من ينقذ هذا الرجل ؟
من ينقذ هذا الرجل ؟
هو عبد الله التاورضي ،ينتمي إلى دوار تاورضة بجماعة الوردزاغ ،ينحدر من أسرة فقيرة جدا ،مختل عقليا ،في الأربعينيات من عمره،ذو شعر أشعث أغبر ،وبنية جسدية ضخمة إلا أنه إنسان مسالم يخاف حتى من الأطفال الصغار ،ملابسه رثة تدل على حالة الإهمال التي يعيشها .
يعيش عبد الله على ماتجود به يد المحسنين مما فضل عليهم من أطعمة ،أو مما يشتريه من دكاكين مركز الوردزاغ إذا ما ما تصدق عليه بعض المارة ببعض الدريهمات ،غير أنه وللأسف كثيرا ما شوهد وهو يقتات على ما تلقيه الساكنة في صناديق القممة .
يتخذ عبد الله من العراء مسكنا ،ومن ومن السماء رداء ،لا يعرف الفرق بين شهور السنة ،فهو إما منزو في ركن يقاوم برد الشتاء أو مستلق تحت سقيفة يتقلب من حر الشمس.هذه الضروف المأساوية جعلت جسمه يتعرض لأمراض جلدية خطيرة أقعدته في أوقات كثيرة عن الحركة ،لكن سرعان مايتماثل للشفاء ،ليعود مرة أخرى ليقاوم التهميش والضياع.إلا أنه في الآونة الأخيرة أصيب بتقرحات بالغة الخطورة في إحدى رجليه ،وبدأت الروائح الكريهة تنبعث منها.
حالة عبد الله هزت الرأي العام المحلي ،الشيء الذي جعل الجميع يتساءل عن الجهة المكلفة قانونا بمعالجة مثل هذه الحالات الإنسانية ،وعن دور المجلس المحلي والسلطات المحلية ،وكذا الجمعيات ذات البعد الإجتماعي ،من أجل التدخل قصد تمكين هذا المريض من حقه في التطبيب والرعاية الإجتماعية .وهكذا قامت جمعية اللواء للتربية والثقافة والتنشيط بمراسلة كل من السيد عامل صاحب الجلالة على إقليم تاونات ،والسيد وكيل الملك بابتدائية تاونات.،كما أنشأ شباب الوردزاغ مجموعة على صفحات شبكة التواصل الإجتماعي الفيس بوك،وذلك من أجل التعريف بمعاناة هذا الرجل عسى أن يجدوا آذانا صاغية لإنقاذه من الموت المحقق.وبالفعل ،استجابت السلطات المحلية لهذا النداء ،وقامت بعرضه على طبيب المركز الصحي للقرية لتلقي بعض الإسعافات الأولية ،لكن ،ونظرا لخطورة المرض ،فإن الأمر يستدعي إجراء فحوصات طبية مخبرية لتحديد نوع المرض ،ومن ثم معالجته بشكل دقيق وناجع. وهذا مالا يمكن توفره بالمركز الصحي لجماعة الوردزاغ ،بالإضافة إلى حاجته في رعاية اجتماعية تؤمن له المأوى والمطعم ،والدفء العاطفي.
فهل سيجد هذا النداء صدى لدى المسؤولين محليا وإقليميا لانتشال هذا الرجل من حياة التشرد والضياع و الموت البطيء؟
