قراءة في تاريخ جيجل
ولاية جيجل
المساحة2.398 كم²
السكانالعدد602.407 نسمة
الكثافة السكانية251/كم
أرقامرمز الولاية
18الترقيم الهاتفي
034عدد الدوائر
11عدد البلديات
28الرمز البريدي18018
جيجل ولاية ساحلية تقع شرق الجزائر، يبلغ طول ساحلها 120 كلم و تشتهر بكورنيش رائع الجمال يجمع بين البحر و الجبال الصخرية الممتدة حتى حدود ولاية بجاية، و توجد به مغارات عجيبة، من أهم مدن الولاية: جيجل، الميلية، الطاهير.ومنطقتي جيملة وتاكسنة اللتان تتمتعان بجمال خلاب وب الاخص بني عمران أسراتو مورغان حيث يعتبر سكلنها من القادمين من المنصورة بتلمسان حوالي 1254 وأهم العائلات ندكر عليوا. جبار. شلوش . بن بخمة بوطغان سعيود في الجنوب الغربي ذات التلال الجميلة ، وتمتاز جيجل اظافة إلى جمالها الطبيعي الساحر تاريخ عريق حيث تعتبر من أقدم المدن الجزائرية اذ يرجع تأسيسها إلى عهد الفنيقيين الذين حلوا بها وشيدوا المدينة ومن بين آثار المدينة منطقة الرابطة وكذلك ميناء زيامة **شوبا**.
بلديات ولاية جيجل
قُسمت ولاية جيجل إداريا إلى 28 بلدية بموجب القانون 84-09 المؤرخ في 04 فيفري عام 1984م، و هذه قائمة بأسماء البلديات مرتبة حسب الترتيب الهجائي:
دخلت منطقة جيجل التاريخ من أبوابه العريضة نتيجة إحتكاكها بالحضارة، فحسب قول العلامة الكبير إبن خلدون في كتابه الخاص بتاريخ البربر ''إن منطقة جيجل تسكنها قبيلة تسمى كتامة''.
تأسيس مدينة جيجل :
تشير أغلب المصادر التاريخية إلى أن مدينة جيجل ذات نشأة فنيقية و تعتبر من بين المواقع التي أسسها الفنيقيون في الحوض الغربي للمتوسط في القرن العاشر قبل الميلاد. غير أنه يلاحظ إختلاف في المصادر حول أصل التسمية التي عرفت بها، فإيجلجيلي ''IGILGILI'' إن كانت فينقية الأصل معناها شاطئ الدوامة، و إن كانت بربرية فمعناها من ربوة إلى ربوة. غير أن هذه التسمية طرأت عليها تغييرات كثيرة عبر التاريخ. فمن إيجلجيلي إلى جيجل الحالية أشارت المصادر إلى مجموعة من التسميات ك: إتلتيلي، زيزري، جيجل، خيخل ….إلخ. و من آثار العقد الفينقي مجموعة كبيرة من القبور محفورة في الصخر كثير منها إندثر الآن. و لا يزال موقع الرابطة غرب مدينة جيجل يحتفظ بأكبر مجموعة. أما أقدم تاريخ للقبور فيرجع إلى القرن السابع قبل الميلاد. لأحد الأنماط يدعى القبر الممثل للهيكل الأسناني و هو على شكل مومياء عثر عليه بجبل سيدي أحمد بن أمقران.
