ذكريات في يوم الأضحى وتوجيهات
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
الله أكبر.. الله أكبر.. الله أكبر.. الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسبحاه الله وبحمده بكرة وأصيلاً.. وبعد:
فإن أفراح الروح في الأعياد أمر فطري لا يملك المسلم دفعه، وهو نعمة كبرى من الله عز وجل، وتأتي الأعياد والفرحة عقب عمل عظيم يؤديه المسلم؛ فعيد الفطر بعد طاعة وموسم عظيم للتقرب لله عز وجل، ومهرجان يستمر ثلاثين يومًا ألا يستحق هذا العمل الفرحة وانشراح الصدر والإحساس بقرب المسلم من ربه؟ وتأتي فرحة عيد الأضحى بعد عمل وجهاد وسفر وإحرام وطواف، ووقوف بعرفات.. نعم العمل العظيم، ونعمت القربى من الله عز وجل أفلا يستحق هذا الفرحة؟ والبشاشة والشكر لله عز وجل؟
ألا يستحق منا النظر- اليوم- بأناة ودقة حين نجد بين بدء الوحي والختام ثلاثة وعشرين عامًا يطارد فيها أنضج الناس عقلاً وأكثرهم وفاءً وحبًّا لأمته، وحرصًا على سعادتها وإكرامها والنهوض بها، وإخراجها من الظلمات إلى النور، ويستمع وهو صابر إلى عبارات حكاها القرآن الكريم في قوله تعالى: ?وَقَالُوا يَا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ (6)? (الحجر).
ويناديه المولى تبارك وتعالى يدعوهم للصبر على هذا الجفاء وتلك القسوة ?فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آَنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى (130)? (طه).
واليوم مَنْ أحق بمثل هذه المواقف منكم؟ والتعود عليها وعدم استغرابها أو العجب منها؟
إن الخاتمة في هذه المواقف لدى المسلمين في صدر الإسلام، والتحلي بالصبر الجميل قد أثمرت أنهم أصبحوا سادة الموقف ورجال اليوم والغد وأمل العالم كله؛ لأنه يحتاج إليهم وكيف لا؟ والوحي يتنزل على سيد الخلق يرطب قلبه ومشاعره ويطمئن نفسه ?فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ (60)? (الروم)، ويقول له ?قُلْ إِنَّ رَبِّي يَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَّامُ الْغُيُوبِ (48) قُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَمَا يُبْدِئُ الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ (49)? (سبأ).
ولقد استمر الصراع بين المسلمين وبين غيرهم ثلاثة وعشرين عامًا، ذاق المسلمون فيها الأهوال، وتحملوا فيها المشاق، وصبروا وصابروا، والذي يجب أن نعيه تمامًا من هذا الصراع أن الجولات بين الحق والباطل مرة المذاق كثيرة التضحيات، ولقد تحمل المسلمون الأوائل هذا بصدق وأمانة وإخلاص، ويقين في أن النصر لهم، لأنهم علموا أن الصراع كلما اشتد ليلة انبلج فجره، كما قال الشاعر:
اشتدي أزمة تنفرجي قد آذن ليلك بالبلج
وإذا كان العرب اليوم مشهورين في جميع القارات بأنهم يصدّرون البترول بجميع مشتقاته، وهذا لا شك نعمة على جميع المسلمين لو استغلت الاستغلال الصحيح لكفتهم ولرفعت من شأنهم، ونرجو أن يتحقق بإذنه تعالى.
لكنهم قبل هذا قد عرفوا واشتهروا بين أمم الأرض لمدة ألف سنة أو تزيد يصدرون النور، ويعلِّمون العالم العدل والصفح والشجاعة والمروءة، قال تعالى: ?كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ? (آل عمران: من الآية 110).
