حضور المرأة في الموروث الشعبي
حضور المرأة في الموروث الشعبي - قبل الشروع في الموضوع يتعين علينا مبدئيا ان نعرف ما المقصود بالموروث الثقافي الشعبي؟
الموروث الثقافي الشعبي: هو ما توارثته الأجيال من أمثال و حكم و حكايات شعبية و روايات و تقاليد و عادات يومية و و طقوس موغرة في العمق !
و الحديث عن (الموروث الثقافي الشعبي الصحراوي) بكل أطيافه ليس بالأمر الهين نظرا لندرة المراجع المكتوبة في هذا الجانب الذي يعد و بصدق روح الأمة و ذاكرتها الحية التي تترجم مسيرتها التاريخية و تعطي الصورة المثلى لأنماط عيشتها و ديمومتها و بيئتها و عاداتها و تقاليدها و أعرافها و بشكل اعم ( ذاكرة الجماعة )
و للمرأة حضورا في الموروث الشعبي الشفوي منه و غير الشفوي ( عادات تقاليد و طقوس). حضورا ينوه بمكانتها في المجتمع الصحراوي البدوي , خاضعا - في نظرنا- إلى مقاييس و اعتبارات كانت قد وضعت للمرأة في المجتمعات العربية الإسلامية قديما .
و حضورها كان مكثفا في الشعر , و الأمثال الشعبية و الحياة اليومية ككل . حضورا خصص مكانتها الاجتماعية و ابرز اختلافها عن الرجل جنسا ووظيفة , فهي تختلف عنه - اختلافا طبيعيا - انبثقت عنه اعتبارات أخرى . كرستها التشكيلة الاجتماعية البدوية و التي افرزت لنا فيما بعد , بل و كانت مادة خصبة لنتاج أدبي و فني تمثل في الأمثال و القصص و اتحاجي ...الخ.
و نضع بين ايديكم هذه الباقة من الأمثال و القصص و حتى المعتقدات العامة و الطقوس التي تسود الحياة اليومية للعائلة الصحراوية بل المجتمع الصحراوي ككل للدراسة و التحليل :
1- الطفلة تسبق اخلاقتها : أي ان الفتاة تفعل ما يفوق سنها , و في نظري ان هذا ان دل على شيئ فإنما يدل على نبذ المجتمع للفتاة و هو ايضا امتداد لزمن وأد الفتاة.
2- اموت السارق ما تكلمت العزبة : و العزبة هنا تعني- كما هو معروف - الفتاة التي لم تتزوج بعد- ففي حالتها لا بنبقي لها ان تبدي نظرتها في الأمور مهما بلغ حدها بل عليها ان تلتزم الصمت دائما و الاحتشام بل و التستر و البعد عن المجالس العامة بخلاف قرينها الذكر فينبقي له الإقدام و الشجاعة .
3- متن عين الطفلة من شين سعدها : أي ان العزيمة لا ينبقي ان تكون للفتاة و لا الرأي حتى و ان كانت المعنية الأولى بذلك الأمر .
- عزبة و اتكزن :أي فتاة عذراء و تحترف الكزانة .
4- الناثي لا كثرو ماهو في البل و لغنم : و هنا دعوة صريحة لعدم حب البنات . و يعزز هذا الاعتبار ما يوجد في العرف لدينا و نشترك فيه مع بعض المجتمعات العربية و الإسلامية خاصة و هو ان جريمة الزنا عندما يرتكبها اصحابها فإن المجتمع انما ينبذ الفتاة لوحدها دون الرجل ! و كأن الإله الذي حرم الزنا في كتابه العزيز اختص به المرأة دون الرجل و يقال (...هو راجل ما قاديلو. ..) و هنا يظهر لدينا اننا مجتمع ذكوري كباقي المجتمعات , و يفند هذا الاعتبار أيضا القول بأننا لا نميز بين المرأة و الرجل و ان المرأة لدينا تتمتع بهامش من الحرية لا تتمتع به غيرها من النساء .
و في الشق الثاني : من هذه الباقة نجد الاهتمام باد ِ من طرف المجتمع بالمرأة .
5- اللي ا بلا امنات ما تعرف الناس اينت مات : أي من ليس له بنت لا تأتي الناس بأخباره لأن الرجال عادة ما يقصدون الخيم التي تكون بها العذارى ( لعزب ) إضافة إلى كون المرأة تخدم والديها في البيت اكثر من الرجل وتجدها دائما اقرب إليهم منه .
6- ألي مات بوه يتوسد الركبة و ألي ماتت امو يتوسد العتبة : و الإشارة هنا واضحة الى اهمية مكانة الأم في الحياة عامة و حنوها على فلذات الأكباد.
