الدامر

مدينة الدامر تقع شمال مدينة الخرطوم بحوالى 300 كلم عبر خط السكك الحديدية. وجنوب مدينة عطبرة بحوالى 13 كلم. وهي عاصمة ولاية نهر النيل وتقع على الضفة الشرقية لنهر النيل والى الجنوب من ملتقى نهر الاتبراوي مع نهر النيل وتوجد بها حفريات قديمة جداً تعود لحقب تاريخية تمتد لالاف السنين حيث اثبتت دراسات انثربولوجية حديثة بأن هذه المدينة من أقدم المدن في المعمورة وأنها من ضمن عشرة مدن في العالم لم ينقطع عنها الاستيطان البشري على مر العصور والازمنة، وقد كانت تسمى هذه المنطقة في العصور الوسطى الحديثة (دار الأبواب) وربما يعود ذلك إلى انها منطقة تلاقي طرق تجارية عديدة تربط بين مناطق الحضارات القديمة الكوشية والمروية في شمال وشرق ووسط مايعرف اليوم بالسودان، اما اصل تسمية (الدامر) فيعود كما تقول الرواية الأشهر في المنطقة أن الفقيه (حمد) كان قد تلقى علوم القران الكريم على يد والده(الفقيه عبد الله راجل درو- المدفون بقوز الشعديناب-)ومن عادة المشايخ ان يعطوا الإذن لمن يأنسوا فيه الكفاءة والقدرة على نشر العلوم التي اكتسبها بعد حفظ القران وتجويده بالرحيل إلى منطقة أخرى واقامة (تقابة قران)- مدرسة لتعليم وتحفيظ القران الكريم وعلومه- فرحل (الفقيه حمد) عن والده واستقر في المنطقة الحالية والمقام عليها مسجد السهيلى الحالي، وفي الشعديناب ذهب اترابه يسألون عليه شيخهم (والده الفقيه عبد الله) ويجيبهم بأن :(حمد دامر) أي (ان حمد استقر في المكان الذي ذهب إليه)فأصبحوا يتناقلون هذه العبارة فيما بينهم بصيغة (دامر حمد)بمعنى (استقر حمد) ولذلك فحمد هذا وكما يدعى: (حمد ضمين الدامر) يعتبر هو الأب المؤسس للدامر ببعدها الإنثربولوجي في عصور الثقافة العربية الحادثة في السودان. وفي زمن الاستعمار كان مقر الحاكم العام للمدرية الشمالية في مدينة الدامر وهو يستخدم الآن كمقر لأمانة حكومة ولاية نهر النيل كما يوجد بالدامر أيضاً مقار الوزارات الهامة لولاية نهر النيل كما يوجد بها متحف وادي النيل يحتوي على قدر يسير من الأثار المروية والكوشية القديمة وبعض من ادوات التراث الشعبي التي تشير لحضارة المنطقة ولكن بصفة عامة فإن البعد الحضاري والتراثي لهذه المنطقة ما زال غير معروف ويحتاج لعمل كبير من البحث والتنقيب في العديد من المعالم الأثرية المنتشرة في عدد من البقاع في هذه المنطقة وعلى سبيل المثال في (قلعة ود عيسى، وقلعة ود سليمة وقوز العشير وقوز الشعديناب)وموزعة على مربعات تبدأ من مربع واحد حتى مربع سبعة عشر وأيضا هنالك ريفي ينضم أليها مما زاد من روعتها وجمالها وزادها خضرة وبهاء وجعلها تمتد وينضم إليها من الشمال حتى اتجاه الجنوب بالترتيب المقرن الحسناب والكنوز والبان جديد والفريع والعشير والقلعة والشعديناب والحديبة والمسياب الجباراب والحصايا والزيداب وغرباً أيضا أم الطيور مسقط راس [البروفسير عبد الله الطيب] الله يرحمه وشرقاً نهر عطبرة والبسلي وام شديدة.غالبية سكانها من قبيلة الجعليين مع بعض القبائل الأخرى.