الشاعر حسن عبدالله الشرفي
..حوار يفضي فيه الشاعر الشرفي بذكرياته
بيت الشعر يحاور //الأحد , 24 ديسمبر 2006
حسن عبد الله الشرفي واحد من أهم الشعراء اليمنيين الذين كان لهم دورا رائدا في الحراك الشعري اليمني على مدى أكثر من نصف قرن ..بمناسبة دورة الشاعر حسن عبد الله الشرفي قام موقع بيت الشعر اليمني بإجراء هذا اللقاء الذي تناول فيه الأستاذ / حسن طرفاً واسعاً من سيرته الذاتية التي امتعنا فيها كثيراً :
حاتم شراح
- أستاذ حسن عبد الله الشرفي بمن تأثرت في بداياتك الشعرية .
تعريف :على لسان شاعرنا الكبير
- أنا من مواليد 1944 م بقرية الخواقعة بالشاهل محافظة حجة من أسرة تحت خط الفقر حالي في ذلك وحال أسرتي لا يختلف كثيراً عن حال السواد الأعظم من أبناء اليمن الذي كان يسمى سعيداً ولا أدري في أي مناسبة زمنية اطلق عليه لقب اليمن السعيد أو اليمن السعيدة ، جئت إلى الدنيا والحرب العالمية الثانية تأكل المشرق والمغرب في ما وراء البحر الأحمر وما وراء البحر المتوسط وما وراء المحيط الهندي إلى أطراف بحر اليابان
- في الثالثة عشر من العمر التحقت بالمدرسة العلمية بالمحابشة فقال لي احد الأساتذة مازحاً أنني سرقت صبوح النبي أجبت عليه ببداهة سريعة ! من حسن حظي أنني لقيت النبي وطعمت من صبوحه لكن أنت لم تلق النبي ولا غيره فضحك وارتبطت معه من ذلك الوقت بمحبة أبوية استفدت منها في مجال التحصيل العلمي لأنه كان يدرسنا اللغة العربية ، بدأت في المرعى أحاكي أترابي في الأغاني على النمط .
الذي نسمعه في المناسبات والأعراس ومواسم الزرع والحصاد وكنت قد قرأت بعض الكتب كأعلام الناس في سيرة بني العباس ، وعنترة بن شداد وكنت أرثي له يكون بتلك الشجاعة ثم يتعرض لذلك القهر كله بسبب حبه لعبلة .
- في المدرسة العلمية بالمحابشة كنت مع الزميل الجليل الشاعر الكبير علي عبد الرحمن جحاف نحاول معاً كتابة الشعر وكنا قد قرأنا نهج البلاغة وقصائد للمتنبي والبحتري والمعري وأبي تمام والشريف الرضي وشوقي والبارودي وعلي الجارم وكتب المنفلوطي كما حفظنا عن ظهر قلب كثيراً من قصائد الشاعر اللبناني العظيم إيليا أبو ماضي وقصائد لبشارة الخوري الأخطل الصغير ، وما وصلت الينا من قصائد للزبيري والبردوني والمقالح الذي كان يكتب حينها كما أذكر بإسم إبن الشاطئ "
- تركت المحابشة في الطريق إلى صنعاء عام 1961 وكنت تلميذاً بدار المعلمين إلى يوم قيام الثورة 1962 م حاولت الالتحاق بالحرس الوطني وبينما كان الضابط وأسمه محمد الذيب كان يدربنا فخبطت برجلي في صحن البندقية " الشميزر " حتى خلعت الظفر ، فقال لي : أنك لم تنفع ، فتركت الفكرة والتحقت بالمجاميع الطلابية التي كانت تتوزع في أنحاء اليمن من المدارس لتوعية المواطنين للثورة ، وكان حماسنا غير محدود كما كانت معلوماتنا عن الثورة وما يجب أن نقوله بشأنها من معلومات لا تقدم ولا تؤخر لكننا كنا نستعين بالراديو ببعض الأفكار والمفاهيم ، وكنت أول مدير مدرسة أبتدائية في المحابشة من منتصف 1963م كما عملت في المفرزة تحت رئيسها الملازم يومها الطيب السمعة والطيب السلوك الإنساني . المهذب محمد احمد الويسي / ثم دخلت منطقتنا بما فيها المحابشة والشاهل معترك الصراع بين الملكيين والجمهوريين ، وبقيت المنطقة في أيدي الملكيين إلى عام 1970م تقريباً في الفترة ما بين 1966م إلى عام 1970م إشتغلت خياطاً وطبيباً متجولاً في مستشفى محمول باليد وعملت مزارعاً وكتبت كثيراً من القصائد .
