شيخ العرب همام يزور العضايمه ويعقد صلحا بين قبيلتين
n
nرغم مرور أكثر من 240 عاماً على دخولr المماليك فرشوط عاصمة الصعيد فى عهد شيخ العرب همام، وتخريبها ونهبها وهدم قصورهاr وبيوتها واستيلائهم على ممتلكات شيخ العرب، إلا أن قدراً معلوماً من الوثائقr التاريخية المختومة بخاتم همام أو التى كتبت بخط يده، بالإضافة إلى خاتمه الخاص،r قدر لها أن تبقى لدى الأبناء توارثوها جيلاً بعد جيل، حافظوا عليها وكانت بالنسبةr لهم منبع فخر وشاهد على عراقة أصولهم ومجد أجدادهم الذين حكموا الصعيد وتحدواr المماليك وكونوا أول حكم ذاتى.
n
n«المصرى اليوم» قامت برحلة بحث فىr محافظتى الأقصر وقنا حصلت على صورة الوثائق النادرة سواء من أحفاد همام أو منr غيرهم من أهل الصعيد الذين يمتلكون بعض منها.
n
nقال محمد عمر على عمر درويش همام بنr يوسف حفيد شيخ العرب إنه يمتلك نحو 255 وثيقة تاريخية نادرة عن فترة حكم شيخ العربr همام للصعيد، ورثها عن أبيه عمر الذى ورثها عن جدى على وجده على ورثها عن جدى عمرr ابن درويش الابن البكر لشيخ العرب همام، ونظراً لأهمية هذه الوثائق فقد وضعتها فىr خزانة أحد البنوك لحمايتها، رغم أن هذا شىء مكلف، لكن قيمة هذه الوثائق بالنسبةr لنا لا تقدر بثمن، خاصة أنها تثبت نسبنا وتاريخنا، فهى أهم من المال والأرضr وقيمتها تساوى قيمة العرض، لذلك قمنا بتصوير هذه الوثائق وتوزيعها على الأحفادr والأولاد.
n
nوتأتى وثيقة التحالف التى أبرمها شيخr العرب همام مع 26 قبيلة فى الصعيد، بالإضافة إلى قبائل الصعيد الأعلى لتكوين تحالفr ضد المماليك عام 1159 هجرية كواحدة من أهم الوثائق، نظراً لأنها توضح أن التاريخr والأمجاد التى تحققت فى تلك الفترة من الصعب بل من المستحيل ردها إلى الأسرةr الهمامية وحدها أو لقبيلة بعينها كقبيلة هوارة، لكن هو تاريخ شاركت فى صناعته جميعr القبائل الصعيدية بدماء وأرواح أبنائها، لذا فهو ليس حكراً يفتخر به المنتهى نسبهمr إلى همام، كما أن هذه الوثيقة تؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن الصراع القبلى وعدمr قبول الأخر الذى اشتد على مدار العقود الخمسة الماضية لم يكن موجوداً فى عهد همام،r وأن فترة حكمه لم تكن على الإطلاق سببا فى هذا الفكر.
n
nونصت الوثيقة على أن جميع الموقعينr عليها أشهدوا على أنفسهم الجميع، وهم بحال الصحة والسلامة والطواعية والاختيار منr غير إكراه لهم فى ذلك ولا إجبار، بصحة بحور الأشهاد عليهم فيها شرعا، أن يكونr الجميع على حالة واحدة وعلى يد واحدة وقلب رجل واحد، إذا حصل لأحد منهم حدوث باطلr يكون الجميع معه واخدين بيده على إزالة الباطل وإظهار الحق، وكل من حصل منه خلافr ذلك يكون الجميع عليه، والذى يمشى مع الحاكم ويساعده فى خراب وإحداث مفسدة من سفكr دم أو غرم مالى يكون مطلوبا منه حاكما أو عربيا.
