كعيدنه... السير وراء الحداثة ومحادثة الماضي
مديرية كعيدنـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة السير وراء الحداثة ومحادثة الماضي
الموقع
كعيدنة كما شاءها الله واقعة في الشمال الغربي لمدينة حجة، وتبعد عنها بمسافة 160كم وهي من بين أهم مديريات المحافظة
وتتوزع على ثمان عزل وهي: كعيدنةـــــــ السكابةـــــــ الثلث ــــــ سواخ ـــــ بني نشر ــــــ اسلم ناشر ــــ الغربي ـــــــ الحماريين ـــــــ.
حدودها:
تحدها من الشرق مديرية مبين ومن الغرب مديرية الزهرة بالحديدة ومن الشمال مديرية اسلم وقفل شمر الشاهل ومن الشمال الغربي عبس ومن الجنوب بني قيس والجنوب الشرقي وضرة.
المساحة
وتنبسط على مساحة قدرها «2.448كم2»، يتوزع تلك المساحة «463» تجمعاً سكانياً
عدد السكان
ويبلغ تعدادها السكاني «866.70» نسمة حسب تعداد عام 2004م،
الدائرة الانتخابية (249)يمثلها الشيخ/ يحيى سهيل علي الحرجوج بمجلس النواب ورئيس الكتلة البرلمانية بمحافظة حجه
الأعمال الحرفية والزراعية
الكثير منهم يعملون في الزراعة وبعضهم في الصناعات اليدوية كالحياكة وصياغة الفضة,ويعتبر المانجو الفاكهة الشهيرة في مديرية كعيدنة رغم دخولها المتأخر إلا أنها أخذت تجذب المزارعين وتجعلهم يتفاخرون في من ينتج الأكثر بدلا عن شجرة القات الشهيرة خاصة في المديريات المجاورة وتشتهر كعيدنة بأجود أنواع العسل على مستوى المحافظة و تتميز المديرية بجو ممطر صيفا ومعتدل شتاء أي مداري حار( رطب صيفا معتدل شتاءا)
الأسواق الشعبية: يوجد عدد من الأسواق الاسبوعيه في مديرية كعيدنة أهمها سوق يوم السبت بمركز المديرية )سوق شرفه)وسوق الاثنين بمنطقة (القائم )تبعد حوالي 15كيلو عن مركز المديرية وسوق (ماخر )الذي يقام يوم الأربعاء
المناطق السياحية
هناك حركه سياحية عاديه في المديرية معظم زائريها هم من المديريات المجاورة أو المحافظات القريبة منها خاصة الحديدة مع بعض السعوديين فهي غالبا ما تكون سياحة محليه واهم المناطق السياحية هي المرتفعات الجبلية كالجاهلي وجبل طفيان وما تركة التواجد العثماني والقرى القديمة المرتبطة على شكل سلسله فوق قمم الجبال كعزلة الحراجيج وغيرها وهي اكبر عزله في المديرية و(بركة المديرية) الكبيرة الواقعة في مركز المديرية والتي بناها الأتراك كما يحكى وأعاد بناءها الإمام يحيى بن حميد الدين ثم ابنه الإمام أحمد حميد الدين وحافظ عليها أبناء المديرية ممثلين في الشيخ احمد سهيل لما تجلبه من فائدة كبيره عند انعدام الأمطار وتعتبر خزان أساسي لمياه الأمطار بمركز المديرية وأودية المديرية الجميلة والسدود المقامة حاليا وما تشكله من مناظر خلابة وكذا المعلم السياحي الصحي العين الحارة - مديرية كعيدنة - يبعد حوالي(15كم) شرق المعرس طريق الحديدة جيزان وميزة المديرية أنها تقع على مكان مرتفع نوعا ما عن ساحل تهامة حيث تمر بخط إسفلتي مارا على مناطق زراعيه غاية في الروعة مبتدءا من خميس الواعظات(الحديدة) التي تبعد عن المديرية بحوالي 20 كيلو منعزلة عن تهامة فوق جبال حجور المعانقة للشرفين فهي كما وصفها احد عقول أبناءها الأستاذ صالح محمد هادي سهيل; على لسانه: (كعيدنة كملكٍ سانداً ظهرهُ على جبالِ الشرفين ورجلاه ممدودتان على ساحلِ تهامة فهي حاضنة الإبداع وهدية الرحمن لابناءها الاوفياء ) أما من يريد النيل منها ومن ما أنجزه رجالها ممثلين في شيخ المديرية أحمد سهيل علي الحرجوج ويحيى سهيل علي الحرجوج شريان المديرية الداعم وقلبها النابض والذين ما بخلوا عليها بشئ حتى جعلوا الآخرين يعجبون لما أنجز للمديرية في العهد الوحدوي حيث كلل هذا النجاح بزيارة رئيس الجمهورية المشير علي عبدالله صالح لمديرية كعيدنة نهاية العام 2003
v بقايا ذاكرة
وأنت تجول ببصرك في أفق المكان ثمة شيء يقول لك إن ثمة أمة كانت هنا ولم يتحدث عنها التاريخ لكنها تركت أطلالها كي تشير إليها، وأغلب تلك الأطلال دالة على الوجود العثماني وهي عبارة عن نوبات عسكرية.
