قرية سرياقوس - مركز الخانكة
قرية سرياقوس
سرياقوس احدي قري مركز الخانكة التابع لمحافظة القليوبية وتبعد سرياقوس عن القاهرة إلى الشمال حوالي 22 كيلو متر والوحدة المحلية لسرياقوس يتبعها قرية سرياقوس القرية الام وعدد كبير من العزب اكثر من 20 عزبه منها عزبة الصابونية - عزبة صبري - عزبة الجزار - عزبة عنبه - عزبة عويس وغيرها الكثير وكانت قرية عرب العيايدة تابعة للوحدة المحلية لسرياقوس حتي وقت قريب
وتعد سرياقوس من أقدم قري مركز الخانكة بل هي أساس مركز الخانكة حيث اسسها السلطان الناصر محمد بن قلاون وقام من بعده ببناء الجامع الكبير في سرياقوس ومسجد السلطان الاشرف بالخانكة السلطان الاشرف برسباي من ملوك المماليك أيضاً وكانت تعرف منطقة الخانكة وما يحيط بها من قري مثل عرب العيايدة والجبل الاصفر وابوزعبل بصحراء سرياقوس حتي بني السلطان الاشرف برسباي مسجده ودار العبادة بالمنطقة حيث معني كلمة الخانكة هي الخانقاه أو خانقاه سرياقوس دار العبادة ومسجد الاشرف بالخانكة احد ثلاث مساجد ومدارس قام ببنائها السلطان الاشرف وقد بالغ في بنائها وزخرفتها، والثانية بالقاهرة بشارع "المعز لدين الله"، وهي المعروفة بالأشرفية نسبة إلى لقب صاحبها، وتمت عمارتها سنة (829هـ = 1425م)، وهي السنة التي فتح فيها قبرص، والثالثة بالصحراء خارج القاهرة، وهي التي دُفن فيها، كما عُني بشئون الحجاج، فأمر بحفر الآبار على طول الطريق من مصر إلى الحجاز.
معني كلمة سرياقوس : القصة التاريخية لسرياقوس هي كان السلطان الناصر محمد بن قلاوون يخرج للصيد في بركة الجب بمنطقة سريا قوس وذات مرة أصيب بألم عظيم في جوفه كاد إن يؤتى عليه وهو يتجلد حتى عجز عن احتمال الألم فنذر لله إن عافاه ليبنين في هذا الموضع مكان يعبد فيه الله، ثم عاد إلى قلعة الجبل فلزم الفراش عدة أيام، ولما عوف ركب بنفسه ومعه المهندسين وخط على بعد ميل من سريا قوس هذه الخانقة وجعل فيها مائة خلوة لمائة صوفي وبني بجانبها مسجدا تقام به الجمعة وبني بها حمام ومطبخ 0 ولما تم بناء الخانقة سنة 725 هـ خرج بنفسه ومعه الأمراء والقضاة ومشايخ الخوانق ومد الاسمطة داخل الخانقة وفرق 60 إلف درهم فضة ومنذ ذلك الحين رغب الناس في السكنى حول هذه الخانقة وبنو الدور والحوانيت حتى صارت بلدة كبيرة ا طلق عليها اسم (الخانقاة السرياقوسية) تميزا لها عن باقي الخوانق ومن هذا يتضح معني كلمة سرياقوس كما حكاها الاباء والاجدادهي عندما مرض السلطان وكان عنده فرس يسمي قوس وقال له سر يا قوس ويحفزة علي السير وسميت بهذا الاسم نسبة الي الفرس وحادث تحفيزة علي السير في مرض السلطان.
وكان السلطان الاشرف برسباي مملوكا للأمير "دقماق المحمدي" نائب "ملطية"، الذي اشتراه من أحد تجار الرقيق، ومكث في خدمته زمنا، ولقب بالدقماق نسبة إليه، فأصبح يعرف ببرسباي الدقماقي، ثم أهداه سيده إلى السلطان الظاهر "برقوق" سلطان مصر، فأعتقه، وجعله من جملة مماليكه وأمرائه، وبعد وفاة السلطان برقوق تقلّب في مناصب متعددة في عهد من خلفه من السلاطين، حتى نجح في اعتلاء عرش السلطنة في (8 من ربيع الآخر 825هـ = 1 من إبريل 1422م)، وهو السلطان الثامن في ترتيب سلاطين دولة المماليك الجركسية، والثاني والثلاثون في الترتيب العام لسلاطين دولة المماليك.