7- إلى ابقيت العيال يشبع جوع أمه : و هذا فيه دلالة بأن الأم -ا ي- المرأة هي التي تدير شؤون البيت و ترعى حاجاته منذ المراحل الأولى منذ بدأ خياطة الخيمة إلى البناء , و الطهي و استقبال الضيوف و مساعدة الرجال أحيانا عند الحاجة , بل و تقوم بأعمالهم عند ما لا يكونوا موجودين . و هذا الدور الريادي للمرأة في البيت لا يزال موجودا حتى اليوم و في أماكن مختلفة تقريبا . إلا انه أضيفت له بعض الأعباء الأخرى مثل العمل خارج البيت و ذلك للحاجة .
8- الي سترو لمات يكشفوه الحومات : و هنا دلالة على ان الأم دائما هي ستر اسرار العائلة و تحاول المداراة على العيوب مهما كان حجمها .
- و في الحكاية الشعبية التي تعرف ب: (البند و المخطاف) , و التي نجد فيها الاخوة السبعة يهاجرون الى مكان قصي عندما أو همتهم الخادمة بأن والدتهم انما انجبت ذكرا بدل انثى .
كما لا تخفى علينا المكانة " المتميزة" المرأة المطلقة في موروثنا الشعبي و التي تحظى بها المرأة الصحراوية فقط دون باقي نساء العالم و المتمثلة في الاحتفال بخروجها من العدة للرفع من معنوياتها و تكريمها و عدم نعتها باللاجدوائية ...و يتجسد ذلك في الشور المعروف :(شخسر على الريم الى اتخلات و الراجل ماما ت........)
و في موروثنا الشعبي ايضا يبرز الاهتمام بالمرأة من حيث المأكل و المشرب و الملبس دون الذكر و ذلك لما تمثله المرأة من رمز للشرف لدى العائلة الصحراوية و ان أي سوء يبدو عليها من سوء حال او عرية او غيره هو حالة مشينة للعائلة كلها و خاصة الأب او الأخ او الزوج اذا كان موجودا ..! و نسمع ذلك في حياتنا اليومية من افواه الناس الكبار ( لذركر ما يخصر اعليه شيئ امبات لخلا يغير لنثى هي الي ما خاصها اتبات اخلا ...) و هذه الفروق و غيرها تبدو بارزة و بكثرة في كثير من تعاملاتنا اليومية و ان دلت على شيئ فإنما تدل على ابراز مكانة المرأة داخل المجتمع الصحراوي. مكانة تخصص حالتها الاجتماعية ( متزوجة او عزباء او مطلقة او ارملة ) و تخصص عمرها و ما يتماشى معه من مهام داخل البيت او خارجه و ما يجب ان تتحلى به من اخلاق مع الاجانب من الرجال او وسط الجماعة
الموروث الثقافي الشعبي: هو ما توارثته الأجيال من أمثال و حكم و حكايات شعبية و روايات و تقاليد و عادات يومية و و طقوس موغرة في العمق !
و الحديث عن (الموروث الثقافي الشعبي الصحراوي) بكل أطيافه ليس بالأمر الهين نظرا لندرة المراجع المكتوبة في هذا الجانب الذي يعد و بصدق روح الأمة و ذاكرتها الحية التي تترجم مسيرتها التاريخية و تعطي الصورة المثلى لأنماط عيشتها و ديمومتها و بيئتها و عاداتها و تقاليدها و أعرافها و بشكل اعم ( ذاكرة الجماعة )
و للمرأة حضورا في الموروث الشعبي الشفوي منه و غير الشفوي ( عادات تقاليد و طقوس). حضورا ينوه بمكانتها في المجتمع الصحراوي البدوي , خاضعا - في نظرنا- إلى مقاييس و اعتبارات كانت قد وضعت للمرأة في المجتمعات العربية الإسلامية قديما .
و حضورها كان مكثفا في الشعر , و الأمثال الشعبية و الحياة اليومية ككل . حضورا خصص مكانتها الاجتماعية و ابرز اختلافها عن الرجل جنسا ووظيفة , فهي تختلف عنه - اختلافا طبيعيا - انبثقت عنه اعتبارات أخرى . كرستها التشكيلة الاجتماعية البدوية و التي افرزت لنا فيما بعد , بل و كانت مادة خصبة لنتاج أدبي و فني تمثل في الأمثال و القصص و اتحاجي ...الخ.
و نضع بين ايديكم هذه الباقة من الأمثال و القصص و حتى المعتقدات العامة و الطقوس التي تسود الحياة اليومية للعائلة الصحراوية بل المجتمع الصحراوي ككل للدراسة و التحليل :
1- الطفلة تسبق اخلاقتها : أي ان الفتاة تفعل ما يفوق سنها , و في نظري ان هذا ان دل على شيئ فإنما يدل على نبذ المجتمع للفتاة و هو ايضا امتداد لزمن وأد الفتاة.
