشر المشترك.
مشاركة 500 دار نشر و32 بلدا
هذا وشهدت الطبعة 16 لصالون الكتب مشاركة أزيد من 500 دارنشر تمثل إلى جانب البلد المنظم 32بلد أجنبي أربعة منها تشارك لأول مرة وهي روسيا وأوكرانيا والبيرو وموناكو.
ناشرون راضون...رغم كل شيء
وبخصوص مجريات المعرض فرغم تعبير العديد من المشاركين عن استيائهم استمرار هذه النقائص التي كانت في الطبعات الماضية إلا أن هناك من الناشرين الذين اختلفت أرائهم بشأن تنظيم هذه الطبعة ودعمها للقراءة في الجزائر من فضل إبراز نوعية المعروضات والمشاركين حيث أعرب ممثل دارغاليمار الفرنسية محمد بواعطابي عن ارتياحه لكون معرض الجزائر الدولي للكتاب سمح خلال السبع سنوات الأخيرة لدور النشر الأجنبية بدخول السوق الجزائرية للكتاب بمنشورات متنوعة.
و قال المتحدث "نسجل كل سنة تحسنا طفيفا بالرغم من عدم توفر التكييف الهوائي و نقص التهوية في فضاء العرض. حقا يبقى الصالون الدولي للكتاب مجالا هاما لإعادة إدراج المطالعة العمومية لدى الشباب".
ويشاطره الرأي ممثل الناشر اللبناني "دار الفرابي" قاسم بركات حتى و إن كان يأمل هو الآخر أن يتم العرض في ظروف أحسن مشيرا إلى أنه يفضل الموقع السابق ألا وهو قصر المعارض بالصنوبر البحري.
و من جهته حيا الناشر بركات إخلاص الجمهور الجزائري مؤكدا أنه يقيم علاقة حسنة مع هذا الأخير مما يشجعه على المشاركة في الطبعات الأخرى.
ويبقى صالون الكتاب الدولي في نظر بعض الناشرين المحليين فرصة لتقديم إنتاجهم مؤكدين أنهم يعملون باستمرار للمساهمة الجدية في المعرض لأنه يعد واجهة للثقافة الجزائرية حيث اعتبرت مسؤولة دور النشر ابيك (الجزائر) سامية زنادي أن ناشرين يبذلون كل سنة جهودا لجعل المعرض الدولي للكتاب "واجهة محترمة" للجزائر.
وفي هذا الصدد تقترح على المنظمين التفكير في تقديم استمارة أسئلة للمشاركين للتعرف على شكاويهم و تدارك كل النقائص ترقبا للطبعات المقبلة.
حتى و إن كان موقع تنظيم المعرض مناسبا أكثر مقارنة بالموقع السابق تضيف المتحدثة- بسبب قربه من الأحياء الجامعية إلا أن يبقى غير عادي نظرا لغياب فضاءات استراحة للزوار.
و اعتبرت أن "الجمهور هو الذي يحقق نجاح معرض الكتاب و كان من واجب المنظمين التفكير في ضمان أدنى شروط الراحة لهذا الجمهور".
و من جهته أوضح الكاتب أمين زاوي الذي لم يشارك في الندوات المتبوعة بنقاشات التي نشطت في إطار المعرض الدولي للكتاب و لكنه كان متواجدا في دور النشر البرزخ لتوقيع روايتيه أن المعرض المهني للكتاب ينظم أولا للناشرين يسمح لهم ببيع وشراء حقوق النشر والترجمة والاقتباس مما لا يمنع هذا النوع من التظاهرات من جلب اهتمام الجمهور.
وأوصى أمين زاوي بتنظيم معرض مخصص للمعرفة و الثقافة "لوضع الكتاب الجزائري الجيد تحت تصرف مهنيي الكتاب الذين يأتون من كافة أقطار العالم".
كما أوصى بتنظيم معارض وطنية ومحلية أخرى خاصة بالكتاب مخصصة لأنواع أخرى من الكتابة كمعرض الكتاب التقني (بالتعاون مع الجامعات) و معرض الرواية و معرض الشعر.