الإحتلال الروماني
في الفترة الرومانية أعيد بناء مدينة جيجل وفق التخطيط الروماني و قد أشارت مصادر تاريخة أن ساكنيها كانوا من الفرقة السابعة أو قدماء المحاربين الرومان. ضمت إلى موريطانيا القيصرية في بداية التقسيم الإداري لشمال إفريقيا. ثم التحقت بموريطانيا السطيفية في عقد ديوكليتاريس - و يقال أنها كانت ضمن المناطق التي شملتها ثورة الزعيم الإفريقي طاكفاريناس. و بالمقابل و أثناء إنتفاضة فيرموس عام 372 م تمكن القائد الروماني تيودوز THEODOSE من إنزال قواته بميناء جيجل لمواجهة هذه الإنتفاضة. و تمكن من مطاردة فيرموس و جيشه و إنتهى به المطاف إلى منطقة الجلفة حيث سقط فيرموس في ميدان القتال أما عن مدينة جيجل الرومانية كمعلم فلا نملك وثائق تاريخية البثة، غير أن المؤكد أنها إستعملت كميناء تجاري لنقل محاصيل القمح التي تأتيها من جميلة و سطيف و عين لكبيرة كما يشير إليه جيسال - و من آثار الفترة الرومانية بالمنطقة فسيفساء جميلة بألوان مختلفة بقرية الطوالبية (10 كلم جنوب غرب مدينة جيجل) و مجموعة من الطرق من و إلى جيجل.
فطريق يربطها شرقا بالقل CHULU) ) و آخر غربا ببجاية و ثالث جنوب شرق نحو قسنطينة (CIRTA) مرورا بميلة (MILEV) و طريق رابع جنوب غرب نحو سطيف (SETIFIS) مرورا بجميلة. و لا يزال داخل مدينة جميلة الأثرية باب (إيجيلجيلي) (IGILGILI) و من خلال ربطها بهذه الحواضر تظهر أهمية جيجل كبيرة في التاريخ القديم.
إحتلال الوندال
بمجيء الوندال البرابرة في القرن الخامس الميلادي فإن مدينة جيجل قد أصابها من الخراب ما أصاب الأمراطورية الرومانية. و تصبح دائرة إجيلجيلي مستعمرة للوندال الذين قضوا على الإزدهار الذي عرفته المدينة خلال العهد الروماني.
الإحتلال البيزنطي
يعتبرة الغزو البزنطي لشمال إفريقيا محاولة لإستعادة السلطة الرومانية. حيث أنطلقت الجيوش البيزنطية من القسطنطينية إسطنبول حاليا-. و نزلت بسواحل تونس خريف 335 م فسقطت قرطاج في قبضتهم ثم تبعتها جل المدن الساحلية بما فيها مدينة جيجل لتصبح مرفأ بيزنطي.
الفتح الإسلامي
فتحت مدينة جيجل سنة 720 م على يد موسى بن نصير، و حسب ما ذكره إبن خلدون بشأن المنطقة '' فإن قبائل المنطقة دخلت الإسلام و إعتنقته دينا لها بعدما ارتدت عنه إثنا عشرة مرة.
كتامة و الدولة الفاطمية
لعبت قبيلة كتامة دورا هاما في تأسيس الدولة الفاطمية، إذ من جنوب جيجل انطلقت الدعوة يحميها و ينشرها رجال كتامة الذين إتجهوا شرقا فأسقطوا دولة الآغالبة بالقيروان لينتهي بهم المقام في مصر حيث أسسوا القاهرة و إتخدوها عاصمة لخلافتهم. فبنوا الأزهر الشريف، و لهم حارة قائمة إلى يومنا هذا كما جاء في تحفة الأحباب للسخاوي.
الحملة النورمندية
في سنة 1143 قام الملك روجي الصقلي بإحتلال المدينة و هدمهاعن آخرها و حتى القصر الذي شيده يحي بن عبد العزيز آخر ملوك بني حماد لم ينج من الخراب. و في عام 1146 م و حسب الإدريسي عرفت مدينة جيجل مجاعة أضطر الناس إلى أكل لحم البشر فأغتنم ملك الموحدين عبد المؤمن هذه الفرصة للقضاء على قوة الحماديين و ألقى القبض على يحي بن عبد العزيز و أسترجع مدينة جيجل التي ضمها إلى مملكته.
