من أكبر الكبائر ( شهادة الزور )
من أكبر الكبائر ..
شهادة الزور تضييع للحقوق ونشر للباطل
**********
حرم الله شهادة الزور لأنها من أعظم الذنوب عند الله علام الغيوب ومن يفعلها يستوجب غضب الله ولعنته وذلك لجرم الفعل الذي ارتكبه كما يقول الدكتور مصطفي مراد ـ أستاذ أصول الدين بجامعة الأزهر ـ مشيرا إلى أن القرآن الكريم قرنها بالشرك والكفر كما قال تعالي( فاجتنبوا الرجس من الأوثان واجتنبوا قول الزور).
كما وصف الله سبحانه عباده المتقين بأنهم لا يشهدون الزور فقال في صفات عباد الرحمن( والذين لا يشهدون الزور واذا مروا باللهو مروا كراما) وأضاف ان الشرع الكريم أمرنا باتباع الحق والشهادة الصحيحة والصدق فيها فقال المولى في كتابه( ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل وتدلوا بها إلي الحكام لتأكلوا فريقا من أموال الناس بالإثم وأنتم تعلمون) وقد جعل النبي - صلي الله عليه وسلم - شهادة الزور من أكبر الكبائر وقرنها بالشرك وعقوق الوالدين فقال ( ألا أنبئكم بأكبر الكبائر قلنا بلى يا رسول الله قال: الشرك بالله وعقوق الوالدين فكان متكئا فجلس ثم قال: ألا وقول الزور قال: فمازال يكررها حتي قلنا ليته سكت ). وذلك لأن شهادة الزور سيئة الآثار فهي تحول الشهادة عن وظيفتها فتكون سندا للباطل بدلا من أن تظهر الحق وعونا للجور والظلم وتضييعا العدل, كما أنها سبب لطمس معالم الإنصاف وطريق لفساد الأحكام وسبيل لتقويض الأمن والأمان. فالنبي- صلي الله عليه وسلم - يحذر منها بقوله: ( ربما يأتيني الخصمان منكم فيكون أحدهم الحن في حجته من الآخر فليعلم أنني إن قضيت له من حق أخيه شيئا فإنما اقتطع له جزءا أو شبرا من جهنم ).
ويجب علي المسلم أن يراعي ألا يقول إلا الصدق, حتي وإن كان الذي يقول الصدق فيه قد يتصور أنك عدوه . أو يصور الشيطان للإنسان أنه إن قال الصدق في هذه المسألة وهي تضر به أو تضر بحبيب له, أو عزيز, أو بابن, أو زوجة, أو أخ أو صديق, أو هكذا لتبرئه, أو تبرئ ساحته على حساب آخرين وقال: ( أن شاهد الزور ينطوي علي الكذب, وينطوي علي الخيانة, وينطوي علي الافتراء, والله سبحانه وتعالي يقول:( إن الله لا يهدي من هو مسرف كذاب)
............
إذن فشهادة الزور من أكبر الكبائر ومن أعظم الذنوب، يقول الله سبحانه: فاجتنبوا الرجس من الأوثان واجتنبوا قول الزور، ويقول النبي - صلى الله عليه وسلم - في الحديث الصحيح:(ألا أنبئكم بأكبر الكبائر، قلنا: بلى يا رسول الله، قال: الإشراك بالله، وعقوق الوالدين، وكان متكئاً فجلس فقال: ألا وقول الزور، ألا وشهادة الزور، فما زال يكررها حتى قلنا ليته سكت)، يعني ما زال يكرر التحذير من شهادة الزور، حتى قال الصحابة، ليته سكت، يعني إبقاء عليه لئلا يشق على نفسه عليه الصلاة والسلام، والمقصود من هذا التحذير منها، وإن كانت الشرك أكبر وجرماً أكبر، لكنها جريمة عظيمة تتعلق بها شر عظيم، وظلم للناس، واستحلال الفروج والأموال والأعراض والدماء بغير ما شرع الله، فلهذا صارت جريمة عظيمة، ويجب على ولي الأمر إذا عرف ذلك أن يعاقب شاهد الزور، بعقوبة رادعة من الجلد والسجن ونحو ذلك مما يكون زاجراً له ولأمثاله لأنها جريمة يترتب عليها فساد كبير وشر عظيم فاستحق صاحبها أن يعاقب عقوبة رادعة من ولي الأمر.