معاملة لله
نحن فى كل يوم نتعامل مع الخلق بتعاملات مختلفة كثيرة
نكلم الناس ونأخذ منهم ، نشكرهم ، نحبهم ونسأل عنهم
تعاملات كثيرة في كل يوم .لكن يوجد نوع واحد من أنواع التعامل لا تستطيع أن تتعامل به إلا مع الله
فهو الوحيد الذي يصح أن تعطيه هذا التعامل
إنه التعبد
...ينبغى ألا تعبد إلا الله .
لا إله إلا الله ، ولا نعبد إلا إياه ،له النعمة وله الفضل ، وله الثناء الحسن
لا إله إلا الله ، مخلصين له الدين ولو كره الكافرون .
كيف تتعامل مع الله إذا عبدته ؟
أكثر شىء يكرهه الله تعالى هو الشرك ، ومن صرف العبادة لغير الله تعالى فقد أشرك .
ولا يظنن الإ نسان أنه في أمان من هذا الشرك
إبراهيم عليه السلام دعا ربه دعوة لو فكرنا فيها لما أمن الإنسان على نفسه بعدها
ورد في سورة إبراهيم أن إبراهيم عليه السلام دعا ربه فقال :
(( .. وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الأَصْنَامَ )) ابراهيم/35
سبحان الله .. إبراهيم أبو الانبياء يخاف من أن يعبد الاصنام
ويقع فى الشرك !!
فماذا نقول نحن ؟
إن كثيراً من الناس يستبعد أن يقع فى الشرك
مع أنه يوجد نوع من أنواع الشرك منتشر بين كثير من المسلمين .مسلمين ويقعوا فى الشرك .. كيف ؟!إنه الريـاء
الذي سماه النبى صلى الله عليه وسلم .." الشرك الخفى "
لأنه يخفى على كثير من الناس
وهذا النوع كان أكثر شئ يخاف النبي صلى الله عليه وسلم علينا منه
حتى أنه قال :
" إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر
قالوا : يا رسول الله وما الشرك الأصغر ؟ قال: إنه الرياء " الترغيب والترهيب
لماذا كان النبى صلى الله عليه وسلم يخاف علينا من الرياء ؟
مشكلة الرياء أن صاحبه يعمل أعمال صالحة وربما يتعب فيها
ولكنه فى النهاية يخسر كل ثوابه وأجره
لماذا ؟
لأنه كان يريد مدح الناس وثنائهم
وعندما يجازى ربنا العباد فى الآخرة يقول للمرائين :
" إذهبوا إلى الذين كنتم تراءون فى الدنيا فانظروا هل تجدون عندهم جزاءً " إسناده حسن
( تَعب فى الدنيا ولم يأخذ أجر فى الآخرة )
نعـم ، لأنه جعل نية أخرى فى قلبه مع الله فلم يقصد الله وحده
وربنا سبحانه غنى وغيور لا يرضى أن يكون معه أحد فى العمل
وقد أخبر النبى صلى الله عليه وسلم
أن الله تعالى يقول :" أنا أغنى الشركاء عن الشرك ، من عمل عملا أشرك فيه معى غيرى تركته وشركه " صحيح مسلم
خسارة والله
و لهذا يقول بعض العلماء :" قولوا لمن لم يخلص لا تتعب "!
توجد مشكلة نريد أن نحلها اليوم .. بعض الناس عنده مشكلة مع الرياء دائما يشعر أنه يرائى ودائما يقول له الشيطان أنت مرائى وهو قد تعب من ذلك
فماذا يفعل؟
توجد ثلاثة أسئلة إذا أجبناها إنحلت المشكلة
إنتبه معي ..
السؤال الأول
عندما تفعل عبادة من العبادات هل أنت الذى تقرر إن كنت ترائى أم تخلص
أو أن الشيطان هو الذى يقرر بالنيابة عنك ؟
يعني من الذي يقرر قرار الإخلاص أنت أم الشيطان ؟!
الجواب
أنا طبعا .
طيب .. السؤال الثاني :
هذا الذى يوسوس لك ويقول لك أنت مرائى ويفسد عليك
خشوعك فى العبادة
هل هو ملك من الملائكة أو شيطان من الشياطين ؟
الجواب : لا شك أنه شيطان من الشياطين .
طيب .. سؤال أخير :
ى العبادة .. هل سيحاسبك الله تعالى على قرارك أم على وسوسة الشيطان ؟
الجواب : بالطبع سيحاسبنى على قرارى وليس على وسوسة الشيطان
دعه يوسوس إلى أن يحترق ما الذى يهمك أنت !
يا جماعة لا يوجد رياء غصب على الإنسان
فإذا أردت أنت أن ترائى فسترائى وإذا أردت ألا ترائى فلن ترائى .