وقد نجح السلطان برسباي في الفترة التي قضاها في الحكم -وهي نحو سبعة عشر عاما- في إشاعة الأمن والاستقرار، والقضاء على الثورات والفتن، التي شبت في البلاد، والضرب على أيدي الخارجين على النظام، كما فعل مع ثورة طائفة المماليك الأجلاب، وهم الذين جاءوا إلى مصر كبارًا، وكانوا قد عاثوا في الأرض فسادًا لتأخر رواتبهم في عامي (835هـ = 1431م)، (838هـ = 1434م)، وقد مكّنه ذلك الاستقرار الذي نعمت به البلاد من القيام بغزو جزيرة قبرص وخضوعها لديار المسلمين.
وبعد أن قضى السلطان برسباي في الحكم نحو سبعة عشر عاما، تُوفي في (ذي الحجة 841هـ = مايو 1437م)، بعد أن ارتبط اسمه بالجهاد ضد الصليبيين، وأضاف إلى دولته جزيرة قبرص، وهو ما أضفى على سلطنته رونقًا وشهرة.
واهتم ملوك المماليك بسرياقوس وبقت منتجع فيه جناين ومنتزهات وحمامات وسرايات فخمه للأمرا، وكان فيها ميدان اسمه ميدان سرياقوس. ولما شق الملك الناصر الخليج الناصرى وصله بسرياقوس وعمل نهضه زراعيه كبيره على شطيه. الخليج الناصرى اللى كان بينتهى عند ميدان سرياقوس فضل لغاية سنة 1800 وظهر قي خريطة القاهرة اللى رسمها علما الحمله الفرنسيه واتردم قي عهود محمد على باشا والخديوى إسماعيل.كمااهتم "الناصر" بشق الترع، وإقامة الجسور والقناطر، وإنشاء الخلجان؛ فحفر هذا الخليج الذي امتد من القاهرة إلى "سرياقوس" مخترقًا أحياء القاهرة، وحفره الملك الناصر محمد بن قلاوون هذا الخليج في سنة خمس وعشرين وسبعمائة، لما بنى الخانقاه بسرياقوس، فأراد إجراء الماء من النيل إليها ليرتب عليه السواقي والزرعات، وفوض أمره إلى أرغون النائب، فخفر في مدة شهرين من أول جمادى الأولى إلى سلخ جمادى الآخرة وأقام عليه القناطر الكثيرة، مثل قناطر السباع، وأنشأ عددا من البساتين منها بستان "باب اللوق"، كما أعاد حفر خليج الإسكندرية وتطهيره، ليستمر فيه الماء العذب طوال العام، وما زال هذا الخليج موجودًا حتى الآن، وإن تغير اسمه ليصبح "ترعة المحمودية".
وعاش أبناء الناصر محمد بن قلاون بسرياقوس من بعده ومنهم الملك الأشرف علاء الدين كجك بن الناصر محمد بن قلاوون والذي ولد بالقاهرة 1334 - توفى بسرياقوس 1345, وهو ثاني من تربع على عرش السلطنة من أبناء السلطان الناصر محمد بن قلاوون ورابع عشر سلاطين الدولة المملوكية, نصبه الأمراء في عام 1341 بزعامة الأمير قوصون الناصرى بعد أن خلعوا أخيه سيف الدين أبو بكر، وكان عمره ما بين الخمس والسبع سنين، وبقى على تخت السلطنة نحو خمسة شهور
قال الشعرا عنها أيامها
سر نحو سرياقوس وانزل بفنا أرجائها ياذا النهي والرشد
تلق محلاً للـــسرور والهنــا فيه مقام للتقى والزهــــد
وقد جاء النص التالي من كتاب السواك الجزء الثاني " وفيه خرج السلطان إلى سرياقوس ومعه عدة من المهندسين وعين موضعاً على نحو فرسخ من ناحية سرياقوس ليبتني فيه خانكاه بها مائة خلوة لمائة صوفي وبجانبها جامع تقام فيه الجمعة ومكان برسم ضيافة الواردين وحمام ومطبخ وندب السلطان آقسنقر شاد العمائر لجمع الصناع . ورتب السلطان لها أيضاً قصوراً برسم الأمراء الخاصكية وعاد فوقع الاهتمام في العمل حتى كملت في أربعين يوماً . ثم اقتضى رأي السلطان حفر خليج خارج القاهرة ينتهي إلى سرياقوس ويرتب عليه السواقي والزراعات وتسير فيه المراكب أيام النيل بالغلال وغيرها إلى القصور بسرياقوس وفوض ذلك إلى الأمير أرغون النائب . "
