تضامن جزائري مع الشعب السوري
تضامن جزائري مع الشعب السوري
الجزائريون قدموا من ولايات بعيدة عن العاصمة للتضامن مع الشعب السوري
من عدة بلدات ومدن في أنحاء البلاد تداعى حشد من الجزائريين للتظاهر أمس أمام سفارة دمشق بالعاصمة الجزائر، تضامنا مع الشعب السوري الذي يخرج الآلاف منه للشوارع منذ أسابيع للمطالبة بالحرية وإسقاط النظام.
وقال المتضامنون إنهم تأثروا للأحداث الجارية هناك خاصة ما وقع الأيام الأخيرة بمنطقة جسر الشغور بمحافظة إدلب شمال غرب سوريا والتي دخلتها الدبابات وقتل فيها متظاهرون، ونزح منها الآلاف تجاه الأراضي التركية فرارا من العملية العسكرية.
وشاركت بالمظاهرة التضامنية هيئات من المجتمع المدني وأحزاب سياسية وأساتذة جامعيون وشخصيات وطنية ومفكرون وفنانون، إضافة إلى عائلات من الجالية السورية بعضها فقدت أبناءها في الأحداث الجارية.
مثقفون جزائريون وسوريون شاركوا بالمظاهرة
فوق الخيال
حمدو فارس مكاش، أحد السوريين المشاركين بالمظاهرة، ينحدر من بلدة داريا في ريف دمشق، قال للجزيرة نت إن أخاه عسكري قتله من سماهم "شبيحة المخابرات" لأنه رفض قتل المتظاهرين بمدينة حمص وسط البلاد، وإن اثنين من إخوته اعتقلتهما قوات الأمن.
أما دحمان، وهو أحد المتظاهرين الجزائريين، فقد قال بحديث للجزيرة نت إن ما جرى بجسر الشغور "يفوق الخيال" وأضاف "إسرائيل، وهي عدو، لم تفعل بغزة ما فعله نظام بشار الأسد بالشعب السوري".
الكاتب والعضو السابق بمجلس الشيوخ الجزائري (الغرفة الثانية بالبرلمان) محمد الصالح حرز الله قال بدوره للجزيرة نت "لكل طاغية نهاية" ودعا السوريين إلى "مواصلة نضالهم لأجل الحرية".
رئيس الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان، -الذي شارك باحتجاجات الجالية السورية منذ بداية الأحداث- قال للجزيرة نت "لا يمكن أن نسكت على هذه الجرائم التي ترتكب يوميا ومنذ أربعين سنة على يد نظام متعفن لم يطلق رصاصة واحدة على إسرائيل التي تحتل الجولان السوري، وخلال أسابيع قتل الآلاف من السوريين ذنبهم الوحيد أنهم طالبوا بالحرية والكرامة".
وأضاف المحامي مصطفى بوشاشي الذي تنشط جمعيته ضمن شبكة من المنظمات الإقليمية والدولية لحقوق الإنسان- أنهم راسلوا مجلس الأمن والنائب العام لدى المحكمة الجنائية الدولية من أجل النظر في ملف سوريا.
وكشف في حديثه للجزيرة نت أن منظمته شرحت في رسالتيها إلى المجلس والمحكمة ما سماها "الجرائم ضد الإنسانية وجرائم الإبادة التي ترتكب في سوريا".
الدكتور رضوان بوجمعة يلقي كلمة باسم الجزائريين بالمظاهرة
مواقف مخزية
بدوره أكد الأستاذ بكلية العلوم السياسية بجامعة الجزائر الدكتور مختار مزراق أنه جاء للمظاهرة من أجل "التنديد بالاستبداد والقمع القائم في سوريا" واعتبر المواقف الرسمية العربية إزاء الثورات العربية "مواقف مخزية".
أما الأستاذ بكلية الإعلام بجامعة الجزائر الدكتور عبد العالي رزاقي فقال للجزيرة نت إن مصير الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك الذي انتهى به الأمر إلى السجن "يدفع الآن بقية الرؤساء الذين ثارت ضدهم شعوبهم إلى التمسك بالسلطة عبر ارتكاب مزيد من القتل والإجرام".
الأستاذ بكلية الإعلام بجامعة الجزائر الدكتور رضوان بوجمعة اعتبر من جهته أن الإعلام العربي "لم يستطع الخروج من أجندة النخبة السياسية المتسلطة في العالم العربي".
وقال إن هذا الإعلام "يعمل كأنه لا يرى ولا يسمع". وأشاد بالأداء المهني لبعض القنوات الدولية والعربية ومنها قناة الجزيرة.
وفي ختام المظاهرة تلا الدكتور رضوان بوجمعة كلمة باسم الجزائريين أكد فيها أن "مصير الشعوب العربية مصير مشترك" وأنها "بثوراتها على الظلم قررت أن تحرر الإنسان من الاستبداد ليعيش الحرية والكرامة".