المرأة فى الإسلام والمسيحية
المرأة فى الإسلام والمسيحية
مما لا شك فيه ،ان مسألة حقوق المرأة ومكانتها في الإسلام . تعتبر من المسائل الحساسة والمهمة، التي لم تأخذ حقها منا ، نحن الذين نعمل في حقل الإسلاميات ومع المسلمين .
فبرغم هشاشة دور ومكانة المرأة في الإسلام . الا ان هذه المسالة،مسألة حقوق المرأة في الإسلام، يمكن ان تشكل عامل ضغط قوي على المسلمين . طبعا لا يرجع هذا من اجل المرأة . بل من اجل ولع الذكر المسلم بما لدى المرأة(الجنس).
أنها مسألة خطيرة ، يمكن لها على المدى البعيد نسبيا، ان تهز الإسلام من داخله . لانها مسألة حقوقية تتعلق بحقوق الإنسان ، اكثر من كونها مسألة دينية تتعلق بالإسلام . فالمرأة او الأنثى هي كائن ادمي (إنسانية) قبل ان تكون مسلمة. لهذا يجب على منظمات حقوق الإنسان، ولجان الدفاع عن المرأة في العالم ، ان يتبنوا هذه المسألة، وتفعيلها، والتعامل معها بشكل جاد وعلى مستوى دولي .
أن كلماتي هذه ، هي عبارة عن همسة في أذن أخواتي وبناتي العاملين معنا لكي يتوجهوا برسائل توعية للجان حقوق المرأة في العالم الغربي ، ليطلعوهم على حقيقة تعاليم الإسلام المتعلقة بالمرأة وبقضاياها المختلفة. خصوصا وان ظاهرة زواج الفتاة الغربية من الشخص المسلم أصبحت منتشرة في الغرب . لهذا فمن واجبنا ان نطلق صيحات التحذير والتوعية . بين أخواتنا وبناتنا الغربيات. وبهذا يكون إسهامكم.
نقول وبالمسيح نستعين :
مهما حاولوا فحول الإنشاء والهجاء، ومهندسو الترميم والترقيع الشرعي في الإسلام ، تجميل صورة المرأة المسلمة، وإظهار مكانة المرأة في الإسلام ما بعدها مكانة، وأن الإسلام هو المدافع الأول والمشرع العادل لحقوق وواجبات المرأة، وأن هذا الدين الحنيف هو الذي عزز من جانب المرأة فجعلها عزيزة شريفة محترمة وموقرة، لها مكانتها المرموقة في المجتمع.
فهي الأم والجدة والابنة والأخت والعمة والخالة، هي شقيقة الرجل هي نصف المجتمع.
الإسلام أثبت للمرأة حقوقا تناسبها وتليق بها، فليست المرأة في الإسلام مظلومة ولا مهضومة، بل هي عزيزة وموقرة، المرأة مظلومة في غير الإسلام، المرأة مظلومة قبل الإسلام. مظلومة ومهضومة ومبخوسة الحقوق ومعدودة من سقط المتاع ، عند العرب قبل الإسلام وفي غير الإسلام. الإسلام احترم المرأة، احترمها أما واحترمها بنتا واحترمها زوجة واحترمها كبيرة وصغيرة حاضرة وغائبة حرة ومملوكة حيا وميتة).
إلى ما لا أخر له من الخطب العصماء والمزركشة، والمعروفة والمحفوظة عن ظهر قلب من كثرة الإعادة.... فان الحقيقة تبقه واحدة لا ثاني لها ، وهي ان المرأة في الإسلام ما هي الا أداة للتفريغ وللتفريخ وليست اكثر .
وهذا ما سأبينه من خلال صفحاتي اللاحقة .
لقد ألبس الإسلام المرأة اللباس الذي يريده وحدد لها الدور الذي يرتئيه ، وفرض عليها عزلة ما بعدها عزلة، بحجة حمايتها وصون عرضها.
سؤال : ممن يريدون حماية المرأة المسلمة ؟ أليس يحمونها من الذكر المسلم. أي من (أبناء مجتمعها) أليس غريبا ان لا يؤثر القران وتعاليمه الكريمة ، في سلوك ونفسية الذكر المسلم . لدرجة انهم وضعوا كل هذه التحصينات حول المرأة المسلمة لحمايتها من الذكر المسلم !!؟؟..
من الطريف أن هؤلاء الذين يدعون الدفاع عن المرأة ويتحدثون باسم الحفاظ عليها. هم الذين يسلطون سيوف القهر والرعب في وجه المرأة. انهم يستخدمون اقدس الأمور لتعميم شرورهم تسلطهم بسم الله ومن اجله.
يريدون من المرأة ان تحيا حياة خديجة وعائشة وحفصة . متناسين إن مجتمع وبيئة الأمس غير مجتمع وبيئة اليوم، وامرأة الأمس غير امرأة اليوم ، وحاجة ومتطلبات الأمس غير حاجة ومتطلبات اليوم . حتى وعى المرأة المعاصرة - حتى المرأة الامية التى لم تتعلم القراءة والكتابة ولم تمارس عملا وظيفيا - لا يمكن قياسه بوعي امرأة القرن التاسع عشر… فما بالكم بوعي أربعة عشر قرنا سابقة….؟
لا ابلغ اذا قلت ان الإسلام حرم المرأة من ابسط حقوقها وأفرغها من قيمها الإنسانية وحولها إلى كائن ناقص تابع ،وجدت فقط من اجل التفريغ والتفريخ والخدمة.
مهما حاول المعللون الشرعيون في الإسلام إلباس هذه التشريعات الجائرة والمتحجرة لباس العفة والمحافظة على شرف المرأة وكرامتها ، فإنها تبقى في مجموعها ومضمونها وحقيقتها إجحاف فظيع ومرير بحق المرأة المسلمة، ولنا في الآيات القرآنية والأحاديث المحمدية والقصص المروية عن كبار الصحابة والتابعين وواقع حال المرأة المسلمة بالأمس واليوم خير دليل على ما نقول وندعي.
أن المجتمع الإسلامي هو مجتمع رجال في ظاهرة وواقعة ، وما دور المرأة فيه إلا هامشي لا أساسي ، تقوم ومن خلاله بأدوار معدة لها سابقا ، لا يحق لها الخروج عنها أو تخطيها ، والقرآن والسنة المحمدية في مجملها قد تطرقوا إلى نواحي عديدة تهم المرأة في كثير من أمور حياتها الخاصة قبل العامة ، وكانت هذه الأمور ، هذه التشريعات الحكيمة ، هذه التحصينات المنيعة ، في مجملها تقيدية جائرة متشنجة متحجرة لا حياة ولا حركة فيها مثل واضعيها ومشرعيها .
كل الدلائل تشير وتأكد ، على أن المجتمع الإسلامي بماضيه وحاضره ، هو مجتمع رجال في ظاهره وواقعه . فبرغم الخطب الفصيحة والإعلانات البليغة والتي تنص وتقر جميعها على أن الإسلام قد أنصف المرأة المسلمة وأثبت لها حقوقا وواجبات تليق بها وبمكانتها كشريكة في المجتمع، إلا أن الواقع القرآني يناقض ويعارض ويخالف بمضمونه ومجموعه هذه التصريحات والخطب المزركشة، ونظرة سريعة على القرآن تكفي لإثبات صدق دعوانا وبطلان دعواهم.
الخطاب القراني الموجه للمرأة واضح وصريح . ( الرجال قوامون على النساء ) نساء 34 .
هذه القوامة ، او هذا التفضيل الإسلامي للرجل يرجع سببه لكمال الرجل ولنقصان المرأة . فالمرأة من وجهة نظر إسلامية مخلوقا ناقص. والرجل كائنا كامل بعكس المرأة . هذا ما يعلم الإسلام . ومن اجل هذا النقصان الأنثوي ، جعل الاسلام شهادة المرأة امام القانون تعادل نصف شهادة الرجل . ومن اجل هذا لا تقبل شهادة امرأة لوحدها . أفي أي قضية ،لان شهادتها ناقصة بناء على نقصانها . من هنا : (فاستشهدوا شهيدين من رجالكم فإن لم يكونا رجلين فرجل وامرأتين …) البقرة آية 282 .
تخيلوا معي ان شهادة أستاذة في الجامعة لا تساوي ولا تعادل شهادة رجل امي لا يعرف القراءة ولا الكتابة !!!!!!!!!!!!!!.
سؤال : أريد أن أعرف لماذا كان تصويت المرأة في الانتخابات مساوياً لصوت الرجل،وفي الشهادة على النصف ؟؟ كيف يا علماء الشريعة تسوون بين الرجل والمرأة في الصوت الانتخابي، وتفارقون بين الرجل والمرأة في الشهادة ؟!
وترجع أيضا قوامة أي (تفضيل) الرجل على المرأة في الإسلام الى نقصان عقلها وكمال عقل الرجل . وهذا ما دل عليه الحديث الصحيح : النساء ناقصات عقل ودين.
ونقصان عقل المرأة يرجع سببه عند الغزالي ، إلى الدورة الشهرية التي تؤثر فى الأعصاب والأفكار ولذا فان النساء ناقصات عقل ، ويؤكد على نقصان عقل المرأة، بما يعنى فقدانها السيطرة على الأعصاب والأفكار في زمن الدورة الشهرية .
ليس الغزالي أو غيره الذي يبرر هذا النقصان بل هو نبي الاسلام، فالحديث كما رواه البخاري: (صحيح البخاري ج: 1 ص: 116): ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل الحازم من إحداكن قلن: وما نقصان ديننا وعقلنا يا رسول الله قال أليس شهادة المرأة مثل نصف شهادة الرجل قلن بلى قال فذلك نقصان من عقلها أليس إذا حاضت لم تصل ولم تصم قلن بلى قال فذلك من نقصان دينها".
أقول : كرّره البخاري في كتابه سبعة عشرة مرة! وعلى كل حال انّ عائشة تبغض علياً بحيث تتنفّر من اسمه فلا تذكره، ولا لوم عليها فانّ عاطفة النساء أكثر من عقلها، وقد ورد عنه : يا معشر النساء... تكثرن اللعن وتكفرن العشير، ما رأيت من ناقصات عقل ودين اذهب للب الرجل الحازم من احداكن»صحيح البخاري رقم 1393 كتاب الزكاة.
عذرا اقبح من ذنب . سؤال : ما الفرق ما بين نجاسة المرأة في أثناء حيضها ، وبين نجاسة الرجل في أثناء تبرزه ؟؟؟؟؟؟؟. هل هناك فرق ما بين نجاسة الحيض المرأة وبين نجاسة تبرز الرجل ؟؟. أجيبونا جزاكم الله خيرا . أسف على طبيعة السؤال .
المرأة في الإسلام نجسة. اكثر من نجاسة الخنزير
(روى عن أبى أمامة رضى الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :- اياك والخلوة بالنساء والذى نفسى بيده ماخلا رجل بامرأة الا دخل الشيطان بينهما ، ولا يرحم رجل خنريرا متلطخا بطين أو حمأة خير له من أن يرحم منكبيه منكب امرأة لا تحل له
حديث الخنزير لم يروه إلا المنذري والطبراني: (إياك والخلوة بالنساء والذي نفسي بيده ما خلا رجل بامرأة إلا دخل الشيطان بينهما ولأن يزحم رجل خنزيرا متلطخا بطين أو حماة خير له من أن يزحم منكبة منكب امرأة لا تحل له).
وأيضا عن الطبراني :(لأن يطعن فى رأس أحدكم بمخيط من حديد خير له من أن يمس امرأة لا تحل له).. رواه الطبراني وقال إن رجال رجال الصحيح: فلأن يطعن في رأس إحداكن بمخيط من حديد خير له ... الخ .
ومن دلائل نجاسة المرأة المسلمة ، قوله في سورة النساء : وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا. النساء 43.
انظروا ما هي قيمة المرأة ومكانتها في الإسلام. لقد ساوت الآية ما بين الغَائِطُ -( كناية عن التبرُّز)- وبين لمس المرأة . كلاهما يوجبان على الرجل الغسل من النجاسة.
شريعة الإسلام السمحة طالت بأحكامها الجائرة حتى أحلام المرأة الوردية.
فكل امرأة تحلم بإنشاء مملكتها الخاصة بها وحدها. فهل يمكن تحقيق ذلك الحلم الوردي الجميل في ظل رخصة تعدد الزوجات ؟
تعدد الزوجات :(وانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع) . النساء والآية 3؟؟.
دعونا نتخيل أن امرأة في بيتها تربي أولادها وترعاهم، تفاجأ بزوجها يجلب لها شريكة دون أي سبب سوى أنه مباح له قرآنيا وسنيا، فلا داعي لإيجاد الأسباب، فهذه أوامر الله وإرادته وسنة رسوله ورغبته، تخيلوا ما هو حال الزوجة المسكينة، ثم هل يمكن لمجتمع مزواج همه حشد الزوجات والقيام بكل ما يترتب على ذلك من رعايتهن وحل مشاكلهن أن يتقدم ويزدهر؟.
إن من يبحث في سجلات المحاكم الشرعية في مختلف البلاد الإسلامية، يرى وبأم عينه ما قد سببته إباحة الزوجات هذه من مشاكل كانت سببا كافيا في تقييد الزواج بواحدة ، في كثيرا من البلاد الإسلامية نفسها، بعدما اكتشفت هذه البلاد ما يجره ذلك الوحي الكريم والعظيم تلك السنة المباركة، من مصائب بحق المجتمع بشكل عام والمرأة والأسرة بشكل خاص .
يقول بو علي ياسين في كتابه الثالوث المحرم ص105 و 135 .
