الحقيقة
اين المفر ؟
في الحديقه اريكه هزازه ومقعدان مريحان والبيت لرجل من عمره يملك مصنعا صغيرا للادوات الميكانيكيه ويعيش مع زوجته وابنه الشاب الذي يشاركه العمل في المصنع
واليوم هو يوم العطله والشاب سعيد ينتظر فتاته التي ارسل اليها في مدينتها البعيده لكي تحضر وتمضي الاجازه مع الاره تمهيدا للزواج والاب موافق علي اختيار ابنه وسعيد بسعاده ابنه فهو الابن الباقي له في الحياه .. اما الاخر الذي كان قد واعدا بالنجاحفقد كان جندي في الحرب وعاد زملاؤه ولم يعد هو وقد مضت شهور وعاد جميع المفقودين ولم يعد هو بعد فأعتبر مفقود
ومع ذلك فأمه تصر علي اعتباره علي قيد الحياه وانه سوف يعود في يوم من الايام
وتأتي الفتاه التي ينتظرها الجميع فأذها هي نفس الفتاه التي كانت خطيبه الاخ الاكبر الذي فقد في الحرب
ورحب بيها جميع اهل المدينه لانهم يعرفوها من قبل فلقد كانت تعيش في نفس المدينه منذ 3 سنوات قبل ان تتركها بسبب سجن والدها والفضيحه التي تسبب بها
كان ابوها يعمل مدير في المصنع الذي يمتلكه فتاها الذي سوف يصبح زوجها
حيث كان المصنع ينتج للجيش محركات طائرات ورغم عدم صلاحيه هذه المحركات تم تسليمها للجيش وتسبب هذا في سقوط العديد من الطائرات وفاه الكثير من شباب اهل البلد في هذه الحادثه .. وقد للمحاكمه والد الفتاه واذا به يقول في المحكمه انه اكتشف ان هذه المحركات بها عيب واتصل بصاحب المصنع ولكنه قال له ان يعيد لحامها وانها سوف تكون صالحه حين يلحمها ثم يقدمها للجيش فهي اذن ستكون صالحه وليس بها عيب ولن توثر علي الجيش في شئ
ولكن صاحب المصنع الذي هو والد الفتي انكر هذا امام المحكمه مما تسبب في سجن ذلك الرجل والد الفتاه فتره من الزمن وتركت الفتاه هذه البلده مع اسرتها خوفا من الفضيحه
قامت الام بالاغتراض علي زواج ابنها من تلك الفتاه وقالت ليس السبب يكمن في والدها ولك نالسبب انها كانت خطيبه لاخوك الذي سوف يعود في يوم من الايام !!! وينصدم بأنك اصبحت زوج لحبيبته وخطيبته !!!
قالت الام لتلك الفتاه ان عليها الرحيل لتلك الاسباب السابقه ولكن الفتاه تأبي ان تترك حبيبها وتقول لها انها خسرت والدها الذي لم يرتكب اي ذنب وخسرت مدينتها وانها ليست مستعده لخساره حبيبها
وتعلن لها عن مفاجأه كانت تحتفظ بها ان خطيبها السابق الذي هو ابن تلك الام ارسل اليها خطاب من الحرب وقال لها فيه انه قرأ في الصحف عن خبر الحكم عن والدها في قضيه الاهمال الجسيم ويعرف عن ثقته بان والده هو المسؤال مسؤليه كامله امام ذلك وانه سوف يذهب ويركب احد الطائرات التي بيها هذا المحرك المعيب فأذا لم يعد فعليها ان لا تنتظره وان ترتبط بغيره
وهنا تدرك الام ان الفتاه كانت تعرف من البدايه ان اباها مظلوم ولكنها تسلم بالامر الواقع والذي لا تستطيع تغيره
وهنا يكتشف الابن الذي جاء فجأه الحقيقه كلها ويدرك اخيرا سر اصرار الام علي اعتبار ابنها علي قيد الحياه حيث انها قالت : لابد ان يكون شقيقك حيا لانه اذا كان قد قتل فسيكون ابوك هو الذي قتله ولانه ليس هناك اب يقتل ابنه فأذن اخوك علي قيد الحياه
وينهار الابن ويصارح واله بالحقيقه فلا ينكر الاب اي شئ ويقول انه كان قد اوشك علي الافلاس وانه كان لا مفر من تسليم الجيش تلك الشحنه وانه كان علي استعداد في ان يبلغ الجيش ان تلك المحركات بها عيب ولكن القدر سبقه و ركب الجيش تلك المحركات بالفعل
