المصريون استعادوا كرامتهم
المصريون استعادوا كرامتهم
11-09-2011 لحسن بوربيع
''استعدنا كرامتنا''. هكذا علق أحد الشبان المصريين المشاركين في أحداث اقتحام السفارة الإسرائيلية في القاهرة، أول أمس الجمعة، وطرد السفير الإسرائيلي.
صاحب هذه المقولة شاب مصري عمره 24 سنة، ليس سلفيا ولا ينتمي إلى تيار ديني، كما وصفته وكالات الأنباء العالمية التي نقلت أحداث الجمعة 10 سبتمبر 2011 في مصر. إنه يشبه شبان ميدان التحرير الذين خنقهم نظام مبارك طيلة 30 سنة من الحكم، باسم ضرورات الأمن القومي مع الجار الذي لا يحترم حسن الجوار.
ويعبر تعليق هذا الشاب المصري عن ''حجم الإهانة'' التي يحسها المصريون، خاصة المولودون منهم بعد 1978، السنة التي وقع فيها الرئيس أنور السادات ''باسمهم جميعا'' معاهدة السلام مع الكيان الصهيوني. وهو الذي شعر أنه تخلص من تلك الإهانة باختراق جدار حماية السفارة الإسرائيلية وإرغام المقيمين فيها على الرحيل من القاهرة.
حدث هذا يوما واحدا قبل إحياء الولايات المتحدة الأمريكية ذكرى تفجيرات 11 سبتمبر 2001، وهي الأحداث ''المؤسسة'' للنظام العالمي الجديد، القائم على حق الدول العظمى وحدها في الأمن والتمتع بخيرات مجموع شعوب العالم. وهي التي منحت لنفسها حق القتل والغزو والتآمر والتجسس وغيرها من الأساليب والوسائل لتفرض سيطرة مطلقة على أغلبية شعوب العالم، رغم أنها تعرف أنهم يتحملون ذلك مكرهين، لأنهم تحكمهم أنظمة لا تهمها استقلالاتها القومية بقدر ما يهمها البقاء في الحكم والتمتع بمزاياه، وإن كان ذلك ''بدون كرامة''. تلك الدول العظمى هي التي وفرت منذ 1948 الحماية الكاملة للكيان الذي طرد المصريون سفيره من القاهرة يوم 10 سبتمبر .2011
هذه الحادثة التاريخية في سجل الشعب المصري، بعد تخلصه من الرئيس حسني مبارك، يمكن أن تكون هي الأخرى ''حادثة مؤسسة'' لمسار عالمي جديد مجابه للنظام العالمي الذي تملي فيه الدول الغربية أوامر التدمير والخراب، وتنفذها بمساعدة من يعتقدون أنهم محميون، مثلما كان يعتقد بن علي، مبارك، صالح، القذافي، وغيرهم ممن مازالوا على الكراسي، يستفيدون من ''حماية ما بعد 11 سبتمبر''.
لأنه من غير المعقول أن تواصل البشرية العيش وفوق رأسها حملة قنابل يفرضون عليها منطقا غير سوي. مثل المنطق الحالي الذي أوصل ملايين الآدميين إلى الموت جوعا في القرن الإفريقي. منطق يحاصر الشعب الفلسطيني في غزة ويمنع الحليب عن رضعه والدواء عن مرضاه.
lahcenebr@yahoo.fr
*****الباحثة السياسية الدكتورة منار الشوربجي لـ''الخبر''
اقتحام السفارة رسالة لإسرائيل بأن مصر تغيّرت وعهد مبارك انتهى
11-09-2011 الجزائر: رضا شنوف
تقسيم الشارع المصري بين إسلامي وليبرالي لا يخدم مصر في هذه المرحلة ترى الدكتورة منار الشوربجي، الباحثة السياسية وأستاذة العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، بأن ما شهدته السفارة الإسرائيلية من اقتحام وإنزال العلم الإسرائيلي للمرة الثانية، هو رسالة من الشعب المصري بأن عهد الاعتداء على المصريين قد ولى، مشيرة إلى أن هذا التوتر ساهم في تصعيده عدم وجود رد فعل رسمي في مستوى الغضب الشعبي إثر الاعتداء على الجنود المصريين على يد الإسرائيليين.