n
nوتأتى الوثيقة الثانية من حيث الأهميةr والتى يملكها صبرى الرشيدى الهمامى من ذرية همام الكبير، وهى عبارة عن رقعة كبيرةr من جلد الغزال تسمى فى الصعيد «الجرد»، أى التى يجرد فيها كل شجرة العائلة، هذهr الوثيقة توضح أن همام هو أصغر أولاد الأمير يوسف وهم صفية التى ولدت عام 1064r هجرية وركن الدين المولود عام 1085 وأحمد المولود عام 1087 وأخيرا همام الذى ولدr عام 1090 هجرية، وأنه ينتسب إلى آل البيت من ذرية همام الكبير بن سيبك الذى أنجب 6r أولاد من 5 زوجات هم الأمير سالم من زوجته زكية محمد الشويش والأمير حسن من زوجتهr خضرة شهيب القليعى وقريش من فاطمة بنت أحمد آل يحيى الكلبى وريان من ضيعه شهوان البلبيشى،
n
nوجميعهم كانوا قاطنون مدن فاس ومكناسr وسبته وشاذلة بالغرب أما بكار وصبيح فإن أمهما هى زينب سليمان شهاب الدين الشاذلىr الحسنى سكنوا مصر ومن ذريتهم همام بن يوسف بن أحمد بن محمد بن همام بن صبيح بنr سيبيه الهوارى، وأن الوثيقة لا يوجد بها شخصية شقيقه الشيخ سلام لذا فهى من خيالr المؤلف وأما شقيقته زوجة ابن عمه إسماعيل بن عبدالله اسمها صفية وليس شمس كما جاءr بالمسلسل.
n
nوحصلت «المصرى اليوم» على صور لوثائقr تنازل الشيخ يوسف عن التزامه لابنه شيخ العرب همام وكان ذلك فى 28 رجب سنة 1123r هجرية المصدقة من الديوان العالى بمقر المحروسة، إضافة إلى وثيقة تنازل من على بكr الكبير إلى شيخ العرب همام عن التزامه فى بعض المناطق وتقول الوثيقة إن همام بنr يوسف شيخ العرب يصبح المتصرف فى ذلك، ومن ضمن الوثائق تنازله عن جميع الالتزاماتr التابعة للجاويشات المماليك فى بلاد الصعيد وبهذه التنازلات يصبح همام بن يوسف هوr الملتزم الأوحد فى صعيد مصر.
n
nومن الوثائق المهمة وثيقة صلح فىr حادثة ثأر وقعت قبل 257 عاما فى قرية العضايمة بناحية إسنا، وهذه الوثيقة هى فىr حوزة عمر أحمد محمود عمر بن عمر تركى صديق الشيخ همام بن يوسف والشيخ إسماعيل بنr عبدالله ووفقا للوثيقة فإن شيخ العرب وبن عمه إسماعيل سافرا من فرشوط إلى إسنا عبرr نهر النيل وقطعا مسافة 200 كيلو تقريبا من أجل إنهاء هذه الخصومة الثأرية والتىr تمت بمشاركة من عربان المطاعنة وقبل فيها أهل القتيل الدية المقدرة بحوالى 4 آلافr ربع فضة وهى العملة التى كانت سائدة فى ذلك الوقت، وساهم شيخ العرب همام وعربانr المطاعنة بنصفها.
n
nوتذكر الوثائق أن شيخ العرب همام بنr يوسف اهتم بتوسعة وتجديد مقام ومسجد سيدى عبدالرحيم القنائى فى قنا وأوقف له وقفاًr مقداره 350 فداناً فى قامولا و140 بجزيرتها و50 فدانا بفاو و40 فداناً فى بهجورةr و80 بناحية الطويرات وجنينة مساحتها 35 فداناً بما عليها من نخيل وأشجار بمنطقةr المحروسة فى قنا على ترعة الشنهورية على أن يصرف ريع هذا الوقف على مقام ومسجدr وضريح سيدنا عبدالرحيم القنائى.
n
nوقال محمد يوسف حفيد شيخ العرب همامr إن أعمال التخريب والهدم التى قام بها محمد بك أبوالدهب فى فرشوط عقب هزيمة شيخr العرب ولجوئه إلى عربان المطاعنة فى إسنا طالت كل شىء ووصل الأمر إلى قيامr المماليك بحفر البيوت والقصور والدواوين بحثا عن كنوز شيخ العرب، لكن الشىء الوحيدr الذى لم يستطع أبوالدهب أن يقترب منه هو مسجد شيخ العرب همام الذى يعتبر تحفةr معمارية رائعة ودخل ضمن المواقع الأثرية التابعة للمجلس الأعلى للآثار، وتابع:r هناك آثار أخرى لا تزال باقية متمثلة فى القلعة الحربية التى كان يتم فيها تدريبr أبناء القبائل التى تحالفت مع شيخ العرب لمحاربة المماليك، وهى جنوب مدينة فرشوطr فى منطقة «العركى» وتحتاج لترميم.
n
n