لقد كان العرب وهم يحملون رسالة النور والخير إلى البشرية كلها هم الأمة الأولى التي تقود العالم، بيدها منهاج، وفي عقولها فكر وعلم، وفي قلوبها مودة ورحمة، وفي سيرتها كل المعاني التي أهلتها لقيادة البشرية.
وقد كانوا الأمة الأولى بحق لا بالبترول ولا بناطحات السحاب، ولا بالسيارات الفارهة، ولا بالوظائف العالية، بل كانوا كذلك بخدمتهم للعالم، وحرصهم على رقيه وإخراجه من الظلمات إلى النور، يقول ربعي بن عامر رضي الله عنه حينما سأله رستم: ما الذي جاء بكم؟ فرد عليه على الفور: إن الله ابتعثنا لنخرج من شاء من عبادة العبيد إلى عبادة الله وحده، ومن جور الكهان إلى عدل الإسلام، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة.
وبذلك استحقوا أن يقوموا بدور القيادة والريادة للعالم ?وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا? (البقرة: 143).
يقول صاحب الظلال رحمه الله: "وإنها للأمة الوسط بكل معاني الوسط، سواء من الوساطة بمعنى الحسن والفضل، أو من الوسط بمعنى الاعتدال والقصد أو من الوسط بمعناه المادي الحسي، الأمة وسطًا في التصور والاعتقاد لا تغلوا في التجرد الروحي ولا في الارتكاس المادي إنما تتبع الفطرة الممثلة في روح متلبس بجسد أو جسد تتلبس به روح.. (أمة وسطًا) في التفكير والشعور لا تجمد على ما علمت منافذ التجربة والمعرفة، ولا تتبع كذلك كل ناعق، وتقلد تقليد القردة المضحك.. (أمة وسطا) في المكان في سرة الأرض، وفي أوسط بقاعها، وما زالت هذه الأمة التي غمر أرضها الإسلام هي الأمة التي تتوسط أقطار العالم من شرق وغرب وجنوب وشمال" بتصرف.
ثم يقول رحمه الله: "وما يعوق هذه الأمة اليوم عن أن تأخذ مكانها هذا الذي وهبه الله لها، إلا أنها تخلت عن منهج الله الذي اختاره لها، واتخذت لها مناهج مختلفة ليست هي التي اختارها الله لها".
إن المسلمين حول البيت، حين تتوجه القارات الخمس في صلاتها في اليوم خمس مرات إلى بيت الله لهو شرف ضخم ومنزلة عظيمة؛ فهم القبلة للجميع، وهم القدوة للجميع والإمامة والريادة فيهم لو أحسوا بهذه المنزلة وعملوا بالمنهج الذي يؤهلهم لهذه القيادة، لكنهم قعدوا ونسوا هذه الأستاذية للعالم، قال تعالى: ?كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آَيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ (151) فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ (152)? (البقرة).
أيها الأحباب.. اعلموا علم اليقين أن كرامتنا وأن عزتنا وأن شرفنا إنما هو بالتمسك والعمل بهذه الرسالة، والحرص على نصرتها، وعلى أخذها كاملة، وعلى تطبيقها على أنفسنا أولاً، والتزامنا بها ووقوفنا عند حدودها والنزول على أحكامها في السر والعلن، ومع القريب والبعيد، وما أجمل ما قاله سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه: إن الله أعزنا بالإسلام، فإن ابتغينا العز في غيره أذلنا الله.
أيها الأحباب.. يجب عليكم أن تشعروا غيركم بحقِّ أنكم لستم طلاب حكم ولا من الذين يتسلقون لهذا الأمر أو يحرصون عيه أو يتنافسون فيه مع غيرهم، وأنتم تريدون لكم ولغيركم أن تُحكموا بالإسلام، ومغالطة كبيرة التي يرددها البعض أنكم تريدون أن تَحكموا بالإسلام، ليس لها سند من تاريخ من قريب أو بعيد، كل الذي تريدونه وتسعون من أجله أن تعود شريعة الله إلى مكانتها في القلوب وفي النفوس، وأن ينزل الجميع عند حدود الله وأن ينفذوا ما أمر الله به على يد أي إنسان كان هذا الأمر ما دام يعدل في حكمه ويعطي القدوة لغيره، ونحن جميعًا خدم لمن يفعل هذا ويقوم به، قالها أحد رجال الإخوان أيام أن كان رئيس الوزراء النحاس باشا، قابله وفد من الإخوان وقالوا له: يا معالي الباشا أحكم بالإسلام ونحن نمسح التراب عنك.
