من سيفوز بثقة سكان إقليم تاونات في الإستحقاقات البرلمانية المقبلة ؟
الأستاذ :العياشي كيمية
الوردزاغ –تاونات
Fachtala.achraf@yahoo.fr
من سيفوز بثقة سكان إقليم تاونا ت في الإستحقاقات البرلمانية المقبلة؟
لعل 25 نونبر من سنة 2011 مازالت شيئا ما بعيدة ،لكن كل الأسئلة التي ترتبط بالحدث بدأت تطرح نفسها على جميع المستويات.فالأحزاب بدأت تعد العدة لاختيار مرشحيها على مستوى الإقليم ،بل منها
من عرفت أسماء مرشحيه ،والسلطة المحلية تتابع عن كثب تحركات الأحزاب ،وتحاول أن تقرأ الواقع السياسي بالإقليم ،لعلها تتفوق في إدارة اللعبة بنجاح ،وتحديد الملامح الأولية للخريطة السياسية المقبلة ،كما أن المواطن ،يحاول بدوره أن يتفاعل مع الموضوع ؛فكثيرا ما تثار نقاشات في المقاهي أو في بعض المناسبات حول جدوى الإنتخابات البرلمانية المقبلة ،وعن ترشيح بعض الوجوه الإقليمية التي ارتبطت أسماؤها بالإنتخابات.
فما هو الرأي الغالب لساكنة الإقلبيم عن أداء برلمانيي المرحلة الحالية؟
في استطلاع للرأي أجرته الجريدة الإلكترونية المحلية تاونات ابريس ،كانت النتيجة صادمة ،فجوابا عن سؤال : مارأيكم في برلمانيينا ومستشارينا بإقليم تاونات؟،فمن مجموع 649 مستجوب ،عبر 607 منهم عن كونهم يعملون لمصالحهم الشخصية ،و42 فقط،، قالوا:إنهم يعملون لفائدة إقليم تاونات وأبنائه.
وهذه النتيجة ،وللأسف ،يؤكدها أغلب أبناء الإقليم ،وهذا مرده إلى مجموعة من الأسباب الموضوعية
فحال الإقليم يغني عن السؤال .
فإذا تحدثنا عن الفاعلية لهؤلاء البرلمانيين على مستوى الهيئة التشريعية ،فإن حصيلتهم من الأسئلة الشفوية والكتابية ،ومشاركتهم في اللجن البرلمانية ،تعتبر ضعيفة جدا ،إذا ما قورنت بحجم المشاكل التي يتخبط فيها الإقليم ،كما أن تواصلهم مع الساكنة جد ضعيف ،ولا يظهرون على تراب الإقليم إلا إذا استدعوا من طرف السلطة لحظور تدشين ،أو أمر طارئ ...وفي كثير من الأحيان ما يتملصون من هذا الدور ،رغم كونه من أضعف الواجبات.
وهم بتفكيرهم ،إذا ما أخذنا بعين الإعتبار مستوى تكوينهم المعرفي والسياسي ،حسب ما أعرفه عنهم ،أناس بسطاء ،لم تتبلور لديهم رؤية سباسية واضحة ،عكس ما كنا نراه في البرلماني السابق السيد :
المسعودي، الذي ترك فراغا سياسيا على مستوى الإقليم ،بل منهم من يحتاج إلى دروس في محو الأمية....فكيف بهؤلاء أن يكونوا سفراء لإقليمهم ،ويدافعوا عن قضايا الساكنة؟.
فما الحل لتمكين الإقليم من برلمانيين قادرين على إسماع صوت المواطن التاوناتي والدفاع عن قضاياه؟
ليس الأمر بالسهل ،فإذا كان للمواطن حسابه، فللأحزاب حساباتها ،وللسلطة أجندتها ،الشيء الذي يعقد من
إيجاد مخرج ،ويزيد من مخاوف الغيوريين على الإقليم ،من أن يتكرر نفس السيناريو،وتبقى دار لقمان على حالها.