كما ورد بكتاب تاريخ ابي الفداء " وأقمنا بسرياقوس بالعمائر التي أنشأها السلطان هناك وأرسل السلطان أحضر رئيس الأطباء إذ ذلك . وهو جمال الدين إبراهيم بن أبي الربيع المغربي فحضر إلى سرياقوس وبقي يساعدني على العلاج ثم رحل السلطان من سرياقوس ودخل القلعة وأرسل إلي حراقة فركبت أنا وابني محمد فيها وكان إذ ذاك يوم بحرانة يعني سابع أيام الرض وهو يوم الخميس سادس ذي الحجة ونزلت بدار طقزتمر على بركة الفيل وأصبح يوم الجمعة المرض منحطاً ولله الحمـد فإنـه أفسـح بالبحران المذكور وأقمت تحت ظل صدقات السلطان وبقي يحصل لي عوائق عـن ملازمـة خدمـة السلطـان بسبـب مـرض الولـد فـإن الحمـى بقيـت تعـاوده بعـد كـل قليـل والسلطـان يتصـدق ويعذرنـي في انقطاعي ويرسم لي بذلك رحمة منه وشفقة علي وبقي عنده من مرض ابني أمـر عظيـم وبقيـت أتـردد مـع السلطـان فـي هـذه النوبـة فـي الصيـف فـي أراضـي الجيـزة وأراضي المنوفية حتى خرجت هذه السنة . "
وجامع الأشرف برسباى بالخانكة 841 هجرية = 1437م. هذا الجامع هو ثالث المساجد التي أنشأها الأشرف برسباى شيده ببلده الخانكة التي كانت تابعه لسرياقوس " خانقاه سرياقوس " وكان الفراغ من بنائه سنة 841 هجرية = 1437م وهو جامع فسيح يتكون من صحن مكشوف تحيط به أربعة أروقة أكبرها رواق القبلة الذي يشتمل على ثلاثة صفوف من العقود المحمولة على أعمدة رخامية ويتكون كل من الرواقين الجانبيين من صفين كما يتكون رواق المؤخرة من صف واحد، هذا ويغطى رواق القبلة سقف من الخشب على شكل مربعات وطبال منقوشة ويكسو الجزء السفلى من حوائطه وزرة من الرخام الملون يتوسطها محراب رخامى يقوم إلى جواره منبر من الخشب طعمت حشواته بالسن. والوجهة الرئيسة تشرف على الطريق العام وبها المدخل الذي تغطيه مقرنصات جميلة ويحلى صدره أشرطة من الرخام الأبيض والأسود بأعلاها طراز مكتوب به تاريخ الفراغ من عمارة هذا الجامع سنة 841 هجرية وإلى يمين المدخل سبيل يعلوه كتاب وإلى يساره تقوم مئذنة مكونة من ثلاث طبقات مماثلة لمئذنة مسجده بشارع المعز لدين الله، وللجامع ثلاث وجهات أخرى بمنتصف الوجهة الغربية منها مدخل آخر، وكان لهذا الجامع دورة مياه منفصلة عنه لا زالت محتفظة بمعالم تخطيطها القديم. وقد تداركت إدارة حفظ الآثار العربية هذا الجامع وهو قي حالة تصدع شديد فقامت بترميمه وإصلاحه إصلاحا شاملا بحيث أصبح كما هو الآن.
دير سرياقوس وكان يُعرف بأبي هور وله عيد يجتمع فيه الناس والقديس اباهور السرياقوسى من اطباء الامراض الجلدية المستعصية وكان يعيش في سرياقوس وكان له فيها دير عظيم ولكنه اندثر قي القرن 17 م وهو اخو الشهيدة مهرائيل المدفونه في سرياقوس.
