كفر الشيخة سالمة

كم ذا للتاريخ من عبر... وان من عبر التاريخ الكبرى أننا لا نستشف وجهته، ولا نستكشف قيمته ، ولا ندرك معناه الا فيما يقره فى ضمير الانسان من بعد كر الدهور وتعاقب الأزمان. من عبر التاريخ الكبرى أنه يختزل الزمان الذى هو فى الوجود ، فيجعله زمانا هو صانع وجود الانسان. انه اختزال الزمن فى خبرة قلبية، فى قلب خبرة الانسان. ليس التاريخ الذى أعنيه ، ويعنينى ، فيما يستبين من وقعه فى عميق حسى ، وما يستعلن من مسراه فى بصيره حدسى ، ليس أحداثاً تتوالى أو وقائع تتراكم ، أو أمواج من الحركات الظاهرة يرصدها المؤرخ ويسجلها ويحللها ويفسرها ، بل التاريخ الذى أعنيه ، تاريخ الانسان الحق ، هو: تاريخ الوجود النفسى للانسان ، تاريخ حياته النفسية الروحية ، تاريخ قلبه ، تاريخ وجدانه ، تاريخ وجوده الداخلى ، وجوده المعنوى ، وجوده القيمى ، نعم التاريخ الحق للانسان هو تاريخه المبثوث فى روحه ، المنثور فى معنويته . هو تاريخ الانسان مقروءا على حنايا وجوده ، مدركا على شغاف قلبه ، منيرا فى رحاب فكره ، متسعا فى ثنايا شوقه (سيد أحمد عثمان ، 1989: 7).