لا أحد في كعيدنة يتذكر شيئاً عن تاريخ المكان سوى الشيخ/أحمد سهيل الذي حدثنا عن أسرته وبعض الأحداث المعاصرة والقريبة العهد منه قائلاً: ارتبطنا بالمكان منذ زمن غير معروف وقيل لنا إن أصل الأسرة يعود إلى كحلان عفار وهي جزء من قبيلة الحراجيج، الحراجيج تعني الرجال الأشداء الطوال وفي عام 1355هـ تعززت مكانة أسرتنا في محيطها الاجتماعي لارتباطها بعلاقة مودة مع ولي العهد حينها أحمد حميد الدين.
ثم استطرد قائلاً: بعد قيام الثورة أعلنا ولاءنا لها نحن والشيخ محمد صغير السكبي والشيخ محمد بيه مناوس، التقينا في منطقة المعرس بممثلي الجانب الجمهوري حينها وهم هادي عيطان، ومحمد الرعيني، وعلى صغير شامي واختلفنا حول مطالبنا واحسسنا حينها إنهم يبيتون الغدر فكان منا العودة والاتصال بالجانب الملكي عن طريق محمد عبدالرحمن المآخذي.
لم تكن هناك ثقة، كما حدثت بعض الأخطاء جعلت القبائل تعيد حساباتها، ولعل ذلك كان أحد الأسباب لدوام مدة الحرب إلى أكثر من سبع سنوات، كما هو متعارف عليه في تاريخ الثورة.
كان الناس في تلك الأيام يعيشون حالة من القلق والخوف، فالطائرات لم تكن تفرق بين مسالم ومحارب وقد أحرقت كل الزرع والثمار.
والان يرى الشيخ احمد سهيل وكل أعيان ومشايخ المديرية أن اليمن بخير مهما كان مقارنة بما كان علية في السابق من حكم أمامي ظالم وعزلة وحواجز وعدم احترام حقوق الإنسان التي كرمنا الله بها جميعا ويتفاعل خيرا بالوحدة اليمنية التي أعادت اليمن موحدا كما كان وخاصة ما تحقق للمديرية من مشاريع انمائيه كبرى في ظل رئاسة المشير علي عبدالله صالح حفظة الله الذي أرسى دعائم الديمقراطية والحكم الراشد وتنمية البلاد رغم كل المشاكل التي تظهر من حين لاخر والتي نتمنى أن تنتهي وينعم اليمن في أمن واستقرار
v قلت له: كيف كانت طبيعة المجتمع وتركيبته في كعيدنة؟
قال: مجتمع كعيدنة كان مجتمعاً قبلياً وما يزال شأنه شأن أي مجتمع في اليمن، لكن حدثت الآن تطورات مهمة وبدأ الإنسان يعي حقوقه وواجباته وهو يركز اهتمامه على قيم النماء أكثر من تركيزه على قيم العصبية.
v العجلة التنموية في المديرية في سؤال وجهه الزميل عبدالرحمن مراد لامين المجلس المحلي الشيخ عبدالله احمد سهيل
أستطيع القول إننا حققنا مانسبته 70%إلى80% مما نصبوا إليه أو نطمح، أصبحت المديرية ترتبط مع الآخر بخط أسفلتي سهل علينا الكثير بالإضافة إلى وجود جل الخدمات الإنمائية الأخرى في الصحة والكهرباء والطرق الفرعية والمدارس، ونحن بصدد تنفيذ ماتبقى في إطار خططنا القادمة وكذلك تشييد عدد من السدود والحواجز المائية لاستغلال مياه الأمطار الاستغلال الأمثل وإنشاء سنترال بسعة ألف خط وأكثر
v البُعد الثقافي في كعيدنة
فلسفة المجتمع في كعيدنة قائمة في بعدها التكويني على الأسطورة تلحظ ذلك وأنت تسمع خطيب الجمعة هناك وهو يسرد قصصاً خيالية لتحقيق قيمٍ أخلاقية في وجدان الناس أو للتنفير من قيم أخرى لاتتوافق مع مقاصد الإسلام، الناس هناك طيبون وحريصون على القيام بواجباتهم الدينية.