(لا يمكن تجاهل أمر الطلاق في قانون الأحوال الشخصية في سورية. حسب القانون المذكور لا يحق الطلاق إلا للرجل (المواد 85-94) ، … فالقانون لا يحد الرجل هنا بأي اعتبار ، إلا بدفع المهر المؤخر الذي تعهد سلفا بدفعه في عقد الزواج) ، ويمكن تقسيط مهر المؤخر وهذا ما يحدث في معظم الحالات .
وفي حالة طلب الزوجة التفريق أن الطلاق كما يسمى ، فإن الزوج في هذه الحالة غير ملزم بدفع المؤخر. القانون الذي يستمد تشريعاته من الشريعة الإسلامية متساهل إلى أبلغ حدود التساهل مع الرجل . القانون لا يساوي بين الرجل والمرأة . إن جوهره طبقي استبدادي ، يعامل المرأة كسلعة وكموضوع جنس. فالرجل حر أن يطلق المرأة عندما يفقد المتعة الجنسية، ولكن إذا كانت المرأة قبل ألف سنة ونيف فرضا في تكوين عضوي وعقلي ونفسي لا يسمح بمعاملتها بأفضل مما جاء في أحكام القانون المذكور التي تعود إلى تلك الفترة ، فإن هذه الأحكام الآن تناقض العصر الذي نحن فيه .
الاسلام ظلم المرأة وانتقص من حقوقها حين جعل حقها في الميراث نصف حصة الذكر
جاء في سورة النساء والآية 11-12 :( للذكر مثل حظ الأنثيين)
الأنثى في الإسلام لها نصف ما للرجل في الميراث الشرعي، وقد قيل : إن الحكمة من ذلك مرادها، إلى أن الرجل هو المطالب بتوفير الإنفاق واللوازم البيتية الأخرى، وبالتالي من حقه أن يأخذ ضعف الأنثى، ونحن هنا نسألهم، هل الأنثى هي التي طلبت حرمانها من المشاركة في العمل وكسب الرزق ؟ أم أن اسلامكم هو الذي جعل منها عضوا ضعيفا وعنصرا هامشيا في مجتمعه؟؟؟ .
يقول صاحب كتاب الثالوث المحرم :
في مجال الحديث عن قانون الأحوال الشخصية بقي أخيرا أن نتطرق بإيجاز إلى موضوع الإرث، أن الأحكام الناظمة للإرث التي يتضمنها قانون الأحوال الشخصية، تتبع بالنسبة للمسلمين الشريعة الإسلامية تبعية تامة. كما نعلم، التوزيع الإسلامي للتركة يفتت الثروة، فتركة المتوفي توزع على عدد كبير من الورثة، يتجاوز حدود الأب والأم والزوجة والأبناء والبنات ولا مجال لحصرهم هنا .
وقد كانت هذه الخصية في النظام الإسلامي مدعاة قديما وحديثا إلى تجاوزات كثيرة ومتنوعة، منها إبقاء بنات المتوفي دون زواج (عوانس) لتعود حصصهن إلى الأبناء (إخوتهن الذكور) وذريتهم، ومنها أيضا : وقف الأملاك لصالح فريق من الورثة على حساب الفريق الآخر، وخاصة النساء. والتوزيع الإسلامي للميراث هو في الأصل لغير صالح النساء إذ أن للذكر مثل حظ الأنثيين، والمادة 287-2 والمادة 297-1 من قانون الأحوال الشخصية ينص : للإبنة نصف حصة الإبن، والزوجة نصف حصة الزوج، والأخت نصف حصة الأخ، هذه هي اللامساواة الأولى. أما اللامساواة الثانية نجدها في تفضيل قرابة الأب على قرابة الأم، كما هو منتظر من مجتمع رجالي.
أما اللامساواة الثالثة فهي تصيب زوجة المتوفي. فجأة تجد الزوجة نفسها وقد انتقلت من موقع صاحبة البيت وشريكة الرجل في السراء والضراء إلى موقع وارث من الورثة الكثر : فهي تنال ربع سهم إذا لم يكن لها أولاد ، وتنال الثمن إذا كان لها أولاد ، وبذلك يكون نصيبها نصف نصيب ابنة المتوفي أو شقيقته في الحالة الأولى، وربع نصيب الابنة أو الشقيقة في الحالة الثانية. وهكذا تجد الزوجة نفسها وهي التي ساهمت في تجميع ما خلفه زوجها المتوفي من ثروة، غريبة تؤول الأشياء التي كانت لها في حياة زوجها إلى الآخرين .
قوامة أي (أفضلية) الرجل على المرأة ، أعطت الرجل الحق في تأديب زوجته بالضرب.
جاء في سورة النساء (والذين تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن) . النساء 33-34.
وقد يقول قائل هذا افتراء وكذب على كتاب الله وسنة رسوله الكريم لأن القرآن الكريم قد أمر بمعاملة المرأة بالمعروف والحسنة بدليل قوله تعالى (وعاملوهن بالمعروف) نساء 19 .
ونحن بدورنا نقول لجميع المعترضين ومزيفي الحقائق ، إن كلامكم من الناحية اللغوية حضرات الأفاضل صحيح ، لكنه من الناحية الدينية الشرعية - وهذا الأهم - لا قيمة له ، لأن آية النساء 19 التي نصت على معاملة المرأة بالمعروف والحسنة ، قد نسخت بآية الهجر في المضاجع والضرب (نساء 33-34) .
(فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن) لهذا نقول لكم ولجميع الذين يكذبوا الكذبة ثم يصدقونها، إن زعمكم هذا باطل مثل إيمانكم. لقد أباح الإسلام للرجل مقاطعة المرأة جنسيا، وهو سلاح اخترعه الإسلام، كما أباح للرجل ضرب الزوجة وكأنها ليست من صنف البشر. فأين الحقوق والمساواة ؟؟!!.
حدثنا محمد بن صالح بن هانئ ثنا الحسين بن الفضل البجلي ثنا سليمان بن حرب ثنا أبوعوانة ثنا داود بن عبدالله الأودي عن عبدالرحمن بن عبدالله المسلي عن الأشعث بن قيس قال تضيفت عمر بن الخطاب فقام في بعض الليل فتناول امرأته فضربها ثم ناداني يا أشعث قلت لبيك قال احفظ عني ثلاثاً حفظتهن عن رسول الله لا تسأل الرجل فيم يضرب امرأته ولا تسأله عمن يعتمد من إخوانه ولا يعتمدهم ولا تنم إلا على وتر . هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه . مستدرك الحاكم / ج: 4 ص: 175 سنن أبي داود / ج: 1 ص: 476ومسند الشافعي / ص: 98
وسنن البيهقي / ج: 7 ص: 305والدر المنثور ج2 ص 156وأسد الغابةج 1 ص125وتهذيب الكمال ج 1 ص 431وقال في الهامش : وهو حديث صحيح ، أخرجه الشافعي 2 ـ 361 ، 362 ، وابن ماجة ( 1985 ) والدارمي 2 ـ 147 ، وصححه ابن حبان ( 1316 ).
عن ابن المسيب قال رسول الله لبي بكر ألا تعذرني من عائشة قال فرفع ابو بكر يده فضرب صدرها ضربة شديدة ( الحديث). طبقات ابن سعد الجزء الثامن صفحة 56:
وقد بذل الفقهاء والكتاب المعاصرون في العصر الحديث قصارى جهدهم في تضعيف مضمون هذه الآية، من خلال تفسيرهم "نشوزهن" بالعصيان والزنا، حيث يكون الضرب الوسيلة الأخيرة لصد المرأة عن هذا العمل الشنيع، إلا أن الفقهاء والمفسرين القدامى كانوا أكثر واقعية وصراحة. فعند الشافعي للرجل أن يضرب امرأته ولكن تركه أفضل.
وأما الآية الأخرى التي يستدلون بها على جواز ضرب النساء فهي: "وخذ بيدك ضغثاً فاضرب به ولا تحنث. إنا وجدناه صابراً، نعم العبد إنه أوّاب" (ص 83: 44).
إن المخاطب هنا هو النبي أيوب. روى عن قتادة: "كانت امرأة أيوب عرضت له بأمر وأرادها إبليس على شيء فقال: لو تكلمت بكذا وكذا وأن حملها عليها بالجزع. فحلف نبي الله : لئن الله شفاه ليجلدنها مئة جلدة".
يقول الجصاص: وفي هذه الآية دلالة على أن للزوج أن يضرب امرأته تأديباً. لولا ذلك لم يكن أيوب ليحلف عليه ويضربها، ولما أمره الله تعالى بضربها بعد حلفه.
والذي ذكره الله في القرآن وأباحه من ضرب النساء إذا كانت نشازاً بقوله (واللاتي تخافون نشوزهن) إلى قوله (واضربوهن) وقد دلت قصة أيوب على أن له ضربها تأديباً لغير نشوز، وقوله تعالى (الرجال قوامون على النساء) فما رُوي من القصة فيه يدل على مثل دلالة قصة أيوب، لأنه رُوي أن رجلاً لطم امرأته على عهد رسول الله فأراد أهلها القصاص فأنزل الله (الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض).
يقول القاضي ابن العربي: "إن الأمر بالضرب هنا أمر إباحة" ويضيف بالإشارة إلى قول عطاء بأن في ذلك كراهة، إذ روي عن محمد قوله: "إني لأكره الرجل أن يضرب أمته عند غضبه، ولعله أن يضاجعها من يومه".
ولا يجوز أن يكون الضرب مبرحاً كما ورد في حجة الفقهاء عن السنة في جواز ضرب النساء: "
عن سليمان بن عمرو بن الأحوص، حدثني أبي أنه شهد حجة الوداع مع رسول الله. فحمد الله وأثنى عليه وذكر ووعظ ثم قال: "استوصوا بالنساء خيراً فإنهن عندكم عوان، ليس يملكون منهن شيئاً غير ذلك. إلا أن يأتين بفاحشة مبينة، فإن فعلن فاهجروهن في المضاجع واضربوهن ضرباً غير مبرح".
يقول الصابوني إن قول محمد هذا يدل على جواز ضربها فوق حدود الأدب
أما كون الضرب دون التبريح فمعناه "أن لا تكسر لها عظماً أو ضرباً غير مؤثر. مع أنه هناك أحاديث عديدة في كراهية ضرب المرأة يبدو أن الفقهاء والمفسرين في مختلف العصور ( حتى في يومنا هذا) اختاروا من بين الروايات ما يبيح ويحبذ تأديب النساء مثل "لا يُسأل الرجل فيما يضرب امرأته". الحديث الذي أكثروا من الاستشهاد به.
وأما متى يجوز ضرب المرأة، أو بعبارة أخرى ما هو النشوز الذي يؤهل الرجل أن يضرب امرأته كآخر وسيلة، ففيه خلاف بين العلماء. و"إن أكثر الفقهاء قد خصّوا النشوز الشرعي الذي يبيح الضرب إن احتيج إليه لإزالته بخصال قليلة كعصيان الرجل في الفراش، والخروج من الدار بدون عذر. وجعل بعضهم تركها الزينة وهو يطلبها نشوزاً، وقالوا: له أن يضربها أيضاً على ترك الفرائض الدينية كالغسل والصلاة. والظاهر أن النشوز أعم، فيشمل كل عصيان سببه الترفع والإباء. راجع مكانة المرأة في الإسلام لحمدون داغر .
بعد هذا كله يتبجح المتبجحون ، ويكتب الكاذبون المنافقون ، ويصرخون بأعلى أصواتهم أن الإسلام هو الأمين على مصالح المرة وهو الذي منحها الاعتبار والاحترام، أما غير الإسلام فهو منبع الذل والهوان للمرأة، الذي عمل على انحطاطها وسلبها شرفها .
المرأة في الإسلام وسيلة تفريغ وتفريخ .
لقد جعل الإسلام من المرأة المسلمة خشبه عرض، يعرض عليها الذكر المسلم فحولته ورجولته وبطولته وغزواته وفتوحاته والويل كل الويل لمن عصى وبالعصي !!! .المرأة في حياة الرجل المسلم محراب عبادة .
وهذا ما اكده محمد في قوله:(أصبر عن الطعام والشراب ولا أصبر عنهن). يقصد النساء. راجع الطب النبوي لابن القيم الجوزية ص195.
وفي حديث آخر أنه قال حبب إلي من دنياكم النساء والطيب) وفي آخر أنه قال (أصبر عن الطعام والشراب ولا أصبر عنهن) . راجع الطب النبوي لابن القيم الجوزية ص195 .
من اجل هذا جعل محمد النكاح من سنته . من سنتي النكاح ، فمن أحبني استن بسنتي . رواه أنس .
إنها مشيئة اله محمد ورغبة رسوله العظيم الذي بعث للإنسانية والنساء .
قال ابن مسعود الصحابي الجليل : لو لم يتبقى من عمري إلا عشرة أيام أحببت أن أتزوج لكيلا ألقى ربي أعزب . عذرا أقبح من ذنب ، ابن مسعود يريد الزواج إرضاء لله فقط وليس من أجل النكاح ..
تزوج الإمام أحمد في اليوم الثاني لوفاة زوجته . كان ابن عمرو يفطر على الجماع قبل الأكل ، وقيل أنه قد جامع ثلاثة من جواريه في رمضان قبل العشاء .
قال الغزالي في احياء علوم الدين (كانت الشهوة أغلب على مزاج العرب لهذا كان استكثار الصالحين للنكاح أشد ، ولأجل إفراغ القلب أبيح نكاح الأمة) .
روى أنه لما انصرف الناس يوما عن مجلس ابن عباس بقي شاب لم يبرح مكانه ، فقال له ابن عباس : هل لك حاجة ؟ قال الشاب : نعم ، أردت أن أسأل سؤالا فاستحيت من الناس ، وأنا الآن أهبك وأجلك . فقال ابن عباس : إن العالم بمنزلة الوالد ، كما كنت قد أفضيت به إلى أبيك فافضي إلي به . قال الشاب : أنا شاب لا زوجة لي ، وربما خشيت العنت على نفسي ، وربما استمنيت بيدي ، فهل في ذلك معصية ؟ فأعرض عنه ابن عباس ثم قال : اف وتف نكاح الأمة أفضل منه وهو أفضل من الزنا .
