أم القرى

إسلام اليوم هو إسلام الأمس، فالإسلام باقٍ بعز عزيز وذل ذليل إلى أن تقوم الساعة، والإسلام بنصوصه ومصادره وأحكامه لا ولم يعتره النقص، ورسول الإسلام بالأمس هو رسوله اليوم وإلى أن تقوم الساعة، فهو كما أخبر الله عنه خاتم الأنبياء ورسالته الرسالة الخاتمة، ومن ادّعى بعده النبوّة ونزول الوحي، فهو كذاب أشر من الكاذبين الدجّالين لقوله عليه السلام: لا نبيّ بعدي.
بقي الحديث عن أهل الإسلام، فهل أهل الإسلام بالأمس وما منحهم الله به من سمات وأخلاق وديانة وطاعة واستجابة لنصوص الوحيين، هل هم أهل الإسلام اليوم؟ لا شك أنّ البون شاسع والفرق كبير جدا،ً فأهل الإسلام بالأمس تميّزوا بالتوحيد الخالص لله تعالى، كما أمر الله وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم، وأهل الإسلام اليوم الكثير منهم تميّزوا بتعظيم الأولياء والصالحين وصرف أنواع التوحيد للقبور والأضرحة فدعاء الأموات ممن يزعم أنّهم أولياء، والاستغاثة بهم والطواف على قبورهم، لا تكاد تخلو منها الكثير من دول العالم الإسلامي وهنا الخلل، فالله تعالى لا يغفر أن يُشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء، وهذا هو الخلل وهو الذي أوصل أُمّة الإسلام اليوم إلى ما وصلت إليه من التفرُّق والتنازع والخلاف والهوان، وهو السبب في تسلُّط عدوُّهم عليهم.