المهاجل من الموروث الشعبي في احور
من الموروث الشعبي
أبين برس .. سعيد العمودي
تمتاز مديرية أحور بغناها بالموروث الشعبي وانتشار (المهاجل) جمع مهجل ، وهي الأهازيج والزوامل والأناشيد التي تصاحب كل مناسبة لاسيما الدينية وبعض الأعمال والحرف الموجودة في أحور ، حيث يختص كل أهل حرفة وعمل بأهازيج خاصة .. ونحن هنا في هذه التناولة نستعرض بعض المهاجل التي يرددها الصيادون .
وهناك مهجل "زامل" يقوله الصيادون عند ذهابهم إلى الركس ، وهو نوع من أدوات ووسائل الصيد يوضع في البحر وتحدد له أوقات معينة لمعرفة ما تم اصطياده فيه من أسماك :
هيلي ويا الله يالنجر أطلع
من بحر ستين ستين قامة
أطلع وخله خل الندامه
هيلي ويا الله شوصه مشنقل
شنقل بريشه شوصه كبيره
مثل المعلا المعلا وصيره
هذه الانسيابية في الأبيات والعذوبة في ترديدها جعلت من عملية الصعود إلى البحر رغم المخاطر وبدائية وسائل الاصطياد قديماً جعلت منها عملاً محبباً ، بل أنها تمنح الصياد دافعاً قوياً لمواجهة الأخطار وبذل الجهود بحثاً عن الرزق .
وهذا نشيد آخر من أناشيد الصيادين :-
هيلي ويا الله هيه يا محمد
والخير هودن هودن وعمَّد
يا الله على بو على بو سريته
يقبل علينا والله بريشه
ولاَّ بدوقه دوقه كبيره
لا جاه مولى مولى الجزيره
ما ناح قمري قمري وغرد
وللتوضيح فأن مفردات : (بوسريته ، دوقه ، شوصه) هي أسماء لأنواع من سمك اللخم .
في إحدى فعاليات منتدى أحور الثقافي قمت بتقديم بحث عن المهاجل الزراعية والبحرية في أحور ، وكان حاضراً أحد المهتمين بشؤون الأدب وهو دكتور محاضر بجامعة عدن ، فأبدى إعجابه بالموسيقى الداخلية في الأبيات المذكورة سلفاً والإيقاع الذي يتسلسل في ثناياها ..
وأنا هنا ومن هذا المنبر (أبين برس) أوجه الدعوة للمهتمين بالثقافة والأدب والتراث أن يولوا الموروث الأحوري بعض العناية والبحث ، ولا شك أنهم سيجدون فيه ما يشبع نهمهم ، لأنه تراث غني زاخر بكل ما هو جميل وأصيل .