إحتلال الجنويون ''الجنويز''
إبتداءا من عام 1260 إحتل الجنويون مدينة جيجل و يتخدون منها مرفأ تجاريا على الساحل الإفريقي به حامية لهم، و قد قيل أن مدينة جيجل أصبحت أكبر سوق لبيع العبيد على عهد الجنويين. و كان بها لكل مدينة دكاكينها و حوانيتها، كمدن إيطالية ، بيزا و البندقية الذين كثيرا ما أرتبط نشاطها التجاري مع مدينة جيجل. و قد دام وجود الجنويين بالمدينة ثلاثة قرون. و للوجود الجنويين بالمنطقة تأثير كبير على ساكني المدينة و المنطقة ككل تأثير تجلي أكثر على المستوى اللغوي و الحرفي.
جيجل و الإخوة بربروس عروج و خير الدين
مع بداية القرن 16 إشتدت الحملات الإسبانية على سواحل المغرب الإسلامي، فسقطت العديد من المواقع في أيادي الإسبان حيت أحتلت بجاية عام 1513 م و بات الخطر بعدها يهدد مدينة جيجل فسارع أهالي المدينة إلى إرسال وفد عنهم إلى الأتراك العثمانيون، و كانوا وقتها في أوج قوتهم، إضافة إلى أنهم مسلمون طالبين النجدة و إنقاذ المدينة، و سرعان ما لبي الأتراك هذا الطلب وقدم الأخوان عروج و خير الدين على رأس أسطول بحري فأفتكا المدينة من الجنويين و ثم إنقاذها من إحتلال إسباني كان و شيكا، و قد أستقبل الأخوان من طرف الأهالي إستقبال الأبطال، واتخدها خير الدين بعد موت أخيه في بداية الأمر عاصمة له. و يحظى سكانها بمكانة عالية لدى الأتراك فيما بعد حتى أنهم لم يكونوا يدفعون الضرائب كسائر المناطق الأخرى، و إعتبرت المدينة أول عاصمة للجزائر في العصر الحديث، و بعدها تحول مركز القيادة إلى الجزائر العاصمة إلا أن دورها بقي وفيا و رائد و خاصة في جانبه البشري الذي ساعد الأتراك كثيرا في التحكم في الأمور الصعبة.
حملة الدوق دي بوفور
في 24 جوان 1664 م كان البحر الأبيض المتوسط مسرحا لحروب طاحنة، لم تسمح للدول إحترام المعاهدات المبرمة بينها و في شهر مارس 1664م أمر الملك الفرنسي لويس الخامس عشر بتنظيم حملة ضد المدن الساحلية الجزائرية مع إحتلال واحدة منها و إقترح الدوق دي بوفور إحتلال ميناء مدينة جيجل الذي قال عنه أنه ميناء آمن للبواخر و السفن و لا يستلزم تجهيزه. و لهذا جند الفرنسيون جيشا قوامه 8000 رجلا و أسطولا مشكلا من 63 باخرة يقوده الرائد '' بول دوكازن '' و في ليلة 23 جويلية 1664 وصلت الحملة إلى ميناء المدينة، فأستقبلت بطلقات المدفعية. و في صباح 24 جويلية نزلت فرق فرنسية بالقرب من جامع سيدي عمار، و عند وصول الخبر إلى قبائل المنطقة سقط عليهم كالصاعقة و سارعت هذه الأخيرة في تنظيم المقاومة و ذلك من خلال مرتفعات جبل أيوف جبل القرن، و بعد معارك دامية و مقاومة عنيفة سقطت المدينة في أيدي الفرنسيين تدنس بعض المقومات الإسلامية الموجودة بجبل القرن '' سيدي أحمد بن أمقران حاليا'' و يعلن الجهاد ضد المحتلين من طرف الشيخ سيدي حمود فتنتظم القبائل تحت راية الجهاد و تنظم إليهم قوات تركية جاءت من الجزائر لهذا الغرض، و بسبب الهجومات المتتالية و الخسائر التي لحقت بالجيش الفرنسي قرر الملك لويس الخامس عشر سحب الثقة من الدوق دي بوفور و إعطاء قيادة العمليات إلى الكونت '' دوقادين ''، و تتمكن المقاومة من إلحاق الخسائر الجسيمة بالمحتلين الغزاة و أمام خطورة هذا الوضع إجتمع ضباط الإرسالية الفرنسية و قرروا الإنسحاب من المدينة يوم 31 أكتوبر 1664 تاركين وراءهم خسائر كثيرة في الجنود و العتاد لم يهضمها ساسة فرنسا آنداك.