أيها الأحباب.. إننا حملة مبادئ وطلاب قيم نحرص على أن تسود وأن تشيع بين الناس العدالة المطلقة، فَمنْ استمسك بهذه القيم وأحيا الإيمان في القلوب، وعمل لمصلحة الأمة جميع الأمة الكبير والصغير، الغني والفقير، العالم وصاحب العمل من يعيش في ناطحة السحاب، ومن ينام في الكوخ الذي يعطي المرأة حقها، ويردّها إلى ربها، ويحرص على أن يقود الأمة كلها إلى الجنة، وأن يسود السلام والوئام والأخوة والتعاون والتقارب بين الجميع؛ فنحن من ورائه أيدينا في يده وقلوبنا معه نشجعه بل ونفديه ونحرسه لينام، ونمده بالنصح الخالص فالدين النصيحة والنصح واجب لكل مسلم ومسلمة، ونحن دائمًا نؤثر أن نكون جنودًا مجهولين لا نبتغي مالًا ولا جاهًا، كما سمانا الإمام البنا: الكتيبة الخرساء التي تحسن العمل وتجيده، وتترفع عن الكلام وحب الشهرة.
لقد علمنا المولى تبارك وتعالى أن هذا الطريق هو ?تِلْكَ الدَّارُ الْآَخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ (83)? (القصص).
أيها الأحباب.. يجب أن تذكروا في العيد أنكم تنتسبون إلى أمة ممتدة الجذور في التاريخ بكل ما قدمت من خير للإنسانية على اختلاف ألوانها وميولها واتجاهاتها، فما فرقت في عدلها أبدًا بين شرق وغرب ولا بين شمال وجنوب، بل كانت موازين صادقة في السلم والحرب واقرءوا التاريخ لتروا أن ما نقوله حقيقة وواقع صادق لا ينكره أحد، فأنتم أحفاد صانعي البطولات الذين ربوا الأمم، وأخرجوا الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم إلى صراط العزيز الحميد، وقد تحدث الإمام البنا رحمه الله إلى المؤمنين، حديث القلب إلى القلب، فوضع النقاط فوق الحروف، وحدد الطريق المؤدي إلى النجاح فقال: "إنما تنجح الفكرة إذا قوي الإيمان بها، وتوفر الإخلاص في سبيلها، وازدادت الحماسة لها، ووجد الاستعداد الذي يحمل على التضحية والعمل لتحقيقها".
كما تحدث- رحمه الله- أيضًا عن عِظم المسئولية فقال: "ومن هنا عظمت تبعاتكم، ومن هنا تضاعفت حقوق أمتكم عليكم، ومن هنا نقلت الأمانة في أعناقكم، ومن هنا وجب عليكم أن تفكروا طويلًا، وأن تعملوا كثيرًا، وأن تحددوا موقفكم، وأن تتقدموا للإنقاذ، وأن تعطوا الأمة حقها كاملًا من هذا الشباب".