- في عام 1968 عدت إلى صنعاء لأبحث عن عمل فقال لي أحدهم بلهجة ثورية حادة أنني لم أعد انفع للعمل لأنني قد تشبعت بالأفكار الملكية ولم تعد الدولة بحاجة إلى الرجعيين .
- في عام 1971 بلغني ان الدولة بصدد التنقيب عن البترول في منطقة دير غبيش بالزيدية ، وان عامل قضاء الزيدية يومها المرحوم القاضي يحي بن يحيى راصع . وصلت إلى الزيدية فوجدت إن الفكرة الخاصة بالتنقيب علن البترول ليس مؤكدة فبقيت مع العساكر التابعين للمدير وكلهم من البلاد من أبناء القرية كما هو حال العامل نفسه فكلنا من الشاهل .
- عندما تمت المصالحة عام 1971 م كان قد اجتمعت لجنتان من قبل الملكيين والجمهوريين في عبس بعد المصالحة لتسوية أوضاع أبناء المناطق لواء حجة الذي كانوا موظفين . وكما قلت أنني كنت مدرياً لمدرسة فتعينت مساعداً لعامل ناحية المفتاح حتى عام 1974 م ومن عام 1974 إلى عام 1980 مديراً مساعداً لقضاء الشرفين المكون من تسع مديريات وهي المحابشة ، والمفتاح ، وكحلان وأفلح الشام وخيران وأسلم وافلح اليمن والقفل والشاهل .
- من عام 1980إلى عام 1982 مديراً لناحية كحلان الشرف ثم مديراً لأفلح اليمن ثم مديرا مساعداً لمديرية قضاء الشرفي إلى عام 1998 ثم أحلت نفسي على التقاعد بمرتب قدره (9000) ريال لا غير عداً ونقداً وكانت دواوين المطبوعة من حساب البنك ومن حساب المطبعة . في شهر أغسطس 1993م جئت إلى صنعاء للإستيطان وكنت أرى فيها الأمل وإلى الآن ونحن في عام 2006م مازلت في صنعاء بعمر قدره أثنان وستون عاماً أما بقية المعلومات عن الدواوين والأعمال المطبوعة والمجلدات فكلها يعرفها الزميل والشاعر المبدع حاتم شراح وأشكره من قلب قلبي .
- نحن نلاحظ انك توثق للأحداث الهامة في حياتك بالشعر وبقصائد عصماء من القلب وأنت بذلك تؤرخ وكأنه جزء من المذكرات هل تستعين بها عند كتابة مذكراتك .
- عليك بالعودة إلى مقدمات الدواوين والمجلدات بدأ من الديوان الأول من الغابة ، حتى ديوان البردوني بما فيها الأعمال الكاملة .
- كيف وصلت إلى هذا المستوى العظيم من الإبداع ؟
- لأنني قررت أن أعتمد دائماً على الأمر القائل " رحم الله إمرءٍ عرف قدر نفسه ولم يخطر في بالي يوماً من الأيام إنني وصلت إلى المستوى الذي تتوهم أنت وإذا كنت قد نجحت في بعض النصوص فقد أخفقت في الكثير والتجربة برمتها اصبحت بيد القراء وتحت سمع وبصر النقاد والمتابعين وكل ذلك موضوع على المحك ولا يضيق صدري بأي نقد ينفعني ويهديني إلى صراط الشعر المستقيم ...
- ما هو الذي لم يطبع من أعمالك؟
-هناك المجلد الثامن ومتن السيرة " ديوان " وأربعة دواوين أخرى بما فيها شرح المتن وملزمة نقدية أنقد فيها اعمالي وديوان خاص بالأصدقاء ...
الشكر الجزيل للشاعر الكبير الأستاذ / حسن عبد الله الشرفي الذي أتاح لنا فرصة هذا اللقاء الشيق الذي سبر أغوار الحياة ، حضر هذا اللقاء رجل الأعمال المعروف وأعز أصدقاء الأستاذ حسن / العزي محمد سعد قيفي والمهندس محفوظ التوزة والشاعر الكبير محمد سعيد الجنيد في مقيل الثلاثاً في 12/12/2006م.
بيت الشعر
إعادة نشر:
جبران محمد سهيل
كاتب وإعلامي يمني