ونعم القدوة يا ابن عباس ! ونعم الأخلاق أيها الصحابي الكبير والجليل ، إنك حقا لمربي فاضل .
تزوج عمر ابن الخطاب من ابنة علي بن أبي طالب وهو أكبر من أبيها عمرا وتزوج علي بن أبي طالب بعد وفاة فاطمة بأسبوع . وقيل أن ابنه الحسن قد تزوج من أكثر من مائتي امرأة ، وقد عقد على أربعة في وقت واحد ، وقد طلق أربعة في وقت واحد ، واستبدل أربعة في وقت واحد ، ولهذا كان محمد يقول للحسن أشبهت خلقي وخلقي ، ولهذا قيل إن كثرة نكاح الحسن أحد ما أشبه به خلق رسول الله . وقد تزوج المغيرة بن شعبة بثمانين امرأة . (راجع احياء علوم الدين م2 ص20) .
قال الغزالي في احياء علوم الدين (كانت الشهوة أغلب على مزاج العرب لهذا كان استكثار الصالحين للنكاح أشد ، ولأجل إفراغ القلب أبيح نكاح الأمة) .
وقال ايضا الغزالي في احياء علوم الدين 2/30 من الطباع ما تغلب عليه الشهوة بحيث لا تحصنه المرأة الواحدة فيستحب لصاحبها الزيادة على الواحدة إلى أربع فإن يسر الله له مودة ورحمة واطمأن قلبه لهن وإلا فيستحب له الاستبدال .
لقد وصل المجتمع الإسلامي في أيام محمد وعصر كبار الصحابة إلى أدنى درجات الانحطاط الخلقي ، عن أسباط ن نصر عن سماك بن علقمة بن وائل عن ابيه وائل بن حجر زعم ان امرأة وقع عليها رجل في سواد الصبح (الفجر) وهي تعمد الى المسجد فاستغاثت برجل مر عليها وفر صاحبها (أي الذي وقع عليها) ثم مر عليها قوم ذوو عدة فاستغاثت بهم فأدركوا الذي استغاثت به وسقهم الأخر، فجاءوا يقودونه إليها فقال: إنما انا الذي أغثتك وذهب الأخر فأتوا به رسول الله . راجع السنن الصغرى للبيهقي . وكتا مجتمع يثرب لخليل عبد الكريم ص 29.
اتي الفاروق جارية له فقالت: اني حائض فوقع بها فوجدها حائضاً فأتى النبي وذكر له ذلك فقال النبي يغفر الله لك يا أبا حفص تصدق بنصف دينار. راجع المحلى لابن حزم 2/188.وسنن البيهقي 1/316. كنز العمال 8/305.
اخرج ابن سعد في طبقاته عن على بن زيد، عن عاتكة بنت زيد كانت تحت عبد الله بن ابي بكر فمات عنها واشترط عليها ان لا تتزوج بعده ، فتبتلت، وجعل الرجال يخطبونها وجعلت تأبى فقال عمر لوليها: اذكرني لها فذكره لها فأبت على عمر أيضا، فقال عمر لوليها زوجنيها، فزوجه إياها فأتاها عمر ودخل عليها فعاركها حتى غلبها على نفسها فنكحها فلما فرغ من نكاحها قال أف أف ثم خرج من عندها وتركها لا يأتها.راجع: كنز العمال 7/100. منتخب الكنز بهامش مسند احمد 5/279.
ولعل أصدق صورة لذلك الانحطاط الخلقي ما قد حدث مع أسماء بنت أبو بكر الصديق مع الزبير يوم حجة الوداع :
لقد حدث النوفلي عن … عن جابر … عن صفية بنت عبيد عن أسماء بنت أبو بكر أنها قالت : لما قدمنا مع رسول الله في حجة الوداع أمر من لم يكن معه هدى أن يحل قالت فأحللت فلبست ثيابي وتطيبت وجئت وجلست إلى حانب الزبير فقال لي قومي عني فقلت ما تخاف ؟ فقال : أخاف أن أثب عليك. راجع كتاب مروج الذهب للمسعودي م3 ص9.
فهل قامت أسماء خوفا من أن يثب عليها الزبير ؟؟؟ .
جاء في كتاب الغدير م5 ص208 : عن أيوب قال عروة لابن عباس : ألا تتقي الله ترخص في المتعة ؟ فقال ابن عباس : سل أمك يا عروة ، وأم عروة هي أسماء بنت أبو بكر ، وعروة هو ابن الزبير وابن المتعة ! ! عن ابن عباس أنه قال : إن أول مجمر سطع في المتعة مجمر آل الزبير . الغدير 6/209
من اجل هذا نقل الإسلام الأنثى من الوأد في الصحراء إلى الوأد في البيوت ، ووضعوها في تابوت الشريعة وأغلقوه ووقفوا يرقصون عليه كالقردة ، ويستعرضون رجولتهم وفحولتهم وبلاغتهم في النكاح .
جاء في سورة الأحزاب والآية 33 (وقرن في بيوتكن) ومعناها الزمن بيوتكن أيتها النساء ولا تخرجن لغير حاجة ضرورية أو بدون موافقة ولي الأمر (الزوج) ويلزم أخذ الحيطة والحذر عند الخروج من وضع الحجاب وارتداء الجلباب وعدم الحديث مع الرجال وما إلى غير ذلك من التحصينات التي فرضها الإسلام حول المرأة ، بداعي المحافظة على الشرف والأخلاق ومحاربة الانحلال .
ولهذا حرم الإسلام سفر المرأة لوحدها ، واشترط بوجود محرم معها ، فقد جاء عن أبي هريرة قال : لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تسافر مسيرة يوم وليلة إلا مع ذو محرم ، ومنعها من الاختلاط .
وبالتالي حرم الإسلام اختلاط الجنسين تحريما قطعيا مهما كانت الظروف والأسباب ، فمن الناحية الشرعية الإسلامية ، تعد دراسة الجنسين في صفوف مختلطة من المحرمات ، وكذلك يمنع الاختلاط في جميع مجالات الحياة ، كالأفراح والأتراح والعمل والسفر والمواصلات وغيرها .
وحجة الإسلام في ذلك أن الاختلاط يفسد الأخلاق ويفشي الزنا وينشر الفسق والفجور بين الجنسين . فعن علي بن أبي طالب قال : أنه كان عند النبي فقال : أي شيئ خير للمرأة ؟ فسكتوا ، فلما رجعت قلت لفاطمة : أي شيئ خير للمرأة ؟ قالت : أن لا يراها الرجال - فذكر ذلك للنبي - فقال : إن فاطمة بضعة مني .
الديوان الملكي السعودي :
لقد أصدر الديوان الملكي السعودي مرسوم ملكي رقم 11651 "تعميم : صاحب السمو الملكي ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني . بعد التحية نشير إلى الأمر التعميمي رقم 11651 في 16/5/1403هـ المتضمن أن السماح للمرأة بالعمل الذي يؤدي إلى اختلاطها بالرجال سواء في الإدارات الحكومية أو غيرها من المؤسسات العامة أو الخاصة أو الشركات أو المهن ونحوها ، أمر غير ممكن سواء كانت سعودية أو غير سعودية ، لأن ذلك محرم شرعيا ، ويتناقض مع عادات وتقاليد هذه البلاد ، وإذا كان يوجد دائرة تقوم بتشغيل المرأة في غير الأعمال التي تناسب طبيعتها أو في أعمال تؤدي إلى اختلاطها بالرجال ، فهذا خطأ يجب تلافيه ، وعلى الجهات الرقابية ملاحظة ذلك والرفع عنه .
وحيث رفعت لنا بعض الأجهزة الرقابية مفيدة بأنه يوجد العديد من الشركات والمؤسسات وغالبيتها من الشركات الأجنبية تقوم بتشغيل المرأة ، وبعض تلك الشركات متعاقدة مع بعض الادارات الحكومية .
نرغب إليكم إبلاغ المسئولين بالتقيد بما قضى به الأمر التعميمي المشار إليه وإبلاغه للجهات المختصة والشركات المتعاقدة معكم للتقيد بموجبه ، وملاحظة ذلك بكل دقة .
وقد زودت جميع الجهات الحكومية بنسخة منه للاعتماد وإبلاغ الجهات المختصة بها ، والشركات والمؤسسات المتعاقدة بالتقيد به ، واتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع تشغيل المرأة ، خلافا لما تضمنه الأمر المشار إليه ، وتصحيح ما هو موجود من ذلك لما يتفق معه ، فاكملوا ما يلزم بموجبه .
إمضاء الملك فهد بن عبد العزيز
ملك المملكة العربية السعودية
بودنا أن نسأل صاحب الجلالة الملك المعظم ، إذا لم تحافظ المرأة على شرفها بنفسها ، فهل تعتقد يا صاحب الجلالة أن هذه التحصينات الشرعية ستمنع المرأة من عمل المحرمات إن أرادت أن تعملها ؟؟ .
لقد أحاطوا المرأة بتلك الأسوار العالية بداعي المحافظة عليها ، ترى ماذا بقي للمرأة المسلمة من دور تلعبه سوى البقاء في بيتها ترفه عن زوجها متى شاء وكيفما أراد ؟؟.
تقول الدكتورة نوال السعدوي في كتابها امرأة ضد الجميع: لا يزال في مجتمعنا العربي حتى اليوم عدد غير قليل من الرجال الذين يعارضون خروج المرأة من بيتها للتعلم أو العمل بدعوى المحافظة على أنوثتها أو شرفها (وقرن في بيوتكن) أحزاب 33 ، ويتجاهل هؤلاء الرجال تلك الملايين من النساء الفلاحات اللاتي يخرجن كل يوم من بيوتهن للعمل ، وربما اعتقد هؤلاء الرجال أن الفلاحات لسن نساء ، أو أن العتالات والخادمات ليس لهن أنوثة أو شرف . وإلا كيف نفسر صمتهم المطبق إزاء خروج هذا العدد الهائل من النساء من بيوتهن كل يوم ؟ ويكف يدعي الرجل منهم غيرته على أنوثة المرأة ورقتها في حين أن شعرة واحدة تهتز في جسده وهو يسير في الشارع وخلفه خادمته البنت الضعيفة الصغيرة تحمل عنه وهو رجل قوي الحقائب الثقيلة ، ولا يهتز الواحد منهم وهو يرى كل يوم طوابير النساء العتالات والكادحات في الحقول والمشاغل والمصانع حيث تعمل المرأة ضعف الساعات التي يعملها الرجل لأنها تعمل خارج البيت وداخله ... وكانت هؤلاء العاملات البائسات المرهقات جسدا ونفسا خارج البيت وداخله هن أول النساء الثائرات في مصر ، وهن أول نساء قمن بالإضراب والاعتصام في المصانع ، والخروج في مظاهرات في الشوارع يطالبن باحترام آدمية المرأة العاملة، ووضع قانون يحدد ساعات العمل وإجازة وضع .
في ذلك الوقت لم تكن المرأة العاملة تحصل على أي إجازة وضع ، ولهذا كانت تسرع إلى عملها في اليوم التالي للوضع، وأحيانا كانت تخفي عن صاحب العمل أنها متزوجة من أجل أن يلحقها بالعمل، كان أصحاب العمل يفضلون البنات أو النساء الغير متزوجات، وحينما كانت تحمل العاملة منهن فهي تخفي مظاهر حملها كأنما هو غير شرعي ، وكانت معظمهن يلجأن إلى إجهاض أنفسهن بالوسائل الريفية الخطرة ، مثل إدخال عود الملوخية داخل الرحم ، وفي أحيانا كثيرة كانت العاملة منهن تفقد حياتها بسبب النزيف أو الالتهابات المميتة .
هذا هو دينهم الذي به يتباهون ، وهم إنما يفعلون ذلك في غياب الحقيقة التي حجبوها عن العامة من المسلمين ، والتي لا بد من وضعها أمامهم ، عندها ما عليهم إلا أن يضعوا رؤوسهم في الرمال كما النعامة حياءا وخزيا مما أوصلوا المرأة المسلمة إليه من ظلم وقهر وتعسف .
بعد أن بينا من خلال صفحاتنا هذه وبشكل مختصر جدا مكانة ودور وحقوق المرأة المسلمة في صدر الإسلام وكيفية معاملة الرعيل الأول لها . دعونا الآن ولكن تكتمل الصورة أمامكم ، صورة حقيقة المرأة ومكانتها ودورها وحقوقها في الإسلام أن ننتقل للدكتورة المسلمة نوال السعداوي لنتعرف ومن خلالها على مكانة ودور وحقوق المرأة المسلمة في العصر الحديث .
لقد حاولنا من خلال صفحاتنا القليلة هذه ، أن ننقل بعضا من صور الحقيقة والقاتمة للمرأة في الإسلام ، التي جعل منها الإسلام عنصرا ثانويا وقزما محتقرا ، يؤدي بعض المهمات وفي طليعتها التنفيس الجنسي عن المسلم الورع ، والانقياد له في كل صغيرة وكبيرة ، والانصياع لأوامره دونما نقاش أو اعتراض أو احتجاج ، فهذا غير مسموح به على الإطلاق لأنه مخالف لكتاب الله ولسنة نبيه .
