مراقبة الله سبحانة وتعالى
مراقبه الله سبحانه وتعالى
ومن حق الله تعالى على عباده مراقبته سبحانه وتعالى :
ينبغي على العبد أن يكون مراقباً لربه مستحضراً قربه منه وأنه مطلع عليه ، حتى كأنه يرى مولاه سبحانه فإن لم يكن يراه ، فإنه سبحانه يراه ويطلع عليه ، يطلع على سره وعلنه ، جهره وهمسه ، ظاهره وباطنه ، فالله جل وعلا لا يخفى عليه شيء من أمر عباده ، قال تعالى : [ الذي يراك حين تقوم * وتقلبك في الساجدين ] " الشعراء 218/219 " وقال تعالى : [ وهو معكم أينما كنتم ] " الحديد 4 " وقال تعالى : [ وما يخفى على الله من شئ في الأرض ولا في السماء ] ( إبراهيم 34 ) ، فالله عز وجل مطلع على خلقه معهم بعلمه ، وهو مستو على عرشه ، بائن من خلقه ، يسمع ويرى ، يسمع كلامهم ويرى مكانهم ، ويعلم سرهم ونجواهم ، في ليل أو نهار في بر أو بحر أو جو ، في البيوت أو الصحاري ، فحري بالمؤمن أن يراقب ربه في كل سكناته وحركاته يراقب مولاه في كل همسة من همساته ، يراقب ربه في كل صغيرة وكبيره ، فهو مطلع على الأعمال والأفعال والأقوال .
والله جل وعلا مع عباده بعلمه وقوته وسلطانه ، وهو مع عباده المؤمنين بحفظه ورعايته وتأييده وتسديده لهم ، قال تعالى : [ إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون ] " النحل 128 " .
فينبغي على المؤمن أن يتقي الله عز وجل وهذا من مراقبته لربه قال صلى الله عليه وسلم : { اتق الله حيثما كنت واتبع السيئة الحسنة تمحها ، وخالق الناس بخلق حسن } ( الترمذي وهو صحيح ) ، فيتق الله المؤمن في كل أحواله ، في خلوته وجلوته في حضره وسفره لأن الله مطلع عليه ، فتقوى الله أن تجعل بينك وبين عقابه وسخطه وغضبه وقاية وحاجزاً ، وتخاف من الجليل ، وتؤمن بالتنزيل ، ولا يتم ذلك إلا بمراقبة المولى جل وعلا فمن راقب الله عز وجل وعلم أن الله مطلع عليه ، أقلع عن الذنوب والمعاصي ، ولاذ إلى خالقه وبارئه سبحانه مبتعداً عن النيران ، مقترباً من الجنان ، قريباً من الطاعات وعاملاً لها ، مبتعداً عن المحرمات وتاركاً لها قال صلى الله عليه وسلم : { إن الله تعالى يغار ، وغيرة الله تعالى أن يأتي المرء ما حرم الله عليه} ( متفق عليه ) . وقال صلى الله عليه وسلم : { احفظ الله يحفظك ، احفظ الله تجده تجاهك … } ( الترمذي وهو صحيح ) .
وقال أنس رضي الله عنه : { إنكم لتعملون أعمالاً هي أدق في أعينكم من الشعر، كنا نعدها على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم من الموبقات }( البخاري) ، فاستحقار الذنب وعدم المبالاة به دليل على عدم الخشية من الله وعدم مراقبة الله عز وجل في ذلك الذنب وتلك المعصية ، ففي الحديث : { إن المؤمن يرى ذنوبه كأنه قاعد تحت جبل يخاف أن يقع عليه وإن الفاجر يرى ذنوبه كذباب مر على أنفه } .
فمن عظم الله في قلبه استكثر ذنوبه وحاسب نفسه وأدانها وعاتبها ولامها ، وما ذاك إلا لخوفه من ربه سبحانه ومراقبته له .
وإذا ما خلوت الدهر يوماً فلا تقل
خلوت ولكن قل علي رقيب
ولا تحسبـن الله يغفـل سـاعـة
ولا أن ما تخفي عليه يغيب
تقييم:
0
0