أيها الأحباب.. اذكروا في العيد أن إخوانكم وأحبابكم وأهلكم في فلسطين الحبيبة الغالية هم جزء منكم، وأن أرواحكم متعقلة بهم في دعائكم وفي خواطركم، بل في حياتكم كلها، وأن عواطفكم نحوهم أغزر بكثير من عواطف غيركم، فلكم هناك شهداء أحباب بذلوا المهج والأرواح دفاعًا عن أمتهم، وأنتم تقدّرون بحق هذه الكارثة التي نزلت بجزء عزيز وغالٍ من الوطن الحبيب والأمة الواحدة، فعيشوا هذه القضية وانشغلوا بها وفكروا فيها، وقفوا على باب ربكم كثيرًا خاصة في هذه المناسبات، وفي ثلث الليل الأخير فالأمر كله بيده وهو القادر على دفع هذه العصابات وردها في لحظة: ?إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (40)? (النحل)، ?فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (83)? (يس).
أيها الإخوة.. ربوا أبناءكم وبناتكم وزوجاتكم على الاهتمام بهذا الأمر، ففي الأثر "من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم"، نتواصى دائمًا بالاهتمام بقضية فلسطين وقضايا العالم العربي والإسلامي كله، بأن نعيش في حياتنا وفي تفكيرنا وعقولنا، وأن نفكر بجد في خلاص هذه الشعوب التي وقعت في أيدي تجار الحروب، والذين يكيدون بالإسلام وأهله.
ويجب أن تعلموا علم اليقين أن أبناء الصهيونية الفجّار والأشرار والقردة والخنازير الذي قتلوا الأنبياء وكذبوا الرسل وآذوا المؤمنين يريدون الشر بالعالم كله ويسخرونه لمطامعهم وأهوائهم.
إنهم اليوم يمرحون ويدمرون ويقتلون ويعتدون بغير حساب، ويحقدون بالدرجة الأولى على الأمة العربية والإسلامية كلها، والعجيب أن العالم كله قد تواطأ معهم.
إنهم يشبهون سلالة نيرون السفاح الذي أحرق روما بل يزيدون عليه، فسفاح روما أحرق البلد مرة واحدة أما هم فأكثر تفننا في الإجرام والأذى، وليس ببعيد عنا سجون الكيان الصهيوني ومعتقلاته والفظائع التي ترتكب ليل نهار وفي كل شبر، مسلم يعذب ويقتل، والعجيب أن العرب والمسلمين خاصة حكامهم قد وصلوا إلى درجة غريبة وعجيبة من الصمت المريب الغريب المحزن الذي لا مثيل له في التاريخ بينما الصهيونية تعلن في جرأة أنها ستدمر الأمة العربية والإسلامية كلها، ومع ذلك فالصمت والسكوت هما سيدا الموقف.. حسبنا الله ونعم الوكيل.
أيها الأحباب.. لا بد من اليقين بضرورة أن ندفع الثمن غاليًا من الأوقات والأموال والعلم والمهج والأرواح والسهر من أجل قضايا العالم الإسلامي والعربي، والبحث عن حلول تنجينا من هذا الموقف، وتحريك الأمة لتتلاقي في ما ضاع منها، والحثُّ على أن نقف صفًا واحدًا، ويكون أمامنا هدف واحد هو ردُّ العدوان عن هذه الأمة في شرقها وغربها.
لا بد للعلماء الأجلاء وعلى رأسهم الأزهر الشريف من وقفة تطمئن المسلمين على أن الأسد ما زال يحرس العرين ويدافع عنه، ولا بد لرجال الفكر الإسلامي أن يشغلوا بهذا الأمر.. ولا بد للكتاب أن يتحولوا من هذا الطريق الذي هم فيه إلى طريق الكتابة في أخص القضايا وأهم القضايا التي تشعر بها الأمة وتحيط بها، فالقلم أمانة، والكلمة الطيبة أمانة، والنصيحة أمانة، وكلها أمانات يجب أن تُؤدّى، وأن نسارع في أدائها اليوم قبل الغد، وأن نتزود دائمًا في ليلنا ونهارنا بقوله تعالى: ?الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (173) فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ (174) إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (175)? (آل عمران).
كل عام والمسلمون جميعًا بخير وعافية وسعادة ?رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ (10)? (الحشر).