وبعد هذا قام القائمون وغرد المغردون وهلل المهللون بأن مكانة المرأة في الإسلام ما بعدها مكانة ، وأن الإسلام هو المدافع الأول والمشرع العادل لحقوق وواجبات المرأة ، وأن هذا الدين الحنيف والنظيف والكامل والشامل كرسوله الكريم استسقى كل ذلك من الله عز وجل بواسطة جبريل الذي رأيناه مستشارا طبيا لمحمد ، وقاضيا شرعيا ما بعده قضاة ، يطلق من يريد ويزوج من يريد . هذا هو محمد وهذا هو قرآنه وهذه هي سنته وصحبته أصحاب السيوف الحادة والسهام والرماح المسنونة الذي حرموا المرأة من حقوقها الأساسية والبسيطة وجعلونا مستودع إفراغ للشهوة الجنسية يتلذذون بها كيف ووقت ما يشاءون وهم بعد هذا يدعون بآلاف الإداعاءات التي ولا أسهل من كشف زيفها وكذبها من مصادرهم نفسها ، القرآن والحديث والسيرة والفقه ومن واقع حالهم التعيس والردئ . لقد جعلوا من المرأة محراب نكاح وقبلة هوى ، ثم بدأ علماؤهم وفقهاؤهم يتحدثون عن حقوق المرأة التي أعطاها ومنحها الإسلام لها . ألا كفاكم متاجرة بعقول الناس لابسطاء، ألم تقارنوا وضع المرأة عندكم، أعني المسلمة بمثيلتها المسيحية التي وصفتموها بالذليلة والمحتقرة والزانية ؟؟؟ .
نقترح عليكم ذلك ، لعل هذا يكون لكم عونا في بلوغكم الرشد ، حتى تصلوا إلى الحقيقة التي نعلم أنها مرة المذاق بالنسبة إليكم ، لكن ما العمل ؟ حاولوا تذوقها ولو مؤقتا ونحن من جانبنا لن نبخل عليكم ، فها نحن نورد بعض النصوص الإنجيلية التي نظهر ومن خلالها ولحضراتكم وضع المرأة ومكانتها وحقوقها ودورها وواجباتها في المسيحية ، وكلنا أمل بأن تصل اختنا المسلمة إلى هذا المستوى من المساواة والحرية حتى تشارك في بناء مجتمع الغد .
لا يمكن الحديث عن تحرير المرأة بدون وحدة الزواج الثابت والدائم الذي يقوم على المساواة في الحقوق والواجبات ، والمسيح تطرق إلى ذلك وإلى أهمية وقدسية العلاقة الزوجية ، وانجيل متى 3:19-9 يعطينا الفكرة الكاملة والنظرة المسيحية المقدسة تجاه الزواج والمرأة (فدنى إليه بعض الفريسيين وقالوا له ليحرجوه : أيحل لأحد أن يطلق امرأته لآية علة كانت ؟ فأجاب : أما قرأتم أن الخالق منذ البدء جعلهما ذكر وأنثى وقال : لذلك يترك الرجل أباه وأمه ويلزم امرأته فيصير الاثنان جسدا واحدا ، فما جمعه الله لا يفرقه إنسان) . هذه هي نظرة المسيحية للمرأة ، لا قوامة ولا تفضيل ، بل مساواة تامة في الحقوق والواجبات ، وهذا الرباط هو رباط الله المقدس الذي لا يملك إنسان حق فسخه ، والمرأة في نظر الانجيل في مساواة تامة مع الرجل ، أما وبنتا وزوجة ، فالمسيح لا ينسب إلا إلى أمه ، فقيمة المرأة من قيمة أبيها وزوجها وابنها ، وفي المسيحية المرأة بالنسبة إلى الرجل كالكنيسة بالنسبة إلى المسيح ، إنها جسده ، وما الفوارق الطبيعة بينهما بفوارق تقديرية ، بل إنها للتكامل المتبادل جسدا وعقلا وقلبا ، فالمرأة المسيحية مكلفة كالرجل بأداء الشعائر الدينية منذ ولادتها ، فليست هي في المسيحية كما في الإسلام نجسا لمسها ينقض الوضوء للصلاة وليست هي سجينة دار الحريم لا تنال من الثقافة ومتاع الحياة إلا ما يقدمه لها بيتها الأبوي والزوجي ، فالسيد المسيح نراه محاطا بالتلميذات كما يحاط بالتلاميذ ، ولا يسكت الانجيل عن فضل المرأة (الحق أقول لكم أنه حيثما دعي بهذا الانجيل في العالم كله يخبر أيضا بما فعلت هذه المرأة تذكارا لها) متى 13:26 .
قيل : "الاجتماع البشري فطرة مبنية على الزواج ، فالزواج والعائلة ظاهرتان طبيعيتان اجتماعيتان ، أقرتهما المسيحية ورفعتهما إلى مرتبة سر مقدس ، ومن ثم فالزواج المسيحي ليس عقدا بشريا اجتماعيا فحسب ، كما في الإسلام ، بل هو عقد مقدس يقدس الزوجين في عقده وممارسته . لقد رفعت المسيحية فكرة الزواج إلى فكرة الله في مشاركة المخلوق للخالق في خلق الإنسان ، لذلك جعلته سرا مقدسا يقدس الزوجين في حياتهما الزوجية ، ويرفعهما من الحيوانية إلى الإنسانية الكاملة (المسيحية) على مثال المسيح والكنيسة ، لذلك يترك الرجل أباه وأمه ويلزم امرأته فيصيران كلاهما جسدا واحدا (إن هذا السر لعظيم أقول هذا بالنسبة للمسيح والكنيسة) افسس 31:5-33 وقد أرجع السيد المسيح الزواج إلى قدسيته الأولى بفرض الوحدة الزوجية وتحريم الطلاق وتعدد الزوجات ، مع أنه أدرى منا بالمآسي الزوجية ، تلك المآسي التي في نظر الناس قد تقتضي الطلاق أو التعدد ، فعند الحاجة يضحى بالفرد لمصلحة الجماعة ، فالوحدة الزوجية تحفظ كرامة الرجل والمرأة ، وتحفظ كيان العائلة ، خلية المجتمع البشري ، والطلاق والتعدد أيا كانت أسبابهما ، يهدران كرامة الإنسان في الرجل والمرأة ، ويهدمان كيان العائلة والمجتمع . فالطلاق انتهاك للرباط الزوجي المقدس ، وإهانة للمرأة التي كرامتها من كرامة زوجها ، وامتهان لحقوق الأمومة ، وحقوق البنوة الصحيحة . وتعدد الزوجات ابتذال للحب الإنسان ، وتبذل لكرامة الزوجين ، وسبيل إلى فقدان الثقة الزوجية التي هي ركن العائلة ، أما وحدة الزواج فهي صون لحرمة وكرامة الأبوة والأمومة والزوجية والبنوة ، فالأبوة ليست عملا شهوانيا ، بل هي قيمة معنية إنسانية تفقد معناها في الطلاق وتعدد الزوجات ، والأمومة ليست حاجة بشرية لا غير عند المرأة ، بل هي قيمة إنسانية ترفع المرأة إلى سمو الأم ، وتفقد معناها بالطلاق وتعدد الزوجات ، والزوجية ليست معاشرة عابرة ، وإنما هي وحدة الجسدين التي هي سبيل ودليل على وحدة القلبين والنفسين ، وتفقد هذه الوحدة الجسدية والروحية كل معناها في الطلاق وتعدد الزوجات والبنوة حرمة مقدسة يطعنها الطلاق وتعدد الزوجات تضييع لكل هذه الحرمات والكرامات والقيم الإنسانية التي أرادها الله في كتاب الخلق وكتاب الوحي الصادق (الإنجيل) .
ونظام العائلة له قدسية لا تمس (افسس 41:3) فمن مسها مس النظام الطبيعي والاجتماعي المسيحي ، فالتفريق بين الولد وأهله يطبعه بطابع غير طبيعي ، والتفريق بين الزوجين لسبب من الأسباب ، خيانة لسنة الطبيعة والإنجيل ، كما نرى ذلك في بعض الأنظمة الجماعية ، ثم إن الزوجين متساويان في الحقوق والواجبات ، وإن ميزت بينهما الطبيعة للقيام ببعض الأعمال الخاصة والمتكاملة ، فالرجل هو رب العائلة في الشريعة الانجيلية ، لكنه ليس دكتاتورها أو جلادها ، إنه رأس المرأة لا سيدها (1كو 4:11) إنه أب للأبناء وليس ربهم فالأبوة الحقة والصحيحة تحترم شخصية الأم والأبناء ، لأن الاحترام من الحب الصحيح الصادق ، والزوجة هي زوجة ، والزوجان ، لغة فردان من نوع واحد ، لها ما له وعليها ما عليه في كل ما يسمح به تميز الطبيعة : فليس الهجر في المضاجع والضرب للزوجة حملا لها على من كرامة الزوج أو الزوجة . وليست عقدة النكاح بيد الرجل يتصرف فيها على هواه ، بل بيد الله الذي وحد بينهما بالزواج ، وليس حظ الذكر مثل حظ الأنثيين في الميراث ، بل لها ما له ، لأنها إنسان مثله . وليست رئاسة الأب للعائلة قوامة الرجل على المرأة كأنها قاصر ، فليست المرأة والزوجة في كل هذه الأحوال بقاصر بالنسبة إلى الرجل ، لو أتيح لها من التنشئة ما أتيح للرجل ، ولا تعتبرها الشريعة الإنجيلية شيئا تابعا للرجل ، وفي بعض الأحوال شيئا نجسا ، بل كرامة الزوجة من كرامة الرجل في الدين والدنيا ، مهما طرأ من هنا وهناك عبر التاريخ على هذه المبادئ المسيحية من انحراف . ثم إن الزوجة هي أيضا أم ، فهي ربة البيت مع الرجل ، تشاركه العمل والإنفاق والتمتع بالحياة العائلية ، وهي أم البنين لها ما للأب من محبة واحترام وطاعة ، والدنيا أم ، والعائلة أم ، إذا ضعف معنى الأم (المرأة) ضعفت معنى الحياة العائلية ، وهانت القيم الإنسانية .
وحق الابن على والديه المحبة والرعاية والتنشئة والتربية والاحترام : لا الاستعباد والتصرف به لمصلحة أهله وحدهم . فالتشرد جريمة الأهل والمجتمع والدولة ، والجهل أيضا جريمة عائلية واجتماعية . وفساد الأبناء من فساد الآباء والمجتمعات .
والمسيحية تحرم الفساد على أنواعه في المجتمع : فالزنى هو الجريمة الكبرى بحق العائلة المسيحية . والسكر هو الجريمة الأخرى التي تشبهها . وحد السكر كحد الزنى ، وهو أعظم في المسيحية منه في غيرها : (إن السكيرين والزناة لا يدخلون ملكوت الله) .
والشريعة المسيحية لا تعرف زواج المتعة ولا تحرم زواج الحر من المملوكة ، ولا تعرف ملك اليمين ، ولا السراري ولا وهب المرأة نفسها للرجل كما في الإسلام ، ولا تفرض المسيحية على المرأة الحجاب والجلباب ولا عدم الاختلاط بين الجنسين بحجة المحافظة على الشرف كما في الإسلام ، وليس الاحتراز من المفاسد بسبيل صحيح إلى تعقيد القواعد الحياتية وتعكير مجرى الحياة العامة والخاصة .
إن نظام الخليقة الجديدة للمسيح في المسيحية ، قد ألغى نظام الطبقات وفرض المساواة الأساسية والتامة بين جميع الناس . لهذا لا يوجد في المسيحية طبقة أحرار وعبيد ، لأن الجميع واحد في المسيح وللمسيح .
ومن أجل توضيح الصورة أكثر أمام الجميع ، أعني صورة حقيقة ومكانة المرأة في المسيحية والإسلام ، أرى بأن نقوم بعمل مقارنة موجزة وسريعة ما بين الآيات القرآنية والإنجيلية اللتا ذكرتا المرأة وقضاياها .
القرآن : الرجال قوامون على النساء (نساء 34) .
الإنجيل : ليس عبد ولا حر ولا ذكر ولا أنثى ، لأنكم جميعا واحد في المسيح يسوع (غل 28:3-29) .
القرآن : فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع (نساء 3) .
الإنجيل : من البدء خلقهما ذكر وأنثى … فالذي جمعه الله لا يفرقه إنسان (متى 3:19-10) .
القرآن : واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن (نساء 34) .
الإنجيل : وكذلك أنتم أيها الرجال ساكنوهن على مقتضى العقل لكون الإناء النسوي هو الأضعف وأكرموهن كالوارثات معكم نعمة الحياة (1بط 8:3) .
أيها الرجال أحبوا نساءكم كما أحب المسيح الكنيسة ، وأسلم نفسه لأجلها … كذلك يجب على الرجال أن يحبوا نساءهم كأجسادهم . من يحب امرأته يحب نفسه (افسس 22:5-23) .
القرآن : وقرن في بيوتكن (احزاب 33) .
الإنجيل : وعلى إثر ذلك كان يسير في كل مدينة وقرية يكرز ويبشر بملكوت الله ومعه الاثنا عشر (تلميذا) وبعض النساء … (لو 1:8-3 ، متى 55:27-56)
وأخيرا ، فلقد حاولنا فيما سبق ومن خلال صفحاتنا هذه ، وضع النقاط على الحروف رادين الحوادث والأحكام إلى أصولها الشرعية المعتمدة .
إن كل ما أوردناه في هذا الكتاب ، لا يعدو كونه نماذج فقط استشهدنا بها من بطون أمهات الكتب الإسلامية والمسيحية لإيضاح وتبيان الحقيقة ، لهذا لم يكن هدفنا هو تحقير المرأة المسلمة ، خصوصا وأننا نؤمن أن المرأة إن كانت مسلمة أو مسيحية تبقى إنسان لها ما للرجل من قيمة وكرامة ومكانة ، وعليها ما عليه من مسئوليات وواجبات وحقوق . لقد كان هدفنا هو الرد على الشيخ صالح وعلى كتابه (يا فتاة الإسلام اقرئي حتى لا تخدعي) وعلى جميع الذين يحذون حذوه الذين يكذبون الكذبة ثم يصدقوها
مما لا شك فيه ،ان مسألة حقوق المرأة ومكانتها في الإسلام . تعتبر من المسائل الحساسة والمهمة، التي لم تأخذ حقها منا ، نحن الذين نعمل في حقل الإسلاميات ومع المسلمين .