وكان الرحالة الشهير ابن بطوطة من الذين زاروا مصر في سنة 725هـ / 1324م وهو في طريقه إلى الحج في عهد الناصر محمد بن قلاون وذكر في كتابه تحفة النظارالكثير من ميادين مصر التاريخية ومنها ميدان سرياقوس وقال " ميدان سرياقوس : كان جنب الخانقاه الذي بناه السلطان الناصر محمد بن قلاوون وزينه بأشجار الفاكهه وكانت تقام به سوق شهير سمي بسوق الجمعه وكان به الكثير من أنواع التجاره في شتي الأنواع
"لقد قام أبناء سرياقوس بالتعاون مع أبناء مصر في مقاومة الحملة الفرنسية وذكر الجبرتي " وسافروا الي جهة بحري بسبب ان بعض البلاد قاموا علي عسكر الفرنساوية حيث دارت معركة حامية عند منطقة «سرياقوس»، لم يحالف النصر فيها جيش الفلاحين، لكن الفلاحين عادوا واحتموا بمدينة قليوب، وحفروا حولها خندقا لحمايتهم من الفرنسيين، فما كان من نابليون إلا أن بعث الشيخ السادات والشناوى إلى شيخ الشواربية سليمان الشواربى لمفاوضته على أن يتولى بر مصر، واصطحباه إلى القلعة حيث يحكم نابليون "
وكانت سرياقوس قديماً تشتهر بصناعة العسل الاسود وكان يعرف بـ " العسل السرياقوسي " وكانت تعرف قرية سرياقوس حتي وقت قريب بـ "سرياقو س العسل " ويوجد بسرياقوس حتي الآن منطقة بالقرب من ترعة الإسماعيلية تعرف بالعصارة " نسبة لعصارة قصب السكر التي كانت تستخدم في صناعة العسل الاسود "
واليوم تعد سرياقوس من المدن التجارية الهامة بالقليوبية حيث يوجد بها سوق كبير لتجارة الخضر والفاكهة ياتي الية الفلاحين لبيع محصولتهم من جميع أنحاء الجمهورية ويقوم التجار كذلك بالذهاب الي الفلاحين أحياناً اخري لشراء المحصول من قراهم في صعيد مصر والوجه البحري وسيناء والإسماعيلية ومرسي مطروح
وادي ازدهار سرياقوس من الناحية التجارية الي وجود فرص عمل لأبناءها وقلة البطالة
ويوجد في سرياقوس عائلات : عنبه - بدرالدين - مدينة - أبو جبل - سليم - هلال - الفخراني - أبوزيد - شرف - حبيب وغيرها من العائلات.
ومن اعلام عائلة عنبه المستشار محمود عنبه عضو مجلس الشعب السابق وزعيم حركة القضاة في الستينات من القرن العشرين والمرحوم المهندس محمد لبيب عنبه عضو مجلس الشعب السابق والمستشار محمد حسيني عنبه نائب رئس هيئة النيابة الإدارية والمستشار ناصر سيد أحمد عنبه عضو مجلس محلي محافظة القليوبية والمنسق العام للحزب الوطني بالقليوبية والمشرف العام علي المجالس الشعبية والمحلية بالقليوبية وعضو جمعية محاميين بلا حدود والدكتورة هالة محمد لبيب عنبه استاذ إدارة الاعمال جامعة القاهرة ورئيس اركان حرب اللواء احمد فؤاد عنبه والمستشاركمال عنبه والكابتن محمد منار عنبه رئيس نقابه الطيارين والصحفي فهمي عنبه الذي تمكن ان يكون عضو مجلس إداره صحيفه الجمهوريه والاستاذعبدالرحمن عنبه رئيس مجلس مدينة سفاجا ومن اعلام عائلة بدرالدين الدكتور صالح بدر الدين استاذ القانون الدولي بجامعة حلوان واللواء محسن زكي بدرالدين والحاج يحي بدرالدين عضو مجلس الشوري السابق
وهناك الرموز الكثيرة من سرياقوس ومنها الشيخ علي سيد شرف مراجع المصحف الشريف من قبل الازهر والدكتور إبراهيم علي معروف من مترجمي القران الكريم الي الإنجليزية وعضو هيئة الترجمة بالمملكة العربية السعودية
منقول من موقع ويكيبيديا الموسوعة الحرة