المصدر:الإذاعة الجزائرية /
تميزت الطبعة ال 16 لمعرض الجزائر الدولي للكتاب التي اختتمت فعالياتها أمس السبت بعد 10 أيام من إقبال واسع على مختلف المطبوعات المقترحة بإقبال كبير للزوار يوميا للإطلاع على آخر ما عرضته دور النشر الأجنبية والمحلية في مختلف المجالات الفكرية والثقافية .
وقد شهد اليوم الأخير من معرض الكتاب المنظم بالمركب الأولمبي محمد بوضياف تحت شعار "الكتاب يحرر" تدفق جموع من كبيرة من المواطنين والطلبة لاقتناء معظم العناوين المعروفة حسب ميولاتهم على الرغم من الارتفاع الكبير في أسعار الكتب المعروضة.
تذمر واستياء من نقص التنظيم
إلا أن هذا الإقبال على المعرض لم يمنع الكثير من الزوار من إبداء تذمر واستياء من بعض المظاهر حيث لم يرضيهم إصرار المنظمين على إقامة الصالون في خيمة ضخمة زيادة عن ضيق الحيز المخصص لهذه التظاهرة مما جعل ما يقارب ال500 دار نشر تفتقر لفضاء حيوي مما صعبت من مهمة تنقل الزوار و لتركيز على تحديد اختياراتهم .
وقد اشتكت الأسر التي اصطحبت أطفالها إلى المعرض من هذه الطريقة في التنظيم و العرض التي عطلت حسبهم التنقل بين الأجنحة التي كانت أيضا تعاني من شدة الحرارة بسبب انعدام التكييف الهوائي.
كما شكلت مسالة ارتفاع أسعار اغلب الكتب رغم بعض التخفيضات التي مارستها الكثير من دور العرض هاجس أغلبية القراء من ذوي الدخل المتوسط .
توافد كبير للزوار ..
ورغم النقائص في التنظيم و ظروف استقبال الزوار التي لم ترق إلى السمعة التي كسبتها التظاهرة على مدى السنين وغير المشجعة إلا أن هذه الظروف لم تثن الجمهور عن التوافد بعدد كبير حيث كان هناك إقبال كبير على طول أيام الأسبوع ليبلغ الذروة أيام العطل وذلك بدافع الشغف بالقراءة وهواية اقتناء الكتب وكذا اقتناعا منه أن الأمر يتعلق بمناسبة سنوية فريدة لا ينبغي تفوتيها حيث أنه من بين المفارقات التي سجلت خلال هذه الطبعة تمكن أغلب المتوافدين على المعرض بالرغم من ارتفاع الأسعار من اقتناء الكتب خاصة الدينية والتقنية والطبخ التي سيطرت على نوعية المبيعات.
ندوات ونشاطات فكرية مهمة
و لم تنحصر فعاليات المعرض في عملية العرض والبيع بل حرص المنظمون أيضا هذه السنة على إعداد رزنامة متنوعة من الأنشطة الثقافية والفكرية مثل الندوات الأدبية و الأمسيات الشعرية تناولت الأولى مواضيع هامة تتعلق بالراهن و ما تعرفه المنطقة من أحداث و تحولات .
وكان لهذه الندوات إقبال و اهتمام خاص من قبل زوار المعرض لاسيما الطلبة لأهمية مواضيعها و القمة الأدبية و العلمية لمشاركين من أدباء ومفكرين جزائريين وأجانب رغم بعض النقائص التي تخللت الجانب التنظيمي كالتغيير غير المعلن لبعض الأنشطة و استبدالها بأخرى أو إلغائها دون إعلام الجمهور .
واستقبل الصالون عدة شخصيات ثقافية و فكرية من بينهم وزيرين وزير الثقافة اللبناني الذي كان بلده ضيف شرف هذه الطبعة ووزير الثقافة الفرنسي حيث تطرقا الوزران للحديث عن أهمية التعاون مع الجزائر في مجال النشر المشترك.