ثورة أحمد بن لحرش سنة 1803
قدم إلى جيجل الحاج محمد بن عبد الله بن الأحرش الذي أشتهر لدى العامة بالبودالي في ظروف غامضة قصد الإستقرار بها. و هناك بدأ يخطط لثورته ويتصل بالقبائل الجبلية التي تقطن المناطق الواقعة ما بين جيجل و القل و ميلة.
و لم يلبث أن أكتسب الأنصار و المؤيدين و أصبحت كلمته مطاعة عند أهالي الوادي الكبير و ناحية وادي أزهور " بني فرقان " و كان في طليعة مناصريه أولاد عيدون، و بني مسلم ، و بني خطاب، مما ساعده على إكتساب تأييد هذه القبائل و أستعدادها للسيير معه إستقراره بزاوية سيدي الزيتوني بجيجل، لتفقيه الناس و تأسيسه معهدا ببني فرقان لتلقين الصبية القرآن و تعليم الطلبة مبادئ الفقه، ثم قيامه بعد ذلك بمحاربة النصارى فسلح عدة سفن و أرسلها لتعقب البواخر الفرنسية التي أعتادت التردد على الساحل الجيجلي للصيد و التجارة، وقد تمكنت إحدى سفنه في صيف 1803 م من الإستلاء على سفينة مرجان تمتلكها شركة فرنسية. و بعد أن قتلوا بعض بحارتها و أسروا أربعة و ثلاثون شخصا و توجهوا بهم حيث يقيم إبن الأحرش بناحية وادي الزهور، و هذا ما دعم موقفه وزاد في إلتفاف الناس حوله. و عندما تفطنت حكومة الداي على خطورة الأمر أرسلت أربع سفن مسلحة إلى مرسى الزيتون قرب وادي الزهور لتهدئة القبائل و القبض على إبن الأحرش لكن إخلاص القبائل له فوت الفرصة على حكومة الداي. و يعلن إبن الأحرش الجهاد للقضاء على سلطة البايلك في جوان 1804 و يتوجه إلى قسنطينة في جموع غفيرة قدرت بالستين ألف رجل وكادت المدينة أن تسقط و يضطر إبن الأحرش إلى التراجع بعد أن أصيب بجروح خطيرة في ساقه، فحمل من طرف أتباعه إلى بني فرقان ليعالج من جراحه على يد أحد المشتغلين في الطب من مدينة جيجل يسمى بن سي إبراهيم، و قد ساعدت مهارة هذا الطبيب إبن الأحرش على الشفاء بسرعة و في الوقت الذي شفى إبن الأحرش من جروحه، في شهر أوث من عام 1804 تصل قوات البأي عصمان مشاريف بني فرقان بعد أن عبرت غزالة، وبني صبيح ،ولعشاش و أولاد عيدون وكان الباي عصمان قد أغتر بنصيحة أحد المرابطين من قبيلة بني صبيح يعرف بالمرابط بغريش، الذي هون على الباي أمر القضاء على إبن الأحرش بسبب نفور القبائل منه، ومن دعوته.ويحدث العكس في معركة ملحمية بالخناق ويقتل المرابط بغريش، و يحاول الباي عصمان فك الحصار عليه والتراجع ناحية الميلية، ولكن بدون جدوى ويقتل بناحية أولاد عواط العرابة حاليا-على يد الزبوشي، ولا يزال قبره إلى يومنا هذا.