الرابط http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B3%D8%B1%D9%8A%D8%A7%D9%82%D9%88%D8%B3
أشرف صبحي سليم
سرياقوس احدي قري مركز الخانكة التابع لمحافظة القليوبية وتبعد سرياقوس عن القاهرة إلى الشمال حوالي 22 كيلو متر والوحدة المحلية لسرياقوس يتبعها قرية سرياقوس القرية الام وعدد كبير من العزب اكثر من 20 عزبه منها عزبة الصابونية - عزبة صبري - عزبة الجزار - عزبة عنبه - عزبة عويس وغيرها الكثير وكانت قرية عرب العيايدة تابعة للوحدة المحلية لسرياقوس حتي وقت قريب
وتعد سرياقوس من أقدم قري مركز الخانكة بل هي أساس مركز الخانكة حيث اسسها السلطان الناصر محمد بن قلاون وقام من بعده ببناء الجامع الكبير في سرياقوس ومسجد السلطان الاشرف بالخانكة السلطان الاشرف برسباي من ملوك المماليك أيضاً وكانت تعرف منطقة الخانكة وما يحيط بها من قري مثل عرب العيايدة والجبل الاصفر وابوزعبل بصحراء سرياقوس حتي بني السلطان الاشرف برسباي مسجده ودار العبادة بالمنطقة حيث معني كلمة الخانكة هي الخانقاه أو خانقاه سرياقوس دار العبادة ومسجد الاشرف بالخانكة احد ثلاث مساجد ومدارس قام ببنائها السلطان الاشرف وقد بالغ في بنائها وزخرفتها، والثانية بالقاهرة بشارع "المعز لدين الله"، وهي المعروفة بالأشرفية نسبة إلى لقب صاحبها، وتمت عمارتها سنة (829هـ = 1425م)، وهي السنة التي فتح فيها قبرص، والثالثة بالصحراء خارج القاهرة، وهي التي دُفن فيها، كما عُني بشئون الحجاج، فأمر بحفر الآبار على طول الطريق من مصر إلى الحجاز.
معني كلمة سرياقوس : القصة التاريخية لسرياقوس هي كان السلطان الناصر محمد بن قلاوون يخرج للصيد في بركة الجب بمنطقة سريا قوس وذات مرة أصيب بألم عظيم في جوفه كاد إن يؤتى عليه وهو يتجلد حتى عجز عن احتمال الألم فنذر لله إن عافاه ليبنين في هذا الموضع مكان يعبد فيه الله، ثم عاد إلى قلعة الجبل فلزم الفراش عدة أيام، ولما عوف ركب بنفسه ومعه المهندسين وخط على بعد ميل من سريا قوس هذه الخانقة وجعل فيها مائة خلوة لمائة صوفي وبني بجانبها مسجدا تقام به الجمعة وبني بها حمام ومطبخ 0 ولما تم بناء الخانقة سنة 725 هـ خرج بنفسه ومعه الأمراء والقضاة ومشايخ الخوانق ومد الاسمطة داخل الخانقة وفرق 60 إلف درهم فضة ومنذ ذلك الحين رغب الناس في السكنى حول هذه الخانقة وبنو الدور والحوانيت حتى صارت بلدة كبيرة ا طلق عليها اسم (الخانقاة السرياقوسية) تميزا لها عن باقي الخوانق ومن هذا يتضح معني كلمة سرياقوس كما حكاها الاباء والاجدادهي عندما مرض السلطان وكان عنده فرس يسمي قوس وقال له سر يا قوس ويحفزة علي السير وسميت بهذا الاسم نسبة الي الفرس وحادث تحفيزة علي السير في مرض السلطان.
وكان السلطان الاشرف برسباي مملوكا للأمير "دقماق المحمدي" نائب "ملطية"، الذي اشتراه من أحد تجار الرقيق، ومكث في خدمته زمنا، ولقب بالدقماق نسبة إليه، فأصبح يعرف ببرسباي الدقماقي، ثم أهداه سيده إلى السلطان الظاهر "برقوق" سلطان مصر، فأعتقه، وجعله من جملة مماليكه وأمرائه، وبعد وفاة السلطان برقوق تقلّب في مناصب متعددة في عهد من خلفه من السلاطين، حتى نجح في اعتلاء عرش السلطنة في (8 من ربيع الآخر 825هـ = 1 من إبريل 1422م)، وهو السلطان الثامن في ترتيب سلاطين دولة المماليك الجركسية، والثاني والثلاثون في الترتيب العام لسلاطين دولة المماليك.