الله أكبر.. الله أكبر.. الله أكبر.. الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسبحاه الله وبحمده بكرة وأصيلاً.. وبعد:
فإن أفراح الروح في الأعياد أمر فطري لا يملك المسلم دفعه، وهو نعمة كبرى من الله عز وجل، وتأتي الأعياد والفرحة عقب عمل عظيم يؤديه المسلم؛ فعيد الفطر بعد طاعة وموسم عظيم للتقرب لله عز وجل، ومهرجان يستمر ثلاثين يومًا ألا يستحق هذا العمل الفرحة وانشراح الصدر والإحساس بقرب المسلم من ربه؟ وتأتي فرحة عيد الأضحى بعد عمل وجهاد وسفر وإحرام وطواف، ووقوف بعرفات.. نعم العمل العظيم، ونعمت القربى من الله عز وجل أفلا يستحق هذا الفرحة؟ والبشاشة والشكر لله عز وجل؟
ألا يستحق منا النظر- اليوم- بأناة ودقة حين نجد بين بدء الوحي والختام ثلاثة وعشرين عامًا يطارد فيها أنضج الناس عقلاً وأكثرهم وفاءً وحبًّا لأمته، وحرصًا على سعادتها وإكرامها والنهوض بها، وإخراجها من الظلمات إلى النور، ويستمع وهو صابر إلى عبارات حكاها القرآن الكريم في قوله تعالى: ?وَقَالُوا يَا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ (6)? (الحجر).
ويناديه المولى تبارك وتعالى يدعوهم للصبر على هذا الجفاء وتلك القسوة ?فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آَنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى (130)? (طه).
واليوم مَنْ أحق بمثل هذه المواقف منكم؟ والتعود عليها وعدم استغرابها أو العجب منها؟
إن الخاتمة في هذه المواقف لدى المسلمين في صدر الإسلام، والتحلي بالصبر الجميل قد أثمرت أنهم أصبحوا سادة الموقف ورجال اليوم والغد وأمل العالم كله؛ لأنه يحتاج إليهم وكيف لا؟ والوحي يتنزل على سيد الخلق يرطب قلبه ومشاعره ويطمئن نفسه ?فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ (60)? (الروم)، ويقول له ?قُلْ إِنَّ رَبِّي يَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَّامُ الْغُيُوبِ (48) قُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَمَا يُبْدِئُ الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ (49)? (سبأ).
ولقد استمر الصراع بين المسلمين وبين غيرهم ثلاثة وعشرين عامًا، ذاق المسلمون فيها الأهوال، وتحملوا فيها المشاق، وصبروا وصابروا، والذي يجب أن نعيه تمامًا من هذا الصراع أن الجولات بين الحق والباطل مرة المذاق كثيرة التضحيات، ولقد تحمل المسلمون الأوائل هذا بصدق وأمانة وإخلاص، ويقين في أن النصر لهم، لأنهم علموا أن الصراع كلما اشتد ليلة انبلج فجره، كما قال الشاعر:
اشتدي أزمة تنفرجي قد آذن ليلك بالبلج
وإذا كان العرب اليوم مشهورين في جميع القارات بأنهم يصدّرون البترول بجميع مشتقاته، وهذا لا شك نعمة على جميع المسلمين لو استغلت الاستغلال الصحيح لكفتهم ولرفعت من شأنهم، ونرجو أن يتحقق بإذنه تعالى.
لكنهم قبل هذا قد عرفوا واشتهروا بين أمم الأرض لمدة ألف سنة أو تزيد يصدرون النور، ويعلِّمون العالم العدل والصفح والشجاعة والمروءة، قال تعالى: ?كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ? (آل عمران: من الآية 110).
لقد كان العرب وهم يحملون رسالة النور والخير إلى البشرية كلها هم الأمة الأولى التي تقود العالم، بيدها منهاج، وفي عقولها فكر وعلم، وفي قلوبها مودة ورحمة، وفي سيرتها كل المعاني التي أهلتها لقيادة البشرية.
