الصفراء في حديثي الولادة..أنواعها وآثارها
نقلت أليكم هذا السؤال لما فيه من فائدة
أرجو مساعدتي بسرعة الإجابة على سؤالي:
رزقت أختي بمولودة وكانت في صحة جيدة إلى أن لاحظنا عليها لونا أصفر على جلدها كله، وحتى عيناها أصبحت صفراء من اليوم الثالث لولادتها قمنا بعرضها على طبيب فلم يصف لها علاجا، وقال سيذهب الاصفرار تدريجيا، ولا داعي للقلق، ونحن نريد أن نعرف ما هذا المرض؟ وهل صحيح أنه يبرأ بدون علاج؟ وما هي أسبابه والوقاية منه؟
فهذا ليس مرضا، ارتفاع نسبة الصفراء ينقسم إلى نوعين:
فسيولوجي؛ أي طبيعي ومرضي؛ أي غير طبيعي، وبالتالي لا شيء يلزم للطفل طالما الأمور مستقرة، ولا علاج ولا وقاية من ظاهرة طبيعية تحدث في 80% من الأطفال حديثي الولادة، ولإعطائك المزيد من المعلومات.
الصفراء عند الأطفال حديثي الولادة لها أنواع وأسباب عديدة، لكن الصفراء التي تحمل الضرر على خلايا المخ إذا ارتفعت بنسبة معينة هي الصفراء غير المباشرة.
أهم الأسباب للصفراء غير المباشرة:
1- الصفراء الفسيولوجية والتي تحدث في نسبة كبيرة من الأطفال حديثي الولادة، وتظهر بنهاية اليوم الثالث من الولادة، ولا تتعدى نسبتها (12mg/dl) ولا مشاكل فيها، ولا تحتاج أي علاج، فقط نطلب إعطاء الطفل بعض السوائل (أعشاب) إذا كانت كمية لبن الأم غير جيدة، وتختفي مع الوقت تدريجيا دون تدخل منا بأي علاج.
2- الصفراء المرضية، وأشهر أسبابها تكسير الدم نتيجة عدم توافق فصيلة دم الطفل مع الأم وأشهرها
(Rh incompitability) وفيها يكون فصيلة الدم للأم Rh سالب، والطفل موجب، وتتم الوقاية منها بإعطاء الأم Anti-D وهي أجسام مضادة تقي جهاز مناعة الأم من التفاعل مع دم الطفل، وتكوين أجسام مضادة.
3- النوع الثاني الأشهر هو: (ABO incompitability) وفيها تكون فصيلة دم الأم Oوالطفل A أو B أو AB وهنا لا يوجد وقاية، فقط نتوقع حدوثها بمعرفة فصيلة دم الأم والأب، وبالتالي نكتشف الحالة مبكرا ليتم علاجها في الوقت المناسب لتجنب حدوث مضاعفات.
هناك أسباب أخرى لتكسير الدم مثل G6PD ، Spherocytosis وغيرها، وهي أمراض وراثية نكتشفها عن طريق التحاليل لكن العلاج واحد بالنسبة لمشكلة الصفراء، وهنا أيضا لا توجد وقاية ممكنة إلا إذا كان هناك تاريخ مرضي في العائلة فنستطيع توقع ظهور الحالة مبكرا.
هناك أسباب مثل تكسير الدم نتيجة وجود تجمع دموي مثل التجمع الدموي تحت فروة الرأس Cephalhematoma.
وهناك أسباب غير مفسرة بشكل واضح مثل الصفراء الناتجة عن لبن الأم، وهي تحدث غالبا متأخرا بعد الأسبوع الأول، ولكن نشخصها بالاستبعاد، أي بعد عمل كل الفحوصات واستبعاد الأسباب الأخرى، وهناك أيضا أمراض وراثية ترفع من نسبة الصفراء غير المباشرة.
بالنسبة للمخاطر إذا زادت النسبة عن أرقام محددة (تكون بجداول حسب عمر الطفل ووزنه ونسبة الصفراء بالدم) فهناك ترسب مادة الصفراء بخلايا المخ والتي تسبب تدميرا يعتمد في نسبته على مستوى الصفراء، والمدة التي تعرض لها الطفل قبل العلاج، لكن هذا لا يحدث إلا في النسب العالية فقط.
العلاج إما لا يستلزم العلاج، أو العلاج بالضوء ويتم عن طريق لمبات خاصة لها طول موجي معين تقوم بتحويل مادة الصفراء إلى شكل مختلف يسهل على الجسم التخلص منه ولا يصل إلى خلايا المخ.
العلاج الثالث هو عملية تغيير الدم، وهي لا تتم إلا في النسب العالية، وحسب المبين أعلاه.
كانت هناك بعض الأدوية تستخدم في الماضي لكن لا نستخدمها الآن، الوقاية - كما ذكرنا - مع الأسباب.
إذا تم العلاج غالبا لا تعود مرة أخرى إلا في الحالات الناتجة عن أسباب وراثية أو أن يكون الطفل قد خرج مبكرا ولم يستكمل المدة الكافية.