و هل تعلم لماذا أنت لست بمرائى ؟
لأنك متضايق من هذا الشعور ، ولو كنت مرائى لما تضايقت
فالمرائي يريد أن يرائي فلماذا يتضايق من هذا الشعور ؟!
ولكن لأنك لا تريد هذا الرياء فلهذا أنت متضايق
فلا تهتم بالشيطان لأنك إذا اهتممت به كبر في قلبك
أنوي الإخلاص ووالله بعدها لو قال لك الشيطان أنت مرائى ألف مرة
فلن تكون عند الله مرائي
والحمد لله إنتهت المشكلة
فإذا ابتعدت عن الرياء وأحسست بالإخلاص فستعيش حياة طيبة جدا فما أحلى الإخلاص !
لن تجد فى قلبك شئ أحلى ولا ألذ من الإخلاص .
الإخلاص : أن تكون أعمالك كلها لله وعباداتك كلها لله لا رياء ولا سمعة
فأنت تحسن إلى والديك سواءً فضّلوك على إخوانك وأخواتك
أم أنهم فضلوا أخوانك عليك، لا يهم .
أنت تتصدق على الفقراء سواءً عرف الناس أم لم يعرفوا
فأهم شئ أن يكون الله علم به وسجلت الملائكة عملي الصالح بعد ذلك لا يمهني أحد .
لا تظهر حسن أخلاقك أمام أصحابك أو مثلا أمام أهل زوجتك لكى يحسنوا التعامل معك
لا
بل أحسن أنت إليهم سواءً أحسنوا أم لم يحسنوا ..
أهم شئ..
هل الله عز وجل راضي عني أم لا ؟!
هذا أهم شئ . إذا كنت قد أرضيت الله فكل شئ سواه لا يهم .
فليتك تحلو والحيـاة مريـرةُ *** وليتك ترضى والأنـام غضابُ
وليت الذى بينى وبينك عامـرُ *** وبينى وبين العالمين خـرابُ
ما الذي تريده من الناس ؟
فأهم شئ أن تدخل أنت الجنة
ومهما مدحك أحد فلا يهم
سواء عرف المدير أنك مجتهد أم لا
وسواء عرف المسؤول أنك لم تخطئ أم لم يعرف
ألست متأكداَ أن الله يعلم هذا عنك ؟!
إذا خلاص ، فالمخلوق لن يعطيك قدرك - تأكد من هذا الأمر -
ولن يعطيك حقك أما ربنا سبحانه فإنه أكثر من يعلم عنك
ويعلم ماذا تستحق بل سيعطيك أكثر مما تستحق ..
قال تعالى: "مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا.." الانعام/160
إذا كنت دائما تفكر بهذه الطريقة فلن يحزنك شئ أبداً
ولن تهتم بأى أحد لم يعطيك قدرك لأنك اصلاً لم تعمل لأجله .
وقليل من الناس يعيش هكذا تراه يحسن إلى أهله ووالديه
وأصحابه وفى عمله
وإن لم يجد تقدير يتوقف عن الإحسان .. والمفروض أنه لا يتوقف ..
لمـاذا ؟
لأنه أصلا لم يعمل لأجلهم بل لأجل أن يحصل على أجر وثواب هذا الإحسان
أهم شئ هل أنت حصلت على أجرك من الله أم لا ؟
إذا كنت حصلت فخلاص
سأضرب لك مثالا واضحاً :
لو أنك تتاجر بالأقلام وقيمة القلم دولار فجاءك شخص وقال لك
أنا أعرف أحد التجار يشتري منك هذا القلم بعشر دولارات
تبيعه أم لا ؟
طبعا أبيعه
لكنه قال لك توجد مشكلة واحدة .
- ما هي المشكلة لا يريد أن يدفع ؟؟
لا بل سيدفع نقدا .
- إذا ما هي المشكلة ؟
المشكلة أن هذا التاجر ما يبتسم !
- ما يبتسم ؟!
نعم هذه مشكلته لا يبتسم !
- وماذا تهمني إبتسامته ، أنا لا أريده أن يبتسم أصلا
فأهم شئ أن أقبض أنا وأخذ الثمن عشرة أضعاف ودعه لا يبتسم
طيب نفس الشئ هنا أحسن إلى والديك لكي تحصل على الحسنات
ثم بعد ذلك لا يهم أحسنوا أو ما أحسنوا
إذا كان الله عز وجل سيعطيك على تعاملك معهم بدل الحسنة عشر حسنات
فماذا تهمك ردة فعلهم
أهم شئ أن تستفيد أنت ..
إذا طبقت هذا فلن تنزعج من أى إساءة تصدر من أى شخص فى حياتك
أليس هذا الشهور رائعا .
جربه أرجوك .. وستتغير حياتك تماما ..