واعتبرت الدكتورة منار الشوربجي، في اتصال هاتفي مع ''الخبر''، يوم أمس، أن الأحداث التي شهدتها السفارة الإسرائيلية بعد اقتحامها من قبل محتجين غاضبين، أسبابه ترتبط بالأحداث التي شهدتها الحدود المصرية حين قتل الجيش الإسرائيلي جنودا مصريين ودخوله التراب المصري، الأمر الذي خلف غضبا شعبيا كبيرا في الشارع المصري، وما ساهم في التوتر، تقول الدكتورة منار: ''إن رد الفعل الرسمي المصري لم يكن في مستوى الغضب الشعبي''. وبحسب المتحدثة، فإن ''المفتاح الأساسي لفهم القضية هو أنه على إسرائيل أن تدرك جيدا بأن مصر تغيّرت، وأنها لا تتعامل مع الحاكم المصري، وإنما مع الشعب المصري''، مضيفة في السياق ''وإسرائيل عليها أن تعلم أن عهد قتل المصريين على الحدود دون أن يكون هناك أي رد فعل قد انتهى، والاعتداء على أي مصري غير مقبول وأن تتعامل على أساس أن أرض سيناء أرض مصرية''.
وفي ردها على سؤال حول غياب التيار الإسلامي وبعض الأحزاب الأخرى عن مسيرة ''التصحيح'' الثوري التي شهدتها مصر، أوضحت الدكتورة منار الشوربجي، بأن المشاركة في هذه المسيرة هي وسيلة للتعبير عن رأي، ومقاطعتها هي وجهة نظر وكل واحد يختار مواقفه، مشيرة إلى أن تقسيم التيارات في مصر بين الإسلامي والليبرالي هو تقسيم ليس له معنى، غير أنها أكدت بأن هذا التقسيم يخلق استقطابا ليس في مصلحة مصر في هذه المرحلة.
11-09-2011 لحسن بوربيع
''استعدنا كرامتنا''. هكذا علق أحد الشبان المصريين المشاركين في أحداث اقتحام السفارة الإسرائيلية في القاهرة، أول أمس الجمعة، وطرد السفير الإسرائيلي.
صاحب هذه المقولة شاب مصري عمره 24 سنة، ليس سلفيا ولا ينتمي إلى تيار ديني، كما وصفته وكالات الأنباء العالمية التي نقلت أحداث الجمعة 10 سبتمبر 2011 في مصر. إنه يشبه شبان ميدان التحرير الذين خنقهم نظام مبارك طيلة 30 سنة من الحكم، باسم ضرورات الأمن القومي مع الجار الذي لا يحترم حسن الجوار.
ويعبر تعليق هذا الشاب المصري عن ''حجم الإهانة'' التي يحسها المصريون، خاصة المولودون منهم بعد 1978، السنة التي وقع فيها الرئيس أنور السادات ''باسمهم جميعا'' معاهدة السلام مع الكيان الصهيوني. وهو الذي شعر أنه تخلص من تلك الإهانة باختراق جدار حماية السفارة الإسرائيلية وإرغام المقيمين فيها على الرحيل من القاهرة.