وتعتبر من أكبر اسواق الابل والماشية في السودان والوطن العربي وسوقها ملتقي لتجار الابل والماشية من مختلف مناطق السودان.من ابرز اسر المدينة اسرة المجاذيب الذين تنسب المدينة إليها فيقال (دامر المجذوب) وكذلك هناك العديد من خشوم البيوت والقبائل مثل العوازم والعامراب والجباراب والبرياب والحجراب والحسناب والحسبلاب والخليلاب والبلاب والقنديلاب والنقراب والقمرديناب واللميناب والبشراب (والبرسياب والحريراب والبليلاب والفخرياب والمزيناب) من الأصول الشامية أوالمصرية وكذلك من العوائل العريقة بالمنطقة آل حمدون وآل وآل الدرملي وآل عبد الماجد الطاهر جارالنبي وآل قدور وآل شخيب وآل العندوك وآل كرداس وآل المصري والعديد من العوائل العريقة ومن أشهر أبناء مدينة الدامر البروفسير عبد الله الطيب عالم اللغة العربية المعروف ومحمد المهدى المجذوب الشاعر الكبير الذي من أشهر قصائده ليلة المولد التي يتغنى بها الفنان السوداني الكبير عبد الكريم الكابلي وأيضا من أشهر أبناء الدامر الشاعر السر أحمد قدور الذي تغنى له كثير من الفنانين السودانيين واخية محمد أحمد قدور الذي قام بجهد رائع للتاصيل للتراث عن تاريخ الدامر وأيضا والدكتور مدثر عبد الله بله والبروفيسر أحمد بابكر الطاهر والدكتور عمر أحمد صديق ابن اخت البروفيسر أحمد بابكر الطاهر والمنقب في شعر وادب البروفيسر عبد الله الطيب نقدا وتحليلا ,ومدينة الدامر بها العديد من الشعراء أمثال حسن محمد علي ماحي الشهير بحسن شبيلية ذلك الشاعر الذي ابتدع له لون جديد في كتابة الشعر سماه بالشعر الخدشي وهو شعر يحكي عن تراث ومدينة الدامر القديم ولشاعرنا ديوان شعري يتولى طباعته وتنحيقه الدكتور عمر أحمد صديق، ويعتبر حسن محمد علي ماحي من الشعراء المكبوتين إعلاميا ً وهو بحق رمز من رموز الأدب والفن في مدينة الدامر، كذلك من أعلام الدامر البارزين الأستاذ عوض عثمان هذا الرجل الفحل الذي قدم للدامر مالم يقدمه أحد حيث وثق لجميع أندية الدامر ووثق كذلك لتاريخ هذه المدينة من خلال كتبه التي يقرأها الناس في هذه المدينة بل على مستوى السودان أجمع فهو عالم ومتبحر في علوم العربية مع أنه لم يكمل تعليمه إلأأنه تعلم في بيته مثل البارودي فصار نابغة حيه ومنهم أيضاً الفنان المشهور الاستاذ عوض الهجا الذي له أكثر من ثلاثة اعمال مسجلة في الإذاعة السودانية مع فنان الدامر عبد الله البعيو وحنان صلاح (حنان النيل)وهاشم الخازوق، كذلك من اسرة الهجا الاستاذ والمخرج والفنان يحيي الهجا الذي كان علما بارزا في الموسيقى السودانية حيث كان عازفا مع الفنان محمد وردى.ومدينة الدامر هذه المدينة العريقة تضج بالثقافة يكفي ان بها منتدى كل ثلاثاء يلتقي فيه كل شعراء الدامر وأيضا هنالك منتدى بالإنترنت يسمى منتديات مدينة الدامر بقيادة الاستاذ أسامة احمد ودالمصري يلتقي فيه أبناء الدامر من داخل وخارج القطر للتفاكر والتحاور وقد تأسسه عام 2008م وأيضا هنالك موقع لمحلية الدامر يهتم بأخبار المحلية وتنوير المواطنين على أخر الأخبار ومستجدات التنمية بالمنطقة وأيضا منتدى أبناء الحصايا الدامر يهتم بربط أبناء الحصايا ودعم المنطقة.
وشكرا