أمنا هاجر زوجة سيدنا ابراهيم عليهم السلام
أمنا هاجر زوجة سيدنا ابراهيم عليهم السلام
أمنا هاجر مصرية ولغتها العربية
أمنا هاجر هيا زوجة ابراهيم عليه السلام الثانية , ونذكر قصة زواجها حيث انها كانت جارية مصرية , وهبها ملك مصر الى السيدة سارة _عليها السلام _ والتي كانت عاقرا وبلغت 76 عام وبدورها وهبتها الى ابراهيم عليه السلام ليتزوجها , عسى الله تعالى ان يرزقه منها ولدا يشاركه مسؤولية الدعوة الى الله تعالى , لا سيما بعد ان طعنت سارة في السن ولم تنجب , وعندما وضعت هاجر وليدها اخذها ابراهيم الى صحراء مكة لحكمة يريدها الله تعالى ,وفي تلك البقعة المقدسة بدأت فصول قصتها التي نستنشف من خلالها ملامح من شخصيتها ,ميزتها عن غيرها من نساء العالمين ....
من بطولات شخصيتنا ...
*يقين راسخ بالله تعالى وتوكل عليه ::ذكرت كتب التفاسير انه حينما اخذ ابراهيم هاجر ورضيعها الى مكة , وليس فيها يومئذ احد , وليس بها ماء هناك .. في صحراء قاحلة ..حيث لازرع ولا ماء ..ولا أنيس ولا رفيق .. وضع عندها جراء فيه تمر , وسقاء به ماء ,وعندما هم بالانصراف قامت اليه هاجر , وتعلقت بثيابه وقالت :ياابراهيم , اين تذهب وتدعنا ههنا . وليس معنا ما يكفينا؟وفي رواية اخرى أين تذهب وتتركنا بهذا الوادي الذي ليس به انس ولا شئ؟ فلم يجبها . ولم يلتفت اليها الزوج , وكأنه على يقين من وعد الله الذي لا يتخلف ولا يخيب ,فلما الحت عليه وهو لايجيبها , قالت له :الله أمر بهذا ؟قال : نعم . قالت : اذا لايضيعنا . فتقول الزوجة التي آمنت بربها وعرفت معنى اليقين بصدق وعد الله ,وفهمت كيف تكون معينة لزوجها على طاعة ربها , تقول في غير تردد ولا قلق : اذا لايضيعنا ...
وانصرف ابراهيم عليه السلام وهو يدعو ربه ويقول ربنا اني اسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل افئدة من الناس تهوى اليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون ,ربنا انك تعلم ما نخفي وما نعلن وما يخفى على الله من شئ في الارض ولا في السماء ) سورة ابراهيم 37_38
وبأمر من الله عز وجل اضطرت للسكن في صحراء الجزيرة العربية ,حيث طبيعة وبيئة مختلفة وحدها هناك ,بلا انبس ولا جليس ولا طعام ولا شراب ,بعيدة عن اجواء المدينة التي اعتادت عليها .
ومن هنا نستشف قدرتها على التكيف مع الظروف رغم صعوبتها وكل هذا في سبيل الله سبحانه وتعالى حينما قالت ..(اذن لايضيعنا ) فهل تفكرنا في هذه القوة الايمانية والتضحية في سبيل الله سبحانه وتعالى ...
ولا ننسى مواجهتها العوامل الطبيعية لصحراء مترامية الاطراف ,تموج بكل مالا يخطر على بال انسان من حيوانات مفترسة ,وحشرات ضارة ,وعوامل جوية ,وبيئة مختلفة وفقدان الزوج ,والصبر على مجريات الحياة الصعبة آنذاكـ , كل هذا بالصبر والتحمل , وبثبات نادر قل نظيره ,الذي نفتقده كثيرا في هذه الايام ...
فأقبلوا وام اسماعيل عند الماء ,فقالوا :أتاذنين لنا ان ننزل عندك ؟فقالت :نعم , ولكن لاحق لكم في الماء . فقالوا : نعم . وهكذا استطاعت هاجر ان تضمن لنفسها ولولدها مصدر رزق تعتاش منه , فنزلوا وارسلوا اهليهم فنزلوا معهم ....
وهنا تتجلى نقطة مهمة جدا في هذا المجال وهي الحفاظ على الموارد وحسن استثمارها , فعندما فجر الله تعالى تحت قدمي اسماعيل عليه السلام ماء زمزم ,عمدت هاجر عليها السلام الى جمعها بكلتها يديها ,وهي تقول لها زمي زمي ) اي اجتمعي ,ثم استثمرتها بمشروع خاص بها يدر عليهها وعلى ولدها الربح الوفير ....
ونجاح هاجر عليها السلام في ادائها هذه المهمة يتجلى بــ:
_عدم حقد اسماعيل على ابيه لتركهامه في صحراء قاحلة ,وتفهمه على هذا الغياب بانه التزام لامر الله تعالى .
_طاعته له في محنة الذبح ومعاونته بعد ذلك في بناء البيت العتيق .
_سعي القبيلة لتزويجه احدى بناتهم بعدما اعجبهم حين شب ,ولو لم يكن على خلق لما زوجوه.
لذلك سعي هاجر بين الصفا والمروة عبر سبعة اشواط , وتخليد الله سبحانه وتعالى لهذا الحدث بجعله ركنا من اركان الحج الاساسية ماهو الارمز واشارة على تربية الاولاد واعدادهم ليكونوا رجال المستقبل ليست بالامر اليسير ,بل تستلزم بذل الجهد والتعب والصبر ....
يقول النبي _صلى الله عليه وسلم _(رحم الله ام اسماعيل ,لو تركت زمزم لكانت زمزم عيناً معيناً )(البخاري )
كانت هاجر عليها السلام مثالا للمرأة المحبة المطيعة والام الرؤوم الشفوق والمسلمة الواعية الحكيمة والمرأة الادارية القيادية الناجحة .
هذه بعض ملامح شخصية هاجر عليها السلام كما فسرتها كتب التفسير والسير والحديث ... نستذكرها في ايامنا عسى ان تكون معلما هاديا لغيرها من النساء ,ونموذجا يقاس عليه ويحتذى به ...
قيل ان امنا هاجر عليها السلام عاشت 90 عاما ودفنها ابنها اسماعيل بجانب البيت الحرام ....
من مسمياتها عليها السلام (ام العرب العدنانيين ,وام الذبيح , وجدة العرب )
منقوووووووووووووووووووووووووووول