مول البركي

1 نزل مول البركَي على حافة جرف مطل على أرض منبسطة ويقال بأنه ضرب الأرض بسيفه او بعكازه فانساب الماء ونبتت دوالي العنب والتين واشجار الرمان والزيتون والزيزفون وغيرها. ولازال جنان السيد لكثير من العائلات في فصلي الربيع والصيف متنزها ومزارا .انه البستان الذي كان جدهم يجتمع فيه بباقي الأولياء للتخطيط والمشاورة في مقاومة البرتغاليين والخونة .انه متنفس طبيعي يؤرخ لعقود خلت وعليه يجب الاعتناء به والتفكير في جعله مكانا سياحيا ومنتجعا اكولوجيا الى جانب هدا السجن الجديد الدي كان يتمنى الشيخ ان يكون لاعداء الوطن .كان سيدي عبد العزيز بن يفو وسيدي عبد الرحمان مول البركي يتخذان من الموقع مجلسا تحت صخوره يحتمون بها مع جلسائهم من حر الشمس وقر الشتاء . اقترحا على بعضهما اقامة هدا المنتزه الوارف ظله الجاري ماؤه فما كان منهما الا ان ينزلا من مجلسهما ويسيرا نحو المنحدر حيث وخز الولي الصالح مول البركي الارض بعكازه ليخرج الماء من بين الصخور ويامر الولي الصالح بن يفو خدامه من الجن ان يجعلوا الارض خضراء ظليلة. وبما ان الموقع بارض مول البركي فقد سموه * جنان السيد *لإن السيد هو من يقود الجماعة بحكمة وتبصروتلك كانت حالة مول البركي، الذي ترامت أطراف مملكته، وساد نفوذه مناطق متعددة. كان يطوفها على ظهر فرسه مصلحا واعظا ومرشدا ومجاهدا تشهد بذلك الوقائع التاريخية. ومما يحكيه سكان المنطقة أن الخلافات كانت قد استحكمت بين دواري أولاد محيا و الزحاحفة، فاحتكما لمول البركي الذي زارهم لاصلاح ذات بينهم. وشاء القدر ان يموت فرسه هناك و تقديرا منهم لمول البركي و لدوره الإصلاحي والإرشادي بين المداشر والقبائل المختلفة فقد دفنوا حصانه . عاصر مول البركي كثيرا من الأولياء الصالحين "سيدي ذي النون الحضري الخنبوبي" ، وهو من الأدارسة، وله مع سيدي عبدالرحمن مول البركي حكايات وكرامات كثيرة.وعاصر "سيدي أبو ربيعة الدغوغي" "و سيدي عيسى بن مخلوف" مؤسس الطريقة العيساوية بالمنطقة."و سيدي عمارة بن مبارك الملقب بسيدي عبيد"كما عايش "سيدي محمد المعروف بسيدي كانون" و "سيدي محمد المكنى بأبي السباع"و الذي يقع ضريحه ببلاد عبده جنوب "اثنين لغيات" بإقليم أسفي. لقد أورد الفقيه الكانوني في جواهر الكمال، بعضا من أسماء الأولياء الذين حاربوا البرتغاليين، وحضروا حصار أسفي ... ...كان سيدي عبدالرحمن مول البركي كثير التعبد، يكابر النفس ويجاهدها، دون كلل أو ملل. يبيت الليل بين السجود والركوع فكانت جلبابه الصوفية تتهرا بسرعة من كثرة السجود ومن كثرة القيام والقعود للصلاة، أناء الليل وأطراف النهار، وتلك سيرة الصوفي العابد، والولي المجاهد في النفس قبل العدو.
--------