الثورة في بلدية شليةانها ارض الكبرياء
بلدية شلية
انها ارض الكبرياء الوحشي بقممها الشاهقة المثيرة للانبهار ولكن يخفف من وحشيتها تلك السهول الضيقة الخصبة على طول الوديان المتعرجة وهي منطقة غابات مليئة الصنوبر والبلوط.
ان هذه الكلمات لشاعر انجليزي يصف بها الاوراس ،واعجابه الشديد للمنطقة ليس شيءا مثيرا للعجب ،فكم اعجب الاجانب بالاوراس وانبهروا بجماله وكبريائه وشموخه خاصة اللذين درسوا تاريخه القريب والبعيد .
فبلدية شلية تحتوي على جبال شامخة شموخا ابديا،وغابات تحجب اشجارها نور الشمس فتبدو لزائرها بحرا متلاطما ،صنوبر واقف يشهد ويسجل ويتحدى ووديان تمتليء شتاءا وربيعا بصافي المياه..... انها قلب الاوراس الاشم.
فالبلدية تابعة اداريا لدائرة بوحمامة كما تعتبر بلدية احد معاقل الثورة الحصينة واحد قلاع الجهاد ،ورمز من رموز التحدي منذ ان وطأت اقدام الغزاة ارض الاوراس بداية من عام 1845م.
فقد ظلت هذه المنطقة حصينة منيعة ثائرة فاحتضنت الثائرين الذين سماها المستعمر-ايمونافقن-.
ولان ابناء المنطقة ولدو احرارا وعاشو احرارا فقد سارعوا منذ الساعات الاولى للاعداد للثورة والى الانخراط والنضال في حزب الشعب الذي كانت تسميته تتعير من حين لاخر،وكلهم انتضار لساعة الميلاد الكبرى وفي الوقت نفسه اي قبل اندلاع الثورة الكبرى كان الاحرار يزرعون الرعب في نفوس المستعمرين وعملائهم فظهرت حركة المتمردين من امثال :قرين بلقاسم ،شبشوب الصادق،اوزلماط الثاني واتخذوا من غابات المنطقة ووهادها وجبالها عرينا لهم مما جعل عيون المستعمر تراقب المنطقة بحذر كبير فأنشأت بداية من 1952م بعض نقاط المراقبة لرصد تحركات السكان.
وولد نوفمبر فاحتضنته المنطقة وحباه ابناؤها بكل الرعاية ،فتعطرتت قمم شلية برائحة البارود واغتسل ترابها بدماء الاحرار الزكية الطاهرة .
ولخصوصيات هذه المنطقة الطبيعية فقد كان لها شرف احتضان الثورة منذ بدايتها .
وتعظم التضحيات : مئات الشهداء ،مئات الجرحى والسجناء.
مايزيد عن100معركة وكمين.... قطعان الماشية تباد عن اخرها غير ان ذلك كله لم يزد المجاهدين والسكان الا التحاما اكثر لشق الدرب الصعب الذي وصل قلعة الحرية والاستقلال.