مشاركة 500 دار نشر و32 بلدا
هذا وشهدت الطبعة 16 لصالون الكتب مشاركة أزيد من 500 دارنشر تمثل إلى جانب البلد المنظم 32بلد أجنبي أربعة منها تشارك لأول مرة وهي روسيا وأوكرانيا والبيرو وموناكو.
ناشرون راضون...رغم كل شيء
وبخصوص مجريات المعرض فرغم تعبير العديد من المشاركين عن استيائهم استمرار هذه النقائص التي كانت في الطبعات الماضية إلا أن هناك من الناشرين الذين اختلفت أرائهم بشأن تنظيم هذه الطبعة ودعمها للقراءة في الجزائر من فضل إبراز نوعية المعروضات والمشاركين حيث أعرب ممثل دارغاليمار الفرنسية محمد بواعطابي عن ارتياحه لكون معرض الجزائر الدولي للكتاب سمح خلال السبع سنوات الأخيرة لدور النشر الأجنبية بدخول السوق الجزائرية للكتاب بمنشورات متنوعة.
و قال المتحدث "نسجل كل سنة تحسنا طفيفا بالرغم من عدم توفر التكييف الهوائي و نقص التهوية في فضاء العرض. حقا يبقى الصالون الدولي للكتاب مجالا هاما لإعادة إدراج المطالعة العمومية لدى الشباب".
ويشاطره الرأي ممثل الناشر اللبناني "دار الفرابي" قاسم بركات حتى و إن كان يأمل هو الآخر أن يتم العرض في ظروف أحسن مشيرا إلى أنه يفضل الموقع السابق ألا وهو قصر المعارض بالصنوبر البحري.
و من جهته حيا الناشر بركات إخلاص الجمهور الجزائري مؤكدا أنه يقيم علاقة حسنة مع هذا الأخير مما يشجعه على المشاركة في الطبعات الأخرى.
ويبقى صالون الكتاب الدولي في نظر بعض الناشرين المحليين فرصة لتقديم إنتاجهم مؤكدين أنهم يعملون باستمرار للمساهمة الجدية في المعرض لأنه يعد واجهة للثقافة الجزائرية حيث اعتبرت مسؤولة دور النشر ابيك (الجزائر) سامية زنادي أن ناشرين يبذلون كل سنة جهودا لجعل المعرض الدولي للكتاب "واجهة محترمة" للجزائر.
وفي هذا الصدد تقترح على المنظمين التفكير في تقديم استمارة أسئلة للمشاركين للتعرف على شكاويهم و تدارك كل النقائص ترقبا للطبعات المقبلة.
حتى و إن كان موقع تنظيم المعرض مناسبا أكثر مقارنة بالموقع السابق تضيف المتحدثة- بسبب قربه من الأحياء الجامعية إلا أن يبقى غير عادي نظرا لغياب فضاءات استراحة للزوار.
و اعتبرت أن "الجمهور هو الذي يحقق نجاح معرض الكتاب و كان من واجب المنظمين التفكير في ضمان أدنى شروط الراحة لهذا الجمهور".
و من جهته أوضح الكاتب أمين زاوي الذي لم يشارك في الندوات المتبوعة بنقاشات التي نشطت في إطار المعرض الدولي للكتاب و لكنه كان متواجدا في دور النشر البرزخ لتوقيع روايتيه أن المعرض المهني للكتاب ينظم أولا للناشرين يسمح لهم ببيع وشراء حقوق النشر والترجمة والاقتباس مما لا يمنع هذا النوع من التظاهرات من جلب اهتمام الجمهور.
وأوصى أمين زاوي بتنظيم معرض مخصص للمعرفة و الثقافة "لوضع الكتاب الجزائري الجيد تحت تصرف مهنيي الكتاب الذين يأتون من كافة أقطار العالم".
كما أوصى بتنظيم معارض وطنية ومحلية أخرى خاصة بالكتاب مخصصة لأنواع أخرى من الكتابة كمعرض الكتاب التقني (بالتعاون مع الجامعات) و معرض الرواية و معرض الشعر.
المصدر:الإذاعة الجزائرية /