و في سنة 1809 يبعث الداي رسالة إلى المرابط محمد أمقران بمدينة جيجل يطلب منه الإبتعاد عن إبن الأحرش، و يتشكل وفدا من أشراف المدينة بقيادة سيدي محمد بن أمقران، مفوضا الإتجاه إلى الجزائر العاصمة و طلب العفو و الآمان من باشا الجزائر. و يعود الوفد على متن سفينة الرايس حميدو و الذي نصب بجيجل فرقة تركية تتكون من 50 عسكريا.
الإحتلال الفرنسي
في 13 ماي 1839 أقتحم الجيش الفرنسي مدينة جيجل و أحتلها بعد محاولات عديدة، و لم يستطيع بسط نفوذه على كامل تراب المنطقة، شرقا وغربا و جنوبا بسبب المقاومة العنيفة التي كانت يجدها عند الأهالي من منطقة الوادي الكبير.
ثورة 1871 بمنطقة جيجل
تعتبر الثورات و المقاومات التي ظهرت بالمنطقة في هذه الفترة إمتدادا طبيعيا لثورة المقراني من حيث الهدف.
ثورة أولاد عيدون
في 01 فيفري 1871 هاجمت قبيلة أولاد عيدون المركز الفرنسي الواقع بالميلية، و دمرته عن آخره، و حطموا قنوات مياه الشرب و قطعوا أسلاك الهاتف، و أدخل هذا الهجوم الرعب في قلوب الفرنسيين و أعوانها من الصبايحية، و من أجل تطويق هذه الثورة و القضاء عليها أرسلت فرنسا الجنرال " بورجي " يوم 27 فيفري 1871 م على رأس قوات ضخمة برية و بحرية لفك الحصار على الميلية، و بعد معارك ساخنة تلقى فيها العدو خسائر فادحة في الأرواح و العتاد، و لم يتمكن الجنرال "بورجي" من السيطرة على الثورة إلا بعاد وصول النجدة التي أرسلت له و من الجرائم التي أرتكبها الفرنسيون بالأهالي هدم و حرق المنازل و قتل النساء و الأطفال و الشيوخ و العزل و السطو و النهب لأموال و ممتلكات السكان و فرض الحصار الكامل على المنطقة و القبض على أزيد من 400 مواطن و نفي أكبر عدد منهم إلى جزيرة "الثعانين" بالمحيط الهادي التي أصبحت فيما بعد تعرف بجزيرة " كاليدونيا "نسبة إلى قبيلة أولاد عيدون و لا يزال و من الجرائم التي أرتكبتها فرنسا في حق المنطقة و أبنائها محو إسم أولاد عيدون من التاريخ، و إطلاقها "المايلة" و التي تعني الأراضي المكسرة و مع مرور الزمن أصبحت بالإسم الحالي "الميلية".
و تبقى ثورة أولاد عيدون ملحمة شعبية تتناقلها الأجيال و تقتدي بها في التصدي للإستعمار الغاشم، و قد تجلت في الفاتح من نوفمبر 54 المجيدة.
مقاومة عزيوز بمنطقة جيجل
في 05 ماي 1871 إستشهد قائد الثورة محمد المقراني بناحية البويرة، و لم تتأثر المقاومة بمنطقة جيجل و بقيت متأججة و من أجل تنظيمها و تفعيلها أكثر أرسل الشيخ الحداد إلى جيجل إبنه " عزيوز " و في أول جوان 1871 م قام الشيخ عزيوز على رأس قبائل بني فوغال و بني قايد و بني عمران و بني خطاب و بني أحمد، بمحاصرة المدينة مدة أربعة أيام و لضرواتها أضطر فيها الجيش الفرنسي إلى طلب النجدة من حاكم سكيكدة الذي أرسل على التو قوة عسكرية لفك الحصار عن المدينة، و في 14 جوان 1871 أنطلقت مجموعة من المقاومين من جبل مزغيطان و هاجمت حصن " قالبوا ".