وقد نجح السلطان برسباي في الفترة التي قضاها في الحكم -وهي نحو سبعة عشر عاما- في إشاعة الأمن والاستقرار، والقضاء على الثورات والفتن، التي شبت في البلاد، والضرب على أيدي الخارجين على النظام، كما فعل مع ثورة طائفة المماليك الأجلاب، وهم الذين جاءوا إلى مصر كبارًا، وكانوا قد عاثوا في الأرض فسادًا لتأخر رواتبهم في عامي (835هـ = 1431م)، (838هـ = 1434م)، وقد مكّنه ذلك الاستقرار الذي نعمت به البلاد من القيام بغزو جزيرة قبرص وخضوعها لديار المسلمين.
وبعد أن قضى السلطان برسباي في الحكم نحو سبعة عشر عاما، تُوفي في (ذي الحجة 841هـ = مايو 1437م)، بعد أن ارتبط اسمه بالجهاد ضد الصليبيين، وأضاف إلى دولته جزيرة قبرص، وهو ما أضفى على سلطنته رونقًا وشهرة.
واهتم ملوك المماليك بسرياقوس وبقت منتجع فيه جناين ومنتزهات وحمامات وسرايات فخمه للأمرا، وكان فيها ميدان اسمه ميدان سرياقوس. ولما شق الملك الناصر الخليج الناصرى وصله بسرياقوس وعمل نهضه زراعيه كبيره على شطيه. الخليج الناصرى اللى كان بينتهى عند ميدان سرياقوس فضل لغاية سنة 1800 وظهر قي خريطة القاهرة اللى رسمها علما الحمله الفرنسيه واتردم قي عهود محمد على باشا والخديوى إسماعيل.كمااهتم "الناصر" بشق الترع، وإقامة الجسور والقناطر، وإنشاء الخلجان؛ فحفر هذا الخليج الذي امتد من القاهرة إلى "سرياقوس" مخترقًا أحياء القاهرة، وحفره الملك الناصر محمد بن قلاوون هذا الخليج في سنة خمس وعشرين وسبعمائة، لما بنى الخانقاه بسرياقوس، فأراد إجراء الماء من النيل إليها ليرتب عليه السواقي والزرعات، وفوض أمره إلى أرغون النائب، فخفر في مدة شهرين من أول جمادى الأولى إلى سلخ جمادى الآخرة وأقام عليه القناطر الكثيرة، مثل قناطر السباع، وأنشأ عددا من البساتين منها بستان "باب اللوق"، كما أعاد حفر خليج الإسكندرية وتطهيره، ليستمر فيه الماء العذب طوال العام، وما زال هذا الخليج موجودًا حتى الآن، وإن تغير اسمه ليصبح "ترعة المحمودية".
وعاش أبناء الناصر محمد بن قلاون بسرياقوس من بعده ومنهم الملك الأشرف علاء الدين كجك بن الناصر محمد بن قلاوون والذي ولد بالقاهرة 1334 - توفى بسرياقوس 1345, وهو ثاني من تربع على عرش السلطنة من أبناء السلطان الناصر محمد بن قلاوون ورابع عشر سلاطين الدولة المملوكية, نصبه الأمراء في عام 1341 بزعامة الأمير قوصون الناصرى بعد أن خلعوا أخيه سيف الدين أبو بكر، وكان عمره ما بين الخمس والسبع سنين، وبقى على تخت السلطنة نحو خمسة شهور
قال الشعرا عنها أيامها
سر نحو سرياقوس وانزل بفنا أرجائها ياذا النهي والرشد
تلق محلاً للـــسرور والهنــا فيه مقام للتقى والزهــــد
وقد جاء النص التالي من كتاب السواك الجزء الثاني " وفيه خرج السلطان إلى سرياقوس ومعه عدة من المهندسين وعين موضعاً على نحو فرسخ من ناحية سرياقوس ليبتني فيه خانكاه بها مائة خلوة لمائة صوفي وبجانبها جامع تقام فيه الجمعة ومكان برسم ضيافة الواردين وحمام ومطبخ وندب السلطان آقسنقر شاد العمائر لجمع الصناع . ورتب السلطان لها أيضاً قصوراً برسم الأمراء الخاصكية وعاد فوقع الاهتمام في العمل حتى كملت في أربعين يوماً . ثم اقتضى رأي السلطان حفر خليج خارج القاهرة ينتهي إلى سرياقوس ويرتب عليه السواقي والزراعات وتسير فيه المراكب أيام النيل بالغلال وغيرها إلى القصور بسرياقوس وفوض ذلك إلى الأمير أرغون النائب . "