فبرغم هشاشة دور ومكانة المرأة في الإسلام . الا ان هذه المسالة،مسألة حقوق المرأة في الإسلام، يمكن ان تشكل عامل ضغط قوي على المسلمين . طبعا لا يرجع هذا من اجل المرأة . بل من اجل ولع الذكر المسلم بما لدى المرأة(الجنس).
أنها مسألة خطيرة ، يمكن لها على المدى البعيد نسبيا، ان تهز الإسلام من داخله . لانها مسألة حقوقية تتعلق بحقوق الإنسان ، اكثر من كونها مسألة دينية تتعلق بالإسلام . فالمرأة او الأنثى هي كائن ادمي (إنسانية) قبل ان تكون مسلمة. لهذا يجب على منظمات حقوق الإنسان، ولجان الدفاع عن المرأة في العالم ، ان يتبنوا هذه المسألة، وتفعيلها، والتعامل معها بشكل جاد وعلى مستوى دولي .
أن كلماتي هذه ، هي عبارة عن همسة في أذن أخواتي وبناتي العاملين معنا لكي يتوجهوا برسائل توعية للجان حقوق المرأة في العالم الغربي ، ليطلعوهم على حقيقة تعاليم الإسلام المتعلقة بالمرأة وبقضاياها المختلفة. خصوصا وان ظاهرة زواج الفتاة الغربية من الشخص المسلم أصبحت منتشرة في الغرب . لهذا فمن واجبنا ان نطلق صيحات التحذير والتوعية . بين أخواتنا وبناتنا الغربيات. وبهذا يكون إسهامكم.
نقول وبالمسيح نستعين :
مهما حاولوا فحول الإنشاء والهجاء، ومهندسو الترميم والترقيع الشرعي في الإسلام ، تجميل صورة المرأة المسلمة، وإظهار مكانة المرأة في الإسلام ما بعدها مكانة، وأن الإسلام هو المدافع الأول والمشرع العادل لحقوق وواجبات المرأة، وأن هذا الدين الحنيف هو الذي عزز من جانب المرأة فجعلها عزيزة شريفة محترمة وموقرة، لها مكانتها المرموقة في المجتمع.
فهي الأم والجدة والابنة والأخت والعمة والخالة، هي شقيقة الرجل هي نصف المجتمع.
الإسلام أثبت للمرأة حقوقا تناسبها وتليق بها، فليست المرأة في الإسلام مظلومة ولا مهضومة، بل هي عزيزة وموقرة، المرأة مظلومة في غير الإسلام، المرأة مظلومة قبل الإسلام. مظلومة ومهضومة ومبخوسة الحقوق ومعدودة من سقط المتاع ، عند العرب قبل الإسلام وفي غير الإسلام. الإسلام احترم المرأة، احترمها أما واحترمها بنتا واحترمها زوجة واحترمها كبيرة وصغيرة حاضرة وغائبة حرة ومملوكة حيا وميتة).
إلى ما لا أخر له من الخطب العصماء والمزركشة، والمعروفة والمحفوظة عن ظهر قلب من كثرة الإعادة.... فان الحقيقة تبقه واحدة لا ثاني لها ، وهي ان المرأة في الإسلام ما هي الا أداة للتفريغ وللتفريخ وليست اكثر .
وهذا ما سأبينه من خلال صفحاتي اللاحقة .
لقد ألبس الإسلام المرأة اللباس الذي يريده وحدد لها الدور الذي يرتئيه ، وفرض عليها عزلة ما بعدها عزلة، بحجة حمايتها وصون عرضها.
سؤال : ممن يريدون حماية المرأة المسلمة ؟ أليس يحمونها من الذكر المسلم. أي من (أبناء مجتمعها) أليس غريبا ان لا يؤثر القران وتعاليمه الكريمة ، في سلوك ونفسية الذكر المسلم . لدرجة انهم وضعوا كل هذه التحصينات حول المرأة المسلمة لحمايتها من الذكر المسلم !!؟؟..
من الطريف أن هؤلاء الذين يدعون الدفاع عن المرأة ويتحدثون باسم الحفاظ عليها. هم الذين يسلطون سيوف القهر والرعب في وجه المرأة. انهم يستخدمون اقدس الأمور لتعميم شرورهم تسلطهم بسم الله ومن اجله.
يريدون من المرأة ان تحيا حياة خديجة وعائشة وحفصة . متناسين إن مجتمع وبيئة الأمس غير مجتمع وبيئة اليوم، وامرأة الأمس غير امرأة اليوم ، وحاجة ومتطلبات الأمس غير حاجة ومتطلبات اليوم . حتى وعى المرأة المعاصرة - حتى المرأة الامية التى لم تتعلم القراءة والكتابة ولم تمارس عملا وظيفيا - لا يمكن قياسه بوعي امرأة القرن التاسع عشر… فما بالكم بوعي أربعة عشر قرنا سابقة….؟
لا ابلغ اذا قلت ان الإسلام حرم المرأة من ابسط حقوقها وأفرغها من قيمها الإنسانية وحولها إلى كائن ناقص تابع ،وجدت فقط من اجل التفريغ والتفريخ والخدمة.
مهما حاول المعللون الشرعيون في الإسلام إلباس هذه التشريعات الجائرة والمتحجرة لباس العفة والمحافظة على شرف المرأة وكرامتها ، فإنها تبقى في مجموعها ومضمونها وحقيقتها إجحاف فظيع ومرير بحق المرأة المسلمة، ولنا في الآيات القرآنية والأحاديث المحمدية والقصص المروية عن كبار الصحابة والتابعين وواقع حال المرأة المسلمة بالأمس واليوم خير دليل على ما نقول وندعي.
أن المجتمع الإسلامي هو مجتمع رجال في ظاهرة وواقعة ، وما دور المرأة فيه إلا هامشي لا أساسي ، تقوم ومن خلاله بأدوار معدة لها سابقا ، لا يحق لها الخروج عنها أو تخطيها ، والقرآن والسنة المحمدية في مجملها قد تطرقوا إلى نواحي عديدة تهم المرأة في كثير من أمور حياتها الخاصة قبل العامة ، وكانت هذه الأمور ، هذه التشريعات الحكيمة ، هذه التحصينات المنيعة ، في مجملها تقيدية جائرة متشنجة متحجرة لا حياة ولا حركة فيها مثل واضعيها ومشرعيها .
كل الدلائل تشير وتأكد ، على أن المجتمع الإسلامي بماضيه وحاضره ، هو مجتمع رجال في ظاهره وواقعه . فبرغم الخطب الفصيحة والإعلانات البليغة والتي تنص وتقر جميعها على أن الإسلام قد أنصف المرأة المسلمة وأثبت لها حقوقا وواجبات تليق بها وبمكانتها كشريكة في المجتمع، إلا أن الواقع القرآني يناقض ويعارض ويخالف بمضمونه ومجموعه هذه التصريحات والخطب المزركشة، ونظرة سريعة على القرآن تكفي لإثبات صدق دعوانا وبطلان دعواهم.
الخطاب القراني الموجه للمرأة واضح وصريح . ( الرجال قوامون على النساء ) نساء 34 .
هذه القوامة ، او هذا التفضيل الإسلامي للرجل يرجع سببه لكمال الرجل ولنقصان المرأة . فالمرأة من وجهة نظر إسلامية مخلوقا ناقص. والرجل كائنا كامل بعكس المرأة . هذا ما يعلم الإسلام . ومن اجل هذا النقصان الأنثوي ، جعل الاسلام شهادة المرأة امام القانون تعادل نصف شهادة الرجل . ومن اجل هذا لا تقبل شهادة امرأة لوحدها . أفي أي قضية ،لان شهادتها ناقصة بناء على نقصانها . من هنا : (فاستشهدوا شهيدين من رجالكم فإن لم يكونا رجلين فرجل وامرأتين …) البقرة آية 282 .
تخيلوا معي ان شهادة أستاذة في الجامعة لا تساوي ولا تعادل شهادة رجل امي لا يعرف القراءة ولا الكتابة !!!!!!!!!!!!!!.
سؤال : أريد أن أعرف لماذا كان تصويت المرأة في الانتخابات مساوياً لصوت الرجل،وفي الشهادة على النصف ؟؟ كيف يا علماء الشريعة تسوون بين الرجل والمرأة في الصوت الانتخابي، وتفارقون بين الرجل والمرأة في الشهادة ؟!
وترجع أيضا قوامة أي (تفضيل) الرجل على المرأة في الإسلام الى نقصان عقلها وكمال عقل الرجل . وهذا ما دل عليه الحديث الصحيح : النساء ناقصات عقل ودين.
ونقصان عقل المرأة يرجع سببه عند الغزالي ، إلى الدورة الشهرية التي تؤثر فى الأعصاب والأفكار ولذا فان النساء ناقصات عقل ، ويؤكد على نقصان عقل المرأة، بما يعنى فقدانها السيطرة على الأعصاب والأفكار في زمن الدورة الشهرية .
ليس الغزالي أو غيره الذي يبرر هذا النقصان بل هو نبي الاسلام، فالحديث كما رواه البخاري: (صحيح البخاري ج: 1 ص: 116): ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل الحازم من إحداكن قلن: وما نقصان ديننا وعقلنا يا رسول الله قال أليس شهادة المرأة مثل نصف شهادة الرجل قلن بلى قال فذلك نقصان من عقلها أليس إذا حاضت لم تصل ولم تصم قلن بلى قال فذلك من نقصان دينها".
أقول : كرّره البخاري في كتابه سبعة عشرة مرة! وعلى كل حال انّ عائشة تبغض علياً بحيث تتنفّر من اسمه فلا تذكره، ولا لوم عليها فانّ عاطفة النساء أكثر من عقلها، وقد ورد عنه : يا معشر النساء... تكثرن اللعن وتكفرن العشير، ما رأيت من ناقصات عقل ودين اذهب للب الرجل الحازم من احداكن»صحيح البخاري رقم 1393 كتاب الزكاة.
عذرا اقبح من ذنب . سؤال : ما الفرق ما بين نجاسة المرأة في أثناء حيضها ، وبين نجاسة الرجل في أثناء تبرزه ؟؟؟؟؟؟؟. هل هناك فرق ما بين نجاسة الحيض المرأة وبين نجاسة تبرز الرجل ؟؟. أجيبونا جزاكم الله خيرا . أسف على طبيعة السؤال .
المرأة في الإسلام نجسة. اكثر من نجاسة الخنزير
(روى عن أبى أمامة رضى الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :- اياك والخلوة بالنساء والذى نفسى بيده ماخلا رجل بامرأة الا دخل الشيطان بينهما ، ولا يرحم رجل خنريرا متلطخا بطين أو حمأة خير له من أن يرحم منكبيه منكب امرأة لا تحل له
حديث الخنزير لم يروه إلا المنذري والطبراني: (إياك والخلوة بالنساء والذي نفسي بيده ما خلا رجل بامرأة إلا دخل الشيطان بينهما ولأن يزحم رجل خنزيرا متلطخا بطين أو حماة خير له من أن يزحم منكبة منكب امرأة لا تحل له).
وأيضا عن الطبراني :(لأن يطعن فى رأس أحدكم بمخيط من حديد خير له من أن يمس امرأة لا تحل له).. رواه الطبراني وقال إن رجال رجال الصحيح: فلأن يطعن في رأس إحداكن بمخيط من حديد خير له ... الخ .
ومن دلائل نجاسة المرأة المسلمة ، قوله في سورة النساء : وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا. النساء 43.
انظروا ما هي قيمة المرأة ومكانتها في الإسلام. لقد ساوت الآية ما بين الغَائِطُ -( كناية عن التبرُّز)- وبين لمس المرأة . كلاهما يوجبان على الرجل الغسل من النجاسة.
شريعة الإسلام السمحة طالت بأحكامها الجائرة حتى أحلام المرأة الوردية.
فكل امرأة تحلم بإنشاء مملكتها الخاصة بها وحدها. فهل يمكن تحقيق ذلك الحلم الوردي الجميل في ظل رخصة تعدد الزوجات ؟
تعدد الزوجات :(وانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع) . النساء والآية 3؟؟.
دعونا نتخيل أن امرأة في بيتها تربي أولادها وترعاهم، تفاجأ بزوجها يجلب لها شريكة دون أي سبب سوى أنه مباح له قرآنيا وسنيا، فلا داعي لإيجاد الأسباب، فهذه أوامر الله وإرادته وسنة رسوله ورغبته، تخيلوا ما هو حال الزوجة المسكينة، ثم هل يمكن لمجتمع مزواج همه حشد الزوجات والقيام بكل ما يترتب على ذلك من رعايتهن وحل مشاكلهن أن يتقدم ويزدهر؟.
إن من يبحث في سجلات المحاكم الشرعية في مختلف البلاد الإسلامية، يرى وبأم عينه ما قد سببته إباحة الزوجات هذه من مشاكل كانت سببا كافيا في تقييد الزواج بواحدة ، في كثيرا من البلاد الإسلامية نفسها، بعدما اكتشفت هذه البلاد ما يجره ذلك الوحي الكريم والعظيم تلك السنة المباركة، من مصائب بحق المجتمع بشكل عام والمرأة والأسرة بشكل خاص .
يقول بو علي ياسين في كتابه الثالوث المحرم ص105 و 135 .
(لا يمكن تجاهل أمر الطلاق في قانون الأحوال الشخصية في سورية. حسب القانون المذكور لا يحق الطلاق إلا للرجل (المواد 85-94) ، … فالقانون لا يحد الرجل هنا بأي اعتبار ، إلا بدفع المهر المؤخر الذي تعهد سلفا بدفعه في عقد الزواج) ، ويمكن تقسيط مهر المؤخر وهذا ما يحدث في معظم الحالات .