حركة مولاي الشقفة و إبن فيالة
ينتسب الحسين بن أحمد الملقب بمولاي الشقفة إلى عائلة "بني يدر" التي تنحدر من السيد محمد العابد. و في سنة 1851 عين قائدا على "بني يدر" و في عام 1853 م أرغمه الفرنسيون الإستقرار بمدينة جيجل. و في يوم 20 جوان 1871 م أنظم إلى الثورة كأحد مقدمي الرحمانيين، و إشترك مع الثوار " الزواغة " يوم 04 جويلية في إعتراض قافلة كانت متجهة من قسنطينة إلى سطيف، و عسكر بعد ذلك ببني خطاب، و قد ألتف حول مولاي الشقفة كل من الشيخ إبراهيم بن عمر بن رفاس، و تقدم محمد بن فيالة و المقدم الحاج العربي بن الحاج محمد الصديق بالعمل، مع الثوار في منطقة جيجل، كما هاجموا فرقة حراسة فرنسة يوم 16 جويلية 1871 م، ثم أنتقل مع عدد من الثوار إلى منطقة واد زهور. و في 20 جويلية هاجم قرية لعجانقية و برج الميلية، و إنتقل إلى بني هارون، حيث أتخدها منطلقا لهجوماته على الإستعمار. و في بداية شهر أوث خاضا مولاي الشقفة و إبن فيالة معارك كثيرة ضد " دولاكروا "، و بسبب سوء التنظيم و إنعدام الوسائل الكافية للدفاع و الهجوم ضد الأعداء، تفرق عنهم الثوار و سلما أنفسهما لقوات العدو في 21 أوث 1871.
و للمكانه الإجتماعية التي يتمتع بها مولاي الشقفة بين سكان الشمال القسنطيني فعند وفاته نظمت قصيدة رثائية عليه جاء في مطلعها: عاك الذيب و سكت و سقطو لعلامات قالوا السوق تفرق مول الشقفة مات.
08 ماي 1945
شارك سكان منطقة جيجل على غرار إخوانهم في خراطة و سطيف وقالمة… بتنظيم مظاهرات في جيجل و جيملة و الشحنة …..إلخ. و كان رد فعل العدو عنيفا، نتج عنه سقوط ضحايا في صفوف المواطنين كما إعتقل العديد منهم، و حرقه للعديد من المنازل في القرى و المداشر و إتلافه لمحاصيل زراعية و قتله لحيوانات المواطنين.
أول نوفمبر 1954
بعد إستقرائنا للمراحل التاريخية التي عاشتها منطقة جيجل على مر الأزمنة يتجلى لنا بوضوح أن سكان هذه المنطقة، سيكونون على موعد مع التاريخ و هو ما حدث في فاتح نوفمبر 1954، مختارين ميتة الشرف على حياة العبودية التي هي أشر من الموت، مشكلين قافلة من المناضلين الأوائل لتقوم بهجوم مواز لما وقع عبر مختلف أنحاء الوطن، و بالمكان المسمى " بولحمام " جنوب بلدية الميلية حيث يقع منجم للمستعمر، قام المجاهدون بالمهمة التاريخية التي تحملوها و نفذوا الخطة، و بعبارة أوضح تلاقت رصاصات أول نوفمبر الممجدة في الوقت المحدد لإندلاع لهيب الثورة مع رصاصات الولاية الثانية و تتكلم طلقات البارود ببولحمام مرتين، الأولى من أفواه البنادق و الثانية من صدى الجبال الصخرية المحيطة بالمنطقة، مهللة و مكبرة بهذا المولود، و هكذا سجل أكبر حدث عظيم لم تعرفه المنطقة منذ 1871 وهو تاريخ قيام ثورة أولاد عيدون و يتكرر التاريخ و يعبر بكل صدق على مدى بطولة و شجاعة سكان المنطقة.
إن الرصاصة الأولى التي أطلقها المجاهدون كانت بمثابة إشعال الفتيل و الأذان ببدء ثورة يعجز اللسان عن وصفها لكونها تعتبر معجزة القرن.