في المسجد كان الناس يبكون وهم يسمعون قصصاً عن الخيانة أنى التفت يمنة ويسرة تجد أعيناً تفيض بالدمع تلك الدموع دالة على طهارة القلوب وسمو فطرتها.
تذكرت حينها مقولة ابن خلدون في مقدمته القائلة إن طبيعة الإنسان العربي لايمكن انتظامها إلا بعاطفةٍ دينية.
v صغير ماطر
لايمكن أن يخلو حديث الناس في كعيدنة من شخصيتهم الأقرب إلى الأسطورة، صغير ماطر، فهم يروون كثيراً عن تفاصيل حياته ويحفظون الكثير من شعره.
«صغير ماطر» في كعيدنة يشكل مادة التسامر والتفكه وهو شاعر شعبي لايقرأ ولا يكتب، تقول الروايات المتعددة إن حالة من غياب الوعي تنتابه حين يقول شعراً مرتجلاً معبراً عن موقفٍ ما.
تمت شهرة هذا الشاعر إلى أجزاء متعددة من تهامة الشام، ومازال الناس في تهامة يتداولون شعره ويحفظونه، وكنت قد تحدثت أنا والشاعر علوان الجيلاني عنه، وأخبرني أنه قد وثق الكثير من شعره من أفواه الناس.
مايلفت النظر في شعر هذا الشاعر وفي الشعر الشعبي عامة هو الشكل والبناء الذي يتغاير بشكل أو بآخر عن ماهو سائد ويكاد يسبق الأشكال المستحدثة عند الخاصة والمتأمل في سياقه العام يجد أنه يعتمد على بيان الدفقة الشعورية وصولاً بها إلى ذروتها التي تشكل خاتمتها وثمة تلازم بينه وبين قصائد الومضة الحديثة والحديث في هذا النمط من الشعر بحاجة إلى وقفة بها قدر من التأمل البيان ولعل قادم الأيام يمنحنا وقتاً للتأمل والقراءة بشكل أكثر إسهابا وأكثر بياناً للحس الشعبي الذي يسبق قناعة الخاصة ورؤيتهم فهو عبارة عن صحيفة سكان المديرية وما جوارها حيث كان يلخص الأوضاع في قصائده الشعبية ويصف الحكم الأمامي وما احتواه من فقر ومآسي ومن جهة أخرى يلخص أعوام القحط وقلة الأمطار ويتنبأ بأحداث ويبتهل إلى الله في قصائده بزوال الشدة "
v الرقص الشعبي
الرقص الشعبي فن تعبيري رامز وهو يدل على توجه الجماعات واتجاهها وعلى قضاياها ذات الاهتمام المشترك وفي كعيدنة ثمة تعبير راقص دال على البيئة ومكونها الثقافي وثمة تعبير راقص وافد من خارج البيئة لكنه وجد في الوجدان مساحة كافية من الاهتمام من ذلك رقصة «الزحفه» التي يعبر مضمونها عن الحرب، ورقصة الشرجي التي تعبر عن الصيد في البراري والقفار، وتختصر تلك المعاناة التي يكابدها الإنسان مع موجودات الطبيعة من حوله، وهذه فنون تعبيرية وافدة.
أما ماهو من إيحاء البيئة في كعيدنة فهي رقصة «الحربة» وهذه الرقصة تعتمد على الايقاع السريع ويرقصها اثنان يكونا متقابلين وحركتهما سريعة وهي دالة على الصراع بين الأنا والآخر وأحقية كل منهما بالبقاء.
والرقصة الثانية هي رقصة «سيف الشام» وهي ترمز إلى التطلع إلى المستقبل وهي تعتمد على القفز العالي مع حركات متناسقة ويرقصها اثنان.
وفي كعيدنة يرتاح البال ويحلوا السمر تحس بالراحة مع أناسها الطيبون واللطفاء المحبين للمرح وعدم الزعل فتراهم يسعون وراء رزقهم وكلا في عمله حتى ترى لقائهم من جديد مع عصر كل يوم وحتى ساعات متأخرة من الليل مثلهم مثل بقية أبناء اليمن السعيد وقد سهل الله للمديرية بأن رزقت أبناء سهيل الذين تراهم لا يكلون ولا يملون في خدمة المديرية وأبناءها وجعلهم في راحة وأمان وهذه شهادة شكر لا ينكرها احد تقدم لأولي الفضل حتى لا نظلم أحدا ومن ينكرها فهو جاحد ومخدوع ولا يرى شيئا غير الإساءة للمديرية وأبناءها النبلاء الذين يردون الجميل لأهله.
بــــقلم /
جبران محمد سهيل (كاتب وإعلامي يمني)
v المراجع مقتطفات من مقال للكاتب والزميل عبد الرحمن مراد نشر بجريدة الجمهورية