وفي حالة طلب الزوجة التفريق أن الطلاق كما يسمى ، فإن الزوج في هذه الحالة غير ملزم بدفع المؤخر. القانون الذي يستمد تشريعاته من الشريعة الإسلامية متساهل إلى أبلغ حدود التساهل مع الرجل . القانون لا يساوي بين الرجل والمرأة . إن جوهره طبقي استبدادي ، يعامل المرأة كسلعة وكموضوع جنس. فالرجل حر أن يطلق المرأة عندما يفقد المتعة الجنسية، ولكن إذا كانت المرأة قبل ألف سنة ونيف فرضا في تكوين عضوي وعقلي ونفسي لا يسمح بمعاملتها بأفضل مما جاء في أحكام القانون المذكور التي تعود إلى تلك الفترة ، فإن هذه الأحكام الآن تناقض العصر الذي نحن فيه .
الاسلام ظلم المرأة وانتقص من حقوقها حين جعل حقها في الميراث نصف حصة الذكر
جاء في سورة النساء والآية 11-12 :( للذكر مثل حظ الأنثيين)
الأنثى في الإسلام لها نصف ما للرجل في الميراث الشرعي، وقد قيل : إن الحكمة من ذلك مرادها، إلى أن الرجل هو المطالب بتوفير الإنفاق واللوازم البيتية الأخرى، وبالتالي من حقه أن يأخذ ضعف الأنثى، ونحن هنا نسألهم، هل الأنثى هي التي طلبت حرمانها من المشاركة في العمل وكسب الرزق ؟ أم أن اسلامكم هو الذي جعل منها عضوا ضعيفا وعنصرا هامشيا في مجتمعه؟؟؟ .
يقول صاحب كتاب الثالوث المحرم :
في مجال الحديث عن قانون الأحوال الشخصية بقي أخيرا أن نتطرق بإيجاز إلى موضوع الإرث، أن الأحكام الناظمة للإرث التي يتضمنها قانون الأحوال الشخصية، تتبع بالنسبة للمسلمين الشريعة الإسلامية تبعية تامة. كما نعلم، التوزيع الإسلامي للتركة يفتت الثروة، فتركة المتوفي توزع على عدد كبير من الورثة، يتجاوز حدود الأب والأم والزوجة والأبناء والبنات ولا مجال لحصرهم هنا .
وقد كانت هذه الخصية في النظام الإسلامي مدعاة قديما وحديثا إلى تجاوزات كثيرة ومتنوعة، منها إبقاء بنات المتوفي دون زواج (عوانس) لتعود حصصهن إلى الأبناء (إخوتهن الذكور) وذريتهم، ومنها أيضا : وقف الأملاك لصالح فريق من الورثة على حساب الفريق الآخر، وخاصة النساء. والتوزيع الإسلامي للميراث هو في الأصل لغير صالح النساء إذ أن للذكر مثل حظ الأنثيين، والمادة 287-2 والمادة 297-1 من قانون الأحوال الشخصية ينص : للإبنة نصف حصة الإبن، والزوجة نصف حصة الزوج، والأخت نصف حصة الأخ، هذه هي اللامساواة الأولى. أما اللامساواة الثانية نجدها في تفضيل قرابة الأب على قرابة الأم، كما هو منتظر من مجتمع رجالي.
أما اللامساواة الثالثة فهي تصيب زوجة المتوفي. فجأة تجد الزوجة نفسها وقد انتقلت من موقع صاحبة البيت وشريكة الرجل في السراء والضراء إلى موقع وارث من الورثة الكثر : فهي تنال ربع سهم إذا لم يكن لها أولاد ، وتنال الثمن إذا كان لها أولاد ، وبذلك يكون نصيبها نصف نصيب ابنة المتوفي أو شقيقته في الحالة الأولى، وربع نصيب الابنة أو الشقيقة في الحالة الثانية. وهكذا تجد الزوجة نفسها وهي التي ساهمت في تجميع ما خلفه زوجها المتوفي من ثروة، غريبة تؤول الأشياء التي كانت لها في حياة زوجها إلى الآخرين .
قوامة أي (أفضلية) الرجل على المرأة ، أعطت الرجل الحق في تأديب زوجته بالضرب.
جاء في سورة النساء (والذين تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن) . النساء 33-34.
وقد يقول قائل هذا افتراء وكذب على كتاب الله وسنة رسوله الكريم لأن القرآن الكريم قد أمر بمعاملة المرأة بالمعروف والحسنة بدليل قوله تعالى (وعاملوهن بالمعروف) نساء 19 .
ونحن بدورنا نقول لجميع المعترضين ومزيفي الحقائق ، إن كلامكم من الناحية اللغوية حضرات الأفاضل صحيح ، لكنه من الناحية الدينية الشرعية - وهذا الأهم - لا قيمة له ، لأن آية النساء 19 التي نصت على معاملة المرأة بالمعروف والحسنة ، قد نسخت بآية الهجر في المضاجع والضرب (نساء 33-34) .
(فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن) لهذا نقول لكم ولجميع الذين يكذبوا الكذبة ثم يصدقونها، إن زعمكم هذا باطل مثل إيمانكم. لقد أباح الإسلام للرجل مقاطعة المرأة جنسيا، وهو سلاح اخترعه الإسلام، كما أباح للرجل ضرب الزوجة وكأنها ليست من صنف البشر. فأين الحقوق والمساواة ؟؟!!.
حدثنا محمد بن صالح بن هانئ ثنا الحسين بن الفضل البجلي ثنا سليمان بن حرب ثنا أبوعوانة ثنا داود بن عبدالله الأودي عن عبدالرحمن بن عبدالله المسلي عن الأشعث بن قيس قال تضيفت عمر بن الخطاب فقام في بعض الليل فتناول امرأته فضربها ثم ناداني يا أشعث قلت لبيك قال احفظ عني ثلاثاً حفظتهن عن رسول الله لا تسأل الرجل فيم يضرب امرأته ولا تسأله عمن يعتمد من إخوانه ولا يعتمدهم ولا تنم إلا على وتر . هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه . مستدرك الحاكم / ج: 4 ص: 175 سنن أبي داود / ج: 1 ص: 476ومسند الشافعي / ص: 98
وسنن البيهقي / ج: 7 ص: 305والدر المنثور ج2 ص 156وأسد الغابةج 1 ص125وتهذيب الكمال ج 1 ص 431وقال في الهامش : وهو حديث صحيح ، أخرجه الشافعي 2 ـ 361 ، 362 ، وابن ماجة ( 1985 ) والدارمي 2 ـ 147 ، وصححه ابن حبان ( 1316 ).
عن ابن المسيب قال رسول الله لبي بكر ألا تعذرني من عائشة قال فرفع ابو بكر يده فضرب صدرها ضربة شديدة ( الحديث). طبقات ابن سعد الجزء الثامن صفحة 56:
وقد بذل الفقهاء والكتاب المعاصرون في العصر الحديث قصارى جهدهم في تضعيف مضمون هذه الآية، من خلال تفسيرهم "نشوزهن" بالعصيان والزنا، حيث يكون الضرب الوسيلة الأخيرة لصد المرأة عن هذا العمل الشنيع، إلا أن الفقهاء والمفسرين القدامى كانوا أكثر واقعية وصراحة. فعند الشافعي للرجل أن يضرب امرأته ولكن تركه أفضل.
وأما الآية الأخرى التي يستدلون بها على جواز ضرب النساء فهي: "وخذ بيدك ضغثاً فاضرب به ولا تحنث. إنا وجدناه صابراً، نعم العبد إنه أوّاب" (ص 83: 44).
إن المخاطب هنا هو النبي أيوب. روى عن قتادة: "كانت امرأة أيوب عرضت له بأمر وأرادها إبليس على شيء فقال: لو تكلمت بكذا وكذا وأن حملها عليها بالجزع. فحلف نبي الله : لئن الله شفاه ليجلدنها مئة جلدة".
يقول الجصاص: وفي هذه الآية دلالة على أن للزوج أن يضرب امرأته تأديباً. لولا ذلك لم يكن أيوب ليحلف عليه ويضربها، ولما أمره الله تعالى بضربها بعد حلفه.
والذي ذكره الله في القرآن وأباحه من ضرب النساء إذا كانت نشازاً بقوله (واللاتي تخافون نشوزهن) إلى قوله (واضربوهن) وقد دلت قصة أيوب على أن له ضربها تأديباً لغير نشوز، وقوله تعالى (الرجال قوامون على النساء) فما رُوي من القصة فيه يدل على مثل دلالة قصة أيوب، لأنه رُوي أن رجلاً لطم امرأته على عهد رسول الله فأراد أهلها القصاص فأنزل الله (الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض).
يقول القاضي ابن العربي: "إن الأمر بالضرب هنا أمر إباحة" ويضيف بالإشارة إلى قول عطاء بأن في ذلك كراهة، إذ روي عن محمد قوله: "إني لأكره الرجل أن يضرب أمته عند غضبه، ولعله أن يضاجعها من يومه".
ولا يجوز أن يكون الضرب مبرحاً كما ورد في حجة الفقهاء عن السنة في جواز ضرب النساء: "
عن سليمان بن عمرو بن الأحوص، حدثني أبي أنه شهد حجة الوداع مع رسول الله. فحمد الله وأثنى عليه وذكر ووعظ ثم قال: "استوصوا بالنساء خيراً فإنهن عندكم عوان، ليس يملكون منهن شيئاً غير ذلك. إلا أن يأتين بفاحشة مبينة، فإن فعلن فاهجروهن في المضاجع واضربوهن ضرباً غير مبرح".
يقول الصابوني إن قول محمد هذا يدل على جواز ضربها فوق حدود الأدب
أما كون الضرب دون التبريح فمعناه "أن لا تكسر لها عظماً أو ضرباً غير مؤثر. مع أنه هناك أحاديث عديدة في كراهية ضرب المرأة يبدو أن الفقهاء والمفسرين في مختلف العصور ( حتى في يومنا هذا) اختاروا من بين الروايات ما يبيح ويحبذ تأديب النساء مثل "لا يُسأل الرجل فيما يضرب امرأته". الحديث الذي أكثروا من الاستشهاد به.
وأما متى يجوز ضرب المرأة، أو بعبارة أخرى ما هو النشوز الذي يؤهل الرجل أن يضرب امرأته كآخر وسيلة، ففيه خلاف بين العلماء. و"إن أكثر الفقهاء قد خصّوا النشوز الشرعي الذي يبيح الضرب إن احتيج إليه لإزالته بخصال قليلة كعصيان الرجل في الفراش، والخروج من الدار بدون عذر. وجعل بعضهم تركها الزينة وهو يطلبها نشوزاً، وقالوا: له أن يضربها أيضاً على ترك الفرائض الدينية كالغسل والصلاة. والظاهر أن النشوز أعم، فيشمل كل عصيان سببه الترفع والإباء. راجع مكانة المرأة في الإسلام لحمدون داغر .
بعد هذا كله يتبجح المتبجحون ، ويكتب الكاذبون المنافقون ، ويصرخون بأعلى أصواتهم أن الإسلام هو الأمين على مصالح المرة وهو الذي منحها الاعتبار والاحترام، أما غير الإسلام فهو منبع الذل والهوان للمرأة، الذي عمل على انحطاطها وسلبها شرفها .
المرأة في الإسلام وسيلة تفريغ وتفريخ .
لقد جعل الإسلام من المرأة المسلمة خشبه عرض، يعرض عليها الذكر المسلم فحولته ورجولته وبطولته وغزواته وفتوحاته والويل كل الويل لمن عصى وبالعصي !!! .المرأة في حياة الرجل المسلم محراب عبادة .
وهذا ما اكده محمد في قوله:(أصبر عن الطعام والشراب ولا أصبر عنهن). يقصد النساء. راجع الطب النبوي لابن القيم الجوزية ص195.
وفي حديث آخر أنه قال حبب إلي من دنياكم النساء والطيب) وفي آخر أنه قال (أصبر عن الطعام والشراب ولا أصبر عنهن) . راجع الطب النبوي لابن القيم الجوزية ص195 .
من اجل هذا جعل محمد النكاح من سنته . من سنتي النكاح ، فمن أحبني استن بسنتي . رواه أنس .
إنها مشيئة اله محمد ورغبة رسوله العظيم الذي بعث للإنسانية والنساء .
قال ابن مسعود الصحابي الجليل : لو لم يتبقى من عمري إلا عشرة أيام أحببت أن أتزوج لكيلا ألقى ربي أعزب . عذرا أقبح من ذنب ، ابن مسعود يريد الزواج إرضاء لله فقط وليس من أجل النكاح ..
تزوج الإمام أحمد في اليوم الثاني لوفاة زوجته . كان ابن عمرو يفطر على الجماع قبل الأكل ، وقيل أنه قد جامع ثلاثة من جواريه في رمضان قبل العشاء .
قال الغزالي في احياء علوم الدين (كانت الشهوة أغلب على مزاج العرب لهذا كان استكثار الصالحين للنكاح أشد ، ولأجل إفراغ القلب أبيح نكاح الأمة) .
روى أنه لما انصرف الناس يوما عن مجلس ابن عباس بقي شاب لم يبرح مكانه ، فقال له ابن عباس : هل لك حاجة ؟ قال الشاب : نعم ، أردت أن أسأل سؤالا فاستحيت من الناس ، وأنا الآن أهبك وأجلك . فقال ابن عباس : إن العالم بمنزلة الوالد ، كما كنت قد أفضيت به إلى أبيك فافضي إلي به . قال الشاب : أنا شاب لا زوجة لي ، وربما خشيت العنت على نفسي ، وربما استمنيت بيدي ، فهل في ذلك معصية ؟ فأعرض عنه ابن عباس ثم قال : اف وتف نكاح الأمة أفضل منه وهو أفضل من الزنا .
