رجاء أم أمل
الرجاء أفضل من الأمل ، ففى حين استحسن الإمام الغزالى الرجاء ، وأكد أنه دواء ، ووصف الأمل بالداء الذى يجب معالجته ، فقد أشار الى فضيله قصر الأمل ، وأشار الى روايه الإمام على كرم الله وجهه أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال " إن أشد ما أخاف عليكم خصلتان ، اتباع الهوى وطول الأمل ، فأما اتباع الهوى فإنه يصد عن الحق ، وأما طول الأمل فإنه الحب للدنيا " وقالت أم المنذر: اطلع رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات عشية الى الناس فقال " أيها الناس أما تستحيون من الله " قالوا: وما ذاك يا رسول الله؟ قال " تجمعون ما لا تأكلون وتأملون ما لا تدركون وتنيون ما لا تسكنون" . وروى عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه أخذ ثلاثة أعواد فغرز عودا بين يديه ، والأخر الى جنبه ، وأما الثالث فأبعده، فقال " هل تدرون ما هذا ؟ قالوا : الله ورسوله أعلم ، قال : " هذا الانسان وهذا الأجل وذاك الأمل يتعاطاه ابن آدم ويختلجه الأجل دون الأمل " ، وقال الرسول صلى الله عليه وسلم " نجا أول هذة الأمة باليقين والزهد ، ويهلك آخر هذة الأمة بالبخل والأمل" ، وقال سالمان الفارسى رضى الله عنه " ثلاثة أعجبتنى حتى أضحكتنى ، مؤمل الدنيا والموت يطلبه ، وغافل وليس يغفل عنه ، وضاحك ملء فيه ولا يدرى أساخط رب العالمين أم راض" وقال الثورى " الزهد فى الدنيا قصر الأمل" ، وبينما سليمان بن عبد الملك فى المسجد الحرام اذ أتى بحجر منقور ، فطلب من يقرؤه ، فاذا فيه : ابن آدم انك لو رأيت قرب ما قى من أجلك لزهدت فى طول أملك ، ولرغبت فى الزيادة من عملك ولقصرت من حرصك وحيلك ( أميره أحمد عبد المعطى ، 2010: 36). اذن فالرجاء أمل يتبعه عمل ، والأمل رجاء بلا عمل..