وقد كانوا الأمة الأولى بحق لا بالبترول ولا بناطحات السحاب، ولا بالسيارات الفارهة، ولا بالوظائف العالية، بل كانوا كذلك بخدمتهم للعالم، وحرصهم على رقيه وإخراجه من الظلمات إلى النور، يقول ربعي بن عامر رضي الله عنه حينما سأله رستم: ما الذي جاء بكم؟ فرد عليه على الفور: إن الله ابتعثنا لنخرج من شاء من عبادة العبيد إلى عبادة الله وحده، ومن جور الكهان إلى عدل الإسلام، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة.
وبذلك استحقوا أن يقوموا بدور القيادة والريادة للعالم ?وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا? (البقرة: 143).
يقول صاحب الظلال رحمه الله: "وإنها للأمة الوسط بكل معاني الوسط، سواء من الوساطة بمعنى الحسن والفضل، أو من الوسط بمعنى الاعتدال والقصد أو من الوسط بمعناه المادي الحسي، الأمة وسطًا في التصور والاعتقاد لا تغلوا في التجرد الروحي ولا في الارتكاس المادي إنما تتبع الفطرة الممثلة في روح متلبس بجسد أو جسد تتلبس به روح.. (أمة وسطًا) في التفكير والشعور لا تجمد على ما علمت منافذ التجربة والمعرفة، ولا تتبع كذلك كل ناعق، وتقلد تقليد القردة المضحك.. (أمة وسطا) في المكان في سرة الأرض، وفي أوسط بقاعها، وما زالت هذه الأمة التي غمر أرضها الإسلام هي الأمة التي تتوسط أقطار العالم من شرق وغرب وجنوب وشمال" بتصرف.
ثم يقول رحمه الله: "وما يعوق هذه الأمة اليوم عن أن تأخذ مكانها هذا الذي وهبه الله لها، إلا أنها تخلت عن منهج الله الذي اختاره لها، واتخذت لها مناهج مختلفة ليست هي التي اختارها الله لها".
إن المسلمين حول البيت، حين تتوجه القارات الخمس في صلاتها في اليوم خمس مرات إلى بيت الله لهو شرف ضخم ومنزلة عظيمة؛ فهم القبلة للجميع، وهم القدوة للجميع والإمامة والريادة فيهم لو أحسوا بهذه المنزلة وعملوا بالمنهج الذي يؤهلهم لهذه القيادة، لكنهم قعدوا ونسوا هذه الأستاذية للعالم، قال تعالى: ?كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آَيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ (151) فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ (152)? (البقرة).
أيها الأحباب.. اعلموا علم اليقين أن كرامتنا وأن عزتنا وأن شرفنا إنما هو بالتمسك والعمل بهذه الرسالة، والحرص على نصرتها، وعلى أخذها كاملة، وعلى تطبيقها على أنفسنا أولاً، والتزامنا بها ووقوفنا عند حدودها والنزول على أحكامها في السر والعلن، ومع القريب والبعيد، وما أجمل ما قاله سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه: إن الله أعزنا بالإسلام، فإن ابتغينا العز في غيره أذلنا الله.
أيها الأحباب.. يجب عليكم أن تشعروا غيركم بحقِّ أنكم لستم طلاب حكم ولا من الذين يتسلقون لهذا الأمر أو يحرصون عيه أو يتنافسون فيه مع غيرهم، وأنتم تريدون لكم ولغيركم أن تُحكموا بالإسلام، ومغالطة كبيرة التي يرددها البعض أنكم تريدون أن تَحكموا بالإسلام، ليس لها سند من تاريخ من قريب أو بعيد، كل الذي تريدونه وتسعون من أجله أن تعود شريعة الله إلى مكانتها في القلوب وفي النفوس، وأن ينزل الجميع عند حدود الله وأن ينفذوا ما أمر الله به على يد أي إنسان كان هذا الأمر ما دام يعدل في حكمه ويعطي القدوة لغيره، ونحن جميعًا خدم لمن يفعل هذا ويقوم به، قالها أحد رجال الإخوان أيام أن كان رئيس الوزراء النحاس باشا، قابله وفد من الإخوان وقالوا له: يا معالي الباشا أحكم بالإسلام ونحن نمسح التراب عنك.