كما ورد بكتاب تاريخ ابي الفداء " وأقمنا بسرياقوس بالعمائر التي أنشأها السلطان هناك وأرسل السلطان أحضر رئيس الأطباء إذ ذلك . وهو جمال الدين إبراهيم بن أبي الربيع المغربي فحضر إلى سرياقوس وبقي يساعدني على العلاج ثم رحل السلطان من سرياقوس ودخل القلعة وأرسل إلي حراقة فركبت أنا وابني محمد فيها وكان إذ ذاك يوم بحرانة يعني سابع أيام الرض وهو يوم الخميس سادس ذي الحجة ونزلت بدار طقزتمر على بركة الفيل وأصبح يوم الجمعة المرض منحطاً ولله الحمـد فإنـه أفسـح بالبحران المذكور وأقمت تحت ظل صدقات السلطان وبقي يحصل لي عوائق عـن ملازمـة خدمـة السلطـان بسبـب مـرض الولـد فـإن الحمـى بقيـت تعـاوده بعـد كـل قليـل والسلطـان يتصـدق ويعذرنـي في انقطاعي ويرسم لي بذلك رحمة منه وشفقة علي وبقي عنده من مرض ابني أمـر عظيـم وبقيـت أتـردد مـع السلطـان فـي هـذه النوبـة فـي الصيـف فـي أراضـي الجيـزة وأراضي المنوفية حتى خرجت هذه السنة . "
وجامع الأشرف برسباى بالخانكة 841 هجرية = 1437م. هذا الجامع هو ثالث المساجد التي أنشأها الأشرف برسباى شيده ببلده الخانكة التي كانت تابعه لسرياقوس " خانقاه سرياقوس " وكان الفراغ من بنائه سنة 841 هجرية = 1437م وهو جامع فسيح يتكون من صحن مكشوف تحيط به أربعة أروقة أكبرها رواق القبلة الذي يشتمل على ثلاثة صفوف من العقود المحمولة على أعمدة رخامية ويتكون كل من الرواقين الجانبيين من صفين كما يتكون رواق المؤخرة من صف واحد، هذا ويغطى رواق القبلة سقف من الخشب على شكل مربعات وطبال منقوشة ويكسو الجزء السفلى من حوائطه وزرة من الرخام الملون يتوسطها محراب رخامى يقوم إلى جواره منبر من الخشب طعمت حشواته بالسن. والوجهة الرئيسة تشرف على الطريق العام وبها المدخل الذي تغطيه مقرنصات جميلة ويحلى صدره أشرطة من الرخام الأبيض والأسود بأعلاها طراز مكتوب به تاريخ الفراغ من عمارة هذا الجامع سنة 841 هجرية وإلى يمين المدخل سبيل يعلوه كتاب وإلى يساره تقوم مئذنة مكونة من ثلاث طبقات مماثلة لمئذنة مسجده بشارع المعز لدين الله، وللجامع ثلاث وجهات أخرى بمنتصف الوجهة الغربية منها مدخل آخر، وكان لهذا الجامع دورة مياه منفصلة عنه لا زالت محتفظة بمعالم تخطيطها القديم. وقد تداركت إدارة حفظ الآثار العربية هذا الجامع وهو قي حالة تصدع شديد فقامت بترميمه وإصلاحه إصلاحا شاملا بحيث أصبح كما هو الآن.
دير سرياقوس وكان يُعرف بأبي هور وله عيد يجتمع فيه الناس والقديس اباهور السرياقوسى من اطباء الامراض الجلدية المستعصية وكان يعيش في سرياقوس وكان له فيها دير عظيم ولكنه اندثر قي القرن 17 م وهو اخو الشهيدة مهرائيل المدفونه في سرياقوس.