حدث هذا يوما واحدا قبل إحياء الولايات المتحدة الأمريكية ذكرى تفجيرات 11 سبتمبر 2001، وهي الأحداث ''المؤسسة'' للنظام العالمي الجديد، القائم على حق الدول العظمى وحدها في الأمن والتمتع بخيرات مجموع شعوب العالم. وهي التي منحت لنفسها حق القتل والغزو والتآمر والتجسس وغيرها من الأساليب والوسائل لتفرض سيطرة مطلقة على أغلبية شعوب العالم، رغم أنها تعرف أنهم يتحملون ذلك مكرهين، لأنهم تحكمهم أنظمة لا تهمها استقلالاتها القومية بقدر ما يهمها البقاء في الحكم والتمتع بمزاياه، وإن كان ذلك ''بدون كرامة''. تلك الدول العظمى هي التي وفرت منذ 1948 الحماية الكاملة للكيان الذي طرد المصريون سفيره من القاهرة يوم 10 سبتمبر .2011
هذه الحادثة التاريخية في سجل الشعب المصري، بعد تخلصه من الرئيس حسني مبارك، يمكن أن تكون هي الأخرى ''حادثة مؤسسة'' لمسار عالمي جديد مجابه للنظام العالمي الذي تملي فيه الدول الغربية أوامر التدمير والخراب، وتنفذها بمساعدة من يعتقدون أنهم محميون، مثلما كان يعتقد بن علي، مبارك، صالح، القذافي، وغيرهم ممن مازالوا على الكراسي، يستفيدون من ''حماية ما بعد 11 سبتمبر''.
لأنه من غير المعقول أن تواصل البشرية العيش وفوق رأسها حملة قنابل يفرضون عليها منطقا غير سوي. مثل المنطق الحالي الذي أوصل ملايين الآدميين إلى الموت جوعا في القرن الإفريقي. منطق يحاصر الشعب الفلسطيني في غزة ويمنع الحليب عن رضعه والدواء عن مرضاه.
lahcenebr@yahoo.fr
*****الباحثة السياسية الدكتورة منار الشوربجي لـ''الخبر''
اقتحام السفارة رسالة لإسرائيل بأن مصر تغيّرت وعهد مبارك انتهى
11-09-2011 الجزائر: رضا شنوف
تقسيم الشارع المصري بين إسلامي وليبرالي لا يخدم مصر في هذه المرحلة ترى الدكتورة منار الشوربجي، الباحثة السياسية وأستاذة العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، بأن ما شهدته السفارة الإسرائيلية من اقتحام وإنزال العلم الإسرائيلي للمرة الثانية، هو رسالة من الشعب المصري بأن عهد الاعتداء على المصريين قد ولى، مشيرة إلى أن هذا التوتر ساهم في تصعيده عدم وجود رد فعل رسمي في مستوى الغضب الشعبي إثر الاعتداء على الجنود المصريين على يد الإسرائيليين.
واعتبرت الدكتورة منار الشوربجي، في اتصال هاتفي مع ''الخبر''، يوم أمس، أن الأحداث التي شهدتها السفارة الإسرائيلية بعد اقتحامها من قبل محتجين غاضبين، أسبابه ترتبط بالأحداث التي شهدتها الحدود المصرية حين قتل الجيش الإسرائيلي جنودا مصريين ودخوله التراب المصري، الأمر الذي خلف غضبا شعبيا كبيرا في الشارع المصري، وما ساهم في التوتر، تقول الدكتورة منار: ''إن رد الفعل الرسمي المصري لم يكن في مستوى الغضب الشعبي''. وبحسب المتحدثة، فإن ''المفتاح الأساسي لفهم القضية هو أنه على إسرائيل أن تدرك جيدا بأن مصر تغيّرت، وأنها لا تتعامل مع الحاكم المصري، وإنما مع الشعب المصري''، مضيفة في السياق ''وإسرائيل عليها أن تعلم أن عهد قتل المصريين على الحدود دون أن يكون هناك أي رد فعل قد انتهى، والاعتداء على أي مصري غير مقبول وأن تتعامل على أساس أن أرض سيناء أرض مصرية''.
وفي ردها على سؤال حول غياب التيار الإسلامي وبعض الأحزاب الأخرى عن مسيرة ''التصحيح'' الثوري التي شهدتها مصر، أوضحت الدكتورة منار الشوربجي، بأن المشاركة في هذه المسيرة هي وسيلة للتعبير عن رأي، ومقاطعتها هي وجهة نظر وكل واحد يختار مواقفه، مشيرة إلى أن تقسيم التيارات في مصر بين الإسلامي والليبرالي هو تقسيم ليس له معنى، غير أنها أكدت بأن هذا التقسيم يخلق استقطابا ليس في مصلحة مصر في هذه المرحلة.