ونعم القدوة يا ابن عباس ! ونعم الأخلاق أيها الصحابي الكبير والجليل ، إنك حقا لمربي فاضل .
تزوج عمر ابن الخطاب من ابنة علي بن أبي طالب وهو أكبر من أبيها عمرا وتزوج علي بن أبي طالب بعد وفاة فاطمة بأسبوع . وقيل أن ابنه الحسن قد تزوج من أكثر من مائتي امرأة ، وقد عقد على أربعة في وقت واحد ، وقد طلق أربعة في وقت واحد ، واستبدل أربعة في وقت واحد ، ولهذا كان محمد يقول للحسن أشبهت خلقي وخلقي ، ولهذا قيل إن كثرة نكاح الحسن أحد ما أشبه به خلق رسول الله . وقد تزوج المغيرة بن شعبة بثمانين امرأة . (راجع احياء علوم الدين م2 ص20) .
قال الغزالي في احياء علوم الدين (كانت الشهوة أغلب على مزاج العرب لهذا كان استكثار الصالحين للنكاح أشد ، ولأجل إفراغ القلب أبيح نكاح الأمة) .
وقال ايضا الغزالي في احياء علوم الدين 2/30 من الطباع ما تغلب عليه الشهوة بحيث لا تحصنه المرأة الواحدة فيستحب لصاحبها الزيادة على الواحدة إلى أربع فإن يسر الله له مودة ورحمة واطمأن قلبه لهن وإلا فيستحب له الاستبدال .
لقد وصل المجتمع الإسلامي في أيام محمد وعصر كبار الصحابة إلى أدنى درجات الانحطاط الخلقي ، عن أسباط ن نصر عن سماك بن علقمة بن وائل عن ابيه وائل بن حجر زعم ان امرأة وقع عليها رجل في سواد الصبح (الفجر) وهي تعمد الى المسجد فاستغاثت برجل مر عليها وفر صاحبها (أي الذي وقع عليها) ثم مر عليها قوم ذوو عدة فاستغاثت بهم فأدركوا الذي استغاثت به وسقهم الأخر، فجاءوا يقودونه إليها فقال: إنما انا الذي أغثتك وذهب الأخر فأتوا به رسول الله . راجع السنن الصغرى للبيهقي . وكتا مجتمع يثرب لخليل عبد الكريم ص 29.
اتي الفاروق جارية له فقالت: اني حائض فوقع بها فوجدها حائضاً فأتى النبي وذكر له ذلك فقال النبي يغفر الله لك يا أبا حفص تصدق بنصف دينار. راجع المحلى لابن حزم 2/188.وسنن البيهقي 1/316. كنز العمال 8/305.
اخرج ابن سعد في طبقاته عن على بن زيد، عن عاتكة بنت زيد كانت تحت عبد الله بن ابي بكر فمات عنها واشترط عليها ان لا تتزوج بعده ، فتبتلت، وجعل الرجال يخطبونها وجعلت تأبى فقال عمر لوليها: اذكرني لها فذكره لها فأبت على عمر أيضا، فقال عمر لوليها زوجنيها، فزوجه إياها فأتاها عمر ودخل عليها فعاركها حتى غلبها على نفسها فنكحها فلما فرغ من نكاحها قال أف أف ثم خرج من عندها وتركها لا يأتها.راجع: كنز العمال 7/100. منتخب الكنز بهامش مسند احمد 5/279.
ولعل أصدق صورة لذلك الانحطاط الخلقي ما قد حدث مع أسماء بنت أبو بكر الصديق مع الزبير يوم حجة الوداع :
لقد حدث النوفلي عن … عن جابر … عن صفية بنت عبيد عن أسماء بنت أبو بكر أنها قالت : لما قدمنا مع رسول الله في حجة الوداع أمر من لم يكن معه هدى أن يحل قالت فأحللت فلبست ثيابي وتطيبت وجئت وجلست إلى حانب الزبير فقال لي قومي عني فقلت ما تخاف ؟ فقال : أخاف أن أثب عليك. راجع كتاب مروج الذهب للمسعودي م3 ص9.
فهل قامت أسماء خوفا من أن يثب عليها الزبير ؟؟؟ .
جاء في كتاب الغدير م5 ص208 : عن أيوب قال عروة لابن عباس : ألا تتقي الله ترخص في المتعة ؟ فقال ابن عباس : سل أمك يا عروة ، وأم عروة هي أسماء بنت أبو بكر ، وعروة هو ابن الزبير وابن المتعة ! ! عن ابن عباس أنه قال : إن أول مجمر سطع في المتعة مجمر آل الزبير . الغدير 6/209
من اجل هذا نقل الإسلام الأنثى من الوأد في الصحراء إلى الوأد في البيوت ، ووضعوها في تابوت الشريعة وأغلقوه ووقفوا يرقصون عليه كالقردة ، ويستعرضون رجولتهم وفحولتهم وبلاغتهم في النكاح .
جاء في سورة الأحزاب والآية 33 (وقرن في بيوتكن) ومعناها الزمن بيوتكن أيتها النساء ولا تخرجن لغير حاجة ضرورية أو بدون موافقة ولي الأمر (الزوج) ويلزم أخذ الحيطة والحذر عند الخروج من وضع الحجاب وارتداء الجلباب وعدم الحديث مع الرجال وما إلى غير ذلك من التحصينات التي فرضها الإسلام حول المرأة ، بداعي المحافظة على الشرف والأخلاق ومحاربة الانحلال .
ولهذا حرم الإسلام سفر المرأة لوحدها ، واشترط بوجود محرم معها ، فقد جاء عن أبي هريرة قال : لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تسافر مسيرة يوم وليلة إلا مع ذو محرم ، ومنعها من الاختلاط .
وبالتالي حرم الإسلام اختلاط الجنسين تحريما قطعيا مهما كانت الظروف والأسباب ، فمن الناحية الشرعية الإسلامية ، تعد دراسة الجنسين في صفوف مختلطة من المحرمات ، وكذلك يمنع الاختلاط في جميع مجالات الحياة ، كالأفراح والأتراح والعمل والسفر والمواصلات وغيرها .
وحجة الإسلام في ذلك أن الاختلاط يفسد الأخلاق ويفشي الزنا وينشر الفسق والفجور بين الجنسين . فعن علي بن أبي طالب قال : أنه كان عند النبي فقال : أي شيئ خير للمرأة ؟ فسكتوا ، فلما رجعت قلت لفاطمة : أي شيئ خير للمرأة ؟ قالت : أن لا يراها الرجال - فذكر ذلك للنبي - فقال : إن فاطمة بضعة مني .
الديوان الملكي السعودي :
لقد أصدر الديوان الملكي السعودي مرسوم ملكي رقم 11651 "تعميم : صاحب السمو الملكي ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني . بعد التحية نشير إلى الأمر التعميمي رقم 11651 في 16/5/1403هـ المتضمن أن السماح للمرأة بالعمل الذي يؤدي إلى اختلاطها بالرجال سواء في الإدارات الحكومية أو غيرها من المؤسسات العامة أو الخاصة أو الشركات أو المهن ونحوها ، أمر غير ممكن سواء كانت سعودية أو غير سعودية ، لأن ذلك محرم شرعيا ، ويتناقض مع عادات وتقاليد هذه البلاد ، وإذا كان يوجد دائرة تقوم بتشغيل المرأة في غير الأعمال التي تناسب طبيعتها أو في أعمال تؤدي إلى اختلاطها بالرجال ، فهذا خطأ يجب تلافيه ، وعلى الجهات الرقابية ملاحظة ذلك والرفع عنه .
وحيث رفعت لنا بعض الأجهزة الرقابية مفيدة بأنه يوجد العديد من الشركات والمؤسسات وغالبيتها من الشركات الأجنبية تقوم بتشغيل المرأة ، وبعض تلك الشركات متعاقدة مع بعض الادارات الحكومية .
نرغب إليكم إبلاغ المسئولين بالتقيد بما قضى به الأمر التعميمي المشار إليه وإبلاغه للجهات المختصة والشركات المتعاقدة معكم للتقيد بموجبه ، وملاحظة ذلك بكل دقة .
وقد زودت جميع الجهات الحكومية بنسخة منه للاعتماد وإبلاغ الجهات المختصة بها ، والشركات والمؤسسات المتعاقدة بالتقيد به ، واتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع تشغيل المرأة ، خلافا لما تضمنه الأمر المشار إليه ، وتصحيح ما هو موجود من ذلك لما يتفق معه ، فاكملوا ما يلزم بموجبه .
إمضاء الملك فهد بن عبد العزيز
ملك المملكة العربية السعودية
بودنا أن نسأل صاحب الجلالة الملك المعظم ، إذا لم تحافظ المرأة على شرفها بنفسها ، فهل تعتقد يا صاحب الجلالة أن هذه التحصينات الشرعية ستمنع المرأة من عمل المحرمات إن أرادت أن تعملها ؟؟ .
لقد أحاطوا المرأة بتلك الأسوار العالية بداعي المحافظة عليها ، ترى ماذا بقي للمرأة المسلمة من دور تلعبه سوى البقاء في بيتها ترفه عن زوجها متى شاء وكيفما أراد ؟؟.
تقول الدكتورة نوال السعدوي في كتابها امرأة ضد الجميع: لا يزال في مجتمعنا العربي حتى اليوم عدد غير قليل من الرجال الذين يعارضون خروج المرأة من بيتها للتعلم أو العمل بدعوى المحافظة على أنوثتها أو شرفها (وقرن في بيوتكن) أحزاب 33 ، ويتجاهل هؤلاء الرجال تلك الملايين من النساء الفلاحات اللاتي يخرجن كل يوم من بيوتهن للعمل ، وربما اعتقد هؤلاء الرجال أن الفلاحات لسن نساء ، أو أن العتالات والخادمات ليس لهن أنوثة أو شرف . وإلا كيف نفسر صمتهم المطبق إزاء خروج هذا العدد الهائل من النساء من بيوتهن كل يوم ؟ ويكف يدعي الرجل منهم غيرته على أنوثة المرأة ورقتها في حين أن شعرة واحدة تهتز في جسده وهو يسير في الشارع وخلفه خادمته البنت الضعيفة الصغيرة تحمل عنه وهو رجل قوي الحقائب الثقيلة ، ولا يهتز الواحد منهم وهو يرى كل يوم طوابير النساء العتالات والكادحات في الحقول والمشاغل والمصانع حيث تعمل المرأة ضعف الساعات التي يعملها الرجل لأنها تعمل خارج البيت وداخله ... وكانت هؤلاء العاملات البائسات المرهقات جسدا ونفسا خارج البيت وداخله هن أول النساء الثائرات في مصر ، وهن أول نساء قمن بالإضراب والاعتصام في المصانع ، والخروج في مظاهرات في الشوارع يطالبن باحترام آدمية المرأة العاملة، ووضع قانون يحدد ساعات العمل وإجازة وضع .
في ذلك الوقت لم تكن المرأة العاملة تحصل على أي إجازة وضع ، ولهذا كانت تسرع إلى عملها في اليوم التالي للوضع، وأحيانا كانت تخفي عن صاحب العمل أنها متزوجة من أجل أن يلحقها بالعمل، كان أصحاب العمل يفضلون البنات أو النساء الغير متزوجات، وحينما كانت تحمل العاملة منهن فهي تخفي مظاهر حملها كأنما هو غير شرعي ، وكانت معظمهن يلجأن إلى إجهاض أنفسهن بالوسائل الريفية الخطرة ، مثل إدخال عود الملوخية داخل الرحم ، وفي أحيانا كثيرة كانت العاملة منهن تفقد حياتها بسبب النزيف أو الالتهابات المميتة .
هذا هو دينهم الذي به يتباهون ، وهم إنما يفعلون ذلك في غياب الحقيقة التي حجبوها عن العامة من المسلمين ، والتي لا بد من وضعها أمامهم ، عندها ما عليهم إلا أن يضعوا رؤوسهم في الرمال كما النعامة حياءا وخزيا مما أوصلوا المرأة المسلمة إليه من ظلم وقهر وتعسف .
بعد أن بينا من خلال صفحاتنا هذه وبشكل مختصر جدا مكانة ودور وحقوق المرأة المسلمة في صدر الإسلام وكيفية معاملة الرعيل الأول لها . دعونا الآن ولكن تكتمل الصورة أمامكم ، صورة حقيقة المرأة ومكانتها ودورها وحقوقها في الإسلام أن ننتقل للدكتورة المسلمة نوال السعداوي لنتعرف ومن خلالها على مكانة ودور وحقوق المرأة المسلمة في العصر الحديث .
لقد حاولنا من خلال صفحاتنا القليلة هذه ، أن ننقل بعضا من صور الحقيقة والقاتمة للمرأة في الإسلام ، التي جعل منها الإسلام عنصرا ثانويا وقزما محتقرا ، يؤدي بعض المهمات وفي طليعتها التنفيس الجنسي عن المسلم الورع ، والانقياد له في كل صغيرة وكبيرة ، والانصياع لأوامره دونما نقاش أو اعتراض أو احتجاج ، فهذا غير مسموح به على الإطلاق لأنه مخالف لكتاب الله ولسنة نبيه .