أيها الأحباب.. إننا حملة مبادئ وطلاب قيم نحرص على أن تسود وأن تشيع بين الناس العدالة المطلقة، فَمنْ استمسك بهذه القيم وأحيا الإيمان في القلوب، وعمل لمصلحة الأمة جميع الأمة الكبير والصغير، الغني والفقير، العالم وصاحب العمل من يعيش في ناطحة السحاب، ومن ينام في الكوخ الذي يعطي المرأة حقها، ويردّها إلى ربها، ويحرص على أن يقود الأمة كلها إلى الجنة، وأن يسود السلام والوئام والأخوة والتعاون والتقارب بين الجميع؛ فنحن من ورائه أيدينا في يده وقلوبنا معه نشجعه بل ونفديه ونحرسه لينام، ونمده بالنصح الخالص فالدين النصيحة والنصح واجب لكل مسلم ومسلمة، ونحن دائمًا نؤثر أن نكون جنودًا مجهولين لا نبتغي مالًا ولا جاهًا، كما سمانا الإمام البنا: الكتيبة الخرساء التي تحسن العمل وتجيده، وتترفع عن الكلام وحب الشهرة.
لقد علمنا المولى تبارك وتعالى أن هذا الطريق هو ?تِلْكَ الدَّارُ الْآَخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ (83)? (القصص).
أيها الأحباب.. يجب أن تذكروا في العيد أنكم تنتسبون إلى أمة ممتدة الجذور في التاريخ بكل ما قدمت من خير للإنسانية على اختلاف ألوانها وميولها واتجاهاتها، فما فرقت في عدلها أبدًا بين شرق وغرب ولا بين شمال وجنوب، بل كانت موازين صادقة في السلم والحرب واقرءوا التاريخ لتروا أن ما نقوله حقيقة وواقع صادق لا ينكره أحد، فأنتم أحفاد صانعي البطولات الذين ربوا الأمم، وأخرجوا الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم إلى صراط العزيز الحميد، وقد تحدث الإمام البنا رحمه الله إلى المؤمنين، حديث القلب إلى القلب، فوضع النقاط فوق الحروف، وحدد الطريق المؤدي إلى النجاح فقال: "إنما تنجح الفكرة إذا قوي الإيمان بها، وتوفر الإخلاص في سبيلها، وازدادت الحماسة لها، ووجد الاستعداد الذي يحمل على التضحية والعمل لتحقيقها".
كما تحدث- رحمه الله- أيضًا عن عِظم المسئولية فقال: "ومن هنا عظمت تبعاتكم، ومن هنا تضاعفت حقوق أمتكم عليكم، ومن هنا نقلت الأمانة في أعناقكم، ومن هنا وجب عليكم أن تفكروا طويلًا، وأن تعملوا كثيرًا، وأن تحددوا موقفكم، وأن تتقدموا للإنقاذ، وأن تعطوا الأمة حقها كاملًا من هذا الشباب".