وكان الرحالة الشهير ابن بطوطة من الذين زاروا مصر في سنة 725هـ / 1324م وهو في طريقه إلى الحج في عهد الناصر محمد بن قلاون وذكر في كتابه تحفة النظارالكثير من ميادين مصر التاريخية ومنها ميدان سرياقوس وقال " ميدان سرياقوس : كان جنب الخانقاه الذي بناه السلطان الناصر محمد بن قلاوون وزينه بأشجار الفاكهه وكانت تقام به سوق شهير سمي بسوق الجمعه وكان به الكثير من أنواع التجاره في شتي الأنواع
"لقد قام أبناء سرياقوس بالتعاون مع أبناء مصر في مقاومة الحملة الفرنسية وذكر الجبرتي " وسافروا الي جهة بحري بسبب ان بعض البلاد قاموا علي عسكر الفرنساوية حيث دارت معركة حامية عند منطقة «سرياقوس»، لم يحالف النصر فيها جيش الفلاحين، لكن الفلاحين عادوا واحتموا بمدينة قليوب، وحفروا حولها خندقا لحمايتهم من الفرنسيين، فما كان من نابليون إلا أن بعث الشيخ السادات والشناوى إلى شيخ الشواربية سليمان الشواربى لمفاوضته على أن يتولى بر مصر، واصطحباه إلى القلعة حيث يحكم نابليون "
وكانت سرياقوس قديماً تشتهر بصناعة العسل الاسود وكان يعرف بـ " العسل السرياقوسي " وكانت تعرف قرية سرياقوس حتي وقت قريب بـ "سرياقو س العسل " ويوجد بسرياقوس حتي الآن منطقة بالقرب من ترعة الإسماعيلية تعرف بالعصارة " نسبة لعصارة قصب السكر التي كانت تستخدم في صناعة العسل الاسود "
واليوم تعد سرياقوس من المدن التجارية الهامة بالقليوبية حيث يوجد بها سوق كبير لتجارة الخضر والفاكهة ياتي الية الفلاحين لبيع محصولتهم من جميع أنحاء الجمهورية ويقوم التجار كذلك بالذهاب الي الفلاحين أحياناً اخري لشراء المحصول من قراهم في صعيد مصر والوجه البحري وسيناء والإسماعيلية ومرسي مطروح
وادي ازدهار سرياقوس من الناحية التجارية الي وجود فرص عمل لأبناءها وقلة البطالة
ويوجد في سرياقوس عائلات : عنبه - بدرالدين - مدينة - أبو جبل - سليم - هلال - الفخراني - أبوزيد - شرف - حبيب وغيرها من العائلات.
ومن اعلام عائلة عنبه المستشار محمود عنبه عضو مجلس الشعب السابق وزعيم حركة القضاة في الستينات من القرن العشرين والمرحوم المهندس محمد لبيب عنبه عضو مجلس الشعب السابق والمستشار محمد حسيني عنبه نائب رئس هيئة النيابة الإدارية والمستشار ناصر سيد أحمد عنبه عضو مجلس محلي محافظة القليوبية والمنسق العام للحزب الوطني بالقليوبية والمشرف العام علي المجالس الشعبية والمحلية بالقليوبية وعضو جمعية محاميين بلا حدود والدكتورة هالة محمد لبيب عنبه استاذ إدارة الاعمال جامعة القاهرة ورئيس اركان حرب اللواء احمد فؤاد عنبه والمستشاركمال عنبه والكابتن محمد منار عنبه رئيس نقابه الطيارين والصحفي فهمي عنبه الذي تمكن ان يكون عضو مجلس إداره صحيفه الجمهوريه والاستاذعبدالرحمن عنبه رئيس مجلس مدينة سفاجا ومن اعلام عائلة بدرالدين الدكتور صالح بدر الدين استاذ القانون الدولي بجامعة حلوان واللواء محسن زكي بدرالدين والحاج يحي بدرالدين عضو مجلس الشوري السابق
وهناك الرموز الكثيرة من سرياقوس ومنها الشيخ علي سيد شرف مراجع المصحف الشريف من قبل الازهر والدكتور إبراهيم علي معروف من مترجمي القران الكريم الي الإنجليزية وعضو هيئة الترجمة بالمملكة العربية السعودية
منقول من موقع ويكيبيديا الموسوعة الحرة
الرابط http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B3%D8%B1%D9%8A%D8%A7%D9%82%D9%88%D8%B3
أشرف صبحي سليم