وبعد هذا قام القائمون وغرد المغردون وهلل المهللون بأن مكانة المرأة في الإسلام ما بعدها مكانة ، وأن الإسلام هو المدافع الأول والمشرع العادل لحقوق وواجبات المرأة ، وأن هذا الدين الحنيف والنظيف والكامل والشامل كرسوله الكريم استسقى كل ذلك من الله عز وجل بواسطة جبريل الذي رأيناه مستشارا طبيا لمحمد ، وقاضيا شرعيا ما بعده قضاة ، يطلق من يريد ويزوج من يريد . هذا هو محمد وهذا هو قرآنه وهذه هي سنته وصحبته أصحاب السيوف الحادة والسهام والرماح المسنونة الذي حرموا المرأة من حقوقها الأساسية والبسيطة وجعلونا مستودع إفراغ للشهوة الجنسية يتلذذون بها كيف ووقت ما يشاءون وهم بعد هذا يدعون بآلاف الإداعاءات التي ولا أسهل من كشف زيفها وكذبها من مصادرهم نفسها ، القرآن والحديث والسيرة والفقه ومن واقع حالهم التعيس والردئ . لقد جعلوا من المرأة محراب نكاح وقبلة هوى ، ثم بدأ علماؤهم وفقهاؤهم يتحدثون عن حقوق المرأة التي أعطاها ومنحها الإسلام لها . ألا كفاكم متاجرة بعقول الناس لابسطاء، ألم تقارنوا وضع المرأة عندكم، أعني المسلمة بمثيلتها المسيحية التي وصفتموها بالذليلة والمحتقرة والزانية ؟؟؟ .
نقترح عليكم ذلك ، لعل هذا يكون لكم عونا في بلوغكم الرشد ، حتى تصلوا إلى الحقيقة التي نعلم أنها مرة المذاق بالنسبة إليكم ، لكن ما العمل ؟ حاولوا تذوقها ولو مؤقتا ونحن من جانبنا لن نبخل عليكم ، فها نحن نورد بعض النصوص الإنجيلية التي نظهر ومن خلالها ولحضراتكم وضع المرأة ومكانتها وحقوقها ودورها وواجباتها في المسيحية ، وكلنا أمل بأن تصل اختنا المسلمة إلى هذا المستوى من المساواة والحرية حتى تشارك في بناء مجتمع الغد .
لا يمكن الحديث عن تحرير المرأة بدون وحدة الزواج الثابت والدائم الذي يقوم على المساواة في الحقوق والواجبات ، والمسيح تطرق إلى ذلك وإلى أهمية وقدسية العلاقة الزوجية ، وانجيل متى 3:19-9 يعطينا الفكرة الكاملة والنظرة المسيحية المقدسة تجاه الزواج والمرأة (فدنى إليه بعض الفريسيين وقالوا له ليحرجوه : أيحل لأحد أن يطلق امرأته لآية علة كانت ؟ فأجاب : أما قرأتم أن الخالق منذ البدء جعلهما ذكر وأنثى وقال : لذلك يترك الرجل أباه وأمه ويلزم امرأته فيصير الاثنان جسدا واحدا ، فما جمعه الله لا يفرقه إنسان) . هذه هي نظرة المسيحية للمرأة ، لا قوامة ولا تفضيل ، بل مساواة تامة في الحقوق والواجبات ، وهذا الرباط هو رباط الله المقدس الذي لا يملك إنسان حق فسخه ، والمرأة في نظر الانجيل في مساواة تامة مع الرجل ، أما وبنتا وزوجة ، فالمسيح لا ينسب إلا إلى أمه ، فقيمة المرأة من قيمة أبيها وزوجها وابنها ، وفي المسيحية المرأة بالنسبة إلى الرجل كالكنيسة بالنسبة إلى المسيح ، إنها جسده ، وما الفوارق الطبيعة بينهما بفوارق تقديرية ، بل إنها للتكامل المتبادل جسدا وعقلا وقلبا ، فالمرأة المسيحية مكلفة كالرجل بأداء الشعائر الدينية منذ ولادتها ، فليست هي في المسيحية كما في الإسلام نجسا لمسها ينقض الوضوء للصلاة وليست هي سجينة دار الحريم لا تنال من الثقافة ومتاع الحياة إلا ما يقدمه لها بيتها الأبوي والزوجي ، فالسيد المسيح نراه محاطا بالتلميذات كما يحاط بالتلاميذ ، ولا يسكت الانجيل عن فضل المرأة (الحق أقول لكم أنه حيثما دعي بهذا الانجيل في العالم كله يخبر أيضا بما فعلت هذه المرأة تذكارا لها) متى 13:26 .
قيل : "الاجتماع البشري فطرة مبنية على الزواج ، فالزواج والعائلة ظاهرتان طبيعيتان اجتماعيتان ، أقرتهما المسيحية ورفعتهما إلى مرتبة سر مقدس ، ومن ثم فالزواج المسيحي ليس عقدا بشريا اجتماعيا فحسب ، كما في الإسلام ، بل هو عقد مقدس يقدس الزوجين في عقده وممارسته . لقد رفعت المسيحية فكرة الزواج إلى فكرة الله في مشاركة المخلوق للخالق في خلق الإنسان ، لذلك جعلته سرا مقدسا يقدس الزوجين في حياتهما الزوجية ، ويرفعهما من الحيوانية إلى الإنسانية الكاملة (المسيحية) على مثال المسيح والكنيسة ، لذلك يترك الرجل أباه وأمه ويلزم امرأته فيصيران كلاهما جسدا واحدا (إن هذا السر لعظيم أقول هذا بالنسبة للمسيح والكنيسة) افسس 31:5-33 وقد أرجع السيد المسيح الزواج إلى قدسيته الأولى بفرض الوحدة الزوجية وتحريم الطلاق وتعدد الزوجات ، مع أنه أدرى منا بالمآسي الزوجية ، تلك المآسي التي في نظر الناس قد تقتضي الطلاق أو التعدد ، فعند الحاجة يضحى بالفرد لمصلحة الجماعة ، فالوحدة الزوجية تحفظ كرامة الرجل والمرأة ، وتحفظ كيان العائلة ، خلية المجتمع البشري ، والطلاق والتعدد أيا كانت أسبابهما ، يهدران كرامة الإنسان في الرجل والمرأة ، ويهدمان كيان العائلة والمجتمع . فالطلاق انتهاك للرباط الزوجي المقدس ، وإهانة للمرأة التي كرامتها من كرامة زوجها ، وامتهان لحقوق الأمومة ، وحقوق البنوة الصحيحة . وتعدد الزوجات ابتذال للحب الإنسان ، وتبذل لكرامة الزوجين ، وسبيل إلى فقدان الثقة الزوجية التي هي ركن العائلة ، أما وحدة الزواج فهي صون لحرمة وكرامة الأبوة والأمومة والزوجية والبنوة ، فالأبوة ليست عملا شهوانيا ، بل هي قيمة معنية إنسانية تفقد معناها في الطلاق وتعدد الزوجات ، والأمومة ليست حاجة بشرية لا غير عند المرأة ، بل هي قيمة إنسانية ترفع المرأة إلى سمو الأم ، وتفقد معناها بالطلاق وتعدد الزوجات ، والزوجية ليست معاشرة عابرة ، وإنما هي وحدة الجسدين التي هي سبيل ودليل على وحدة القلبين والنفسين ، وتفقد هذه الوحدة الجسدية والروحية كل معناها في الطلاق وتعدد الزوجات والبنوة حرمة مقدسة يطعنها الطلاق وتعدد الزوجات تضييع لكل هذه الحرمات والكرامات والقيم الإنسانية التي أرادها الله في كتاب الخلق وكتاب الوحي الصادق (الإنجيل) .
ونظام العائلة له قدسية لا تمس (افسس 41:3) فمن مسها مس النظام الطبيعي والاجتماعي المسيحي ، فالتفريق بين الولد وأهله يطبعه بطابع غير طبيعي ، والتفريق بين الزوجين لسبب من الأسباب ، خيانة لسنة الطبيعة والإنجيل ، كما نرى ذلك في بعض الأنظمة الجماعية ، ثم إن الزوجين متساويان في الحقوق والواجبات ، وإن ميزت بينهما الطبيعة للقيام ببعض الأعمال الخاصة والمتكاملة ، فالرجل هو رب العائلة في الشريعة الانجيلية ، لكنه ليس دكتاتورها أو جلادها ، إنه رأس المرأة لا سيدها (1كو 4:11) إنه أب للأبناء وليس ربهم فالأبوة الحقة والصحيحة تحترم شخصية الأم والأبناء ، لأن الاحترام من الحب الصحيح الصادق ، والزوجة هي زوجة ، والزوجان ، لغة فردان من نوع واحد ، لها ما له وعليها ما عليه في كل ما يسمح به تميز الطبيعة : فليس الهجر في المضاجع والضرب للزوجة حملا لها على من كرامة الزوج أو الزوجة . وليست عقدة النكاح بيد الرجل يتصرف فيها على هواه ، بل بيد الله الذي وحد بينهما بالزواج ، وليس حظ الذكر مثل حظ الأنثيين في الميراث ، بل لها ما له ، لأنها إنسان مثله . وليست رئاسة الأب للعائلة قوامة الرجل على المرأة كأنها قاصر ، فليست المرأة والزوجة في كل هذه الأحوال بقاصر بالنسبة إلى الرجل ، لو أتيح لها من التنشئة ما أتيح للرجل ، ولا تعتبرها الشريعة الإنجيلية شيئا تابعا للرجل ، وفي بعض الأحوال شيئا نجسا ، بل كرامة الزوجة من كرامة الرجل في الدين والدنيا ، مهما طرأ من هنا وهناك عبر التاريخ على هذه المبادئ المسيحية من انحراف . ثم إن الزوجة هي أيضا أم ، فهي ربة البيت مع الرجل ، تشاركه العمل والإنفاق والتمتع بالحياة العائلية ، وهي أم البنين لها ما للأب من محبة واحترام وطاعة ، والدنيا أم ، والعائلة أم ، إذا ضعف معنى الأم (المرأة) ضعفت معنى الحياة العائلية ، وهانت القيم الإنسانية .
وحق الابن على والديه المحبة والرعاية والتنشئة والتربية والاحترام : لا الاستعباد والتصرف به لمصلحة أهله وحدهم . فالتشرد جريمة الأهل والمجتمع والدولة ، والجهل أيضا جريمة عائلية واجتماعية . وفساد الأبناء من فساد الآباء والمجتمعات .
والمسيحية تحرم الفساد على أنواعه في المجتمع : فالزنى هو الجريمة الكبرى بحق العائلة المسيحية . والسكر هو الجريمة الأخرى التي تشبهها . وحد السكر كحد الزنى ، وهو أعظم في المسيحية منه في غيرها : (إن السكيرين والزناة لا يدخلون ملكوت الله) .
والشريعة المسيحية لا تعرف زواج المتعة ولا تحرم زواج الحر من المملوكة ، ولا تعرف ملك اليمين ، ولا السراري ولا وهب المرأة نفسها للرجل كما في الإسلام ، ولا تفرض المسيحية على المرأة الحجاب والجلباب ولا عدم الاختلاط بين الجنسين بحجة المحافظة على الشرف كما في الإسلام ، وليس الاحتراز من المفاسد بسبيل صحيح إلى تعقيد القواعد الحياتية وتعكير مجرى الحياة العامة والخاصة .
إن نظام الخليقة الجديدة للمسيح في المسيحية ، قد ألغى نظام الطبقات وفرض المساواة الأساسية والتامة بين جميع الناس . لهذا لا يوجد في المسيحية طبقة أحرار وعبيد ، لأن الجميع واحد في المسيح وللمسيح .
ومن أجل توضيح الصورة أكثر أمام الجميع ، أعني صورة حقيقة ومكانة المرأة في المسيحية والإسلام ، أرى بأن نقوم بعمل مقارنة موجزة وسريعة ما بين الآيات القرآنية والإنجيلية اللتا ذكرتا المرأة وقضاياها .
القرآن : الرجال قوامون على النساء (نساء 34) .
الإنجيل : ليس عبد ولا حر ولا ذكر ولا أنثى ، لأنكم جميعا واحد في المسيح يسوع (غل 28:3-29) .
القرآن : فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع (نساء 3) .
الإنجيل : من البدء خلقهما ذكر وأنثى … فالذي جمعه الله لا يفرقه إنسان (متى 3:19-10) .
القرآن : واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن (نساء 34) .
الإنجيل : وكذلك أنتم أيها الرجال ساكنوهن على مقتضى العقل لكون الإناء النسوي هو الأضعف وأكرموهن كالوارثات معكم نعمة الحياة (1بط 8:3) .
أيها الرجال أحبوا نساءكم كما أحب المسيح الكنيسة ، وأسلم نفسه لأجلها … كذلك يجب على الرجال أن يحبوا نساءهم كأجسادهم . من يحب امرأته يحب نفسه (افسس 22:5-23) .
القرآن : وقرن في بيوتكن (احزاب 33) .
الإنجيل : وعلى إثر ذلك كان يسير في كل مدينة وقرية يكرز ويبشر بملكوت الله ومعه الاثنا عشر (تلميذا) وبعض النساء … (لو 1:8-3 ، متى 55:27-56)
وأخيرا ، فلقد حاولنا فيما سبق ومن خلال صفحاتنا هذه ، وضع النقاط على الحروف رادين الحوادث والأحكام إلى أصولها الشرعية المعتمدة .
إن كل ما أوردناه في هذا الكتاب ، لا يعدو كونه نماذج فقط استشهدنا بها من بطون أمهات الكتب الإسلامية والمسيحية لإيضاح وتبيان الحقيقة ، لهذا لم يكن هدفنا هو تحقير المرأة المسلمة ، خصوصا وأننا نؤمن أن المرأة إن كانت مسلمة أو مسيحية تبقى إنسان لها ما للرجل من قيمة وكرامة ومكانة ، وعليها ما عليه من مسئوليات وواجبات وحقوق . لقد كان هدفنا هو الرد على الشيخ صالح وعلى كتابه (يا فتاة الإسلام اقرئي حتى لا تخدعي) وعلى جميع الذين يحذون حذوه الذين يكذبون الكذبة ثم يصدقوها