أيها الأحباب.. اذكروا في العيد أن إخوانكم وأحبابكم وأهلكم في فلسطين الحبيبة الغالية هم جزء منكم، وأن أرواحكم متعقلة بهم في دعائكم وفي خواطركم، بل في حياتكم كلها، وأن عواطفكم نحوهم أغزر بكثير من عواطف غيركم، فلكم هناك شهداء أحباب بذلوا المهج والأرواح دفاعًا عن أمتهم، وأنتم تقدّرون بحق هذه الكارثة التي نزلت بجزء عزيز وغالٍ من الوطن الحبيب والأمة الواحدة، فعيشوا هذه القضية وانشغلوا بها وفكروا فيها، وقفوا على باب ربكم كثيرًا خاصة في هذه المناسبات، وفي ثلث الليل الأخير فالأمر كله بيده وهو القادر على دفع هذه العصابات وردها في لحظة: ?إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (40)? (النحل)، ?فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (83)? (يس).
أيها الإخوة.. ربوا أبناءكم وبناتكم وزوجاتكم على الاهتمام بهذا الأمر، ففي الأثر "من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم"، نتواصى دائمًا بالاهتمام بقضية فلسطين وقضايا العالم العربي والإسلامي كله، بأن نعيش في حياتنا وفي تفكيرنا وعقولنا، وأن نفكر بجد في خلاص هذه الشعوب التي وقعت في أيدي تجار الحروب، والذين يكيدون بالإسلام وأهله.
ويجب أن تعلموا علم اليقين أن أبناء الصهيونية الفجّار والأشرار والقردة والخنازير الذي قتلوا الأنبياء وكذبوا الرسل وآذوا المؤمنين يريدون الشر بالعالم كله ويسخرونه لمطامعهم وأهوائهم.
إنهم اليوم يمرحون ويدمرون ويقتلون ويعتدون بغير حساب، ويحقدون بالدرجة الأولى على الأمة العربية والإسلامية كلها، والعجيب أن العالم كله قد تواطأ معهم.
إنهم يشبهون سلالة نيرون السفاح الذي أحرق روما بل يزيدون عليه، فسفاح روما أحرق البلد مرة واحدة أما هم فأكثر تفننا في الإجرام والأذى، وليس ببعيد عنا سجون الكيان الصهيوني ومعتقلاته والفظائع التي ترتكب ليل نهار وفي كل شبر، مسلم يعذب ويقتل، والعجيب أن العرب والمسلمين خاصة حكامهم قد وصلوا إلى درجة غريبة وعجيبة من الصمت المريب الغريب المحزن الذي لا مثيل له في التاريخ بينما الصهيونية تعلن في جرأة أنها ستدمر الأمة العربية والإسلامية كلها، ومع ذلك فالصمت والسكوت هما سيدا الموقف.. حسبنا الله ونعم الوكيل.
أيها الأحباب.. لا بد من اليقين بضرورة أن ندفع الثمن غاليًا من الأوقات والأموال والعلم والمهج والأرواح والسهر من أجل قضايا العالم الإسلامي والعربي، والبحث عن حلول تنجينا من هذا الموقف، وتحريك الأمة لتتلاقي في ما ضاع منها، والحثُّ على أن نقف صفًا واحدًا، ويكون أمامنا هدف واحد هو ردُّ العدوان عن هذه الأمة في شرقها وغربها.
لا بد للعلماء الأجلاء وعلى رأسهم الأزهر الشريف من وقفة تطمئن المسلمين على أن الأسد ما زال يحرس العرين ويدافع عنه، ولا بد لرجال الفكر الإسلامي أن يشغلوا بهذا الأمر.. ولا بد للكتاب أن يتحولوا من هذا الطريق الذي هم فيه إلى طريق الكتابة في أخص القضايا وأهم القضايا التي تشعر بها الأمة وتحيط بها، فالقلم أمانة، والكلمة الطيبة أمانة، والنصيحة أمانة، وكلها أمانات يجب أن تُؤدّى، وأن نسارع في أدائها اليوم قبل الغد، وأن نتزود دائمًا في ليلنا ونهارنا بقوله تعالى: ?الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (173) فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ (174) إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (175)? (آل عمران).
كل عام والمسلمون جميعًا بخير وعافية وسعادة ?رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ (10)? (الحشر).