أنحتوا بأظافركم الصخرة الصماء
إنحتوا بأظافركم الصخرة الصماء
يا رفاق دربي ..!!
يا رفاق وطني المجروح ..
يارفاق حزني وهمي ..
يارفاق جرحي النازف ..
يارفاق القلم والسلاح ..
يارفاق صباحي الباكي ..
يارفاق مسائي المليء بالآهات والأنين ..
لا تبكوا ولا تسمحوا لأمآقي عيونكم
أن تدمع ولوبضع دمعات
يارجال الشهامة أتسمعوني؟!
البكاء والنحيب ليس للرجال الأقوياء
لقد خلقنا وخلقتم لنعيش سعداء
وليس لنكون من التعساااااء والبؤسااااااء
اتسمعوني..
جففوا دموعكم وأمسحوها بايدي الصباح
وايديكم التي تنطق الحق وتزهق الباطل
ولا تجعلوها تنحدرعلى وجناتكم
وتتذوقوا ملوحتها التي تقطع الأحشاء
سوف تكون أشد من ملوحة البحار والمحيطات في عمقها
وأتجهوا لرب وخالق الأكوان بالتضرع والدعاء
وكونوا على ثقة ان الليل البهيم بعده فجر مشرق وباسم
تتدلى منه جدائل الشمس والخيوط الذهبية اللامعة
لتشرق بنورها وجناتكم وأعماق نفوسكم
فالصمت والسكون الخانق بعده سياتي برق وضياء
قوموا وأمسحوا دمعات أحداقكم العذبة النقية الطاهرة
هذا الزمن لا مكان فيه للضعفاء والجبناء و العملاء
قوموا بسرعة البرق وأنحتوا بأظافركم الصلبة القوية
على تلك الصخرةالصماء
مأساتنا وأحزان قلوبنا السوداء
وأنقشوا عليها جميع آلامنا وتاوهاتنا وتوجعات المساء . !!!
وأخبروا الآجيال القادمة
كم نعاني الهوان والذل والخنوع والبلاء
وكم هو عار عليهم ،،
كم هو عار عليهم وعلى قلوبهم الصلدة
كيف يسودالأوطان ويعربد به خزي الرجال وعارهم
وكيف بطش الجلاد المخادع الكذاب
ملأ ولاح في افق السماء
كيف الخيل ماتت وجيفت
وكيف الذئاب توحشت وظلمت
أخبروا الأجيال القادمة
كيف أصبحت تيجانهم مرصعة بالعار على جبينهم
وسيوفهم من خشب هش
لا تنفع حتى كورق للجدران ولا النفايات
أخبروهم أن العار كل العار أن
يقع الرجال فريسة للضعف والعجز والخذلان
أن يقع الرجال فريسة للغدر والخيانة وظلم الجوار
إنه أكبر عار سجل على جدار الزمن
أن يقع الرجال الأشاوس فريسة لنهب وسرقة أوطانهم
ان يصبح الرجال خناجر وسهام
في خواصر الوطن وابنائه الأبرياء
أخبروهم يارفاق الدرب ..
أخبروهم يا ابناء الفجر
أخبروهم يارفاق السلاح
أخبروهم وأعلموهم علم اليقين
كيف بنادقهم صدئت بأقبية الجليد
وتجمدت كما يتجمد في المحيطات الماء
كيف قلوبهم تجمدت وتحجرت
في صدورهم وأضمحلت وتلاشت
كصباحاتهم الخائنة ومساءاتهم الغادرة
وأخبروهم ،، وأعلموهم ..!!
ان ما بين اضلاعهم تجمدت في الصدور
والتصقت بها كحجارة الصوان
كم قاسينا ونزفنا وتحملنا الآلام كأنه عسرة المخاض
حتى اصبحنا وامست أجسادنا كلها أشلاء
مبعثرة في كل الزوايا والأرجاء
أحكوا لهم خاتمة نهايتنا الشريفة
فقد رحلنا رحيل الشهداء الأبرار
فالكون قد شهد بؤسنا وحصارنا
ومن حولنا لم يحرك ساكن الأشياء
فارتمينا في حضن الآسى والحزن والألم
مثل ما ارتمت في حضن الوحش الصبية العذراء
أكملوا نحتكم باظافركم بمهارة على صخرة البؤس والشقاء
أكملوا نقشكم بأظافركم على تلك الصخرة الصماء
أكملوا تسطير حروفكم وتلوينها بدماء الشهداء
ربما ،, ربما تنطق تلك الصخرة الصماء
ذات صباح مشرق بين عيون الأطفال الأبرياء
قد تبوح بما نحت بين صفائح القلوب وبين الأضلاع
وتبوح بما في الصدور والأعماق من ظلم وجور الحكام
من جرح نازف وأنين في الصدور أصبح لا يطاق
وسجلوا كل ذلك على جدار زمانكم المتهالك
ليشهد التاريخ على ما تنطق الشفاه ويترجم اللسان
ويبصم لكم بالعشرة دون عنااااااء