2- اموت السارق ما تكلمت العزبة : و العزبة هنا تعني- كما هو معروف - الفتاة التي لم تتزوج بعد- ففي حالتها لا بنبقي لها ان تبدي نظرتها في الأمور مهما بلغ حدها بل عليها ان تلتزم الصمت دائما و الاحتشام بل و التستر و البعد عن المجالس العامة بخلاف قرينها الذكر فينبقي له الإقدام و الشجاعة .
3- متن عين الطفلة من شين سعدها : أي ان العزيمة لا ينبقي ان تكون للفتاة و لا الرأي حتى و ان كانت المعنية الأولى بذلك الأمر .
- عزبة و اتكزن :أي فتاة عذراء و تحترف الكزانة .
4- الناثي لا كثرو ماهو في البل و لغنم : و هنا دعوة صريحة لعدم حب البنات . و يعزز هذا الاعتبار ما يوجد في العرف لدينا و نشترك فيه مع بعض المجتمعات العربية و الإسلامية خاصة و هو ان جريمة الزنا عندما يرتكبها اصحابها فإن المجتمع انما ينبذ الفتاة لوحدها دون الرجل ! و كأن الإله الذي حرم الزنا في كتابه العزيز اختص به المرأة دون الرجل و يقال (...هو راجل ما قاديلو. ..) و هنا يظهر لدينا اننا مجتمع ذكوري كباقي المجتمعات , و يفند هذا الاعتبار أيضا القول بأننا لا نميز بين المرأة و الرجل و ان المرأة لدينا تتمتع بهامش من الحرية لا تتمتع به غيرها من النساء .
و في الشق الثاني : من هذه الباقة نجد الاهتمام باد ِ من طرف المجتمع بالمرأة .
5- اللي ا بلا امنات ما تعرف الناس اينت مات : أي من ليس له بنت لا تأتي الناس بأخباره لأن الرجال عادة ما يقصدون الخيم التي تكون بها العذارى ( لعزب ) إضافة إلى كون المرأة تخدم والديها في البيت اكثر من الرجل وتجدها دائما اقرب إليهم منه .
6- ألي مات بوه يتوسد الركبة و ألي ماتت امو يتوسد العتبة : و الإشارة هنا واضحة الى اهمية مكانة الأم في الحياة عامة و حنوها على فلذات الأكباد.
7- إلى ابقيت العيال يشبع جوع أمه : و هذا فيه دلالة بأن الأم -ا ي- المرأة هي التي تدير شؤون البيت و ترعى حاجاته منذ المراحل الأولى منذ بدأ خياطة الخيمة إلى البناء , و الطهي و استقبال الضيوف و مساعدة الرجال أحيانا عند الحاجة , بل و تقوم بأعمالهم عند ما لا يكونوا موجودين . و هذا الدور الريادي للمرأة في البيت لا يزال موجودا حتى اليوم و في أماكن مختلفة تقريبا . إلا انه أضيفت له بعض الأعباء الأخرى مثل العمل خارج البيت و ذلك للحاجة .
8- الي سترو لمات يكشفوه الحومات : و هنا دلالة على ان الأم دائما هي ستر اسرار العائلة و تحاول المداراة على العيوب مهما كان حجمها .
- و في الحكاية الشعبية التي تعرف ب: (البند و المخطاف) , و التي نجد فيها الاخوة السبعة يهاجرون الى مكان قصي عندما أو همتهم الخادمة بأن والدتهم انما انجبت ذكرا بدل انثى .
كما لا تخفى علينا المكانة " المتميزة" المرأة المطلقة في موروثنا الشعبي و التي تحظى بها المرأة الصحراوية فقط دون باقي نساء العالم و المتمثلة في الاحتفال بخروجها من العدة للرفع من معنوياتها و تكريمها و عدم نعتها باللاجدوائية ...و يتجسد ذلك في الشور المعروف :(شخسر على الريم الى اتخلات و الراجل ماما ت........)
و في موروثنا الشعبي ايضا يبرز الاهتمام بالمرأة من حيث المأكل و المشرب و الملبس دون الذكر و ذلك لما تمثله المرأة من رمز للشرف لدى العائلة الصحراوية و ان أي سوء يبدو عليها من سوء حال او عرية او غيره هو حالة مشينة للعائلة كلها و خاصة الأب او الأخ او الزوج اذا كان موجودا ..! و نسمع ذلك في حياتنا اليومية من افواه الناس الكبار ( لذركر ما يخصر اعليه شيئ امبات لخلا يغير لنثى هي الي ما خاصها اتبات اخلا ...) و هذه الفروق و غيرها تبدو بارزة و بكثرة في كثير من تعاملاتنا اليومية و ان دلت على شيئ فإنما تدل على ابراز مكانة المرأة داخل المجتمع الصحراوي. مكانة تخصص حالتها الاجتماعية ( متزوجة او عزباء او مطلقة او ارملة ) و تخصص عمرها و ما يتماشى معه من مهام داخل البيت او خارجه و ما يجب ان تتحلى به من اخلاق مع الاجانب من الرجال او وسط الجماعة