ولكنه الان عرف انه اخطأ خطأ كبير لا يغتفر حين تعلق بالامل الا يكون ابنه طيار لهذا الطراز من الطائرات لكلا يكون مسؤل عن وفاته .. وتقف الام تراقب حزن ابنها
ويعلن الابن انه سوف يغادر هذا المنزل ويوف يبعد عن هذا الاب الذي اخطأ خطأ كبير لا يغتفر
واذا به راحل عن المنزل فيستمع الجميع الي صوت طلقات الرصاص فيجدوا الاب ملئ بالدماء ولقد اطلق علي نفسه عيار ناريا حتي يخلص نفسه من عذابه علي ابنه الاكبر الذي توفي بسببه ومن بعده ابنه الصغير الذي سوف يرحل عنه بسبب خطأه ايضا
وتبقي الرساله التي اراد بها الكاتب توصيلها من خلال هذه القصه هي
ان الانسان مهما حاول ان يخدع نفسه ويتعامي عن الحقيقه فأنها تظل تطارده الي ان تنفجر في وجهه كالقنبله الزمنيه في ايه لحظه .. وبقدر ما نهرب من الحقيقه .. بقدر ما يكون انهيارنا امامها نهائيا وبقدر ما تتضاعف الالام والمشاكل حتي لنتمني حين نجد انفسنا اخيرا امامها ولو كان قد وفرنا علي انفسنا عذاب الهروب والمطارده وخداع النفس وواجهناها منذ البدايه وتحملنا تبعيات هذه المواجهه بشجاعه
فلا احد يستطيل ان يتجاهل الحقيقه ولا احد ينجو من تبعيات ما جنت يداه ذات يوم مهما طال الفرار ومهما كان ماهرا في خداع نفسه وخداع الاخرين
جزء من كتاب خاتم في اصبع القلب لعبد الوهاب مطاوع
اعجبني فنقلته لكم
اين المفر ؟
في الحديقه اريكه هزازه ومقعدان مريحان والبيت لرجل من عمره يملك مصنعا صغيرا للادوات الميكانيكيه ويعيش مع زوجته وابنه الشاب الذي يشاركه العمل في المصنع
واليوم هو يوم العطله والشاب سعيد ينتظر فتاته التي ارسل اليها في مدينتها البعيده لكي تحضر وتمضي الاجازه مع الاره تمهيدا للزواج والاب موافق علي اختيار ابنه وسعيد بسعاده ابنه فهو الابن الباقي له في الحياه .. اما الاخر الذي كان قد واعدا بالنجاحفقد كان جندي في الحرب وعاد زملاؤه ولم يعد هو وقد مضت شهور وعاد جميع المفقودين ولم يعد هو بعد فأعتبر مفقود
ومع ذلك فأمه تصر علي اعتباره علي قيد الحياه وانه سوف يعود في يوم من الايام
وتأتي الفتاه التي ينتظرها الجميع فأذها هي نفس الفتاه التي كانت خطيبه الاخ الاكبر الذي فقد في الحرب
ورحب بيها جميع اهل المدينه لانهم يعرفوها من قبل فلقد كانت تعيش في نفس المدينه منذ 3 سنوات قبل ان تتركها بسبب سجن والدها والفضيحه التي تسبب بها
كان ابوها يعمل مدير في المصنع الذي يمتلكه فتاها الذي سوف يصبح زوجها
حيث كان المصنع ينتج للجيش محركات طائرات ورغم عدم صلاحيه هذه المحركات تم تسليمها للجيش وتسبب هذا في سقوط العديد من الطائرات وفاه الكثير من شباب اهل البلد في هذه الحادثه .. وقد للمحاكمه والد الفتاه واذا به يقول في المحكمه انه اكتشف ان هذه المحركات بها عيب واتصل بصاحب المصنع ولكنه قال له ان يعيد لحامها وانها سوف تكون صالحه حين يلحمها ثم يقدمها للجيش فهي اذن ستكون صالحه وليس بها عيب ولن توثر علي الجيش في شئ
ولكن صاحب المصنع الذي هو والد الفتي انكر هذا امام المحكمه مما تسبب في سجن ذلك الرجل والد الفتاه فتره من الزمن وتركت الفتاه هذه البلده مع اسرتها خوفا من الفضيحه
قامت الام بالاغتراض علي زواج ابنها من تلك الفتاه وقالت ليس السبب يكمن في والدها ولك نالسبب انها كانت خطيبه لاخوك الذي سوف يعود في يوم من الايام !!! وينصدم بأنك اصبحت زوج لحبيبته وخطيبته !!!
