في الذاكرة
لم يكونوا اعلاما ولا علماء , لم يكونوا عقلاء ولا بلهاء’ فقط كانوا اناسا تشم انفاسهم في كل حي’في كل واد , في كل بيت . نتكلم اليوم عن شخص اسمه << السي العيد مول الكارة>>
و انا صغير عرفته بقده المستقيم,بلحيته البيضاء,بمشيته الحثيثة,ليس بالطويل البين طوله ,عريض المنكبين,قوي البنية,هكذا رأيته قبل اربعين سنة و هكذا رأيته بعد اربعين سنة.
لا يركب آلة و لا دابة,تراه في كل حين,تراه في كل مكان,عندما كان ياتي الى منزلي,ياكل كل شيء ولا يترك اي شيء لألا يعتبر مبذرا,ادا تكلم لا يقول الا موعظة,احسبه ورعا,تقيا,زاهدا,متصوفا...
هو الذي بنى كهوف <<لالة لعبادة>> -لالة لعبادة هو اسم يطلقه سكان تندرارة على جبل اسمه الكارة,هدا الجبل هو بمثابة رمز البلدة-كانت نسوة الحي كغيرهن-حي بلخير-يزرن لالة لعبادة لطلب البركة,فيجدن داخل الكهف غرفا عبارة عن مطبخ,صالون للجلوس,ومنعزل تنام فيه من كانت في حاجة الى خلوة وتأمل.
كل ذلك قام بحفره ونحته <<السي العيد >>بمفرده وعلى امتداد سنوات,كان يخدم كل من يفد الى -لالة لعبادة-طبعا بدون مقابل.
ادا مر بك يوم و انت تدخن,يعطيك درسا في الصحة,في الاخلاق كان ذلك قبل ان يتبنى رجال الصحة برنامج محاربة التدخين...
انه السي العيد مول الكارة,اظنه قد تعدى المئة من عمره’لكن لا السنين و لا الحياة اخذت منه شيئا.اتمنى ان احصل على صورته لانشرها طبعا بموافقته طال الله في عمره