لا شك في أن الأحزاب السياسية تتحمل مسؤوليتها في هذا الشأن ،فالحزب هوالذي يحدد المرشح الذي سيحضى بالتزكية،لكن عندما يكون همه الأول هو تقوية حضوضه في الفوز بالحكومة ،أو بمقعد وزاري في أسوأ الحالات.فإنه يجد ويجتهد في البحث عن مرشح حضوضه وافرة في الفوز بمقعد بالبرلمان ،ولا
يهمه من أجل ذلك في أن يكون المرشح أميا أو سيء الخلق ،مادام أنه يملك أسباب النجاح ،كالسلطة والنفوذ والمال ( مول الشكارة).
هل ستتجاوب الأحزاب مع الحراك الشعبي وإرادة التغيير،أم ستظل رهينة حساباتها الإنتخابوية ؟
من الصعب لأحزاب قضت ردحا من الزمن تمارس أسلوبا سياسيا متخلفا أن تكون لها الجرأة على التخلص من ماضيها ،وتستشرف المستقبل ،مستحضرة طموح المواطنين في العدالة الإجتماعية والكرامة والحرية.....لكونها سجينة عقليات ماضوية ،وتفتقد للإستقلالية في القرار ،ولا تمارس ديموقراطية داخلية ،تمكن الشرفاء في صفوفها من الأخذ بالمبادرة...وبالتالي فإن الأمل ضعيف جدا ،وما سنلاحظه في مستقبل الأيام ،مجرد رتوشات تجميلية يقوم بها هذا الحزب أو ذاك .
لكن أملنا أن تستوعب هذه الأحزاب مضامين الخطاب الملكي السامي الذي ألقي يوم السبت 20/08/2011 ،بمناسبة ذكرى ثورة الملك والشعب ،حيث قال جلالته :( ....نعتبر التفعيل الأمثل للدستور الجديد منطلقا لمسار من العمل السياسي الهادف للنهوض بالتنمية في مناخ من الإلتزام الجماعي بالقانون والتعبئة والثقة اللازمة ،لتحريك عجلة الإقتصاد ةتحفيز الإستثمار المنتج والموفر لأسباب العيش الكريم لمواطنينا ،ولاسيما الفئات المعوزة منه).ويظيف جلالته حول الهدف من الإنتخابات المقبلة ،فيقول :(...فإن الرهان الحقيقي الذي ينبغي كسبه في المعركة السياسية الحالية؛ليس هو اعتبار الإنتخابات المقبلة مجرد تنافس حزبي مشروع للفوز بأكبر عددمن المقاعد ،بل هو الإرتقاء بها إلى معركة وطنية نوعية حول اختيار أفضل للبرامج والنخب المؤهلة لتحقيق انطلاقة جديدة لتنزيل الدستور ،ولإعطاء دفعة قوية للتحول السياسي الحاسم الذي تعرفه بلادنا.) .وهذه رسائل واضحة لجميع الأحزاب كي تراجع أسلوب عملها ،وتركز جهودها نحو القضايا الكبرى للوطن ،ووسيلة لاسترجاع الثقة في المشهد السياسي المغربي.
لكن ربما الأمل معقود أكثرعلى أحزاب جديدة ،لم تمارس السلطة ،ولم تلطخ أيدي مناضليها بالحرام ،ولم ترتبط أسماؤهم بجرائم واختلاسات،وأعمال مشبوهة كما هوحال بعض مرشحينا الحاليين.
لكن هل ستتمكن هذه الأحزاب من إيجاد موطئ قدم بإقليم تاونات؟
لا يمكن أن نعزل إقليم تاونات عن جسده المغربي ،فالتاوناتيون يتفاعلون مع الحراك الشعبي الذي يعرفه بلدنا ،وهم تواقون أكثر من غيرهم إلى إيجاد نخب سياسية تكون في مستوى المرحلة ،وإلى ممثلين قادرين على إبلاغ صوتهم للجهات الرسمية بصدق وأمانة ،ومن أجل هذا ،وحسب رأي الكثيرين من أبناء الإقليم ،فإن الوضع ممهد لأحزاب سياسية فاعلة على الساحة الوطنية من حصد نتائج مشرفة في الإنتخابات البرلمانية المقبلة على مستوى إقليم تاونات.كما سيكون لنظام اللائحة الإقليمية دور كبير في التخفيف من حدة الرشوة وشراء الذمم ،مما سيساعد هذه الأحزاب على يلوغ أهدافها.