قالت الام لتلك الفتاه ان عليها الرحيل لتلك الاسباب السابقه ولكن الفتاه تأبي ان تترك حبيبها وتقول لها انها خسرت والدها الذي لم يرتكب اي ذنب وخسرت مدينتها وانها ليست مستعده لخساره حبيبها
وتعلن لها عن مفاجأه كانت تحتفظ بها ان خطيبها السابق الذي هو ابن تلك الام ارسل اليها خطاب من الحرب وقال لها فيه انه قرأ في الصحف عن خبر الحكم عن والدها في قضيه الاهمال الجسيم ويعرف عن ثقته بان والده هو المسؤال مسؤليه كامله امام ذلك وانه سوف يذهب ويركب احد الطائرات التي بيها هذا المحرك المعيب فأذا لم يعد فعليها ان لا تنتظره وان ترتبط بغيره
وهنا تدرك الام ان الفتاه كانت تعرف من البدايه ان اباها مظلوم ولكنها تسلم بالامر الواقع والذي لا تستطيع تغيره
وهنا يكتشف الابن الذي جاء فجأه الحقيقه كلها ويدرك اخيرا سر اصرار الام علي اعتبار ابنها علي قيد الحياه حيث انها قالت : لابد ان يكون شقيقك حيا لانه اذا كان قد قتل فسيكون ابوك هو الذي قتله ولانه ليس هناك اب يقتل ابنه فأذن اخوك علي قيد الحياه
وينهار الابن ويصارح واله بالحقيقه فلا ينكر الاب اي شئ ويقول انه كان قد اوشك علي الافلاس وانه كان لا مفر من تسليم الجيش تلك الشحنه وانه كان علي استعداد في ان يبلغ الجيش ان تلك المحركات بها عيب ولكن القدر سبقه و ركب الجيش تلك المحركات بالفعل
ولكنه الان عرف انه اخطأ خطأ كبير لا يغتفر حين تعلق بالامل الا يكون ابنه طيار لهذا الطراز من الطائرات لكلا يكون مسؤل عن وفاته .. وتقف الام تراقب حزن ابنها
ويعلن الابن انه سوف يغادر هذا المنزل ويوف يبعد عن هذا الاب الذي اخطأ خطأ كبير لا يغتفر
واذا به راحل عن المنزل فيستمع الجميع الي صوت طلقات الرصاص فيجدوا الاب ملئ بالدماء ولقد اطلق علي نفسه عيار ناريا حتي يخلص نفسه من عذابه علي ابنه الاكبر الذي توفي بسببه ومن بعده ابنه الصغير الذي سوف يرحل عنه بسبب خطأه ايضا
وتبقي الرساله التي اراد بها الكاتب توصيلها من خلال هذه القصه هي
ان الانسان مهما حاول ان يخدع نفسه ويتعامي عن الحقيقه فأنها تظل تطارده الي ان تنفجر في وجهه كالقنبله الزمنيه في ايه لحظه .. وبقدر ما نهرب من الحقيقه .. بقدر ما يكون انهيارنا امامها نهائيا وبقدر ما تتضاعف الالام والمشاكل حتي لنتمني حين نجد انفسنا اخيرا امامها ولو كان قد وفرنا علي انفسنا عذاب الهروب والمطارده وخداع النفس وواجهناها منذ البدايه وتحملنا تبعيات هذه المواجهه بشجاعه
فلا احد يستطيل ان يتجاهل الحقيقه ولا احد ينجو من تبعيات ما جنت يداه ذات يوم مهما طال الفرار ومهما كان ماهرا في خداع نفسه وخداع الاخرين
جزء من كتاب خاتم في اصبع القلب لعبد الوهاب مطاوع
اعجبني فنقلته لكم